رومولو غالييغوس

Monday, May 11, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
 رومولو غالييغوس

(1884 ـ 1969) رومولو غالييغوس Rómulo Gallegos رجل دولة وأحد أكبر روائيي فنزويلا، عاش الحياة السياسية واضطراباتها التي حدثت في بلاده منذ طفولته في مسقط رأسه العاصمة كاراكاس Caracas حتى وفاته فيها. درس في جامعة سنترال Central، ثم عمل في التربية، وكان لحبه بلاده ودفاعه عن الضعفاء وسكان البلاد الأصليين، الهنود خاصة، وعن التعددية العرقية التي تميز أغلب دول أمريكا اللاتينية، أثر عظيم في تكوين شخصيته وتعرضه للاضطهاد مما اضطره إلى العيش في المنفى فترات طويلة فأقام في إسبانيا وكوبا والمكسيك.

كان أول نتاج غالييغوس الأدبي مجموعة الروايات القصيرة «المغامرون» Los Aventureros ت(1913) طرق فيها الموضوعات التي سادت كتاباته اللاحقة، وكان هاجسه الأول فيها محاربة الجهل والكسل والتخلف بالعلم والصبر والإصرار، وهي صفات لم تتوافر لدى الشخصية الرئيسية في روايته الأولى «رينالدو سولار» Reinaldo Solar ت(1920)، الذي ينضم إلى الثورة المسلحة للوصول إلى هـدفه بطريقة انقلابية. وحملت روايـته التاليـة «النبتة المتسلقة» La Trepadora ت(1925) نَفَساً متفائلاً، ورأى الكاتب فيها أن التعددية العرقية والاختلاط بين الأجناس المختلفة في المجتمع هي ثروة بلاده الحقيقية.

كتب غالييغوس أهم مؤلفاته على الإطلاق وهي رواية «السيدة باربارا» Doña Bárbara  عام 1925، وقد عالج فيها موضوع الصراع بين التقدم والتخلف، وتمثل شخصيتها الرئيسية، باربارا القوية الجميلة القادرة على إخضاع أعتى الرجال، الأرض البكر ووحشية السهوب الواسعة llanos وسكانها. ويضع الكاتب في مقابل باربارا شخصية الشاب لوزاردو Luzardo، الذكي والمتفتّح على العالم والتطور، وتعني كلمة luz بالإسبانية النور. وعالج غالييغوس في روايته التالية «المغني الشعبي» Cantaclaro ت(1934) شخصية هذا الفنان الذي يرى في السهوب غير المتناهية إلهامه الوحيد. أما في رواية «كانايما» Canaima ت(1935) فقد قدم الكاتب الغابة الاستوائية العذراء، موطن الهنود والأنهار العظيمة وأرض الذهب Eldorado والجنة بعينها، حيث يمكن للإنسان أن يبدأ حياة جديدة.

عاد غالييغوس بعد إحدى فترات غيابه في المنفى وكتب «الأسوَد المسكين» Pobre negro ت(1937) وهي من نوع الرواية التاريخية، ورواية «فوق ذات الأرض» Sobre la misma tierra ت(1943) حيث وضع السياسة في الصدارة، وكان مسرحها منطقة آبار النفط في فنزويلا. وتدرج غالييغوس بعد ذلك في مناصب حكومية عدة  إلى أن انتُخب في عام 1948 رئيساً للجمهورية، إلا أنه لم يبق طويلاً في منصبه إذ أطاحت به مجموعة من العسكر Junta، واضطر مرة أخرى إلى الذهاب إلى المنفى في كوبا. وكتب في تلك الأثناء روايته «قشة في مهب الريح» La Brizna de paja en el viento ت(1952) التي تدور حوادثها في كوبا، عالج فيها موضوعاً كان يشغله دوماً، وهو التربية وأثر الجامعة فيها. عاد من المنفى عام 1958 وانتخب عضواً مدى الحياة في مجلس الشيوخ الفنزويلي.

أحس غالييغوس بتداخل السياسة والأدب في حياته الخاصة، وفي الحياة العامة أيضاً، وبأن الإصلاح من مهمات الأديب كما هو من مهمات السياسي. وعبر عن ذلك كله في كتاباته بلغة غنائية عذبة، خاصة في وصفه الطبيعة في روايتيه الكبيرتين «السيدة باربارا» و«المغني الشعبي»، ليصير بذلك من أهم كتاب بلاده وأمريكا اللاتينية.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.