(1881ـ 1934) بابلو غارغايّو Pablo Gargallo نحات إسباني، درس الفن في مدرسة الفنون الجميلة في مدينة برشلونة. تأثر في بداية حياته الفنية بأعمال النحات الفرنسي مايول A.Maillol، وظل مغرماً بأعماله حتى أواخر حياته.
عمل في بداية مسيرته الإبداعية خزافاً، مؤكداً استخدام الألوان الخزفية في عملية التعبير، كما قدم تجارب مهمة بالحجر والرخام. تعرف في تلك المرحلة من حياته الفنانَ الإسباني بيكاسو Picasso فجمعتهما صداقة وطيدة، وعملا معاً في مشغل واحد. تأثر غارغايو بلوحات بيكاسو التكعيبية، وأخذ ينفذ على شاكلتها تكوينات نحتية بالصفائح المعدنية، وبناءً على دعوة من بيكاسو سافر إلى باريس حيث توضحت معالم اتجاهه الفني الذي دعي بـ «المدرسة الحرة» وراح يتردد على فرنسا كثيراً في الفترة ما بين 1906ـ 1911، وفي عام 1917عُيِّن أستاذاً في المدرسـة الوطنية العليا للفنون في برشلونة، وفي عام 1924 ارتحل إلى فرنسا وبقي فيها.
يعد غارغايّو واحداً من أهم النحاتين الذين طوروا فن النحت المعدني، ففي عام 1911 بدأ الاعتماد على الصفائح المعدنية الحديدية والنحاسية والرصاصية في تشكيل تكويناته النحتية. وكانت نتائجه التي توصل إليها واضحة التأثر بأعمال التكعيبيين, فظهرت إلى حيز الوجود وجوهه الأولى المنفذة بالمعدن، وقد تميزت بأناقتها، وبداية تأثره بالفنون الزنجية وما تتضمنه من أبعاد سحرية وأسطورية.
ومن الملاحظ أيضاً تأثره بأعمال النحات أرشيبنكو Archipenko، ولاسيما في إدخال الفراغات في بنيان العمل النحتي، وقد توضح ذلك في «وجه صغير من عام 1911»، وبعد ذلك بدأ غارغايّو بتشكيل الهيئات الإنسانية الكاملة باستخدام الصفائح واعتماد طريقة البرشمة (التبشيم) في تثبيت أجزاء العمل النحتي بأجزائه الأخرى. ومن أهم أعمال هذه المرحلة «أنطونيوس» عام 1922، و«صلب المسيح» 1923و«الراقصة» عام 1924.
وفي نهاية العشرينات تحدد أسلوبه النحتي بوضوح، إذ اعتمد في تشكيل منحوتاته على التناغم بين الكتلة والفراغات الداخلية المحيطة بالعمل ومن دون الإخلال بمعالم السيلويت (الصورة الظلية) silhouette.
بعد عام 1927 وبناءً على نصيحة النحات الإسباني غونزالس Gonzales استخدم غارغايّو اللحام بالقوس الكهربائي وبالأستيلين في تثبيت مكونات منحوتاته وبهذا أخذت أعماله منحى جديداً ليس في الجانب التقاني وحسب، وإنما في الأسلوب الفني أيضاً. مخضعاً كتله النحتية لقانون تشكيلي واضح المعالم عن طريق معالجة السطوح والحجوم والفراغات، فإلى جانب الأشكال البارزة والمقعرة؛ ضمَّن أعماله أشكالاً فراغية مدروسة ومتكررة إلى درجة هيمنتها على التكوين النحتي من الداخل والخارج، وهذا مايؤكد تأثره الواضح بالباروك baroque الإسباني الذي ظل متأثراً به طوال حياته الفنية إلى درجة أنه استخدم شريطاً ضيقاً من المعدن رسم من خلاله الشكل المقصود في الفراغ. ومن أهم أعمال هذه المرحلة «البهلوان والقيثارة» 1932، و«وجه شاغال» 1933، و«النبي» 1933.
صبَّ غارغايّو كثيراً من أعماله بمادة البرونز، ومن خلال هذا التحول في استخدام المادة بدت هذه الأعمال بحال مغايرة تماماً لحالها الأولية. ومن الأعمال المنفذة بهذه التقانة تمثاله «النبي» الذي يعد من أهمها لما يختزنه من معان تعبيرية ملموسة، وقد عالجه بأسلوب طبيعي أنيق وبلغة نحتية حديثة.
بابلو غارغايّو
Thursday, May 7, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور