أحمد بن محمد مسكويه

Saturday, October 1, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
أحمد بن محمد مسكويه

(… ـ 421هـ/… ـ 1030م) أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه، ويكنى بأبي علي الخازن نسبةً إلى عمله الذي قام به عند أمراء بني بويه بوصفه خازناً لمكتباتهم. وهو من أجلاَّء الفرس. ولد في الرَّي (ضواحي طهران الحالية) وتوفي في أصفهان. وكان معاصراً للبيروني وابن سينا، ويذكر القفطي في «إخبار العلماء بأخبار الحكماء» أنه التقى ابن سينا مراراً وتناقشا في عدد من الأمور ونسبه ابن سينا إلى عسر الفهم. وكان صديقاً لأبي حيان التوحيدي، ولبديع الزمان الهمذاني الأديب المعروف وصاحب المقامات الشهيرة. ويزعم ياقوت الحموي أنه كان مجوسياً ثم اعتنق الإسلام. ولكن باحثاً إسلامياً معاصراً هو الشيخ كامل محمد عويضة يرى أنَّ هذا بعيد الاحتمال؛ لأن تعمقه في أصول الشريعة الإسلامية وفروعها ثم وصاياه الخلقية الدالة على تمسُّكه بالشريعة الإسلامية تنفي مجوسيته السابقة وحداثة إسلامه. ومن المحتمل أن جده كان مجوسياً ثم أسلم.

عاش مسكويه في ظل أمراء الدولة البويهية الفرس، فعمل عند ركن الدولة البويهي (328- 366هـ) ثم انتقل إلى بغداد وعمل كاتب سر لأبي محمد الحسن بن محمد الأزدي المهلبي الذي كان وزيراً لمعز الدولة البويهي (334- 356هـ). وعند عودته إلى الري أصبح خازناً لكتب الوزير ابن العميد ولابنه أبي الفتح، ثم اتصل بعضد الدولة بن بويه الذي حكم من 338-372هـ. وعمل خازناً لمكتبته، وكان مأموناً لديه أثيراً عنده، فيما يقول القفطي. ونال الحظوة نفسها عند صمصام الدولة بن بويه (379- 388هـ) في الري.

كان مسكويه - إذا جاز القول بلغة العصر الحديث - مغرماً بدراسة الإنتروبولوجيا ودراسة عادات الشعوب وحضاراتهم وأمثالهم وحكمهم. وكان طبيباً فاضلاً خبيراً بصناعة الطب جيد الإحاطة بأصولها وفروعها، وكان مؤرخاً قديراً وعالماً أخلاقياً بارعاً، وكانت له مشاركة حسنة بالعلوم اللغوية والأدبية والعلوم القديمة. وذكر أبو حيان التوحيدي في «الإمتاع والمؤانسة» أن مسكويه كان غلام أبي الحسن العامري، ولم يُفد من علم العامري شيئاً، ولكنه قرأ مع التوحيدي «إيساغوجي» تعني المقدمة في المنطق وتضم «المقولات الخمس» وهي من تأليف فورفوريوس الصوري من تلاميذ أفلوطين، كذلك قرأ «قاطيغورياس» وهي كتاب المقولات العشر لأرسطو. وإنه كان مشغولاً بطلب الكيمياء مع أبي الطيب الكيميائي «محمد بن زكريا الرازي»، وكان مسكويه مفتوناً بكتبه، وكتب جابر بن حيان الكيميائي العربي المشهور.

 بحث مسكويه ثلاث مسائل فيما بعد الطبيعة وهي «الله والنفس والنبوة» وكلامه فيها مقتبس من فلاسفة اليونان ورأيه في الله هو رأي المعتزلة والفلاسفة الإلهيين، فالله واحد، وصانع العالم، وموجود بذاته، ويعرف بطريق السلب لا بطريق الإيجاب. والعالم موجود بالعَرَض خلقه الله من العدم. والنفس جوهر بسيط غير محسوس بشيء من الحواس، وتدرك وجودَ ذاتها وتعلم أنها تعلم وتعمل، وتمتاز نفس الإنسان من نفس الحيوان بالنطق أي بالروية العقلية. وأما رأيه في النبوة فهو قريب من رأي الفارابي، فيفسر النبوة الدينية تفسيراً طبيعياً تارة، أي بالتدرج في مراتب العقل، من العقل بالقوة إلى العقل بالفعل، إلى الاتصال بالعقل الفعال، وتارة أخرى يفسرها تفسيراً ما ورائياً يقوم على الإلهام والوحي، فهناك «العقل بالملكة» وهو منحة إلهية وهبها الله لبعض البشر (الأنبياء) فيتم بواساطتها الاتصال مباشرة بالعقل الفعال من دون التدرج في مراتب العقل. ولكن الجزء المهم في فلسفته هو فلسفته الأخلاقية، فغاية الأخلاق كما يرى أن تصدر عنا الأفعال جميلةً من غير تكلف. والأخلاق تابعة للنفس لا للجسد. والأخلاق قابلة للتغير بحسب الزمان والمكان. والفضائل أربع، هي العفة والشجاعة والسخاء والعدالة. والإنسان يتعلم الفضائل إما من الطبيعة وإما من الشريعة. والفضيلة على العموم هي سمو الإنسان بنفسه. والخير هو كمال الوجود الذي يتوخاه الإنسان. والبشر ثلاث فئات: أخيار بالطبع، وأشرار بالطبع. والفئة الثالثة لا أخيار ولا أشرار بطبعهم، بل ينتقلون إلى الخير أو الشر بالتأديب والتعليم، بمصاحبة الأخيار أو أهل الغواية والفساد.

وذكر من ترجم له من كتبه: كتاب «أنس الفريد»، كتاب «تجارب الأمم في التاريخ وتعاقب الهمم»، كتاب «الطبيخ»، كتاب في الأدوية المفردة، كتاب «الفوز الأكبر»، كتاب «الفوز الأصغر»، كتاب «تهذيب الأخلاق». كتب جاويدان خرد «الحكمة الخالدة»، وهذه المؤلفات ذكرها نفسها أبو حيان في «الإمتاع والمؤانسة» وذكرها ياقوت الحموي في «معجم الأدباء».
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.