حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك البحرين، قام بإجراء استفتاء شعبي لتحويل إمارة البحرين إلى مملكة، وقد جاءت نتيجة الاستفتاء مؤيدة لتلك الفكرة؛ فتحولت الإمارة إلى مملكة على يد الأمير حمد، وهو أكبر أنجال الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين، ولد في مدينة الرفاع يوم السابع من ربيع الأول 1369هـ/الموافق الثامن والعشرين من يناير1950م، درس المرحلة الابتدائية وأتمها عام 1964م، مع المواظبة على تلاوة القرآن الكريم ومبادئ الدين واللغة على يد عددٍ من المختصين بالدراسات الإسلامية، عُيّن ولياً للعهد في السابع والعشرين من شهر يونيو 1964م، التحق بالدراسة الثانوية في بريطانيا وأنهى دراسته في مدينة كامبردج Cambridge وعاد إلى البحرين في صيف عام 1967م، كان يواظب على حضور مجالس والده ويستمع إلى القصص والروايات التي تحكي تاريخ الأبطال والأمم والوقائع التي كانت تدور في تلك المجالس، مما أسهم في تنمية معلوماته العامة والخاصة بدولته البحرين. التحق في سياق تطوير إمكاناته العلمية وخبراته العامة بدورة في كلية مونز الحربية للضباط في مدينة دورست Dorset همبشاير Hampshirev في الرابع عشر من سبتمبر 1967م، وتخرّج في تلك الدورة في السادس عشر من فبراير 1968م، ولما عاد إلى بلاده وضع خطةً لإنشاء قوة دفاع البحرين في أول شهر آب 1968م ثم عمل على تطويرها. تولى قيادة قوة دفاع البحرين منذ إنشائها. تزوج في التاسع من شهر تشرين أول 1968م، ورزق بثلاثة أولاد ذكور وبنت. أصبح عضواً في مجلس الدولة الذي أُسِّسِ في التاسع عشر من كانون الأول عام 1970م، ووزيراً للدفاع في الوزارة التي شُكِّلَتْ في الخامس عشر من شهر آب عام 1971م ، التحق في الحادي والعشرين من شهر يونيو 1971م بدورة (قيادة وأركان) في كلية القيادة ورئاسة الأركان في فورت ليفنوورث Fort Leavenworth- كنساس Kansas ـ في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يتلقى دراسات في المراسلات الخارجية للكلية الصناعية للقوات المسلحة ونال شهادة دبلوم في الإدارة العسكرية في الحادي والثلاثين من أيار 1972م، وفي التاسع من شهر يونيو 1973م تخرّج في كلية القيادة والأركان، وحصل في السادس والعشرين من يونيو 1972م على شهادة الشرف العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك تقديراً لما أنجزه في الشؤون العسكرية منذ عام 1968م، وبذلك أدرج اسمه في لوحة الشرف للضباط في تلك الجامعة. عمل بعد عودته إلى البلاد على دفع عجلة التطوّر والتنمية فيها، ولاسيما فيما يتعلق بقوة دفاع البحرين، سواءً أكان ذلك في المجالات العسكرية، أم الثقافية المتطورة، والعلوم الطبية والميادين التقنية المتقدمة، والرياضة، وغير ذلك من الميادين المهمة لرقي بلاده وتطويرها. عُيّن بموجب الأمر الأميري الصادر في 26 يونيو 1974م من لدن أمير البحرين عيسى بن سلمان، نائباً لرئيس مجلس العائلة الخليفية، أصدر في كانون الأول عام 1978م أمراً بتأسيس مركز للوثائق التاريخية، وقد اهتم بهذا المركز وأولاه جلّ رعايته، مما كان له أكبر الأثر في تقدمه ونشاطه، فأخذ المركز بالعمل على الوثائق المتعلقة بتاريخ البحرين القديم والحديث، والمخطوطات والدراسات كافة مما يتعلق بالدولة. اهتم بالفترة التاريخية التي تلت دخول قبيلة العتوب إلى البحرين محررّة لها، وهي القبيلة التي ينتمي إليها. جرت عمليات جمع الوثائق من بلدان عدة كانت تربطها بالبحرين علاقات عبر العصور التاريخية المختلفة، وأخذ المركز في نشر تلك الوثائق تباعاً في المجلة التي أصدرها باسم الوثيقة، إضافة إلى إصدار عدد من الكتب والدراسات التاريخية المختلفة. اهتم بالشباب لأهمية العمل المنوط بهم، ومن هنا فقد أولى الرياضة ما تستحقه من الرعاية والاهتمام، من خلال مفهوم تربوي تثقيفي يعمل على تدعيم قدرات الشباب البدنية والذهنية، وصدر لذلك مرسوم أميري بتعيين الأمير حمد رئيساً للمجلس الأعلى للشباب والرياضة عام 1975م. وفي هذا السياق، وانطلاقاً من حرص الأمير على ضرورة تعزيز البحوث العلمية والتقنية وتنسيق نشاطاتها لخدمة البحرين ومجتمع الخليج العربي والعالم العربي؛ فقد عمل على إنشاء مركز البحرين للدراسات والبحوث، بغية تعزيز وتطوير القاعدة العلمية للبلاد وتنمية قدرات المواطنين والمجتمع للاستفادة من مجالات التقنية الحديثة ومعطياتها في تطوير الإمكانات البشرية والاقتصادية وتحسينها. شغل الأمير حمد منصب رئيس المركز، وشارك في جميع الندوات التي كان ينظمها المركز، وفي من مجالات عدة، واهتم بالتدرّب على الطيران، واتبع دورة تدريبية على طائرات الهليوكبتر في تشرين الأول 1977م، وتخرّج فيها في الرابع عشر من تشرين أول 1978م. تولى مقاليد الحكم بعد وفاة والده عام 1420هـ/1999م، ويسعى إلى تطوير بلاده ولاسيما المؤسسات الدستورية كإنشاء مجلس تشريعي، والمؤسسات الثقافية وغيرها. أسهم في دورات القمة العربية إسهاماً فعالاً، وفي مجلس التعاون الخليجي وغير ذلك.
