
بدأ مورياك إنتاجه الأدبي شعراً ورواية فصدرت أولى رواياته «الطفل المكبّل بالقيود» L’Enfant chargé de chaînes ت(1913) بعد سنة واحدة من صدور مجموعته الشعرية الأولى «وداعاً للمراهقة» Adieu à l’adolescence. التحق بالجيش في الحرب العالمية الأولى، وانقطع عن الكتابة عدة سنوات، ليعود بعد ذلك ويصدر كثيراً من الأعمال التي جعلت منه واحداً من أكثر الروائيين رواجاً في فترة ما بين الحربين. وقد غلب على أعماله في تلك الفترة هاجس الإيمان والخوف من الخطيئة، أما موضوعاتها فكانت تدور غالباً حول قضايا مثل التديّن والغيرة والضياع والبحث عن الوجود الإلهي. ويبدو ذلك جلياً في روايات «صحراء الحب» Le Désert de l’amour ت(1925)، «تيريز ديكيرو» Thérèse Desqueyroux ت(1927)، «وكر الأفاعي» Le Nœud de vipères ت(1932)، أو في دواوينه الشعرية مثل «عواصف» Orages ت(1925).
انتخب مورياك عضواً في المجمع العلمي الفرنسي عام 1933، وكان هذا دافعاً لجرأة في الكتابة الأدبية تجلّت في التخلي عن العوالم الضيقة ذات الشخصيات النمطية والقليلة، والانفتاح على النمط الدارج في الكتابة الروائية آنذاك والقائم على تعدد الشخصيات وتعقيدها. بيد أن هذا التغيير التقاني لم يواكبه أي تغيير فكري فبقيت موضوعاته متمركزة حول القضايا الدينية كالفضيلة والخطيئة. ومن أعمال هذه الفترة رواية «الملائكة السود» Les Anges noirs ت(1936)، و«دروب البحر» Les Chemins de la mer ت(1939)، ومسرحية «المنبوذون» Les Mal-aimés ت(1945) و«معبر الشيطان» Passage du Malin ت(1947).
ما إن بدأت الحرب العالمية الثانية حتى التحق مورياك بفصائل المقاومة ضمن مجموعة الكاثوليكيين الأحرار. وأصدر سراً عام 1943 مجموعة من المقالات التحليلية السياسية في «الدفتر الأسود» Le Cahier noir وقّعه بالاسم المستعار فوريز Forez.
حاز مورياك عام 1952 جائزة نوبل للأدب، ثم تخلى عن الكتابة الأدبية ليتحول إلى كاتب صحفي واسع الشعبية. وفي عام 1962 أصدر كتاب «ما أؤمن به» Ce que je crois الذي ضمّنه عرضاً لمجمل أفكاره في الفلسفة والسياسة والأخلاق. وعلى الرغم من تحول طبيعة كتابته؛ بقيت تهيمن على مورياك هواجسه الدينية الموروثة من الطفولة التي تدور خاصة حول فكرة حتمية انتصار الفضيلة على الخطيئة؛ وحول أهمية الإيمان.
حسان عباس
مراجع للاستزادة:
- JACQUES LACOUTURE, François Mauriac, (Le Seuil, Paris 1980).
- JEAN TOUZOT, La planète Mauriac, (Klincksieck, Paris 1985).
- JEAN TOUZOT, Mauriac avant Mauriac, 1913-1922, (Flammarion, Paris 1977).