موارد بیشتر برای شما
مُغْلَطاي بن قليج (689 ـ 763هـ/ 1290 ـ 1361م) مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري الحنفي الحكري علاء الدين أبو عبد الله، الإمام العلامة الحافظ المحدث المشهور صاحب التصانيف.
كان أبوه في صباه يرسله ليتعلم الرمي، فيخالفه ويذهب إلى مجالس أهل العلم وحِلَقِهم فيحضرها، وقد انهمك في التعلم والاشتغال حتى صار له مشاركة جيدة في فنون العلم، وقد تلقى العلم عن عدد كبير جدًا من علماء عصره ومشاهيره، فسمع من تاج الدين أحمد بن علي بن دقيق العيد أخي تقي الدين، والحسن بن عمر الكردي، وأحمد بن الشجاع الهاشمي، ومحمد بن محمد بن عيسى الطباخ، وأكثر في الأخذ عن شيوخ عصره، وتخرَّج بالحافظ فتح الدين بن سيد الناس [ر]، ثم رحل في طلب العلم إلى الشام على عادة أهل عصره، وأكثر جدًا من القراءة والسماع. ولم يثبت سماعه من شرف الدين الدمياطى [ر] وتقي الدين بن دقيق العيد[ر]. كما لم يثبت أن فخر الدين بن البخاري قد أجازه في رواية الحديث.
سمع منه وتلقى عنه العلم ابنُه جمال الدين أبو بكر عبد الله بن مغلطاي، وشرف الدين موسى الأنصاري الشافعي قاضي حلب، وزين الدين العثماني المراغي نزيل المدينة وقاضيها وخطيبها، وأجاز شرف الدين البوصيري، وتخرَّج به عمر بن علي بن الملقن المعروف بابن النحوي. ودرَّس بمدارس متعددة بالقاهرة، فتولى تدريس الحديث بالمدرسة الظاهرية بعد وفاة شيخه ابن سيد الناس. ودرَّس بجامع القلعة مدَّة، كما درَّس بالمدرسة الصرغتمشية، والجامع الصالحي، والمدرسة المجدية، والمدرسة النجمية وغيرها من المدارس والمساجد.
كان عارفًا بالأَنساب معرفة جيدة، وكان له اطلاع كبير وباع واسع في الحديث وعلومه، وفي الإطلاع على طرق الحديث، وله مشاركة في فنون عديدة، وله اتساع في نقل اللُّغة وكان دائم الاشتغال بالعلم مبتعدًا عن مخالطة الناس، وهو ممن يمتلك حسًا نقديًا فكان له استدراكات على المُحَدِّثين وأهل اللُّغة. وانتهت إليه رياسة الحديث في زمانه فأخذ عنه عامة من عرف بالتحديث والحفظ في عصره كالحافظ العراقي [ر] والبلقيني[ر]. وكان عنده دأب شديد على المطالعة والكتابة والتصنيف.
ولمغلطاي تصانيف كثيرة زادت على المئة، منها:
1ـ «إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال» للمزي [ر]: في ثلاثة عشر مجلدًا، قال الحافظ ابن حجر [ر] في مقدمته على «تهذيب التهذيب»: «وقد انتفعت في هذا الكتاب المختصر بالكتاب الذي جمعه الإمام العلامة علاء الدين مغلطاي على تهذيب الكمال»
2ـ واختصره مقتصرًا على الاعتراضات على المزي في نحو مجلدين.
3ـ «التلويح في شرح الجامع الصحيح»، شرح على صحيح البخاري [ر] في نحو عشرين مجلدًا، وقد اختصره جلال بن أحمد التبريزي التباني، كما اعتمد عليه تلميذه ابن الملقن في شرحه على الصحيح المسمى «شواهد التوضيح».
4ـ «الإعلام بشرح سنته عليه الصلاة والسلام»: وهو شرح ابن ماجه في خمسة مجلدات، ولكنه لم يكمل.
5ـ «شرح أبي داود» ولم يتم.
6ـ «إصلاح ابن الصلاح»: فيه تعقبات على علوم الحديث لابن الصلاح [ر] أكثرها واردٌ وناشئٌ عن وهمٍ أو سوء فهمٍ.
7ـ «الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم عليه الصلاة والسلام»: وقد اعتنى به العلماء، فاختصره أبو البركات محمد بن عبد الرحيم مقتصرًا فيه على اعتراضات مغلطاي على السهيلي، كما لخَّصها القاسم بن قطلوبغا.
8ـ «الإشارة إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتاريخ من بعده من الخلفاء»: وهو تلخيص لكتابه الزهر الباسم بحذف الشواهد، وإضافة شيءٍ من تاريخ الخلفاء.
9ـ «زوائد ابن حبان على الصحيحين».
10ـ «ترتيب المهمات على الروضة في الفروع» للأسنوي على أبواب الفقه.
11ـ «منارة الإسلام» ترتيب كتاب «بيان الوهم والإيهام» مضافًا إليه كتاب «الأحكام الكبرى» لابن القطان.
12ـ «ذيل على المؤتلف والمختلف» لابن نقطة.
13ـ «ذيل على المشتبه» لابن نقطة.
14ـ «ذيل على كتاب الضعفاء» لابن الجوزي.
15ـ «الواضح المبين في من استشهد من المحبين».
توفي بالقاهرة بحارة حلب ودفن بالريدانية وصلَّى عليه القاضي عز الدين بن جماعة.
بديع السيد اللحام
مراجع للاستزادة:
ـ ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني، لسان الميزان (مؤسسة الرسالة، بيروت د.ت).
ـ عبد الحي بن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب (دار الفكر، بيروت د.ت).
ـ محمد بن علي الشوكاني، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (دار المعرفة، بيروت د.ت).
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
