محمد بن عبد الله ابن مسرَّة

Tuesday, September 27, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
محمد بن عبد الله ابن مسرَّة

(269ـ 319هـ/886 ـ 931م) محمد بن عبد الله بن مسرَّة بن نجيح القرطبي، متصوف متفلسف أندلسي، وُلد في قرطبة في الأندلس. تجمع المصادر العربية والأجنبية التي ترجمت لابن مسرَّة على أن والده كان على مذهب المعتزلة، وكان صديقاً لأحد معتزلة قرطبة ويدعى «خليل الغفلة». وسافر هذا الوالد إلى مكة وإلى البصرة للحج والتجارة، وتعرّف آراء المعتزلة عن كثب، بعد أن كان قد تَعرّف الفكر الكلامي «الاعتزالي والأشعري»، والفكر الفلسفي الذي انتقل إلى الأندلس عبر التواصل الثقافي بين المشرق والمغرب، وتوفي الوالد عام 286هـ/899م، في الحج، وكان ابن مسرَّة الفيلسوف في السابعة عشرة من العمر، وأخذ عن أبيه علوم الدين على طريقة المعتزلة بما تنطوي عليه من عناصر فلسفية. وأُثر عنه في هذه السن المبكرة ميله الشديد إلى النسك والزهد، فاعتزل الناس في «دويرة» (صومعة) في جبل قرطبة، مع عدد من أصدقائه ومريديه الذين أخذوا عنه مذهب المعتزلة المحظور من قبل فقهاء المالكية. وسكتت السلطات عن نشاطه هذا، لكن خالد بن أحمد الحباب الفقيه المالكي وصاحب النفوذ لدى سلطات قرطبة حملَ عليه حملة عنيفة، وألَّف كتاباً في الرد عليه. ولهذا ارتحل ابن مسرَّة إلى القيروان قاصداً الحج بصحبة اثنين من تلاميذه هما محمد بن المديني وابن صقيل القرطبي، ونزلوا جميعاً في مكة على أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي المتوفى عام 341هـ. وهو من تلاميذ الصوفي الشهير ألْجنيد البغدادي. وتذكر بعض المصادر أن ابن مسرَّة لم يرجع من حَجِّه إلاّ بعد أن اعتلى عبد الرحمن الثالث عرش الإمارة عام 301هـ/912 أو 913. كذلك تذكر مصادر أخرى أنه سافر إلى الشرق أكثر من مرة، وكان عندما يرجع يبدأ بممارسة نشاطه الفكري من جديد فيجمع المريدين حوله. رأى بعينه كتبه تحرق ولكنه لم ينقطع عن نشاطه ولجأ إلى مخبأ آمن في جبل «السييرا» الذي سمته العرب «شلير ساج» أي «جبل الشمس والثلج». إلى أن توفي، وله من العمر ما يقارب الخمسين عاماً.

اشتغل ابن مسرَّة بالجدل والمناقشات مع تلاميذه ومريديه حول مختلف المذاهب الإسلامية الكلامية والفلسفية والصوفية التي اطّلع عليها في رحلته إلى المشرق. وبثَّ تعاليمه سراً في صورة رمزية لا ينالها إلاّ الخاصة من تلاميذه. وافتتن به جماعة من أهل الأندلس، ولازموه، وقبَّح بعضهم ما رأوا منه فهجروه. ويُقال: إنه امتلك لساناً خلوباً يتوصل به إلى مراده، وطريقة في البلاغة وتدقيقاً في غوامض إشارات الصوفية وتواليف المعاني. وقد نُسب إليه أنه كان يرفض القدر، ويقول: إن نعيم الجنة والنار لا يتعلقان بالبدن بل بالنفس، وإنه يأخذ بوحدة الوجود على مذهب أمبيدوكليس. ويذكر ابن الأبار في «التكملة»: «إن الأقوال تضاربت فيه، فمنهم من وصفه بالإمامة والزهد، ومنهم من وصفه بالزندقة». ومما نُسبَ إليه أيضاً قوله بحدوث علم الله ومقدرته. وثنائية العلم الإلهي، فهو على مرتبتين: إحداهما العلم بالكليات، وهو علم الغيب، والأخرى علم الشهادة. وقوله: إن العرش يدبر العالم، لأن الله أجلُّ من أن يوصف بفعل شيء، وهذه الفكرة تتفق مع رأي أرسطو في عدم مباشرة الإله لأي فعل أو تدبير. وقد ذكر ابن حزم الأندلسي: أن |إسماعيل الرعيني| وهو من تلاميذ ابن مسرة يذكر الرأي القائل بعدم التدبير الإلهي بأنه رأي ابن مسرة، وقد وجده في بعض كتبه.

لم يبقَ من مؤلفاته إلا رسالتان: الأولى عنوانها: |خواص الحروف وحقائقها وأصولها| والثانية: «رسالة الاعتبار»، ولهاتين الرسالتين نسخة خطية في مجموعة «تشستربتي» - دبلن تحت رقم 3168. و«رسالة الاعتبار» يذكرها ابن الأبار في التكملة بعنوان «التبصرة». ومما ذكر له من مصنفات ولم يعثر عليه كتاب «توحيد الموقنين» تحدث فيه عن الصفات الإلهية وعلاقتها بالذات.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.