بنيتو موسوليني
Thursday, July 20, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
ونظراً لتعصبه وكثرة مشكلاته أبعدته السلطات النمساوية إلى مدينته فورلي، حيث قام بتأسيس أول جريدة اشتراكية باسمه دعاها La Lotta di Classe «نضال الطبقات» أوصلته كتاباته فيها إلى منصب سكرتير الحزب الاشتراكي في فورلي، وبعد ذلك أصبح رئيساً لتحرير أكبر الصحف الاشتراكية في إيطاليا في ذلك الوقت وهي صحيفة أفانتي Avanti أي الطليعة. وقد اضطره منصبه الجديد إلى الانتقال إلى مدينة ميلانو Milano حيث أصبح أبرز زعماء الاشتراكية الإيطالية مما أتاح له بدء الدعوة لتوحيد الأمة الإيطالية تحت مظلة حزب جديد يحمل عنوان التوحيد باسم Fascio، ويرتكز على فكرة إحياء مجد الامبراطورية الرومانية.
ومع انطلاقة الحرب العالمية الأولى انضم موسوليني إلى أحزاب إيطاليا الاشتراكية في معارضة الحرب، لكنه ولسبب غير معروف أعلن بعد إنشاء جريدته الخاصة بعنوان شعب إيطاليا Il Popolo d’Italia تأييده لها وضرب مثلاً بنفسه عندما تطوع سنة 1915 في الجيش الإيطالي مما أعطاه مصداقية في أعين معاصريه، أسهمت مقالاته بعد عودته من الحرب إثر إصابته سنة 1917 في تدعيم أركان الحركة الفاشية التي غدت في سنة 1919 أقوى الحركات من حيث العدد، ولكن افتقارها إلى التنظيم الجيد أفشلت مخطط موسوليني للوصول إلى البرلمان سنة 1919، ولكنه نجح في ذلك سنة 1921، وفي أثناء عضويته في البرلمان دعا موسوليني إلى تأسيس رابطة للمحاربين القدماء إلى جانب ميليشيات مسلحة حملت اسم (القمصان السوداء) هدف منها إلى تهديد خصومه في بقية الحركات الاشتراكية ذات النزعة الإنسانية العالمية. وقد نجحت دعايته وأعماله حتى سنة 1922 في إكراه الملك فيكتور عمانوئيل [ر] Victor Emmanuel على تكليفه تشكيل الوزارة الإيطالية. وفي تلك الفترة أصدرت الوزارة عدة قرارات لتدعيم سلطة الحزب الفاشي وذلك بإلغاء تراخيص الأحزاب من اليمين واليسار، وأطلق على نفسه لقب الدوتشي Duce (المعلم) مع دعاية واسعة لهذا اللقب في وسائل الإعلام والمدارس لدرجة أصبح معها اللقب يعني الحلول المثالية لكل مشكلات إيطاليا السياسية والاقتصادية. واستناداً إلى ذلك أحكم الدوتشي قبضته على الإعلام والتعليم والنقابات واحتكر السيطرة على وزارات السيادة في إيطاليا (خارجية ودفاع) وبخاصة وزارة الداخلية التي نجحت في خنق حريات المواطنين قبل السياسيين المناوئين الذين عانوا الأمرين في تلك الفترة. ولعل أبرز إنجازات موسوليني الداخلية كان نجاحه في 1929 في التوصل إلى توقيع اتفاق لاتران Lattran مع الفاتيكان، حدد بموجبه معالم العلاقة بين الدولة الإيطالية والكنيسة الكاثوليكية، وهو أمر أخفقت في تحقيقه الحكومات السابقة، ونتيجة لذلك أعاد صياغة كثير من القوانين والإدارات بما يتلاءم مع توجهه الدكتاتوري، لعل من أبرزها إلزام أساتذة المدارس والجامعات القسم على الولاء للنظام الفاشي أوالانتساب إلى الحزب.
وفي مجال العلاقات الخارجية اقترف موسوليني مجموعة من الأعمال العدائية ضد جيرانه في حوض المتوسط، وخاصة ضد اليونان سنة 1923 وضد ألبانيا سنة 1924، وأخيراً ضد ليبيا (المستعمرة الإيطالية السابقة) التي عانى شعبها الأمرين إثر استلام الحزب الفاشي السلطة في إيطاليا، كل ذلك تحت شعار نحته قدامى الرومان لتسمية حوض المتوسط باسم Mare Nostrum وتعني (بحرنا). وعلى الرغم من أن إيطاليا موسوليني عارضت التوجه النازي لضم النمسا إلى الرايخ الألماني في مؤتمر ستريساStresa ت،1935 فإن حرب موسوليني الناجحة ضد إثيوبيا 1935ـ 1936 ـ التي اصطدمت بمعارضة عصبة الأمم ـ اضطرته تحت ضغط الظروف إلى تغيير موقفه والبحث عن حليف سبق وأن تمرد على عصبة الأمم، وانسحب منها سنة 1933 وهو أدولف هتلر A.Hitler.
وكان أول تحرك سياسي مشترك بين الحليفين قرارهما التدخل لمصلحة تمرد الجنرال فرانكو Franco في الحرب الأهلية الإسبانية، وهو التدخل الذي وضع حداً للعلاقة المتوترة بين موسوليني من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى اللتين كانتا تؤيدان الملكية الإسبانية، وكان رد موسوليني على الموقف الأنغلو فرنسي تأييد تدخل ألمانيا في النمسا 1938 وغزوها تشيكوسلوڤاكيا 1939، لكنه مع ذلك لم يقطع كل صلاته مع أوربا الغربية، وظهر في مؤتمر مونيخ في أيلول/سبتمبر 1939 وسيطاً من أجل السلام في أوربا، إلا أن بداية تحرك هتلر العسكري في شرقي أوربا أتاح له فرصة الإعلان عن غايته من دخول الحرب في حال نشوبها وهو ضم مالطا وتونس وكورسيكا لمتابعة تحقيق هدف (بحرنا) سابق الذكر. ومع أنه أكمل في هذه المرحلة احتلال ألبانيا فإنه لم يندفع في تأييد هتلر انتظاراً لما ستسفر عنه المعارك على الجبهة الفرنسية. وبعد سقوط فرنسا في حزيران/يونيو 1940 هاجم موسوليني جنوبي فرنسا متخيلاً أن الحرب لن تستمر طويلاً، كما أقدم على غزو اليونان في تشرين الأول/أكتوبر 1940، إضافة إلى دعم توجهات هتلر في غزو روسيا، وكذلك إعلان الحرب على الولايات المتحدة 1941.
وإثر الهزائم التي منيت بها جيوش موسوليني في إيطاليا واليونان وصقلية أصدر مجلس الفاشست الأعلى في تموز/يوليو 1943 قراراً بإزاحة موسوليني عن سلطة الحزب، أتبعه الملك فيكتور عمانوئيل الثالث بإصدار قرار بإيداعه السجن تمهيداً لمحاكمته، لكن عدداً من أتباعه مّكنوه من الفرار بمساعدة القوات الألمانية الخاصة وإنشاء دولة شكلية في ميلانو.
وعلى الرغم من هزالة سلطة هذه الدولة فقد تمكن موسوليني من إعدام عدد من معارضيه من القادة الفاشيين بمن فيهم صهره الكونت غاليازو شيانو Galeazzo Ciano، وفي نيسان/إبريل 1945 وقبل وصول قوات الحلفاء إلى ميلانو اعتُقل موسوليني في أثناء محاولته الهرب إلى سويسرا مع عشيقته كلارا بتاشي Clara Petacci، وأعدما رمياً بالرصاص في ميلانو.
خلف موسوليني زوجة هي راشيل Rachele وابنين هما فيتوريو Vittorioورومانو Romano وابنة هي ايدا Edda، وفقد ابنه برونو Bruno في أثناء حياته في حادث طيران.
مفيد رائف العابد
مراجع للاستزادة:
- J. ANTHONY JOES, Mussolini (Watts 1982).
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور