عاتكة بنت زيد العدوية

Friday, April 3, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
عاتكة بنت زيد العدوية

(… ـ 40هـ/… ـ 660م) عاتكة بنت زيد، شاعرة صحابية، فأبوها زيد بن عمرو بن نُفَيل العَدَويِّ القرشي، ذو مكانة ورفعة بين قومه وفي قبيلته، كان متألِّهاً حنيفياً في الجاهلية، لزم ملّة إبراهيم عليه السلام، ووالدتها أم كريز بنت عبد الله بن مالك الحضرمية، وهي بعد ابنة عمِّ عمر بن الخطاب.

ارتقت مكانتها إلى كرم محتدها، وأضاف جمالها وفصاحتها في قول الشعر إلى ذلك شهرة فصارت محط الأنظار.

أسلمت عاتكة في وقت مُبْكِر من تاريخ الدعوة الإسلامية، وهاجرت مع المسلمين إلى المدينة المنورة. تزوجها عبد الله بن أبي بكر ، وهام بها حتى شغلته عن مغازيه، مما أثار حفيظة والده، فطلب إليه أن يطَلِّقها، ففعل كارهاً، ولما لم يقو على فراقها، واشتد حنينه إليها، رق قلب أبيه، فسمح له بإرجاعها، وأقام عليها إلى أن استشهد في معركة الطائف فحزنت عليه ورثته بأبيات منها قولها:

رُزِئْتُ بخير الناس بعد نبيِّهم   

                  وبعد أبي بكر وما كان قصَّرا

ثم تزوجها عمر بن الخطّاب، وأقامت عنده مدّة من الزمن إلى أن قُتل غيلة،ً فعاودها الحزن، ورثته في أكثر من قصيدة من مثل قولها:

عين جودي بِعَبرة ونحيب    

                  ولا تَملّي على الإمام النجيب

وما كادت عاتكة تخلع ثوب الحداد حتى تزوجها الزبير ابن العوام، وبعد مدّة من زواجها غادرها الزبير، مشاركاً في معركة وادي السباع، فاستشهد هناك، قتله ابن جرموز غيلة، ووفاء منها لزوجها رثته بأبيات منها قولها في الدعاء على ابن جرموز :

ثكلتك أمك إن ظفِرت بمثله    

                  ممّن مضى ممّن يروح ويغتدي

شَلَّت يمينك إن قَتَلْتَ لَمُسْلِماً  

                  حَلَّت عليك عقوبةُ المُتَعَمِّدِ

ثم خطبها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فرفضت الزواج منه، إشفاقاً عليه من الموت قائلة: «يا أمير المؤمنين: أنت بقية الناس، وسيّد المسلمين، وإني أنفس بك من الموت».

اشْتُهِرَتْ عاتكة بأن كل من يتزوج بها لابد له من الموت أو الشهادة، لهذا قال عنها عبد الله بن عمر: «من أراد الشهادة، فليتزوج بعاتكة» فآلمها هذا القول، وقد ثبت حين تزوجها آخر أزواجها الحسين بن علي، فسارت معه إلى أرض كربلاء، وشهدت استشهاده بأم عينها، ورثته رثاء حاراً جاء فيه:

وحُسَيْناً فلا نَسَيْتُ حُسيناً    

                  أَقْصَدَتْهُ أَسنَّةُ الأعداء

تعد عاتكة بنت زيد إحدى الصحابيات الجليلات المتقدمات في الإسلام، ومن الشاعرات اللواتي امتلكن ناصية البلاغة والفصاحة، نقلت الكتب التي ترجمت لها كثيراً من القصائد، ولاسيما المقطعات التي غلب عليها الرثاء، وامتاز شعرها بتأثره العميق بالمعاني الإسلامية إلى جانب قوة اللفظ وجزالة العبارة وحرارة العاطفة.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.