(1928ـ1979) ذو الفقار علي بوتو سياسي باكستاني، تقلب في مناصب عديدة كان أرفعها «رئيس الباكستان». ولد في 5كانون الثاني في بلدة «لاركانا» في مقاطعة السند، والده «شاهنواز» من ملاك الأراضي في المنطقة ومن أعيانها، عُرف بمقارعته للاستعمار البريطاني وبمطالبته بإنشاء دولة باكستان. وأمه «خورشيد» هندوسية الأصل، اعتنقت الإسلام قبل الزواج. ورث بوتو مكانة أبيه عند وفاته (1949)، وتزوج للمرة الثانية من سيدة إيرانية (1950) بعد زواجه الأول من ابنة عمه، ورزق من زواجه الثاني بأربعة أطفال، كانت بناظير الثانية فيهم. درس في مدارس بومباي، ثم في جامعتي كاليفورنية وبيركلي Berkeley في الولايات المتحدة، وتابع دراسته في القانون في جامعة أوكسفورد في بريطانية، ومارس المحاماة هناك، كما حاضر في جامعة «ساوثمبتون» Southampton في جنوب إنكلترة قبل عودته إلى كراتشي (1953)، حيث تابع مزاولة المحاماة إلى أن انتقي لعدد من الوظائف، كان آخرها عضو وفد بلاده إلى الأمم المتحدة (1957).
دخل بوتو الحياة السياسية عندما اختاره الجنرال أيوب خان رئيس الجمهورية وزيراً للإشراف على تطوير مصادر الطاقة الطبيعية والمحروقات (1958)، فعمل على تقليص نفوذ الشركات الغربية التي كانت تتولى الكشف عن الثروات الباطنية، وأحكم رقابة الدولة على هذه الصناعة، وبدأ يتجه إلى التعاون مع بلدان العالم الاشتراكي، وعقد لذلك اتفاقية نفطية مع الاتحاد السوفييتي (1961)، ثم عُين وزيراً للخارجية (1963)، فاتجه لتوطيد علاقاته مع الصين، ومع الدول العربية. وعلى الرغم من صلاته النشيطة ببلدان المعسكر الاشتراكي وتوجيه بلاده نحو سياسة عدم الانحياز، فقد استطاع الحصول على موافقة فرنسة على بناء مفاعلين نوويين في كراتشي وباكستان الشرقية عام 1964، وكان له دور فعال في حض أيوب خان على القيام بمغامرة عسكرية بالهجوم على القسم الهندي من كشمير، انتهت بهزيمة باكستان (1965) وترك بوتو وزارة الخارجية (1966)، ثم أسس حزباً سياسياً دعاه «حزب الشعب الباكستاني» (1967)، استمد مبادئه من مزيج من أفكار قومية ومبادئ اشتراكية وعواطف دينية، واستمر في انتقاد نظام أيوب خان واتهامه بالدكتاتورية، فاعتُقل (1968)، ولم يُطلق سراحه إلا بعد أن أطاح الجيش بنظام أيوب خان (25آذار 1969).
استطاع بوتو وحزبه أن يحقق انتصاراً كاسحاً في انتخابات 1970 في باكستان الغربية، في الوقت الذي أحرزت فيه النجاح نفسه «رابطة عوامي» في باكستان الشرقية، التي عمدت إلى الانفصال بباكستان الشرقية باسم «جمهورية بنغلادش» (آذار 1971)، فسلم يحيى خان السلطة إلى بوتو الذي حمل لقب «رئيس الباكستان» في 20 كانون الأول 1971).
عمد بوتو إلى فرض رقابة الدولة على الاقتصاد والمال والتعليم، وحصر العديد من مصالح الدولة في يده، وعمل على تلافي آثار الحرب مع الهند، فوقع مع رئيسة وزرائها «أنديرا غاندي» اتفاقية (3تموز 1972)، أُعيد فيها رسم الحدود في كشمير لمصلحة الهند، وتبادل الطرفان المناطق التي كانا يحتلانها من بعضهما على طول الحدود المشتركة، ولكنه انسحب من «رابطة الكومنولث» Commonwealth بحجة اعترافها باستقلال بنغلادش (1972)، ثم لم يلبث أن اعترف، هو نفسه، بهذا الاستقلال (22 شباط 1974).
وكانت الجمعية الوطنية الباكستانية قد سنت في مطلع عام 1973 دستوراً جديداً، انتقدته المعارضة بحجة أنه يمنح الرئيس بوتو سلطات واسعة، واتهمه خصومه بأنه أخذ يميل إلى الاستبداد. ولما أعلن في مطلع عام 1977 عن انتخابات عامة جديدة، فاجأه مناوئوه بتأليف جبهة متحدة من أحزاب المعارضة، واتهموه بتزوير الانتخابات، وطالبوه بإعادتها (آذار 1977)، ولما لم يذعن للطلب، أخذت الصدامات تقع بين أتباع الجبهة وقوات الأمن، على الرغم من محاولته إرضاء خصومه بالتنازل عن منصب رئيس الباكستان إلى رئيس الوزراء (آب 1977)، فقد تذرع قائد الجيش محمد ضياء الحق بأحداث الصدامات مدعياً بتدهور الأوضاع نحو حرب أهلية، فأقدم على اعتقال بوتو (5 تموز 1977)، وفرض عليه الإقامة الجبرية، ثم لم يلبث أن قُدم للمحاكمة، بتهمة التحريض على قتل أحد خصومه السياسيين عام 1974، وصدر الحكم عليه بالإعدام (18 آذار 1978)، وجرى تنفيذ الحكم في سجن روالبندي المركزي (4 نيسان 1979)، على الرغم من نداءات الرأفة من العديد من ملوك ورؤساء الدول العربية وغيرهم من زعماء العالم. وسبب إعدام بوتو بعض التوتر في علاقات باكستان الدولية.
يُعد بوتو من أكثر زعماء باكستان شعبيةً، وخلقت النهاية التي أفل بها نجمه، تياراً جديداً في الحياة السياسية الباكستانية، دُعي «البوتوية» Bhuttoisme، وأثبت التيار وجوده في النصر الذي حققه حزبه، في انتخابات عام 1988 بقيادة ابنته بناظير بوتو.
بوتو
ذو الفقار علي
Sunday, November 16, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور