عبد العزيز بو تفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية، ولد في اليوم الثاني من شهر آذار/مارس من عام ألف وتسعمئة وسبعة وثلاثين، وككل الأطفال الجزائريين، التحق بالمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية. وفي نهاية دراسته انخرط في صفوف جيش التحرير الوطني الجزائري، وكان ذلك في عام 1956، ولم يكن بلغ التاسعة عشرة من عمره. وعلى الرغم من حداثة سنه أنيطت به مهمتان كبيرتان: إحداهما مراقب للولاية الخامسة في عام 1957، والثانية بصفة مراقب عام 1958. وفي الولاية الخامسة التي تعرفها جيداً، مارس مهماته كضابطٍ في المنطقتين الرابعة والسابعة، ونظراً لما أبداه من نشاطٍ وحنكةٍ على حداثة سنه ألحق على التوالي بقيادة العمليات العسكرية بالغرب الجزائري. وفي الغرب نفسه انضم إلى قيادة الأركان، ثم أسندت إليه مهمات في قيادة الأركان العامة.
ارتأت القيادة العسكرية سنة 1960 إيفاده إلى حدود البلاد الجنوبية المسماة بجبهة المالي، وهنا بدأت (أسطورة عبد القادر المالي). وجاء إنشاء هذه الجبهة لإحباط مساعي النظام الاستعماري الذي كان يهدف إلى تقسيم البلاد؛ ولنجاحه ونشاطه في تلك الجبهة رأت القيادة السياسية أن توفده سريِّا إلى فرنسا، في إطار مهمة للاتصال بالزعماء التاريخيين المعتقلين بمدينة (أولنوا).
ولم يمض أقل من عام بعد عودته من فرنسا حتى أعلنت الجزائر استقلالها، وشرعت في تنظيم أوضاعها الداخلية جمهورية ناشئة، ففي عام 1962 تقلّد بوتفليقة عضوية المجلس التأسيسي وهو أول مجلس تأسيسي وطني، وأخذ بعدها يتدرج في الدولة بالمناصب الخطيرة. فتولى الشاب عبد العزيز منصب وزير الشباب والسياحة، وهو في الخامسة والعشرين من عمره. وفي هذا العمر أسند إليه منصب وزير الخارجية. وهو من أخطر المناصب في الدولة الناشئة. وعلى الرغم من أن هذا المنصب يتطلّب الحنكة والممارسة الطويلة جعل بوتفليقة هذه الوزارة بأسلوبه المتميّز منبراً للدفاع عن الجزائر ورفع سمعتها في الأوساط الدولية، هذا فضلاً عن عضويته في مجلس قيادة الثورة تحت رئاسة الرئيس الراحل هّواري بومدين، وعدا عن دفاع الجزائر في عهد وزارته للخارجية عن المصالح المشروعة للبلاد فقد كرَّس جهداً كبيراً لمناصرة القضايا العادلة في إفريقيا وآسيا وأمريكيا اللاتينية.
وفي عام 1964 انتُخب عبد العزيز بوتفليقة من قبل حزب جبهة التحرير الوطني عضواً للجنة المركزية والمكتب السياسي فشارك من موقعه في هذا المنصب بصفة فعّالة في التصحيح الثوري حيث كان عضواً لمجلس الثورة تحت رئاسة الرئيس بومدين، وبعد هذه الفترة اضطلع بكل ما أوتي من قوة فكرية وعزيمة بعمل دبلوماسي مرموق، رفع به سمعة الجزائر عالياً حيث عمل على الاعتراف الدولي بالحدود الجزائرية، وإقامة علاقات حسنة مع الدول المجاورة. وعمل على النداء للوحدة العربية بمناسبة قمة الخرطوم 1967 ثم تزامناً مع حرب أكتوبر 1973، كما أخفق الحصار على الجزائر بمناسبة تأميم المحروقات، ونادى بصوتٍ عالٍ لتقوية تأثير منظمات العالم الثالث، وتوحيد عملها خاصة بمناسبة انعقاد قمتي منظمة الـ 77 ومنظمة الوحدة الإفريقية المنعقدتين بالجزائر، وكذلك بمناسبة الأعمال التحضيرية لقمة البلدان غير المنحازة، مع المناداة بمساعدة الحركات التحررية في إفريقيا بصفة خاصة والعالم بصفة عامة، وتوج عمله آنذاك بالمناداة بالاعتراف بالجزائر ناطقاً باسم بلدان العالم في مناداته بنظام دولي جديد.
انتُخب بالإجماع رئيساً للدورة التاسعة والعشرين لجمعية الأمم المتحدة، وكذلك بالنسبة للدورة الاستثنائية السادسة المخصصة للطاقة والمواد الأولية التي كانت الجزائر إحدى البلدان المنادية بانعقادها.
بعد 1978 أرغم على الابتعاد عن الجزائر مدة ست سنوات، وعاد سنة 1987 إلى الجزائر، فشارك في مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني سنة 1989حيث انتخب عضواً للجنة المركزية، وفي عام 1998 أعلن نية دخول المنافسة الانتخابية الرئاسية بصفته مرشحاً حراً، وانتخب في أبريل 1999 رئيساً للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
وفي أبريل 2004 جرت انتخابات رئاسية حددت بموجبها العهدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وكانت نسبتة 49.83%.
عبد العزيز بو تفليقة
Wednesday, April 8, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور