مونييه

عمانوئيل

Friday, January 19, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
عمانوئيل

(1905ـ 1950) عمانوئيل مونييه Emmanuel Mounier فيلسوف وكاتب فرنسي من غرونوبل Grenoble، تُوفِّي في شاتني ـ مالابري Malabry- Châtenay. أتم دراسته الثانوية في مسقط رأسه، وحصل على شهادة التبريز في الفلسفة في عام 1928، وتأثر بأستاذه جاك شفالييه Jacques Chevalier، ثم ببرغسون[ر] Bergson، ثم بماريتان[ر] Maritain. أسّس عام 1932 مجلة إسبري Esprit (الفكر) التي حددت لنفسها مهمة مزدوجة، وهي فصل القيم الروحية للمجتمع البرجوازي الهالك لا محالة في نظر مونييه، وإعادة تجسيدها في مجتمع جديد عمّالي القاعدة.

ألّف مجموعة كتب في الشخصانية[ر] والوجودية[ر]، أهمها: «الشخصانية» Personalism، «شخصانية معشرية» Communautaire، «المذاهب الوجودية» Existentialism، «دراسة في الطباع»  Traité du caractère ت(1948).

الشخصانية عند مونييه هي مجهود كلي لفهم مجمل أزمة إنسان القرن العشرين ولتجاوزها، وتتجلى في الدفاع عن الشخص، خلافاً لما ادعاه رونوفييه Renouvier من أن الشخصانية هي «مذهب الشخصية». إذ يقول الأول إن الشخص «ليس هيكلاً هندسياً جامداً، إنه يدوم، ويجرب نفسه مع سبر الزمن». أما الثاني فيؤكد أن الشخص هو «المبدأ السبببي الأول، بالنسبة للعالم».

فطن مونييه إلى ما في الكلمات المستعملة في الفلسفة من إبهام، فربما جرّت، في نظره، إلى ردود فعل فردية تصطبغ بأنانية، لذلك اضطر إلى أن ينعت مذهبه بالشخصانية المعشرية فجعله عنواناً لأحد كتبه. وعلى الرغم من هذا النعت، ما يزال هناك لبس: «ألا يثير المعنى الموجود في كلمات «شخص» و«أشخاص» وأشياء «شخصية»… كثيراً من المفاهيم والصور غالباً ما تخالف مدلول «معشر ومعشري»؟ ولنخرج من هذا التناقض، يجمل بنا أن نلجأ إلى إخضاع أحد الطرفين للآخر: إما أن نجعل من «المعشري» شيئاً يتعلق بالمصالح الشخصية، وإما أن نجعل كل ما هو شخصي مندمجاً في ما هو معشري. ففي الحالة الأولى لن نتغلب، أبداً، على الفردانية Individualism المصطبغة بالأنانية، وفي الحالة الثانية تصير الشخصانية غير معشرية.

وهكذا، فإن وصف الشخصانية بالمعشرية لا يزيح ما بها من غموض وإبهام. وقد اعتقد مونييه أن العالم الموضوعي لا يؤلف «نحن» ولا يؤلف «كلا»، إنه غير مرتبط بهذا الشكل أو ذاك من أشكال المجتمع، بل إنه نحو من أنحاء الوجود في كل أشكاله؛ وأن أول فعل من أفعال الحياة الشخصية إنما هو في وعي هذه الحياة المغفلة، وفي الثورة ضد السقوط الذي تقدمه، فالأسرة لا تعرف إلا روابط الدم التي تصبح عقدة من عقد الأفاعي بكل سهولة… وإن معشراً قائماً على الحاجات والمنافع إنما يحمل التفسخ في ذاته تحت ستار التفاهم المؤقت، وإن المجتمعات الحيّة سوف تتكتل، وتميل إلى النوم الصناعي وإلى التكبر والحرب[ر]. وآية ذلك أن المهمة الاجتماعية الرئيسة - كما تصورها مونييه - ليست تغيير العالم، وإنما تغيير الفرد؛ أي دعم كماله الذاتي والروحي.

وجد مونييه نفسه منقاداً إلى الخوض في غمار صراعات عصره السياسية، فقد راوده حلم التوفيق بين المسيحية والثورة، فتبنى موقفاً صعباً غنياً بالتلاوين والدقائق، لأنه في الوقت الذي سعى فيه إلى التعاون مع الشيوعيين ظل يرفض حلولهم المتطرفة، ولا سيما ماديتهم.

ومن الجدير ذكره أن مجموعة من المثقفين اتحدت حول مجلة إسبري (الفكر) التي تمثل الدوائر اليسارية الكاثوليكية التي شاركت في المقاومة الفرنسية، ونادوا بالسلام العالمي والديمقراطية الليبرالية. لقد مارس مونييه بعض التأثيرـ بدءاً من عام 1944ـ على الكثالكة المنخرطين في صفوف المقاومة، وكان تأثيره هذا ناجماً عن إشعاعه الشخصي بقدر ما كان ناجماً عن فكره الذي أعطى تركيباً في الشخصانية؛ وفي تعزيز مكانته لدى المسيحيين الشباب العازمين على تحطيم جدران عزلة الكنيسة في العالم المعاصر.

مراجع للاستزادة:

- E.MOUNIER, Esprit, No 1(1932).

- E.MOUNIER, “Le Personnalisme” , Coll.Que Sais-Je? (Paris, 1950).



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.