محمود سليم حسين درويش (فلسطين). ولد عام 1941 في قرية البروة - عكا. أكمل دراسته الثانوية في كفر ياسين. اشتغل بالصحافة في عدد من الدول العربية.
دواوينه الشعرية: عصافير بلا أجنحة 1960 - أوراق الزيتون 1964 - عاشق من فلسطين 1966 - آخر الليل نهار 1967 - يوميات جرح فلسطيني 1969 - كتابة على ضوء بندقية 1970 - حبيبتي تنهض من نومها 1970 - أحمد الزعتر 1970 - العصافير تموت في الجليل 1970 - آخر الليل 1971 - ديوان محمود درويش 1971 - مطر ناعم في خريف بعيد 1971 - أحبك أو لا أحبك 1972 - جندي يحلم بالزنابق البيضاء 1973 - الأعمال الشعرية الكاملة 1973 - محاولة رقم 1974 (7) - تلك صورتها وهذا انتحار العاشق 1975 - أعراس 1977 - النشيد الجسدي (بالاشتراك) 1981 - مديح الظل العالي 1982- هي أغنية .. هي أغنية 1985 - ورد أقل 1985 - حصار لمدائح البحر 1986 - أرى ما أريد 1990 - أحد عشر كوكباً 1993 - لماذا تركت الحصان وحيداً 1995 - على آخر المشهد الأندلسي.
مؤلفاته: منها: شيء عن الوطن - يوميات الحزن العادي - وداعاً أيتها الحرب - وداعاً أيها السلم - في وصف حالتنا - الرسائل (بالاشتراك).
حصل على جائزة اللوتس, وابن سينا, ولينين, ودرع الثورة الفسلطينية وجوائز عالمية أخرى وعدة أوسمة وترجمت قصائده إلى أهم اللغات الحية.
عنوانه : 7, Place des Etats - unis 75016 Paris
تعاليم حورية
(1)
فكرتُ يوما بالرحيل, فحطَّ حسُّونٌ على
يدها ونام. وكان يكفي أن أداعب غصن
دالية على عجل.. لتدرك أن كأس نبيذيَ
امتلأتْ. ويكفي أن أنام مبكرا لترى
مناميَ واضحا, فتطيل ليلتها لتحرسه..
ويكفي أن تجيء رسالةٌ مني لتعرف أن
عنواني تغير, فوق قارعة السجون, وأن
أيامي تحوِّم حولها.. وحيالها
(2)
أمي تَعُدُّ أصابعي العشرين عن بعدٍ
تمشِّطني بخصلة شعرها الذهبي. تبحث
في ثيابي الداخلية عن نساء أجنبيات,
وترفو جوربي المقطوع. لم أكبر على يدها
كما شئنا: أنا وهي, افترقنا عند منحدر
الرخام.. ولوَّحت سحبٌ لنا, ولماعزٍ
يرث المكان. وأنشأ المنفى لنا لغتين:
دارجة.. ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى
وفصحى.. كي أفسر للظلال ظلالها!
(3)
مازلتُ حيا في خِضمِّـك. لم تقولي ما
تقول الأم للولد المريض. مرضت من قمر
النحاس على خيام البدو. هل تتذكرين
طريق هجرتنا إلى لبنان, حيث نسيتنِي
ونسيت كيس الخبز (كان الخبز قمحيا).
ولم أصرخ لئلا أوقظ الحراس. حطَّتْني
على كتفيك رائحة الندى. يا ظبيةً فقدتْ
هناك كِناسَها وغزالها..
(4)
لا وقتَ حولكِ للكلام العاطفيّ.
عجنتِ بالحبق الظهيرة كلها. وخَبزْتِ للسُمَّاق
عرف الديك. أعرف ما يخرِّب قلبك المثقوب
بالطاووس, منذ طُردتِ ثانية من الفردوس.
عالمنا تغير كله, فتغيرتْ أصواتنا. حتى
التحية بيننا وقعت كزرِّ الثوب فوق الرمل,
لم تُسمِع صدًى. قولي: صباح الخير!
قولي أيَّ شيء لي لتمنحني الحياةُ دلالَها