المعلوف

فوزي

Saturday, May 27, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
فوزي
فوزي المعلوف (1317 ـ 1348هـ/1899 ـ 1930م) فوزي بن عيسى إسكندر المعلوف، شاعر وأديب ولد في زحلة لأسرة علم وثقافة، فوالده العلاّمة عيسى إسكندر المعلوف وأخوة الشاعر المهجري شفيق المعلوف، وأخواله شعراء وأدباء، ومنهم الشاعر قيصر المعلوف، تلقّى علومه الابتدائية في المدرسة الشرقية في زحلة، ثم انتقل في عام 1913 إلى مدرسة «الفرير» في بيروت، لكنه عاد إلى زحلة بعد أن اشتعلت الحرب العالمية الأولى، وكان قد أتقن العربية والفرنسية، فتبع أباه إلى دمشق، وعيّن مديراً لمدرسة المعلمين فيها، فأمين سّر لعميد مدرسة الطب بها، وهاجر إلى البرازيل سنة 1921، وسكن في مدينة سان باولو، فأتقن البرتغالية والإسبانية، واشتغل هناك في التجارة مع أخواله، ولم ينصرف عن الأدب، فأنشأ المنتدى الزحلي سنة 1922، ونشر سنة 1926 مطولته الشعرية «على بساط الريح» التي حققت له شهرة واسعة في الغرب وفي الوطن، وترجمت إلى الإسبانية والبرتغالية والإنكليزية والألمانية والروسية والرومانية والفرنسية.

لفوزي المعلوف نثر أدبي راق، فقد كان والده يؤهّله وهو طفل للخطابة والكتابة، فمن خطبه ومقالاته «رقي البلاد» و«المعارف» و«الشرق والغرب» و«الغني والفقير» و«الفتاة العربية» وغيرها بين عامي 1912- 191، وله قصص ومسرحيات، ولكنّه اشتهر شاعراً، ومن قصائده «سقوط غرناطة» و«تأوهات الحبّ» و«أغاني الأندلس» و«على بساط الريح» و«شعلة العذاب» المطولة التي مات قبل أن تكتمل.

في شعر فوزي موضوعات مختلفة، ففي بداياته قصائد في المناسبات كالرثاء وسواه، وفي شعره غزل رومانسي عذري رقيق في المرأة والحبّ، وهو يقدّس كالرومانسيين العلاقة بين الذكر والأنثى، وهي لا تتجاوز حدود الإحساسات الدفينة، فالحبيب لا يبوح لحبيبه بما يعانيه:

ولكنْ لماذا لا تبوحُ ولم أَبـحْ

                      وقد علمت ما بي كما أنا أَعْلَمُ؟

خليليَّ، ذاكَ الصمتُ مِن أدبِ الهوى

                      ومن أدبِ العشّاق ذاك التَّكتُّـمُ

ومن أهمّ  موضوعات شعره التأمل في الطبيعة والنفس والكون والإنسان، وله في ذلك مطوّلات، ومنها «على بساط الريح» و«شعلة العذاب»، وله في الحنين إلى الوطن قصائد خالدة، ففي وصفه إحساسات المهاجرين وهم يغادرون الوطن غير قصيدة، وأبياته في هذا الموضوع تنضح بالصدق والعاطفة، وتلمع بالتوّهج والحميمية، ومن أبياته في هذا الموضوع:

 ودّعوها والدّمعُ ملءُ المآقي

                      لنواها، والنّارُ ملءُ الكبــودِ

ولوَانَّ الأصمَّ يسمعُ صوتــاً

                      صرخوا بالبواخر الصُّمِّ: عودي

في قصائد فوزي المعلوف احتفالية بالصورة والتجسيم والتشخيص والمجاز، وفيه تنويع في القافية وتأثر بالموشحات والغناء، ولذلك كان هذا الشاعر وصّافاً من الدرجة الأولى، ومن جميل وصفه هذا المقطع من قصيدته «على منارة بيروت»:

وهنا الموجُ ثارَ ثائـــرُه

                      ياَلَ مْوجٍ كالجيشِ محتشدِ

زجر الصخر جزرهُ، فمشى

                    مدُّه ناشطاً إلى المــــددِ

واثباً وثبةً كأنَّ بهــــا

                   أسداً هاوياً على أســـــدِ

فإذا بالهدير يحبكــــه

                  ماعلى المـــاء ماجَ من زردِ

وكان فوزي المعلوف مغرماً بـ «السيجارة»، فقال في مطلع قصيدة بعنوان «لفافة التبغ»:

تراني دوماً- واللّفافةُ في فمي-

                      تذوبُ كما ذاب المحبُّ من الوجدِ

وألثمُها لا لثمةَ الوجدِ، إنّمــا

                          لماماً، كتقبيلِ الفراشةِ للــوردِ

ومن أهم خصائص شعره أنّه ألّف بين الذاتية والموضوعية في بناء درامي متصاعد، وحاول أن يقدّم القصيدة- الكتاب ذات الموضوع الواحد، فكانت ملحمة «على بساط الريح» من أربعة عشر نشيداً، وكانت «شعلة العذاب» القصيدة المطولة التي لم تكتمل، ولذلك كان فوزي المعلوف من أهم شعراء المهجر الجنوبي تجديداً في الشعر شكلاً وموضوعاتٍ وأبنية، وقد حاول كثير من شعراء الوطن والمهجر مجاراته في بناء القصيدة الدرامية الطويلة، ومنهم أخوة شفيق المعلوف في عمله الطويل «عبقر»، ويظلّ هو شاعر الطيارة كما لقبه البدوي الملثم يعقوب العودات.

توفي فوزي المعلوف في الحادية والثلاثين من عمره إثر عملية جراحية وهو في أوج عطائه، ولما أقيم تمثاله في مدينة زحلة سنة 1937 وقف أخوه شفيق ليقول:

فوزي ومالي في الخطوبِ يدانِ

                          ما هكذا الأخوان يلتقيـانِ

قرَّبْتُ صدري للعناقِ فلم أقـع

                          إلاَّ على صدرٍ منَ الصَّوانِ

 خليل موسى
مراجع للاستزادة:

ـ ديوان فوزي المعلوف (دار الريحاني للطباعة والنشر، بيروت 1957).

ـ فوزي المعلوف، شاعر الطيارة، البدوي الملثم (دار المعارف بمصر 1953).

ـ ربيعة أبي فاضل، فوزي المعلوف شاعر الألم والحلم (دار المشرق، بيروت 1993).

ـ إيليا الحاوي، فوزي المعلوف شاعر البعد والوجد (منشورات دار الكتاب اللبناني، بيروت 1981).

 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.