نينو منفريدي
Monday, June 26, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
يعد الرصيد الفني لمنفريدي غنياً جداً، فقد اشترك في بطولة أكثر من مئة فيلم، كما أنه كان بطلاً لأكثر من أربعين عمل تلفزيوني، قام بإخراج ثلاثة أفلام، وكتب أكثر من عشرة سيناريوهات، وعمل طويلاً على خشبة المسرح، واستطاع بموهبته وبراعته أن يؤدي جميع الأدوار، ويعطيها من ذاته المرحة نكهة خاصة. بدأ حياته الفنية على المسرح في روما مع أستاذه المخرج أوراتسيو كوستا Orazio Costa الذي يعده معلمه الأكبر، وهو مدرس مادة التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية في روما؛ والذي درّس في أوائل السـتينيّات المخرجين المصـريين سعد أردش وكرم مطـاوع.
انتقـل منفريدي إلى مسـارح ميلانو وهـو يخطو خطـواته «الدرامية» بين أعمال شكسبير وبيرانديلّو. ثم انتقل إلى نابولي للعمل مع العمـلاق إدواردو دي فيليبو E.De Filippo وبعدها إلى مسرح المنوعات، ثم إلى السينما.
في عام 1955 صادف منفريدي المرأة التي وقفت إلى جانبه حتى اللحظة الأخيرة، تدعى أرمينيا فيراري E.Ferrari وكانت عارضة أزياء جميلة، أنجب منها ثلاثة أولاد؛ هم: روبرتا ولوقا وجوفانا.
حقق منفريدي نجاحاً جماهيرياً في نهاية الخمسينيّات بفضل سلسلة من الأدوار السينمائية التي تتمتع تارة بالحذاقة، وتارة أخرى بالطيبة والسذاجة التي يتمتع بها الإيطالي البسيط في عصر الانفجار الاقتصادي لما بعد الحرب العالمية الثانية. من هذه الأفلام: «إنه وقت التنزه» Tempo di Villeggiatura ت(1956)، و«توتو، بيبينو والمرأة اللعوب» Toto¨ Peppino e la Malafemmina ت(1956)، و«سوزانا كلها قشطة» Susanna Tutta Panna ت(1957)، و«حارس وسارق وخادمة» Guardia¨ Ladro¨ e Cameriera ت(1958). أما على الشاشة الصغيرة فقد كان له النصيب الأكبر من النجاح بعد أن حقق العديد من الأعمال التلفزيونية التي بدأها بمسلسل «الفارس» L’Alfiere ت(1956)، للمخرج أنطوان جوليو مايانو A.G.Majano، ثم أتبعه بمسلسل «أرجوحة من أجل ليسيستراتا» Un Trapezio Per Lisistrata ت(1958) إلى جانب النجمة ديليا سكالا Delia Scala ونجم الكوميديا باولو بانيللي P.Panelli.
توج منفريدي هذه الأعمال بدور عامل «البار» في (مهرجان الأغنية الإيطالية Cansonissima ت(1960). كان أول نجاح سينمائي له في فيلم «الموظف» L’Impiegato ت(1959) للمخـرج جاني بوتشيني G.Puccini، ثم أتبعه بفيلم «سنوات عجاف» Anni Ruggenti ت(1962) للمخرج لويجي زامبا L.Zampa. وفي عام 1962 أقدم على إخراج الجزء الأول من فيلم «مغامرات جندي» وهو بعنوان «حب صعب» Amore Difficile المأخـوذ عـن رواية الكاتب إيتالو كالفينو Italo Calvino. وأكمل مسيرته السينمائية لذلك العام بفيلم «فتاة بارما» La Parmi Giana للمخرج بيترأنجلي PietrAngeli، لكن النجاح السينمائي الكبير حصده في «رقصة الجلاد» La Ballata del Boia ت(1963) للمخرج الإسباني لويس بيرلانغا L.G.Berlanga.
عاد منفريدي إلى خشبة المسرح؛ ليحقق نجاحاً جماهيرياً في عمل استعراضي بعنوان «روغانتينو» Rugantino، وفتح له من جديد عالم الشاشة الفضية بالاشتراك في رائعة سينمائية للمخرج ناني لوي Nanni Loy بعنوان «المجهولون أنفسهم» I.Soliti Ignoti ت(1959)، إلى جانب فيتوريو غاسمان V.Gassman، وتوتو Toto، ثم أتبعـه بفيلم للمخرجـة لينا فيرتمولر Lina Wertmuller بعنوان «هذه المرة سنتكلم عن الرجال» Questa Volta Parliamo di Uomini ت(1964)، وقد حاز لأجله الشريط الفضي كأفضل ممثل.
جسَّد منفريدي عام 1965 أحد أبطال فيلم «صنع في إيطاليا» Made In Italy للمخرج ناني لوي؛ ليتبعه بثلاثة أفلام ناجحة أخرى للمخرج دينو ريزي D.Risi وهي «عملية سان جينارو» Operazione San Gennaro ت(1966)، ثم «اغمرني بالقبلات» Saziami ma di baci، ثم «أشاهد عارياً» Vedo Nudo ت(1969). فـي العام نفسـه اختـاره المخـرج لويجي مانيي L.Magni لفيلم «في عام السيد» Nell’anno del Signore. في عام 1971 حقق نجاحاً على مستوى الإخراج بإدارته وتمثيله فيلم «من أجل نعمة مستحقة» Per Grazia Ricevuta الذي توج بالسعفة الفضية في مهرجان كان. تبع هذا الفيلم عمل آخر أدى فيه دور البريء المتهم والملاحق من العدالة مع المخرج داميانو دامياني D.Damiani بعنوان «جيروليموني» Girolimoni ت(1972)، ولا يُنسى دوره في (المهاجر الإيطالي إلى سويسـرا) في فيلم «خبز وشوكولاتة» Pane e Cioccolata ت(1974). في عـام 1972 وعن رائعة أدبية للكاتب كارلو كوللودي C.Collodi حصد منفريدي نجاحاً جماهيرياً كبيراً باستقطابه الأسرة الإيطالية بكاملها، وذلك بأدائه الحزين لدور (المعلم جيبيتو) Geppetto في المسلسل التلفزيوني الشهير «مغامرات بينوكيو» Le Avventure di Pinocchio للمخرج لويجي كومينشيني L.Comencini، وقد شاركته البطولة النجمة جينا لولو بريجيدا G.L.Brigida.
عاد منفريدي إلى السينما بأدائه دوراً عاطفياً في فيلم «لقد كنا يوماً متحابين» C’eravamo Tanto Amati ت(1974) للمخرج إيتوري سكولا E.Scola، لكن الدور السينمائي المميز والصعب أسنده إليه المخرج سكولا مجدداً في فيلم «بشعون، وقذرون، وأشقياء» Brutti¨ Sporchi¨ e Cattivi ت(1976)، في هذا الدور برز منفريدي واحداً من نجوم الكوميديا في العالم عندما أدى دور أب جشع وبخيل لأسرة كبيرة تعيش في الضواحي البائسة من روما، ويجسد المخرج سكولا أجواءها بواقعية ساخرة ومؤلمة.
في عام 1977 حاز منفريدي جائزة الشريط الفضي في مهرجان «كان» عن فيلم بعنوان «باسم الأب الملك» In Nome del Papa Re لصديقه المخرج لويجي مانيي، وأكمل مسيرته السينمائية في السـبعينيات مـع المخـرج سيرجو كوربوتشي S.Corbucci بفيلم «الحزمة» La Mazzetta ت(1978)، ثم أتبعه بفيلم ناجح آخر هو «اللعبة» Il Giocattolo ت(1979) للمخرج جوليانو مونتالدو G.Montaldo.
بدأ منفريدي الثمانينيات مع المخرج داميانو دامياني بفيلم «عري امرأة» Nudo di Donna ت(1981)؛ ليتبعه بآخر «بيت السباكتي» Spaghetti House ت(1982) للمخرج جوليو باراديزي G.Paradisi. ثم عاد إليه الحنين إلى المسرح قبل أن يداهمه المرض العضال الذي حدّ كثيراً من قدراته المهنية؛ ليعود هذه المرة مؤلفاً ومخرجاً وممثلاً، ويحقق أعمالاً «درامية» في غاية النجاح، منها مسرحية «يحيا العرسان» Viva Gli Sposi ت(1982)، ثم مسرحية «أناس لهم عادات وضيعة» Gente di facili Costumi.
عاد منفريدي في التسعينيات إلى الشاشة الصغيرة، وأصبح نجماً لسهرات تلفزيونية عديدة، منها المسلسل «محقق في روما» Un Commissario a Roma، ثم مسلسل «ليندا والشاويش» Linda e il Brigadiere الذي استمر بنجاح سنوات عديدة.
تمتع منفريدي بحضور لطيف ورشيق ومحبوب لدى الجمهور الإيطالي حتى إنه أصبح جزءاً من الذاكرة الشعبية. كان آخر أعماله التلفزيونية بعنوان «ليلة باسكوينو» La Notte di Pasquino إلى جانب فيورينسو فيورينتيني Fiorenzo Fiorentini ت(2003) الذي أخرجه مرة أخرى لويجي مانيي.
إيليا قجميني
مراجع للاستزادة:
ـ جورج مادول، تاريخ السينما في العالم، ترجمة إبراهيم الكيلاني (منشورات عويدات، لبنان 1968).
-D. KENNEDY, Granville- Barker and the Dream of Theatre (London 1985).
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور