(… ـ 401هـ/… ـ 1010م) أبو سهل، عيسى بن يحيى المسيحي من نصارى جرجان وإليها يُنسب. وهو حكيم غلب عليه الطب علماً وعملاً. وكان حسن الخط متقناً العربية فصيح العبارة جيد التصنيف، ولم يجد الشيخ الإمام الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي، أحداً من الأطباء النصارى المتقدمين والمتأخرين أفصح عبارة ولا أجود لفظاً ولا أحسن معنى من كلام أبي سهل المسيحي.
اشتغل بالطب في خوارزم خراسان، وكان متقدماً عند سلطانها. درس عليه كثير من التلاميذ كان منهم الشيخ الرئيس ابن سينا، الذي تميز وتفوق بعد ذلك في صناعة الطب في العلوم الحكمية وغيرها.
توفي أبو سهل المسيحي سنة 401هـ/1010م، وقيل قبل ذلك بخمسة وعشرين سنة وله من العمر أربعون سنة تقريباً.
من مؤلفاته «إظهار حكمة الله تعالى في خلق الإنسان» اطلع ابن أبي أصيبعة على نسخة منه بخط المسيحي وقال: «إنه في نهاية الصحة والإتقان»، وهذا الكتاب من أجّل كتبه أتى فيه على ما ذكره جالينوس، ولكنه صحّح وهذّب وسهّل ورتّب وأسقط من العلم ما ليس منه، ثم زاد من عنده بعض المعاني الِدقيقة وعكس بعض الأشياء المتقدمة على الأشياء المتأخرة خلافاً لما كتب ليكون بيان الشيء بمبادئه وأسبابه ليصبح برهاناً حقيقياً. ومن مؤلفاته أيضاً كتاب «المئة مقالة» أو كتاب «المية في الصناعة الطبية»، وهو أجود مؤلفاته، وضع ابن التلميذ حواشي عليه وقال عنه: «يجب أن يُعتمد على هذا الكتاب فإنه كثير التحقيق، قليل التكرار واضح العبارة»، و«الطب الكلي»، و«تعبير الرؤيا»، ومقالة في الجدري أو رسالة في ماهية الجدري وتدبيره، واختصار كتاب «المجسطي»، وكتاب في العلم الطبيعي، ورسالة في الوباء وضعها للملك العادل خوارزم شاه مأمون بن مأمون.
