شارل العاشر

Sunday, February 22, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
شارل العاشر

(1757 ـ 1836) شارل العاشر Charles X آخر ملوك آل بوربون في فرنسا (1824ـ 1830). ولد شارل فيليب في فرساي. وهو حفيد الملك لويس الخامس عشر وأخو كل من لويس السادس عشر ولويس الثامن عشر. وفي عام 1773 تزوج من ماري تيريز دو سافوا، وأنجب منها ولدين هما دوقا انغوليم وبيري. ولما كان وريثاً بعيداً للعرش، فقد أهمل إعداده لتولي شؤون الحكم.

في البداية أصبح شارل فيليب كونت ارتوا. اشتهر بجماله وتصرفاته الطائشة وبذخه، مما أفقده محبة العامة. لكن بدءاً من عام 1785 أخذ يهتم بشؤون الدولة، فقد كان مولعاً بامتيازات النظام القديم، وعندما اندلعت الثورة الفرنسية عام 1789 دعا النبلاء إلى الهجرة، وقاد النشاط المعادي للثورة متنقلاً في العديد من بلاطات الملوك من أجل إعداد وتنظيم الجيوش الملكية. وبعد مشاركته في حملة لا طائل منها على مقاطعة بريتانيا Bretagne في عام 1795، أقام في بريطانيا بصحبة أخيه الأكبر لويس الذي أصبح من حقه المطالبة بعرش آل بوربون في فرنسا.

في مطلع 1814، أتاحت لـه هزيمـة نابليون الفرصة للعودة إلى فرنسا مع جيش الحلفاء المنتصرين. وعُين فريقاً في الجيش الفرنسي، وأخذ يعمل على إثارة الدعم لآل بوربون بهدف التأثير على الحلفاء، وفاوض لتولي أخيه لويس الثامن عشر عرش فرنسا.

آنذاك كان الأخوان من آل بوربون مختلفين سياسياً. وفي عام 1815ـ 1816، أصبح شارل فيليب أحد زعماء الملكيين المتطرفين المعارضين لميثاق 1814. وبعد سقوط حكومة ايلي ديكاز Decazes المعتدلة (1820)، حقق الملكيون المتطرفون بعض التقدم. وفي عام 1822، قام لويس الثامن عشر بتعيين كونت دو فيلل de Villèle، المقبول من أخيه شارل، رئيساً للوزارة

وبعد وفاة لويس الثامن عشر في عام 1824، تولى شارل فيليب عرش فرنسا باسم شارل العاشر. وعملاً بالنظام الملكي لما قبل الثورة الفرنسية، كرَّس شارل نفسه ملكاً في ريمس Reims، وتميز عهده بتعزيز السياسة الرجعية الاستبدادية.

وإثر الانتخابات التشريعية (1827)، أرغم فريق يميني منشق بالتنسيق مع اليسار وزارة دو فيلل على الاستقالة، فأثارت استقالتهـا ووصـول وزارة أكثر ليبرالية برئاسة مارتينياك Martignac إلى السلطة، وما حققته من ثمَّ المعارضة من تقدم، قلق الملك شارل ودفعته إلى الاستعاضة عنها بوزارة محافظة برئاسة بولينياك Polignac (آب 1829).

وعلى الرغم من أن السياسة الخارجية لشارل العاشر كانت سياسة ناجحة، إذ تمكن من احتلال الجزائر، فقد فشل في كسب الرأي العام الفرنسي. وعندما رفض البرلمان منح الثقة لحكومة بولينياك، أدَّت الانتخابات التشريعيـة الجديدة إلى تعزيز موقع المعارضة الليبرالية فيه. وفي محاولة لاسترداد النظام الملكي سلطته، ردَّ الملك شارل بإصدار ما عرف باسم «مراسيم سان كلو» ( 25 تموز 1830) القاضية بتعليق حرية الصحافة، وحل البرلمان، وتعديل قانون الانتخابات وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة. وأمام هذا التهديد بإحياء الاستبداد، ثار سكان باريس فيما بين 27 ـ 29 تموز 1830.

وفي الوقت نفسه الذي وافق فيه شارل العاشر على تعيين دوق أورليان (لويس فيليب) فريقاً في الجيش ووصياً على العرش، تنازل عن العرش لصالح حفيده دوق شامبور، واختار اللجوء إلى المنفى، ووافق لويس فيليب على قبول عرش فرنسا ملكاً دستورياً، في حين أمضى شارل العاشر ما تبقى من حياته في المنفى، وتوفي في مدينة غورز Görz (اليوم Gorizia) في إيطاليا.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.