مكاريوس

الأسقف

Monday, June 5, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: حسن نجفی
موارد بیشتر برای شما
الأسقف
(1913 ـ 1977) هو ميخائيل خريستودولوس موسكوس Michael Christodoulos Mouskos رجل دين وسياسي قبرصي، وأول رئيس لجمهورية جزيرة قبرص بعد استقلالها عن بريطانيا. ولد في مدينة أنوبانايا Ano-Panayia قرب مدينة باخوس في جزيرة قبرص لعائلة فلاحية فقيرة حالت ظروفها المادية دون تحصيل علومه في المرحلة الابتدائية، فانتسب إلى السلك الكهنوتي سنة 1926 ولما يتجاوز الثالثة عشرة من عمره بعد، واختار لنفسه لقباً دينياً عرف به هو (مكاريوس) Makarios ويعني المبارك باللغة اليونانية. وبعد انتهاء دراسته الثانوية في قبرص تابع مكاريوس دراسته في القانون والأديان في جامعة أثينا، ومنها إلى جامعة بوسطن الأمريكية بمساعدة قدمت له من مجلس الكنائس العالمية فتخصص في علم اللاهوت وتخرج فيها سنة 1946. عاد مكاريوس إلى وطنه سنة 1948 ليصبح أسقف مدينة كيتيون Kition (جنوب شرقي قبرص). وشارك في حركة القبارصة اليونانيين الداعية إلى ضم جزيرة قبرص إلى اليونان، وفي سنة 1950 خلف سلفه الأسقف مكاريوس الثاني في رئاسة أساقفة قبرص  وصار مطراناً لها وهو منصب له دلالات سياسية وروحية مهمة، مكّنه من توجيه النشاطات السياسية للمقاومة القبرصية الهادفة إلى تحقيق الاستقلال عن بريطانيا والاتحاد مع الدولة اليونانية وهو أمر أدى إلى قيام السلطات البريطانية بالحكم عليه في آذار/مارس 1956 بالنفي إلى جزر سيشل Seychelles التي لم يقض فيها أكثر من سنة واحدة حين وافقت بريطانيا على انتقاله إلى أثينا. وفي فترة غيابه تعاظمت المقاومة القبرصية وتطورت إلى حرب عصابات في جبال الجزيرة، مما أجبر البريطانيين سنة 1959 على الإذعان لمطالب القبارصة والموافقة على استقلال الجزيرة إثر مفاوضات مكثفة مع وفود قبرصية بزعامة مكاريوس الذي تخلى وقتها عن فكرة الوحدة مع اليونان بضغط من الأقلية التركية المدعومة من قبل تركيا في الجزيرة.

وفي كانون الأول/ديسمبر 1959 انتخب مكاريوس رئيساً لجمهورية قبرص الوليدة وتسلم مهام منصبه عندما استقلت الجزيرة فعلاً في آب/أغسطس 1960، وكانت أصعب مهامه محاولة إيجاد صيغة للتعامل السياسي بين الأغلبية اليونانية والأقلية التركية، وهي مهمة أدى إخفاقه فيها إلى اندلاع قتال مرير في الجزيرة في كانون الأول/ ديسمبر 1963 تدخلت فيه عسكرياً الدولتان اليونانية والتركية. وكادت الأمور تتطور إلى حرب مفتوحة بين الدولتين لولا وصول بعثة من الأمم المتحدة في آذار/مارس 1964 نجحت في تحقيق هدنة طويلة الأجل بين المقاتلين. وبسبب موقف الأسقف مكاريوس من حكومة اليونان بعد استلام الجيش السلطة هناك فقد تشجعت بعض القوى القبرصية اليونانية للقيام بانقلاب أطاح بمكاريوس واضطره إلى الهرب إلى لندن في أواسط تموز/يوليو 1974، وبعد بضعة أيام قامت الحكومة التركية بإنزال جنودها على الشاطئ القبرصي واحتلت نحو 40% من الأراضي الشمالية الشرقية للجزيرة فطلب مكاريوس من مجلس الأمن التدخل والمساعدة لحل المشكلة فعاد إلى قبرص في 7 كانون الأول/ ديسمبر 1974، حيث أعيد انتخابه رئيساً للجمهورية مرة ثانية، واتفق مع الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش على صيغة للتعامل السياسي مع القبارصة اليونانيين والأتراك خلاصتها إنشاء جمهورية مستقلة تقودها حكومة مركزية لتأمين وحدة الجزيرة وفق معايير متفق عليها بين الجانبين، وفي أثناء ذلك أعلن عن وفاته في نيقوسيا 3/8/1977.

ارتبط مكاريوس في أثناء حياته السياسية بحركات التحرر العالمية وخاصة بحركة عدم الانحياز، وكان واحداً من أبرز أقطابها إلى جانب كل من الرؤساء جمال عبد الناصر وجوزيف بروز تيتو وأحمد سوكارنو وجواهر لال نهرو.
 
مفيد رائف العابد

مراجع للاستزادة:

ـ أحمد محمد أبو الوفا، قادة عدم الانحياز (الكتاب العربي، القاهرة 1969).

 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.