عَدِيُّ بن حاتمٍ الطائيُّ

Friday, April 17, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
عَدِيُّ بن حاتمٍ الطائيُّ

(… ـ 68هـ/… ـ 687م) عَدِيُّ بن حاتم بن عبد الله بن سعد ابن الحَشْرَج بن امرئ القيس بن عدي الطائي الجواد المشهور، ورث الرئاسة من أبيه، فسوَّدته طيء عليها، وفرضت له الربع من غنائمها، وأسلمت إليه القياد، ولما ظهرت دعوة الإسلام، ودانت لها قبائل العرب حيَّاً بعد حيٍّ، رأى عديُُّ في الإسلام خطراً يهدد سلطانه ويزيل زعامته، فعادى الإسلام عداوة شديدة، وأبغض رسول الله أشدَّ البغض قبل أن يراه، ورأى ألا يقيم تحت راية الإسلام إن وصل الفتح الإسلامي إلى بلاده، ولما رأى رايات الفتح مقبلة تجوس خلال ديار طيء، جمع أهله وأولاده، ورحل عن الأرض التي أحبها، وانتقل إلى بلاد الشام، وقد أعجله الأمر عن استقصاء أهله، فلما وصل إلى موضع يأمن فيه من الخطر، أدرك أنه ترك أختاً له، وكانت قد وقعت في أيدي المسلمين فأكرمها رسول اللهr وألحقها به، فنصحت لأخيها أن يلحق برسول اللهr سريعاً فإن للسابق إليه فَضْلُهُ وإن يكن مَلِكَاً فلن يُذلَّ عنده، ووقع كلام أخته في نفسه، وعزم أن يقدم على رسول الله.

روى أحمد في مسنده، وابن حبَّان في صحيحه وغيرهما قصة إسلام عَديّ بن حاتم، وكان ذلك في السنة التاسعة للهجرة، قال عدي: «فقلت لو أتيته أي رسول الله، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليَّ، وإن كان صادقاً اتبعته، فأقبلت فلما قدمت المدينة استشرفني الناس، فقالوا: عَّدِيُّ بن حاتم، فأتيته فقال لي «يا عَدِي، أسلم تَسْلَمْ» فقلت: «إن لي ديناً»، فقال: «أنا أعلم بدينك منك، ألست ترأس قومك؟» قلت: بلى، قال: «ألست تأكل المرباع؟» قلت بلى، قال: «فإن ذلك لا يحلُّ في دينك» ثم قال: «أسلم تَسْلَم، قد أظن أنه يمنعك غضاضةٌ تراها ممَّن حولي، وأنك ترى الناس علينا إِلْباً واحداً» قال: «هل أتيت الحيرة؟» قلت لم آتها، وقد علمت مكانها، قال: «يوشك أن تخرج الظعينةُ منها بغير جِوارٍ حتَّى تطوف بالبيت، ولتُفْتَحَنَّ علينا كنوزُ كسرى بن هُرْمُز»، قال: « نعم وليفيِضَنَّ المال حتى يُهِمُّ الرجلُ من يقبل صدقته»، أي يبحث عمن يقبل صدقته فلا يجد فقيراً.

قال عَديُّ: فرأيت اثنتين: الظعينة، وكنت في أول خيل أغارت على كنوز كسرى، وأحلف بالله لتجيئنَّ الثالثة، قال المحدِّثون فكانت الثالثة في عهد عمر بن عبد العزيز.

لحق عديُّ بركب رسول الله وانضوى تحت لوائه محبة وطواعية، وأشغل كل ما يملك من نفسه وأهله وماله في سبيل دينه الجديد، فثبت حين ارتدت العرب بعد موت رسول الله وكان الصحابة يجلِّونه ويعظِّمونه.

قال عَدِيُّ لعمر بن الخطَّاب أتعرفني؟، قال: نعم، آمنتَ إذ كفروا، وعرفتَ إذ أنكروا، ووفيتَ إذ غدروا، وأقبلتَ إذ أدبروا، إن أوَّل صدقة بيَّضت وجوه أصحاب رسول الله صدقة طيء.

شهد صِفيِّن مع علي بن أبي طالب علیه السلام وفقئت عينه في المعركة، فأقام على حبِّ الصحابة جميعاً فأبا أن ينزل في  قرقيسياء، لأنه وجد أناساً يشتمون عثمان بن عفان. وقال: لا نقيم ببلد يُشْتَمُ فيها عثمان. كان عَدِيُّ صواماً قواماً، كثير العبادة، زاهداً في الدنيا ومتاعها، ملتزماً تعاليمَ الإسلام، فقد بسطت عليه التقوى ظلالها، وجلله الورع بردائه، فغدا مثلاً في الطاعة والزهد لما فيه من كريم الخصال ومآثر العزَّة قال ابن عُيَيْنَةَ: حُدِّثت عن الشَّعبي عن عَدِيٍّ قال: «ما دخل وقت صلاة حتى أشتاق إليها، وما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء».

اتَّصف عَدِيُّ بالأخلاق الكريمة وتحلَّى بحلى الأدب الجمِّ، فقد كان متواضعاً عفيفاً لا يميُّزه الناس في مجلسه عن جلسائه، فلمَّا أسنَّ وتقدَّم به العمر، استأذن قومه في فراش يجلس عليه في ناديهم كراهية أن يظن أحد منهم أنه كان يفعل ذلك تعاظماً فأذنوا له.

روى عنه المحدثون ستة وستين حديثاً، فقد روى عن رسول الله . كان من المعمَّرين عاش أكثر من مئة سنة، مات بالكوفة.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.