موارد بیشتر برای شما
(354 ـ 437هـ/965 ـ 1045م) أبو محمد، مكّي بن أبي طالب - واسم أبي طالب محمد، وقيل حمّوش ابن محمد بن مختار القيسي، القيرواني الأصل، القرطبي مسكناً.
كان إماماً عالماً بوجوه القراءات متبحراً في علوم القرآن والعربية، فقيهاً، أديباً، غلبت عليه علوم القرآن، فكان من الراسخين فيها.
ولد في مدينة القيروان، وبها نشأ، وقرأ على شيوخها ما كان يتلقاه أقرانه من علومٍ دينية ولغوية.
وفي سنة 367هـ، رحل إلى مصر وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فلازم المؤدبين والعارفين بعلوم الحساب، عاد بعدها إلى القيروان سنة 374هـ وقد حفظ القرآن واستظهر القراءات وغيرها من الآداب.
وفي سنة 377هـ ارتحل مكي إلى بلاد الحجاز فحجّ، وأخذ عن بعض العلماء، ومنهم أحمد بن إبراهيم العَبْقَسي مُسنِد أهل الحجاز في وقته، ثم عاد إلى مصر في أوائل سنة 378هـ؛ ليتابع تلقي القراءات عن الشيخ عبد المنعم ابن غلبون الحلبي نزيل مصر، فقرأ عليه بقيّة السنة وبعض سنةٍ أخرى، ثم عاد إلى القيروان ليتابع تحصيله على يد أساتذتها كالحافظ أبي الحسن القابسي المقرئ المحدّث (ت403هـ) ومحمد بن أبي زيد (ت389هـ) الذي انتهت إليه رئاسة المذهب المالكي بالمغرب.
وفي سنة 382هـ ارتحل مكي مرّة ثالثة إلى مصر ليستكمل ما بقي عليه في بعض القراءات فأقام فيها سنة ثم عاد إلى القيروان يقرئ الناس حتى سنة 387هـ خرج بعدها إلى مكّة مجاوراً حتى أواخر سنة 390هـ حج فيها أربع حجج متوالية، ثم عاد إلى القيروان مارّاً ببيت المقدس ومصر، وذلك سنة 392هـ.
وبعد عام ارتحل مكي إلى الأندلس؛ ليقيم فيها بقية عمره، فدخل قرطبة أيام المظفر عبد الملك بن أبي عامر (ت 399هـ) ونزل في مسجد «النخيلة» بالرواقين عند باب العطارين، فأقرأ به، ثم نقله قاضي قرطبة ابن ذكوان (ت413هـ) إلى جامع الزاهرة، فأقام هناك يفيد ويقرئ به، فنشر علمه، وعلا ذكره، ورُحِلَ إليه، ولما انصرمت دولة بني عامر نقله محمد بن هاشم المهدي إلى المسجد الجامع بقرطبة يقرئ ويدرس مدّة الفتنة كلها إلى أن قلّده أبو الحزم بن جهور الصلاة والخطبة في المسجد المذكور، فأقام على ذلك حتى وفاته ودفن في مقبرة «الرَّبض».
خلّف مكي للمكتبة العربية ثروة من المصنفات في علوم شتّى أبرزها علوم القرآن والتفسير والفقه والعربية بلغ عددها مئة بين كتاب ورسالة، ولم يطبع من هذه المصنفات إلا القليل؛ وهو:
ـ «مشكل إعراب القرآن»: كتاب مختصر في إعراب القرآن، جاء في مقدمته «وقد رأيت أكثر من ألّف في الإعراب طوّله بذكره لحروف الخفض وحروف الجزم، وبما هو ظاهر من ذكر الفاعل والمفعول واسم إن وخبرها وفي أشباه لذلك يستوي في معرفتها العالم والمبتدئ... فقصدت في هذا الكتاب إلى تفسير مشكل الإعراب وذكر علله وصعبه ونادره، ليكون خفيف المحمل سهل المأخذ». وقد طبع في مجلدين.
ـ«الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها»: شرح فيه كتابه المسمى «التبصرة» الذي عرض فيه لقراءات القراء السبع، قال في مقدمة الكشف: [كنت ألّفت بالمشرق كتاباً مختصراً في القراءات السبع... وسميته كتاب «التبصرة فيما اختلف فيه القراء السبعة المشهورون»، وأضربت فيه عن الحجج والعلل ومقاييس النحو في القراءات واللغات طلباً للتسهيل... ووعدت في صدره أني سأؤلف كتاباً في علل القراءات التي ذكرتها في ذلك الكتاب... أذكر فيه حجج القراءات ووجوهها وأسميه «كتاب الكشف عن وجوه القراءات»] وقد طبع «الكشف» أيضاً في مجلدين، و»التبصرة» في جزء واحد.
ـ «الإبانة عن معاني القراءات»: كتاب صغير أوضح فيه بعض الجوانب المتصلة بالقراءات كتعريف القراءات السبع والقرّاء السبعة والحديث عن جمع القرآن ومصحف عثمان وما يقبل من القراءات، وما لايقبل.
ـ «الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة»: تناول فيه أحكام التجويد وصفات الحروف وألقابها.
ـ شرح «كلا» و«بلى» و«نعم»: تكلم فيه على إعرابها، ووجوه استعمالها في القرآن الكريم.
ومن كتبه المخطوطة: «الهداية إلى بلوغ النهاية»، ذُكر أنه من أجل ما صنف في التفسير.
سناء الريس
مراجع للاستزادة:
ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء(دار إحياء التراث، بيروت 1936).
ـ مكي بن أبي طالب، الكشف عن وجوه القراءات السبع، تحقيق محيي الدين رمضان (مؤسسة الرسالة 1981).
ـ علي بن يوسف القفطي، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (المكتبة العصرية، لبنان، صيدا 2004).
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
