مندليڤ
دمتري إيڤانوڤيتش
Monday, June 26, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
عمل والده مديراً لملعب في توبولوسك، وكان دمتري أصغر أطفاله السبعة عشر. أصيب أبوه بالعمى في العام نفسه الذي ولد فيه مما اضطر أمه إلى إعالة العائلة، فاستأجرت معمل زجاج بمدينة تبعد نحو 30كم. وقد برع في أثناء دراسته في الرياضيات والفيزياء والجغرافيا وقصَّر في دراسة اللغات.
توفي أبوه عام 1847، واحترق معمل الزجاج بعد عام، وكان دمتري قد أنهى دراسته الثانوية فاصطحبته أمه إلى موسكو لتسجله في الجامعة، رُفض طلب انتسابه هناك لأن قوانين الجامعة آنذاك حدَدت القبول وفقاً لمكان الولادة التي استبعدت سيبيريا. فاصطحبته أمه إلى بطرسبرغ لتسجله في جامعتها فرفض طلبه، كما رُفض طلب انتسابه إلى كلية الطب، وقُبل أخيراً في معهد لإعداد المعلمين. وتوفيت أمه بعد انتسابه إلى المعهد بعشرة أسابيع.
وفي عام 1855 أصبح معلماً مؤهَّلاً وحصل على وسام ذهبي تقديراً له لإنجازاته الأكاديمية. نُقِل إلى القرم لأسباب صحية بناء على رغبته وانتسب إلى جامعة أوديسا.
عاد مندليڤ إلى بطرسبرغ عام 1856 ودرس في جامعتها فحصل على درجة الماجستير في العام ذاته، وأُرسِل إلى هايدلبرغ في ألمانيا عام 1859 للدراسة في جامعتها والتقى هناك الإيطالي ستانيسلاو كانيزارو Stanislao Cannizzaro وتأثَّر بأفكاره المتعلقة ببنية الذرة. أتم دراسته في جامعة بطرسبرغ وحصل على الدكتوراه في عام 1865، وعمل أستاذاً للكيمياء في جامعة بطرسبرغ بين عامي 1867 و1890. ولم تكن المراجع الكيميائية متوافرة فألَّف كتاباً بعنوان «مبادئ الكيمياء» (1868 - 1870)؛ فأصبح مرجعاً أساسياً يُرجَع إليه.
شملت أبحاثُه دراسةَ النظريةِ الكيمياوية للمحاليل، والتمدد الحراري للسوائل، وطبيعة النفط. وفي عام 1887 طار وحده بمنطاد لدراسة كسوف الشمس.
لم يقتصر نشاطه على المجال الأكاديمي فقط، بل اهتم بتطبيقات العلم في الحياة، كما اهتم بالقضايا العامة. عمل على تطوير حقول النفط في جنوب روسيا. وزار الولايات المتحدة عام 1876 لكي يطّلع على صناعة النفط هناك. كما اطَّلع في الوقت نفسه على إنتاج الفحم الحجري واستعمالاته. ترك العمل في الجامعة عام 1890، وقام بدعم الطلاب في احتجاجهم على السياسات الأكاديمية المحافظة، وتقلَّد مناصب مهمة في مكاتب الدولة، وعمل على تطوير السياسة الجمركية للصناعة الروسية وعلى تطوير صناعة السفن وقد حصل على جوائز عديدة في روسيا وخارجها. توفي في بطرسبرغ.
مندليڤ والجدول الدوري
أ ـ المحاولات الأولى لتصنيف العناصر
بعد أن فسر كانيزارو العلاقة بين الذرة والجزيء أصبح بالإمكان تعيين الأوزان الذرية بدقة. وكان من نتيجة هذه الخطوة البالغة الأهمية في تطوير علم الكيمياء أن بدأ العلماء بالبحث عن العلاقة بين الوزن الذري للعنصر وخواصه الكيمياوية والفيزيائية [ر. العنصر]. ففي عام 1829 وجد الكيميائي الألماني دوبراينر Döbereiner أن العناصر ذات الصفات المتشابهة توجد في مجموعات يحوي كل منها ثلاثة عناصر، كما أن الوزن الذري للعنصر الثاني في كل ثلاثية يساوي الوسط الحسابي للوزن الذري للعنصرين الآخرين:
كما وجد العالم الفرنسي شانكُرتوا Chancourtois عام 1863 أنه إذا رتبت العناصر المعروفة في ذلك الوقت، حسب أوزانها الذرية المتزايدة، على شريط لولبي ملفوف بصورة مناسبة حول أسطوانة دائرية فإن العناصر المتشابهة تقع على أحد مولدات الأسطوانة. وفي عام 1866 بيَّن جون نيولاندز John Newlands للجمعية الكيميائية الإنكليزية أنه إذا رُتِّبت العناصر الكيمياوية حسب تزايد أوزانها الذرية ظهر تكرار دوري للعناصر المتشابهة في خواصها. فبإهمال الهدروجين وجد نيولاندز أنه يمكن ترتيب العناصر كما هو مبيَّن في الجدول (1).
فالعمود الأول يحوي سبعة عناصر تبدأ بمعدن فعال هو الليتيوم وتنتهي بهالوجين شديد الفعالية هو الفلور. أما العمود الثاني فإنه يحوي سبعة عناصر أيضاً تشابه العناصر التي تقابلها من العمود الأول. وكذلك يأتي العنصران الأولان من العمود الثالث في المكان الذي يناسبهما من حيث تشابه صفاتهما الكيمياوية من العناصر السابقة. أما العناصر التي تلي الكلسيوم فقد كانت العلاقة بينها وبين العناصر التي سبقتها صعبة الايضاح ولم يتمكن نيولاندز من تفسيرها. وقد دعي هذا التشابه لمماثلته السلم الموسيقي بقانون الأوكتاف أو قانون الثمانية؛ لأن كل عنصر يشابه العنصر الثامن الذي يليه والعنصر الثامن الذي يسبقه. ولم يلق هذا القانون استحسانَ الجمعية الكيميائية الإنكليزية بل قوبل بالهزء والسخرية حتى إن أحد الأعضاء سأل نيولاندز عمّا إذا كان قد فكر في ترتيب العناصر حسب الحروف الأبجدية، كما رفضت الجمعية نشر محاضراته التي نُشِرت فيما بعد في مجلة علمية ثانية، وانصرف نيولاندز بعد هذه العاصفة إلى عمله في معمل للسكر، وعادت الجمعية نفسها عام 1882 فمنحته ميدالية ديڤي Davy لاكتشاف الترتيب الدوري للعناصر.
لم ينجح نيولاندز، بسبب صغر سنه على الأرجح، في إقناع زملائه بصحة اكتشافه، إلا أن مندليڤ نجح؛ إذ كان ذا مظهر بارز مُقنِع بلحيته الكبيرة، وكان عرضُه للتكرار الدوري في خواص العناصر عرضاً قوياً جذاباً. وقد نشر مندليڤ عام 1869 بحثاً عن تصنيف العناصر يشبه ما وصل إليه نيولاندز على الرغم من جهله بما جاء به ذلك العالم الإنكليزي. وأتبعه ببحث ثان عام 1871 بيَّن فيه بوضوح صحة تصنيفه وقيمته فنال اهتمام الكيميائيين في جميع أنحاء العالم. وتنبأ في هذا البحث بكل جرأة بأن هناك ستة عناصر لم تُكتشف بعد، كما تنبأ بأوزانها الذرية وخواصها.
وقبل أن تمضي خمسة وعشرون عاماً على هذا البحث كانت ثلاثة من هذه العناصر وهي: الغاليوم والجرمانيوم والاسكنديوم قد اكتُشِفت، كما وُجد أن خواصها مطابقة لما تنبأ به مندليڤ. ويبين الجدول (2) درجة الدقة التي أصاب بها مندليڤ في تنبؤاته.
فالجدول الدوري [ر] من أهم المفاهيم التي أسهمت في تقدم الكيمياء، وإلى مندليڤ يعود الفضل الكبير في ذلك.
غدير زيزفون
مراجع للاستزادة:
ـ موفق شخاشيرو، الكيمياء العامة واللاعضوية (المطبعة الجديدة، دمشق 1981- 1982).
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور