مُطعِم بن عدي

Sunday, October 9, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
مُطعِم بن عدي

(…ـ 2هـ/ … ـ  623م) مُطعِم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، سـيِّدٌ من سـادات قريش، ورئيس بني نوفل في الجاهليَّة، وقائدهم في حرب الفِجار التي كانت بين قريش ومن معها من كنانة وبين قيس عيلان في الشَّهر الحرام سنة 33ق.هـ/ 591م.

رُوي أنَّ عبد المطلب أعطى مُطعِمَ ابن عديٍّ حوضاً من وراء زمزم يسقي فيه الحاج. ولمَّا انصرف رسول اللهr عن أهل الطَّائف وعاد متوجِّهاً إلى مكَّة ونزل بقرب (حِراء) بعث إلى بعض حلفاء قريش ليجيروه في دخول مكَّة فامتنعوا، فبعث إلى مطعم بن عدي بذلك، فتسلَّح مُطعِمٌ وأهل بيته وخرج بهم حتَّى أتوا المسجد، وأرسل من يدعو النَّبيr إلى الدُّخول، وقام مُطعِمٌ على راحلته فنادى: «يا معشر قريش، إني قد أجرت محمَّداً، فلا يهجه أحدٌ منكم»، فانتهى رسول اللهr إلى الرُّكن فاسـتلمه، وصلَّى ركعتين، وانصرف إلى بيته، ومطعم وولده مطيفون به. وكان مُطعِمٌ أحدَ الَّذين مزَّقوا صحيفة قريش المشهورة التي كتبتها على بني هاشم. وهو الَّذي أجار سعدَ بن عُبادةَ أيضاً حين دخل سعدٌ مكَّة معتمراً، فتعلَّقت به قريش ليأخذوه، فقال فيه حسَّان بن ثابت الأنصاري:

لَوَ أنَّ فَتىً نالَ السَماءَ بِكَفِّهِ

        لَنالَ عديٌّ بابَهُ بِسَلالِمِه

عَمِي مطعم في كبره فهو أحد الأشراف العُميان في الجاهليَّة، وهم: عبد المطَّلب بن هاشم، أميَّة بن عبد شمس، زهرة بن كلاب، كلاب بن مرَّة، مطعم بن عديّ.

عُمِّرَ مُطعِمُ بن عديٍّ بضعاً وتسعين سنة، ولم يُسلِم، ولمَّا هاجر رسول اللهr إلى المدينة مات مطعمٌ بعد الهجرة بيسير بمكَّة قبل وقعة بدر، ولمَّا بلغت وفاته المدينة قال حسَّان بن ثابت: «والله لأرثينه»، فقال فيه من قصيدة:

أَعَينِ أَلا اِبكي سَيِّدَ الناسِ وَاِسفَحي       

                                  بِدَمعٍ فَإِن أَنزَفتِهِ فَاِســكُبي الدِّما

فَلَو كانَ مَجدٌ يُخلِدُ اليَـومَ واحِداً

                                  مِنَ النَّاسِ أَبقى مَجدُهُ اليَومَ مُطعِما

أَجَرتَ رَسولَ اللَهِ مِنهُم فَأَصبَحوا

                                  عِبادَكَ ما لَبّى مُلَبٍّ وَأَحـــرَما

فَلَو سُئِلَت عَنهُ مَعَدٌّ بِأَســـرِها

                                  وَقَحطانُ أَو باقي بَقِيَّــةِ جُرهُما

لَقالوا هُوَ الموفي بِخُفرَةِ جــارِهِ        

                                  وَذِمَّتِهِ يَومــــاً إِذا ما تَذَمَّما

وفيه حديثُ رسول اللهr في البخاري: «لو كان المُطْعِمُ بن عديٍّ حيًّا ثمَّ كلَّمني في هؤلاء النّتنى [أي أسرى بدر] لتركتهم له»، وهذا من وفاء رسول اللهr.

من ولد مُطْعِمٍ النَّسابةُ الصَّحابيُّ الجليل جبير قَدِمَ على النَّبيِّr ليكلِّمه في فداء أسارى بدر فسمعه يقرأ سورة الطُّور فدخل الإسلام قلبه.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.