محمد مهدي ابن السيد محسن 1353 ـ 1408.
من أعلام العلم والفضيلة، عالم كامل عارف متواضع، طيب القلب نقي الضمير، متكلم خطيب مجاهد عبقري، ولد في النجف الأشرف ونشأ في أحضان العلم والتقى والصلاح والزعامة، والمرجعة، فأخذ المقدمات وسرعان ما اجتازها بتفوق بالغ وذهنية وقادة، ثم أوكل اُمور تربيته من قبل والده، الشيخ محمد تقي الفقيه، فأكمل عنده المقدمات والسطوح، وحضر على السيد محمد علي السيد أحمد الحكيم، والشيخ حسين الحلي، والسيد الخوئي، والشهيد السيد الصدر. ومنذ بداية شبابه ظهر اهتمامه المبكر بالعمل الإسلامي والدعوة إليه، فاتصل بالكثير من الشخصيات الفكرية، وعقد لتحقيق أهدافه السامية ندوات جماهيرية في الجامع الهندي، وفي الصحن الحيدري الشريف، وقام بمهمة إلقاء المحاضرات التوجيهية الإسلامية، وذلك في ليالي الجمعة من كل اُسبوع، وفي شهر رمضان المبارك، فجنّد فئة كبيرة من الشبيبة، وعلى أثر هذه الخطوات المظفرة واجه الضغط والاستنكار والاحتجاج، من قبل السلطات وأذنابها.
وفي عام 1958 كان له دور عظيم في مواجهة التيار الشيوعي، وفي 1964 انتقل الى بغداد، ومثّل والده هناك طيلة 6 سنوات كانت حافلة بالنشاط والعمل، حيث شهدت بغداد والكاظمية إنشاء الكثير من المشاريع الإسلامية، وانتعاض الحركة الفكرية والسياسة الإسلامية، وبناء المساجد والحسينيات. وقد وقف بوجه السلطة المتميزة بالطائفية والعنصرية الأموية، وهددها باتخاذ مواقف خطيرة من قبل المرجعية إن لم تتخل السلطة عن سياستها الطائفية، فحاولت السلطة اعتقاله بطريقة غادرة بعد تدبير تهمة كاذبة باءت بالفشل، كما حاول سفاح التاريخ صدام... عبر وسطاء متعددين اللقاء به في أربعة محاولات باءت كلها بالفشل الذريع، وترك الرفض هذا أثراً سيئاً في نفسية صدام... الذي توعد السيد الشهيد... بالإذلال والقتل.
خرج السيد ... من بغداد خفية وتوجه الى باكستان، ونزلها فترة وتوجه الى دبي وقام بالمشاريع الخيرية، وبعد مرور عدة سنوات على تواجده في دبي توجه الى لندن لقيادة الحركة المعارضة، ضد النظام العراقي على الصعيدين السياسي والعسكري، الى جانب تشكيل لجان لتقديم المساعدات وتوحيد الصفوف، ومنظمات حقوق الإنسان في العراق، ومع هذا كان يلقي الخطب والمحاضرات عما يعانيه الشعب العراقي من مأساة ومظلومية، فساهم في الحضور في الكثير من المؤتمرات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم.
وشاء القدر أن ينجو من ثلاث محاولات اغتيالية، ويكون فريسة الاغتيال الرابع، فخلال حضوره في مؤتمر (الجبهة الوطنية الإسلامية) الثاني في السودان، هاجمه أحد أزلام النظام العراقي، وأطلق عليه ثلاث طلقات نارية غادرة أردته قتيلا وفاز بالشهادة، وذلك عصر يوم الأحد 27 جمادى الاُولى 1408، اللّهمّ العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد، وآخر تابع له على ذلك... وإنّا لله وإنّا إليه راجعون... عقبه: المهندس السيد صالح. السيد علي.
له: تقريرات شيوخه في الفقه والاُصول. مجموعة خطبه ومحاضراته الإسلامية.
معجم رجال الفكر والأدب في النجف