عمر طوسون

Wednesday, March 25, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
عمر طوسون

(1289 ـ 1363هـ/1872 ـ 1944م) الأمير عمر طوسون هو الابن الثاني للأمير طوسون بن محمد بن سعيد بن محمد علي مؤسس مصر الحديثة.

ولد في مدينة الاسكندرية وتوفي والده وهو ابن أربع سنين فكفلته وأشرفت على تربيته جدته لأبيه. بدأ دراسته في القصر، ثم سافر إلى سويسرا لإكمالها وبعد تخرجه زار عدداً من الدول الأوربية كفرنسا وبريطانيا، واطلع عن كثب على مدى التطور الذي وصل إليه المجتمع الغربي في مختلف المجالات مما ترك بالغ الأثر في نفسه وعزم على محاولة إصلاح مجتمعه في مصر قدر استطاعته. بعد عودته تفرغ لإدارة أعماله الخاصة فقد ورث ثروة كبيرة وطورها بعمله وجهده فلم يكن كغيره من أبناء الأسر الغنية الذين ينصرفون إلى اللهو والترف وغير ذلك.

أثرَت نشأته الخاصة وثقافته العالية وميوله الإسلامية في سلوكه بشكل عام وفي التقرب من الجماهير الشعبية بمصر خاصة. وهو يشبه بذلك جده سعيد في العطف على الفلاحين وتخفيف أعباء الحياة عنهم. وكان تعاطفه مع الدولة العثمانية من منطلق إسلامي فقد وجد فيها استمراراً لوحدة المسلمين، ولذلك كان من أبرز المناصرين لها ضد الأطماع الأوربية في أراضيها، وقد وقف إلى جانب الليبيين في تصديهم للعدوان الإيطالي وأهاب بالمصريين لمـدّيد العون لهم وترأس لجنة لجمع التبرعات لمؤازرتهم، وقد تبرعّ بسخاء للجيوش التي تدعمهم ولبعثة الهلال المصرية التي ذهبت للمساعدة.

وقام بالعمل نفسه بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء. وآزر بجهده وماله معظم القضايا الإسلامية في المغرب، والجزائر، وفضح السياسة الهولندية في إندونيسيا. كما وقف إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني، وأهاب بالجميع أن يتحدُّوا ضد فكرة إنشاء وطن قومي لليهود.

وعلى ساحة العمل السياسي، شارك بشكل فاعل مدفوعاً بحبـه لمصر، ملتزماً الخطَّ الوطني مؤمناً بانتمائه لمصر وشعبها، ولم يكن أقل غيرية من بقية الزعماء الوطنيين. وعلى أثر انتهاء الحرب العالمية الأولى دعا إلى تشكيل وفد مصري إلى مؤتمر فرساي (1337هـ ـ1918م) وكانت علاقته جيدة مع سعد زغلول، ووقف إلى جانب ثورة 1919م، وكان مقره في الإسكندرية مركزاً من مراكز العمل الوطني.

كان عمر طوسون من الذين يرون في السودان امتداداً طبيعيّاً لمصر. وقد أهتم بشؤونه داعماً لكفاح شعبه من أجل الاستقلال. وكان من الذين يدعون الى الوحدة الوطنيـة ونبذ أي خلاف بين الأحزاب المصرية.

أما على الصعيد الإنساني فكان رجل خير وإحسان لا في دعم الجمعيات الخيرية فحسب، وإنما في محاربة كل ما من شأنه إلحاق الضرر بالمواطنين، وقد تسلّم رئاسة الجمعية الملكية الزراعية وطوَّرها، وطور بتشجيعه العلمي الكثير من المحاصيل وأساليب مكافحة الآفات الزراعية. إلى جانب ذلك كله، كان عمر طوسون رجل علم وصف إنتاجه بالغزارة والتنوع، فهو مؤرخ جغرافي وباحث أثري، وله العديد من المؤلفات منها كتاب بعنوان «صفحات من تاريخ مصر والجيش البري والبحري»، وكتاب «الأورطه السودانية المصرية من حرب المكسيك»، سجل فيه بطولات الحملة المصرية التي أرسلها نابليون الثالث إلى المكسيك في عهد الخديوي إسماعيل، كما تناول تاريخ الجيش المصري الذي حارب إلى جانب الدولة العثمانية في حرب «القرم» في كتابه «الجيش المصري في الحرب الروسية»، وله كتاب بعنوان «الصنائع والمدارس الحربية في عهد محمد علي». وقد ألفّ بالعربية والإنكليزية والفرنسية العديد من الأعمال منها: «المسألة السودانية»، «فتح دارفور»، «تاريخ مديرية الاستواء في ثلاثة أجزاء»، وله كتاب في الجغرافية التاريخية بعنوان «مذكرة عن تاريخ النيل»، وكتاب «جغرافية مصر في العصر العربي».

قام برحلات عديدة إلى الصحراء الغربية ودرس طبيعتها وما فيها من الواحات دراسةً مستفيضة. وكان له دور رائد في اكتشاف العديد من الآثار مثل «أطلال بناء في واحة الدالة»، يعود إلى القرن الخامس والسادس، كما اكتشف بقايا أديرة للرهبان في غرب وادي النطرون، وقد نشر عنها بحثاً وافياً مع الصور في مجلة «الجمعية الملكية للآثار».

وقبل وفاته بأكثر من عشر سنوات كتب وصية بإهداء مكتبته العامرة التي تضم ثمانية آلاف مجلد إلى المتحف الحربي، والمتحف اليوناني الروماني بالاسكندرية ومكتبة بلدية الاسكندرية.

توفي الأمير عمر طوسون وكان قد أوصى ألاّ تقام له جنازة ونفذ الملك فاروق وصيته، حيث اقتصر الأمر على تشييع الجثمان بمشاركة كبار رجالات الدولة.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.