كاميلو بنسو كونت دي كاڤور

Wednesday, July 1, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
كاميلو بنسو كونت دي كاڤور

(1810ـ 1861) كاميلو بنسو كونت دي كاڤور Camillo Benso conte di Cavour رجل دولة وسياسي إيطالي شهير، ينسب إليه فضل توحيد إيطاليا، إلى جانب غاريبالدي[ر] وغيره. ولد في مدينة تورينو الإيطالية التي كانت آنذاك عاصمة مملكة سردينيا. شغل والده ميكيل Michele مناصب مهمة في حكومة سردينيا، وتعود والدته أديل دي سيلون Adèle de Sellon بنسبها إلى أصول سويسرية.

انتسب كاڤور إلى أكاديمية تورينو العسكرية؛ ولما يبلغ العاشرة من عمره، وفي الرابعة عشرة عين وصيفاً لولي عهد المملكة تشارلز ألبرت Charles Albert، وفي السادسة عشرة عين ملازماً في سلاح المهندسين، لكنه لم يستمر في ذلك فترة طويلة؛ لخلافه مع أركان النظام الملكي في سردينيا الذي أقاله من سلاح المهندسين.

ولمدة 16 سنة قادمة؛ نجح كاڤور في إدارة أعمال والده التجارية والزراعية، وحقق فيها نجاحات مذهلة، دفعته إلى ولوج معترك الحياة المصرفية وتصدير البضائع واستيرادها إضافة إلى التصنيع وإنشاء سكك حديدية بتمويل خاص. وقد دفعه نجاحه في هذه الأنشطة إلى تأسيس صحيفة «النهضة» Il Risorgimento بداية سنة 1847 التي غدت مركز الأفكار التحررية في سردينيا وإيطاليا. ومنذ ذلك الوقت بدأ اهتمام كاڤور يتحول إلى السياسة، واستغل الاضطرابات التي شهدتها البلاد لترشيح نفسه إلى انتخابات حزيران/يونيو 1847 حيث انتخب عضواً في البرلمان الجديد. وشن منذ ذلك الوقت حملة ضد النمسا التي كانت تحتل عدداً من أقاليم إيطاليا الشمالية، حتى إنه دعا إلى مقاومتها عسكرياً، وسانده في دعواه ملك سردينيا الجديد ڤيكتور إمانْوِل Victor Emmanuel (عمانوئيل) الثاني الذي دعمه؛ ليصبح وزيراً في الحكومة سنة 1850، وبعد ذلك بسنتين رئيساً للوزراء.

آمن كاڤور في حياته السياسية، مثله في ذلك مثل كثير من اقتصاديي أوربا وسياسيها، بحرية الكلمة وتحرير العقل والصحافة، وضرورة السعي إلى التقدم عبر تحديث المعطيات الاقتصادية. كما آمن ـ خلاف شيوعيي عصره ـ بقوة الكنيسة، وكان يصرح دائماً بأن البلاد الحرة يجب أن تكون فيها كنيسة حرة. وحاول كاڤور دائماً اتباع نماذج الديمقراطية البريطانية والسويسرية والأمريكية وأساليبها، ولما كان يشعر بانتمائه إلى إيطاليا أكثر من سردينيا؛ فقد اندفع من أجل تحقيق الوحدة الإيطالية مع ما يتطلبه ذلك من استعداء النمسا، ولم يتوانَ عن الاعتراف بضرورة الحصول على المساعدة الخارجية من أجل طرد النمساويين من إيطاليا.

وفي أعقاب الأزمة الصعبة التي مرت بها إيطاليا إثر أزمات 1848ـ1849، أجرى كاڤور إصلاحات على مستوى الطرق والمصارف والجيش، مكّنته من الحصول على قرض بريطاني لموازنة الاقتصاد في إيطاليا ولتمويل الحرب ضد النمسا. وقد أدت الحرب التي خاضتها إيطاليا بزعامته ضد النمسا( 1853ـ1856) إلى دخوله معترك السياسة الخارجية، وسهّلت له عقد تحالف رسمي مع بريطانيا وفرنسا اللتين قررتا إمداد كاڤور في حربه بنحو 18ألف رجل، وعلى الرغم من أن خسائر الحرب كانت فادحة، إلا أن كاڤور تمكّن أن يصل بمشكلات إيطاليا إلى مؤتمر باريس.

ويبدو أن نابليون الثالث كان يخطط لإخراج النمساويين من إيطاليا لإحلال الفرنسيين مكانهم؛ ولذلك فإنه ما إن حققت القوات الفرنسية والسردينية نصراً على النمساويين في معركة سولفرينو Solferino حتى تنصّل نابليون الثالث من وعوده تجاه كاڤور الذي استقال من منصبه احتجاجاً على ذلك، لكنه عاد إلى السلطة أوائل سنة 1860 تحت ضغط أنصار الوحدة الإيطالية، ونجح بدعم فرنسي في السنة نفسها من توحيد سردينيا مع مقاطعات إيطاليا الوسطى مقابل الموافقة على إعطاء فرنسا ساڤوي Savoy ونيس Nice. وأخيراً نجح كاڤور بعد حصوله على دعم بريطانيا من طرد آخر ملوك جنوبي إيطاليا بمساعدة غاريبالدي؛ وكذلك في ضمه أملاك البابا في المناطق المحررة إلى الدولة الإيطالية. وقد أدى كل ذلك إلى قيام كاڤور في 17/3/1861 بإعلان دولة إيطاليا مملكة حرة. وبعد ذلك بأشهر قليلة نعى الإيطاليون بكافة فئاتهم مؤسس وحدتهم عن عمر لم يتجاوز كثيراً الخمسين سنة.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.