أوتو الأول الكبير

Thursday, October 16, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
أوتو الأول الكبير

(912 ـ 973) أوتو الأول Otto I ابن هنري الأول Henry I، امبراطور ألمانية (936- 973) من البيت السكسوني، تزوج في عام 930، إديث Edith ابنة ملك إنكلترة إدوارد الأول، وبعد وفاتها سنة 946 تزوج الأميرة البورغندية أديلايد Adelheide أرملة الملك لوثر اللومبردي، واتخذ لنفسه لقب ملك لومبردية.

كان أوتو، إثر وفاة والده، الذي أوصى له بولاية العهد، قد نُصب في مدينة آخن (7 آب 936) ملكاً على جرمانية. وخاض عدداً من الحروب الداخلية والخارجية لتوطيد حكمه وإقامة مملكة قوية مترامية الأطراف، وأرغم الكثير من الأمراء على الخضوع له ودفع الجزية مثل أمير بوهيمية بوليسلاف الأول (عام 950)، وتدخل في الشؤون الفرنسية بوصفه حكماً في نزاعات بين لويس الرابع الكارولنجي وأفراد أسرته. ومد نفوذه إلى بورغندية واللورين، كما حقق انتصارات حاسمة على الهنغاريين والسلاف عام 955 في وسط أوربة.

قاد ثلاث حملات على إيطالية، تقلد في أُولاها تاج لومبردية وسيطر بذلك على الطرق الاستراتيجية المؤدية إلى إيطالية، أما في الثانية فقد استنجد به البابا يوحنا الثاني عشر للدفاع عن رومة في وجه بيرنغر الثاني، وفيها تُوج أوتو امبراطوراً في الثاني من شباط عام 962 على يدي البابا، وأعلن قيام «الامبراطورية الرومانية المقدسة»، وعقد مع البابا معاهدة تنظم العلاقة بين الامبراطورية والبابوية، إلا أنه عمد بعد ذلك إلى خلع البابا (963) لانقلابه عليه وتحالفه مع بيرنغر.

اختار أوتو لكرسي البابوية ليو الثامن، مما أدى إلى تمرد أهل رومة على البابا الجديد لكن التمرد أُخمد. وبعد وفاة البابا ليو عام 965، اختار الامبراطور «بابا» جديداً باسم يوحنا الثالث عشر، لكن أهل رومة ثاروا عليه أيضاً.

وهكذا بدأ أوتو في إعداد حملته الثالثة على إيطالية لإعادة الأمور إلى نصابها، ومكث في إيطالية من عام 966 إلى 972 تمكن إبان ذلك من إخضاع رومة واكتساح بعض الممتلكات البيزنطية في جنوبي إيطالية. وبعد مفاوضات كثيرة مع البيزنطيين اتفق على زواج ابنه أوتو الثاني Otto II الأميرة البيزنطية تيوفانو Theophano عام 972، وكان الامبراطور أوتو قد اختاره ولياً لعهده عام 961 وهو بعد ابن ست سنوات.

وهكذا أصبح الامبراطور أوتو الأول مكافئاً في القوة والمكانة لامبراطور بيزنطة، وضمن السلام والأمن لألمانية بحروبه وحملاته في شرقي أوربة وإيطالية، ومهد بإحداث إدارات عسكرية للمناطق الشرقية لقيام دولة النمسة فيما بعد. أما مايتصل بسياسته الكنسية فقد أسس أوتو الأول عدداً من الأسقفيات اتحدت تحت لواء أسقفية ماغدبورغ. وتولى الأسقفيات الجرمانية كلها أساقفة موالون للملكية، الأمر الذي حقق التحالف بين الملك والكنيسة في وجه المعارضة الإقطاعية. كذلك سار أوتو على نهج شارلمان في إحياء العلوم والآداب. وحفلت الأديرة في عهده بنشاط ثقافي كبير اصطلح على تسميته بالنهضة الأوتونية.

وقد أثرت هذه الإنجازات على مسيرة التاريخ الألماني والإيطالي والعلاقة بين الملكية والكنيسة والبابوية لمئات السنين، واستحق أوتو بذلك لقب «الكبير» الذي أطلقه عليه معاصروه.

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.