آیات حسن محمد القرمزی (ودلت فی 1 ینایر 1991) هی شاعرة بحرینیة من قریة صدد، وطالبة فی کلیة البحرین للمعلمین.
الاحتجاجات البحرینیة 2011
فی یوم الأربعاء 23 فبرایر، خلال الأیام الأولى لاحتجاجات البحرین 2011، ألقت آیات قصیدة فی دوار اللؤلؤة الذی کان مرکز الاحتجاجات. وتضمنت القصیدة هجاءً مباشراً لرئیس الوزراء الشیخ خلیفة بن سلمان آل خلیفة.
منذ ذلک الحین تلقت آیات الکثیر من التهدیدات. وتقول والدتها السیدة سعدة فی حدیثها لإذاعة هولندا العالمیة "کانت الرسائل التی تتلقاها آیات ملیئة بالکلام البذیء جداً والتهدیدات وخـُصصت صفحات على الفیس بوک لشتمها. وقد قامت بإبلاغ الشرطة البحرینیة بتلک التهدیدات لکنها تعرضت للسخریة والإهانة فی مرکز الشرطة. وقد احتفظت بالرسائل التی وصلتها وأبلغتها إلى منظمات حقوق الإنسان.
وفی یوم الثلاثاء 1 مارس 2011، تلقت آیات اتصالات هاتفیة یحمل بعضها تهدیداً والبعض الآخر شتماً وسباً بل تجاوزت ذلک لتصل إلى التهدید بالاعتداء الجنسی والقتل.
وفی 6 مارس، ألقت آیات قصیدة أخرى تنتقد بها الملک. فی مقطع من القصیدة موجه للملک حمد بن عیسى آل خلیفة یتضمن :"نحنُ شعبٌ یقتل الذل ویغتال التعاسه، إنت ما تسمع حکیهم؟ إنت ما تسمع صراخهم؟". وتتضماً القصیدة أیضاً حوار بین إبلیس والملک حمد بن عیسى، وقول فیه إبلیس لحمد: "هزونی شعبک انت ما تسمع حکیهم؟
الاعتقال
تم اعتقالها فی 30 مارس بسبب إلقائها القصیدة التی تنتقد الحکومة خلال الاحتجاجات فی دوار اللؤلؤة الذی یعد مکان التجمع الرئیسی للمتظاهرین فی شهر فبرایر. اضطرت آیات لتسلیم نفسها بعد أن هاجمت الشرطة منزل والدیها الذی لم تکن موجودة فیه حینها، إذ قام رجال الشرطة بجعل 4 من إخوان آیات یستلقون على الأرضیة، وتم توجیه فوهات الأسلحة علیهم، ثم صرخ أحد رجال الشرطة على والد آیات قائلاً: "قل لنا أین هی آیات أو سنقتل کل أبنائک أمام عینیک".
ولاحقاً قامت مجموعة من رجال الشرطة الملثمین وقوات مکافحة الشغب الخاصة باعتقال آیات حیث قالوا لوالدتها بأنه سیتم استجوابها، وأنه بإمکانها المجیء لأخذ ابنتها لاحقاً من مرکز شرطة الحورة، ولکن والدة آیات لم ترَ ابنتها منذ ذلک الحین، وقالت إنها لم تکلمها إلا مرة واحدة عن طریق الهاتف حیث قالت آیات أنها قد أجبرت على التوقیع على اعتراف کاذب، لاحقاً تم إخبار والدتها سراً بأن آیات ترقد فی مستشفى عسکری بسبب الإصابات التی تعرضت لها من خلال التعذیب.
التعذیب
خلال فترة احتجازها؛ تم ضرب آیات على وجهها بواسطة الأسلاک الکهربائیة، کما تم حبسها فی زنزانة صغیرة جداً لمدة تسعة أیام مع تشغیل مکیف الهواء علیها بدرجة حرارة منخفضة لدرجة التجمُّد، وأیضاً تم إجبارها على تنظیف المراحیض الموجودة فی السجن بیدیها العاریتین فقط. أحیاناً، تضن آیات أن مکیف الهواء فی الزنزانة یُخرج نوعاً من الغاز یجعلها تشعر بالاختناق، خلال هذه الفترة لم تستجوب الشرطة آیات أی استجواب حقیقی. بتاریخ 21 یونیو، أجبرت على الاعتذار على شاشة التلفزیون للملک. وفی مقابلة لها مع صحیفة الإندبندنت، قالت القرمزی بأنَّه على الرغم من أن الأشخاص الذین یستجوبونها حاولوا تعصیبها: "أنا کنتُ قادرةً على رؤیة امرأة یصل عمرها لحوالی الأربعین وتلبس ملابس مدنیَّة وهی تضربنی على رأسی بواسطة هراوة". القرمزی وصفت الامرأة التی حقَّقت معها لأحد حرَّاس السجن التی تقبع فیه، والذی قال مباشرةً أن هذه الامرأة تنتمی لعائلة آل خلیفة وتشغل منصباً عالیاً فی جهاز الأمن البحرینی. وقالت القرمزی: "تم أخذی فی العدید من المرَّات إلى مکتبها للتعرض للضرب مرَّةً أخرى، هی کانت تقول 'یجب أن تکونین فخورة بآل خلیفة، هم لن یترکوا هذه البلاد، إنها بلادهم' ". الحرَّاس أوضحوا بأن هذا لم یکن عملها الاعتیادی، ولکنَّها تطوعت للاشتراک فی استجواب المعتقلین السیاسیین
المحاکمة
فی 12 یونیو 2011، حُکم علیها بالسجن سنة واحدة من المحکمة العسکریة. هذا الحکم لم یکن یستند على أی حجَّة قانونیة، کما أنَّه لم یتم السماح لمحامیها بالحدیث فی المحکمة، وذلک طبقاً لما قاله أحد أفراد عائلتها الذی حضر جلسة نطق الحکم. شقیق آیات یوسف محمد قال لصحفیة الإندبندنت أن معاملة آیات فی السجن تحسنت فی الأیام الأخیرة بالمقارنة بالمعاملة السیئة جداً التی کانت تتلقَّاها فی الأیام التی تلت اعتقالها فی نهایة شهر مارس الماضی.
الإفراج عنها
فی 13 یولیو 2011، أفرج عن الشاعرة آیات القرمزی ووضعت قید الإقامة الجبریة فی منزلها ، وذلک بعد مرور نحو شهر من صدور حکم محکمة السلامة الوطنیة الابتدائیة (الدائرة الأولى) بحبس القرمزی لمدة سنة واحدة لاتهامها بجنحة الاشتراک بالتجمهر بغرض ارتکاب الجرائم والتحریض على کراهیة النظام. وقد تلقت عائلة القرمزی اتصالاً من مرکز شرطة مدینة عیسى یفید بوجود أمر من النیابة العسکریة بالإفراج عن آیات القرمزی بضمان محل إقامتها. ویأتی إطلاق سراح آیات القرمزی بعد بث التلفزیون البحرینی لشریط أظهر القرمزی وهی تعتذر لملک البحرین وتبدی ندمها على القصائد التی ألقتها بدوار اللؤلؤة. فیما رأى مراقبون أن اعتذار القرمزی کان بالإکراه تحت التهدید کما نشرت قصیدة شعریة نُسبت للقرمزی إبان اعتقالها قیل أنها سربت من السجن تضمنت تمسکها بموقفها وأنها کانت مکرهة على الاعتذار وطلب العفو.