ابن مَكْتوم

Tuesday, May 30, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
أحمد بن عبد القادر ابن مَكْتوم (682 ـ 749هـ/1284 ـ 1348م) أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم ابن محمد القيسي الحنفي، المعروف اختصاراً بابن مكتوم، والملقب بتاج الدِّين، والمكنى بأبي محمد، النّحوي اللغوي الفقيه، أحد أعلام القرن الثامن الهجري الكبار.

ولد بالقاهرة ونشأ فيها، وتفقه على علم الدِّين العراقي، وقرأ القراءات على تقي الدِّين بن الصائغ، وأخذ النحو عن بهاء الدين بن النَّحاس، وأبي حَيَّان النحوي، والأصول عن الشيخ تاج الدين البارنباري، والمنطق عن السَّيف البغدادي. وسمع وحدَّث ودرَّس وأفتى، واشتغل بالعلم، وولي تدريس التفسير بالقبة المنصورية بالقاهرة بعد موت الشيخ أبي حيان النحوي، وعُيِّن لقضاء المدينة المشرَّفة فلم يقبل. وأقرأ الناس في «أصول ابن الحاجب» و«تصريفه» وفي «التسهيل»، وممن أخذ عنه القاضي محب الدين ناظر الجيش، والشيخان زين الدين العراقي، وسراج الدين بن الملقّن. وكان يعرف الطِّبَّ والحساب وغير ذلك. وأقبل على سماع الحديث ونسخ الأجزاء بأخرة، وقال في ذلك:

وعَابَ سَمَاعي للحديثِ بُعَيْدَ مَا

                        كَبِرْتُ أُنَاسٌ هُمْ إلى العَيْبِ أَقْرَبُ

وقالوا إِمَامٌ في علومٍ كثيرةٍ

                         يَرُوحُ ويَغْدُو سَالماً يَتَطَلّبُ

فَقُلْتُ مجيباً عَنْ مَقَالَهِمُ وَقَدْ

                        غَدَوتُ لجهلٍ مِنهُمُ أَتَعَجَبُ

إذا استدرَكَ الإِنسانُ مَافَاتَ من عُلاً

                       فللحَزْم يُعْزَى لا إلى الجَهْلِ يُنْسَبُ

والرواية عنه عزيزة، وقد سمع منه ابن رافع وذكره في «معجمه».

وله تصانيف حسان، منها «الجمع بين العُباب والمحكم» في اللغة، و«شرح الهداية» في الفقه، و«الجمع المتناه في أخبار اللغويين والنحاه» ويقع في عشر مجلدات، وقيل: مات عنها مسوّدة فتفرقت شذَرَ مَذَر. ومن تصانيفه أيضاً «شرح كافية ابن الحاجب» و«شرح شافيته» و«الدّر اللقيط من البحر المحيط» وهو تلخيصٌ لتفسير أبي حيان «البحر المحيط» مطبوع على حاشيته، و«التذكرة» وسماها «قيد الأوابد» اطلع عليها الإمام السيوطي واستفاد منها. وكان شديد التواضع على علو مكانته وسَعَة علمه وكثرة مشاركاته.

ومن نظمه في الرد على بعض الفضلاء:

أَلا أَيُّها المولى المُحلّى قَرِيْضُهُ

                            إِذَا رَاحَ شِعْرُ النَّاس في البيدِ مُشكِلا

وجالى أَبْكَارِ المعاني عَرَائِساً

                            عليها من التّنْمِيقِ مِا سَمَّج الحُلَى                

 ومستنتج الأفكار تُشْرِقُ كالضُّحى

                                ومستخرِج الألفاظ تخلُبُ كالطِّلاَ                  

وغارِس مِنْ غَرسِ المكارم مُثْمِراً

                                وجاني مَن ثمر الفَضَائلِ ما حَلاَ                  

كتبتَ إلى المملوك نظماً بِمِدْحَةٍ

                                ووصْفُكَ في الآفاقِ مازَالَ أَفْضَلاَ                 

وأَرْسَلْتَ تبغي نَظْمَهُ لمسائلٍ

                                ومِنْ عَجَبٍ أَنْ يَسْأَلَ البَحْرُ جدولا

توفي بسبب وباء الطَّاعون العام الذي حصل في سنة وفاته بشهر رمضان المبارك.

محمود الأرناوؤط

مراجع للاستزادة:

ـ جلال الدين السيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنُّحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (المكتبة العصرية، صيدا، د.ت).

ـ ابن أبي الوفا القرشي، الجواهر المضية في طبقات الحنفية، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو (مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة، د.ت).

ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تحقيق محمود الأرناؤوط، بإشراف عبد القادر الأرناؤوط (دار ابن كثير، دمشق، د.ت).


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.