محمد باقر بن غلام علي النجفي المتوفى 1327 / 1909.
عالم خبير مجتهد متتبع متضلع، فقيه اُصولي مؤلف محقق، في الفقه والاُصول والحديث والرجال، تخرج على الشيخ الأنصاري، والميرزا حسين الخليلي، وبرع في علوم الأدب وتبحر في اللغة، وكانت لديه مكتبة ضخمة فخمة، فاقت خزائن العراق لاحتوائها على النفائس والنوادر. سافر الى مكة وجاورها سنين، ثم عاد فتوفي في طريق الهند سنة 1327 هـ، وكان زاهداً ورعاً متواضعاً خشن الملبس، جشب العيش. تفرقت مكتبته بعد موته. وجاء حول مكتبته في المعاجم كلمات اكتفى بما كتبه الشيخ محمد رضا الشبيبي، في مجلة لغة العرب، بعد أن كانت خزائنه فاقت سائر خزائن العراق قال: وقد نبغ قوم من الدهماء خلقوا لتصرعهم الكتب فعكفوا على نشدانها وطلبها من مظانها فتيسر لهم جمع ما ليس باليسير منها، ومن هؤلاء من أدركناهم في زماننا هذا كالشيخ الملا باقر التستري المتوفى في النجف سنة 1327 هـ فإنّه كان مفتوناً بجمع الكتب فتنة قلّ أن تعهد في غيره. وكان إذا قدم الى معرض الكتب في النجف كتاب مخطوط بذل النفس والنفيس في سبيله على قلة ذات يده،وربما تملق لمن ينافسه في الكتاب تملقاً لا مزيد عليه حين المناداة على بيعه، وقد يقبل المنافس ويتعلق به ليترك له طلبته، قال بعضهم: نافسته يوما ً في كتاب والمنادي ينادي عليه فسألني تركه فما كان منه إلاّ أن أمسكني بيده قائلا وقد تغير:أما تخشى الله؟وله نوادر جمة في باب اقتناء الكتب، وقد جاور زماناً بمكة واتصل بالشريف هناك واقتنى قسماً من كتبه المخطوطة فيها.
وله الى ايران رحلات كان أهم ما يحمله عليها جمع الآثار ولقد حصل باجتهاده على اُمهات الكتب النفيسة القديمة على اختلاف موضوعاتها. وقد شاهدنا بينها كتب الدين والفلسفة والفلك والرياضيات والشعر والتاريخ والعربية، وكان إذا اقتنى كتاباً كتب عليه بخط بديع (للحقير محمد الباقر) وخطه معروف يشار إليه عند الصحفيين وفي أسواق الكتب ومعارضها. ولما عرضت كتبه للبيع سنة 1329 هـ وكان فيها أكثر من ألف مجلد مخطوط نودي عليها عدة أسابيع وكنت ممن يحضر المناداة فشاهدت فيما شاهدت ما يدهش المتأمل من آثار نادرة في بابها ونفائس مخطوطات قليلة الوقوع، حتى في اُمهات بيوت الكتب الكبيرة في العالم، وذلك مثل كتاب (مشارق الأنوار) للقاضي عياض. الذي كان يظن أنّه أصبح أثراً بعد عين. وكتاب العين للخليل الفراهيدي. وكتاب الزينة لأبي حاتم. وكتاب (غريب أبي عبيدة) وكتب طبقات القراء وكتاب شرح تذكرة الطوسي، في الفلك للخفري. وشرحها أيضاً للسيد الشريف. وقد ملكتها. والقول المأنوس، وهو وجيز حاشية على القاموس. وغير ذلك من شواذ الأسفار الكبيرة التي لم تمثل بعد للطبع، كبعض مؤلفات الثعالبي المعروف. ووقفت أيضاً بين كتبه على كتاب وفيات الأعيان بخط مؤلفه قاضي القضاة ابن خلكان. هذا ما عدا ما لا أقدر أن آتي عليه في هذه العجالة. وبالجملة ذهبت كتبه بثمن بخس وبيعت بصفقة خاسرة. ولو نودي على هذه الكتب في أسواق الغرب لذهبت بزنتها لجيناً على أنّ مبتاعها غير مغبون.
له:دستورالعمل. المنتخب من فروع الكافي 1 ـ 2. حاشية على القوانين. مجموعة ذكر فيها الكتب التي طالعها عند إقامته بمكة، والذين زارهم واجتمع بهم فيها.
أعيان الشيعة 13/146. الذريعة 3/375 و4/22 و6/40 و8/62 و15/304 و20/57، 69 و22/398، 422. شخصيت أنصاري /200. ماضي النجف 1/157. مجلة لغة العرب س 2/370. معجم المؤلفين 3/36. معارف الرجال 1/131. نقباء البشر 1/218.
معجم رجال الفكر والأدب في النجف
