المعِّز بن باديس

Monday, October 17, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
المعِّز بن باديس

(398 ـ 454هـ/1008 ـ 1062م) المعِّز بن باديس بن المنصور الصنهاجي، من ملوك الدولة الصنهاجية، وكان جده المنصور من الذين أيَّدوا وناصروا الدولة الفاطمية منذ بدايتها، ثم نابوا عن الفاطميين في عهد الخليفة المعِّز لدين الله الفاطمي سنة 361هـ/972م.
والمعِّز من مواليد مدينة المنصورية، التي كانت قبل انتقال بني زيري إليها تسمى «صبرة»، وهي التي بناها الفاطميون على مقربة من مدينة القيروان، حيث استقر يوسف بن زيري في قصر السلطان بها بعد عودته من وداع الخليفة الفاطمي. وفي هذه المدينة تحول بنو زيري من زعماء قبليين مرموقين في قبيلة صنهاجة، إلى ملوك ذوي بلاطات فخمة، مارسوا كل ألوان البذخ والرفاه في مواكبهم ومناسباتهم الأسرية والخاصة، وكان من أشهرهم على هذا الصعيد المعِّز بن باديس، الذي صرف على عروس زُفت إليه ماقدِّر بمليون دينار، كما بُنيت له قصور، لم تماثلها قصور أخرى معاصرة، وصنع إيوانه الأعظم وبنى الخورنق تشبهاً بخورنق النعمان بن المنذر. ورث المعِّز بن باديس مهمة الحرب ضد قبيلة زناتة، التي كانت تناصب العداء للفاطميين منذ أن دخلوا المغرب، وكانت زناتة أهم حليف لأمويي الأندلس في صراعهم ضد الوجود الفاطمي بالمغرب في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، وفي أثناء الحرب ضد الزناتيين، حدثت انقسامات في صفوف الزيريين في عصر باديس بن المنصور والد المعِّز، كان من نتيجتها سيطرة حماد الزيري وهو عم باديس بن المنصور على القسم الغربي من الدولة الزيرية، بما في ذلك قاعدة السلالة القديمة مدينة «أشير».
بقي الانقسام في عصر المعِّز بن باديس قائماً واعتُرف به رسمياً، وأصبحت الدولة الزيرية دولتين؛ واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، ومع ذلك فقد كانت فترة حكم المعِّز بن باديس، التي بدأت في سنة 406هـ/1015م، وانتهت في سنة 454هـ/1062م من أهم فترات حكم الزيريين في المغرب، ففيها ازدهرت البلاد من الناحية الاقتصادية، وعم الأمن والاستقرار كل مناطق الدولة، ونشطت أعمال العمارة والبنيان، وبدأت الحركة العلمية تسير نحو التطور والإيجابية، بإكرام العلماء واحترامهم وتقريبهم إليه.

وفي الوقت ذاته نشبت معارك قاسية بينه وبين قبيلة زناتة، كان هو المنتصر فيها جميعاً. وفي هذه الفترة أيضاً حدث الانفصال النهائي عن الفاطميين، والذي ابتدأ سنة 435هـ/1044م، وتبلور حقيقة ساطعة في سنة 440هـ/1049م. وفي هذه السنة قُطعت الخطبة للفاطميين، وأمر المعِّز بن باديس بلعنهم على المنابر. وكانت أهم النتائج التي تمخضت عن عملية الانفصال عن الفاطميين، هي سيادة المذهب المالكي في كل المناطق المغربية، وتدخل الهلاليين في الشؤون المغربية العامة.

ويبدو أن الظروف المحيطة بالمغرب الكبير في ذلك الحين، ساعدت المعِّز بن باديس على أن يتخذ قرار الانفصال عن الفاطميين، فالزيريون كغيرهم من زعماء القبائل المغربية، الذين أيدوا وساندوا دعوة الفاطميين أو الأمويين، كان يسيطر على إرادتهم وتبعيتهم لدعوة ما، حب مصلحتهم، بوصفهم زعماء، ومصلحة قبائلهم، والدليل على ذلك تغيير ولائهم بتغير الظروف. كان رد الخليفة المستنصر على قطع المعِّز الخطبة للفاطميين أن سمح لقبائل بني هلال وسليم بالعبور إلى المغرب، وقد أقامت سليم في ليبيا وانتشر بنو هلال في ولاية إفريقية، وكان أول الواصلين منهم بنو رياح وزعيمهم مؤنس الذي قرّبه المعِّز بن باديس وأصهر له، وفاوضه في استخدام بني قومه بدلا ً من الصنهاجيين، ولكن العلاقة لم تلبث أن ساءَت وبدأت الحرب بين الطرفين وانهزم المعِّز بن باديس أمام العرب فحاصروه في القيروان ، ولم يستطع المعِّز صدّهم، كما أنهم لم يكونوا قادرين على احتلال المدن لعدم خبرتهم وعدم امتلاكهم الآلات الضرورية لذلك، وانتهى الأمر بالسماح لهم بدخول المدينة والتسوق منها وانسحب المعِّز إلى المهدية المحصّنة حيث توفي فيها.

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.