معاوية بن حُدَيج

Sunday, October 16, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
معاوية بن حُدَيج

(… ـ 52 هـ/… ـ 672م) أبو نعيم وأبو عبد الرحمن، معاوية ابن حديج بن جفنة بن قَتيرة، الأمير، قائد الكتائب - كما يصفه الذهبي- الكندي ثم السكوني. اختلف في معاوية بن حديج، فقال قوم: له صحبة، وقال آخرون: ليست له صحبة، واحتجّوا بحديث عن علي بن رباح قال: سمعت معاوية بن حديج يقول: «هاجرنا على عهد أبي بكر»، أما ابن سعد فقال: له صحبة، ولكنه في موقع آخر ذكره في الطبقة الأولى بعد الصحابة.

روى معاوية عن عمر بن الخطاب، وأبي ذر الغفاري ومعاوية بن أبي سفيان، وحدّث عنه ابنه عبد الرحمن، وعلي بن رباح، وعبد الرحمن بن شِماسة المهري، وسويد بن قيس التُجيبي، وعُرْفطة بن عمرو، وعبد الرحمن بن مالك الشيباني، ومسلمة ابن أسلم.

اشترك في معركة اليرموك، وكان على كردوس من كراديس الميمنة، وشارك في فتوح مصر، وأرسله عمرو ابن العاص[ر] رسولاً إلى الخليفة عمر ابن الخطاب ليبشره بفتح الاسكندرية، وكانت له دار فيها، ولم يكن بالاسكندرية خطط لما فتحت وإنما كانت أخائذ، من أخذ منزلاً نزل فيه هو وابن أبيه.
وفي سنة 31هـ غزا عبد الله بن سعد ابن أبي سرح والي عثمان على مصر النوبة فاقتتلوا قتالاً شديداً، وأصيبت يومئذ عين معاوية بن حديج، وأبي شمر بن أبرهة وغيرهما، فيومئذ سموا رماة الحدق، فهادنهم عبد الله بن سعد على أنهم لا يغزونهم ولا يغزو النوبةُ المسلمين. وعندما بدأت الفتنة سنة 34هـ وحوصر الخليفة عثمان بن عفان، كتب إلى أهل الأمصار أن يلحقوا به، فخرجوا على الصعب والذلول لنصرته، فبعث معاوية بن أبي سفيان والي الشام والجزيرة حبيب بن مسلمة الفهري، وبعث عبد الله بن سعد والي مصر، معاوية بن حديج السكوني، وخرج من أهل الكوفة القعقاع بن عمر ومن البصرة مجاشع بن مسعود السُّلمي، فلما سمع المحاصرون قدوم ركبان من الوجوة لنصرة عثمان، حال المحاصرون بين الناس وبين عثمان، ومنعوه كل شيء حتى الماء.

قتل عثمان وآلت الخلافة إلى علي ابن أبي طالب الذي ولى قيس بن سعد ابن عبادة مصر، وكان من ذوي الرأي والبأس، وكان شيعة عثمان وعددهم يقارب عشرة آلاف مقيمين في خِرِبْتا (من كور الحوف الغربي قرب الاسكندرية) ومع أن قيس بن سعد كان يعلم أنهم من شيعة عثمان وأن هواهم مع معاوية بن أبي سفيان، فإنه كان يؤمّن سِربهم ويجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم فلما بلغ ذلك الخليفة علي بن أبي طالب أمره أن يقاتل أهل خِربْتا، فرفض وكتب إليه (إنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وأهل الحفاظ منهم، ولو أني غزوتهم كانوا لي قِرناً، وهم أسود العرب، منهم بسر بن أرطأة، ومسلمة بن مخلد ومعاوية بن حديج فذرني، فأنا أعلم بما أداري منهم) فأبى علي إلا قتالهم، وأبى قيس أن يقاتلهم، فعزله وولى محمد ابن أبي بكر، فلما قدم مصر بعث أهل مصر إلى خِربتا، فاقتتلوا وخرج معاوية بن حُديج الكندي ودعا إلى الطلب بدم عثمان فأجابه ناس آخرون وبلغ علياً وثوبُ أهل مصر على محمد  فأرسل مالك بن الحارث الأشتر والياً عليها، فلما وصل القلزم مات، ويقال إنه شرب شراباً من عسل فيه سمٌ فمات، فبقي محمد بن أبي بكر والياً عليها.
وبعد انصراف أهل الشام من صفين[ر] وكانوا ينتظرون ما يأتي به الحكمان ازداد معاوية بن أبي سفيان قوة واختلف الناس بالعراق على علي، فما كان لمعاوية هم إلا مصر، فأرسل عمرو بن العاص إليها، فلما نزل أدنى أرض مصر اجتمعت العثمانية إليه، واستقبل عمرو بن العاص كنانة بن بشر وهو على مقدمة محمد بن أبي بكر، فجعل كنانة لا تأتيه كتيبة من كتائب أهل الشام إلا شد عليها بمن معه، فيضربها حتى يقرّبها لعمرو بن العاص، ففعل ذلك مراراً، «فبعث عمرو ابن العاص إلى معاوية بن حديج فأتاه في مثل الدّهم» فأحاط بكنانة وأصحابه واجتمع أهل الشام عليهم من كل جانب فهزم جيش محمد بن أبي بكر ولحق معاوية بن حُديج بمحمد ، فلما أُخذ قال: احفظوا في أبا بكر، فقال معاوية، قتلت سبعين من قومي بعثمان، وأتركك وأنت قاتله، فقتله.

في سنة 47هـ عزل الخليفة معاوية ابن أبي سفيان عبد الله بن عمرو بن العاص عن مصر وولى معاوية بن حديج الذي سار فيما ذكرالواقدي في المغرب غازياً، ويورد ابن عذاري في كتابه البيان المغرب أن معاوية بن حديج أغزى جيشاً في البحر إلى صقلية، فسبوا وغنموا وأقاموا شهراً ثم انصرفوا، وعن عبد الرحمن بن شماسة قال: دخلت على عائشة فقالت، ممن أنت؛ قلت من أهل مصر، قالت كيف وجدتم ابن حُديج في غزاتكم هذه؟ قلت خير أمير، ما نفق لرجل منا فرس ولا بعير إلا أبدل مكانه بعيراً، ولاغلام إلا أبدل مكانه غلاماً ، قالت: إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول اللهr إني سمعت يقول: «اللهم من وَلي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن شقّ عليهم فاشقق عليه» [أخرجه مسلم في صحيحه /1828/ في الإمارة]. كان ابن حديج مهاباً مسموع الكلمة من أشراف كنده ومع أنه كان عثماني الهوى فقد غضب لحجر بن عدي لأنه كندي.
مات بمصر وله عقب فيها وولي ابنه عبد الرحمن القضاء والشرط ولم يزل على ذلك حتى توفي عبد العزيز بن مروان سنة 85هـ ثم ولاه عبد الله بن عبد الملك مرابطة الاسكندرية.

 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.