الخديوي عباس بن طوسون

Sunday, April 5, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الخديوي عباس بن طوسون

(1228 ـ 1270هـ/1813ـ 1854م) عباس بن طوسون بن محمد علي ثالث حكام أسرة محمد علي في مصر. ولد في جدَّة في أثناء حملة والده طوسون على الحجاز، وقد توفي والده وهو في العشرين بمرض الطاعون سنة 1231هـ/1815م، وكان عباس في الثالثة من عمره. نشأ نشأة عسكرية صارمة، وعهد إليه جدُّه محمد علي ببعض الأعمال الإدارية، فتولى مديرية الغربية ثم عين مفتشاً للأقاليم البحرية. وشارك في حملة عمه إبراهيم باشا على الشام.

وحينما صدر فرمان تعيين إبراهيم باشا والياً على مصر بعد مرض محمد علي في 1264هـ/1848م، صار عباس باشا وليّاً للعهد بموجب قانون وراثة العرش بوصفه أكبر أفراد الأسرة العلوية سناً، وكان حينها في السادسة والثلاثين.

وحين وفاة عمه في تشرين الثاني 1848م، استدعي عباس باشا من مكة المكرمة وبويع باحتفال رسمي كبير في القلعة، ثم سافر إلى الأستانة لتقديم الشكر والولاء للسلطان العثماني عبد المجيد.

كان عباس بن طوسون شاهد عيان على السنوات العشرين الأخيرة من حكم جدِّه محمد علي، وشاهد إخفاق كثير من سياسته بسبب تدخل الأجانب في شؤون مصر والدولة العثمانية، فنشأ شديد الكراهية لكل ما هو أوربي، حتى إنه رفض تعلم اللغات الأوربية وأغلق مدرسة الألسن، ورفض قبول التقاليد الغربية في الحكم، وكان عثمانياً قلباً وقالباً، وكان يقول دائماً:

«إذا كان لابد من الخضوع للقناصل أو السلطان، فإنني أفضل الخضوع للسلطان».

ولذلك، قامت سياسته العامَّة على مبدأ الاعتماد على موارد مصر الذاتية وعدم اللجوء إلى القروض، ومعارضة التدخل الأجنبي في شؤون مصر ومقاومة مشروع قناة السويس الذي حاول الأجانب إقناع جدِّه به عبثاً.

وبعد تولّيه السلطة قام بمجموعة من الأعمال يصفها الأجانب ولاسيما الفرنسيون، بالجمود والتحجُّر والرجعية ومحاربة التقدم والأمر ليس كذلك.

فمن أعماله التي أخذت عليه، أنه استبعد جميع مستشاري جدِّه وعمّه من الوطنيين والأجانب، وخَفّض عدد الجيش إلى النصف، فبلغ عدد أفراد الجيش في عهده 127ألف جندي، وخفَّض ميزانية التعليم إلى الثلث، وقلَّص عدد المدارس، وأغلق المدارس الأجنبية، وألغى دار الألسن التي كان يديرها علي باشا مبارك.

أما إصلاحاته فكانت متعددة؛ فقد أباح تمليك الأراضي للمصريين، وكان ذلك ممنوعاً، وحسّن حالة الفلاح المصري وخفّض الضرائب، ووضع حجر الأساس للمتحف المصري، وشق الطرق العامة في أنحاء مصر، وقام بتدشين مشروع القناطر الخيرية، وأنشأ حي العباسية في القاهرة في منطقة الريدانية التاريخية وبنى مدرسة حربية هناك، ووضع الأساس لتوسيع مسجد السيدة زينب بالقاهرة، ومدَّ خط حديد الاسكندرية ـ القاهرة ـ السويس لتكون بديلاً من قناة السويس، وهو أول خط حديدي في الشرق الإسلامي .

 قال عنه معاصره علي باشا مبارك: «إنه سار في شأن مصر بما فيه صلاح أهلها وانتظام أحوالها، وكان يسير بالليل مستخفياً في أزقة القاهرة يتعهد أحوال أهلها، وكان يحب الأولياء وآل البيت».

وفي ليلة 18شوال، قتله حرسه في قصره في بنها في ظروف غامضة بعد حكم استمر زهاء خمس سنين ونصف، وهو أول حكام مصر من أسرة محمد علي وآخر ها لاقى هذا المصير.

وكان يعد العدَّة لتولية ابنه إبراهيم إلهامي بعده، لكن القدر عاجله واستقر عمه محمد سعيد في الحكم.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.