(1895 ـ 1966) تاديوس كوموروفسكي Tadeusz Komorowski جنرال بولندي اشتهر باسمه المستعار «بور» Bor (الغابة) في أوساط المقاومة البولندية السرية للاحتلال الألماني إبان الحرب العالمية الثانية.
ينحدر بور من أسرة نبيلة متوسطة الحال، وقد اشتهر وطنياً وعالمياً بمهارته في الفروسية وركوب الخيل. التحق في الحرب العالمية الأولى بالجيش النمساوي برتبة ملازم في قوات الخيّالة. وبعد تشكيل الجيش الجديد في بولندة عين بور معاون قائد فوج الخيالة التاسع، ورقي في عام 1919 إلى رتبة نقيب Capitaine، ثم في عام 1923 إلى رتبة رائد. وفي عام 1928 صار برتبة مقدم، وفي نهاية 1933 رقِّي إلى رتبة عقيد، وتولى إبان هذه المدة قيادة عدة أفواج خيالة بنجاح تام، نقل بعدها مديراً لمدرسة صف الضباط، وفي أواخر عام 1938 عين مديرا لمركز إعداد ضباط الخيالة في غروزيادز Grudziadz. وبسبب منبته المحافظ ونشأته بدت ميوله أقرب إلى اليمين المحافظ منها إلى اليسار من دون أن يمارس أي نشاط سياسي أو شبه سياسي في هذا المجال.
في حملة أيلول 1939 التي احتلت فيها ألمانية النازية بولندة. قاد بور في مواجهة القوات الألمانية الغازية مجموعة خيالة في بادئ الأمر ثم صار معاون قائد لواء الخيالة الذي خاض في أواخر أيلول نفسه معارك ضارية مع القوات الألمانية جنوبي لوبلين، واضطر بعد استسلام بولندة إلى حل وحدته والتنكر بلباس مدني لاجئاً إلى مدينة كراكوف Cracow يصحبه عدد من ضباطه. حيث شرع في تشرين الثاني 1939 في تنظيم المقاومة في البلاد رافضاً مغادرتها إلى فرنسة بناء على طلب من الحزب الوطني. وبعد بضعة أسابيع التحق بور بتنظيمات المقاومة الوطنية، وأشرف مع الجنرال توكارجيفسكي-كراجيفيتش والعقيد روفسكي على تشكيل «منظمة جيش النضال» ZWZ. وكان بور مسؤولا عن قيادة منطقة كراكوف، ورقي في شهر أيار 1940 إلى رتبة جنرال، وشغل في نهاية عام 1941 منصب معاون القائد العام للمقاومة ثم منصب القائد العام لجيش الداخل منذ تموز 1943، أي بعد أن اعتقل الألمان العقيد روفسكي الذي كان يعرف باسم «غروت» Grot، ورقي بور في كانون الثاني 1944 إلى رتبة عماد general de division.
وقد تردد بور قبيل اتخاذ القرار للبدء بانتفاضة وارسو (الأول من آب 1944) التي راح ضحيتها 250000 شخصاً من المقاتلين والمدنيين، وتدمير العاصمة وارسو تدميراً كاملاً، وتريث ستة أيام من 25 تموز إلى 31 منه (من اليوم الذي اجتازت فيه فلول الجيش الألماني مدينة وارسو منهزمة أمام القوات السوفييتية إلى اليوم الذي أعلن فيه العقيد كروسييل Chrusciel أن القوات المدرعة السوفييتية تقترب من وارسو واستولت على بعض أرباضها). ويقول بور في كتابه «الجيش السري»: «بعد مناقشة قصيرة قررت الشروع في القتال من أجل وارسو، ولكن كان من الواضح أن القرارالذي اتخذته خاضع لموافقة الحكومة البولندية في المنفى».
وبعد مرور شهرين على المعركة، أي في 30 أيلول، أعلنت الحكومة البولندية في المنفى توليها القيادة العامة لجميع قوات الجيوش البولندية، واستسلم بور للقوات الألمانية في الثاني من شهر تشرين الأول 1944 وعد أسير حرب مع ضباطه وجنود جيش الداخل. وفي الخامس من شهر أيار 1945 حررت القوات الأمريكية الجنرال بور من معتقله، فسافر إلى باريس ثم انتقل إلى لندن والتحق بحكومة المنفى فيها.
احتفظ بور حتى الثامن من شهر تشرين الثاني 1946 بمنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة البولندية بموافقة حكومة المنفى، ثم صار رئيساً لوزراء هذه الحكومة، ثم عضواً في المجلس الثلاثي للتنظيم البولندي في المنفى إلى وفاته في لندن.
