(1909-1959) إيرول فلِن Errol Flynn، ممثل أمريكي من أصل أسترالي، ولد في هوبارت بجزيرة تاسمانيا بأستراليا، وتوفي في ڤانكوڤر (كندا) إثر أزمة قلبية. كان أبوه عالم أحياء بحرية معروفاً، أما والدته فتعود بنسبها إلى فليتشر كريستيان Fletcher Christian المتمرد الشهير على السفينة بونتي. درس في عدد من المدارس الأسترالية الراقية، ولكنه فصل من معظمها. منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره تنقل بين مهن متعددة ومختلفة: كاتباً في شركة نقل بحرية، وطباخاً على باخرة، وغواصاً، وشرطياً، ومهناً أخرى عديدة.
في عام 1933، في أستراليا أدى دور فليتشر كريستيان في الفيلم التسجيلي «على طريق بونتي» In the Wake of the Bounty، وبعد ذلك توجه إلى لندن وانضم إلى إحدى الفرق المسرحية. وفي عام 1934 مثَّل في فيلم «جريمة في مونتِ كارلو» Murder at Monte Carlo. وفي العام نفسه وقّع عقداً مع شركة الأخوة وارنر Warner Bros في هوليوود، وأدى الدور الرئيس في فيلم «الكابتن بلود» Captain Blood، وقد أهله محياه الوسيم وجسمه الرياضي لأداء الأدوار الرئيسة في الأفلام العاطفية وأفلام المغامرات. وقد مثّل لسنوات عدة أدواراً نمطية في أفلام شبه تاريخية مثل: «هجوم اللواء الخفيف» The Charge of the Light Brigade عام (1936)، و«الأمير والفقير»The Prince and the Poor عام (1937)، و«مغامرات روبـن هـود» The Adventures of Robin Hood عام (1938)، و«الحـياة الخـاصة لإليزابيت وإيسيكس» The Private Lives of Elizabeth and Essex عام (1939)، و«العقاب البحري» The Sea Hawk عام (1940)، وأفلام غيرها.
كانت معظم الأفلام التي مثَّلها فلِن في تلك الفترة كانت من إخراج مايكل كورتيتس Michael Curtiz، أما الممثلة التي رافقته في عدد من أفلامه فكانت أوليفيا دو هافيلاند Olivia de Haviland.
بدأ فلِن مع بدايـة الحرب العالمية الثانية بأداء أدوار في أفلام دعائية. وخـلافاً لكثير من نجـوم تلك المرحلة فإنه لم ينخرط في صفوف الجيش، ولهذا فإن مشاهدين كثيرين لم يتقبلوه في أدوار البطولـة الحـربية لأفلام مثل: «الـرحلة اليائسة»Desperate Journey عام (1942)، و«الهدف بورما!» Objective Burma! عام (1946).
في منتصف الأربعينيات، بدأت أذواق المـشاهدين تتغير، وبدأت تظهر على الـساحة الفنية وجوه جديدة، وقد حاول فلِن أن يستوعب المتغيرات وأن يؤدي أدواراً أكثر جدية، لكنه لم يـستطع اسـترجاع مجده السابق. كانت صحته بدأت تتدهور بسبب إدمانه الكحول والمخدرات، وغدا وضعه المادي أكثر تدهوراً بسبب تراكم الديون عليه. لهذا توجه عام 1952 إلى أوربا، حيث شارك في أفلام عدة، ولكن لم يكتب النجاح لأي منها. عاد إلى هوليوود عام 1956 وأدى دوراً أثار إعجاب النقاد، وذلك عندما جسد شخصية السكير في الفيلم المأخوذ من رواية أرنست همنغواي «وتشرق الشمس أيضاً» The Sun also rises عام (1957)، ثم جسد شخصية صديقه الممثل الشهير جون باريمور John Barrymore في الفيلم الذي يعرض سيرته «كثير جداً، مبكر جداً» Too Much Too Soon عام (1958).
كان آخر أفلام إيرول فلِن شريط شبه وثائقي عن كوبا بعنوان «متمردات كوبيات» Cuban Rebel Girls عام (1959)، كتب له السيناريو بنفسه، وذلك دعماً لثورة فيديل كاسترو.
