(1561 ـ 1626) فرانسيس بيكون Francis Bacon فيلسوف وعالم حقوقي وأديب إنكليزي. ولد في لندن، وكان والده نيكولاس Nicholas حامل أختام الملكة وخاله لورد بُرلي Burghley الوزير الأول في بلاط الملكة إليزابيث الأولى. درس الحقوق في جامعة كمبردج، وانتخب عام 1584 لمجلس العموم، وعُيِّن عام 1598 مستشاراً للملكة. وصار في عام 1607 محامياً عاماً ثم نائباً عاماً، ثم حمل كوالده لقب حامل أختام الملك عام 1617. هوى فجأة من قمة مجده حين اتهم بالرشوة عام 1621، وسجن لذلك مدة وجيزة، وجرد من وظائفه العامة ومنع من دخول لندن والبلاط، فقضى بقية عمره في العمل الفلسفي والأدبي وتوفي في لندن.
كان بيكون ملتزماً تعاليم الكنيسة الأنغليكانية، كما كان مناصراً للملك وحقه الإلهي ضد البرلمان، وحارب أقرب أصدقائه ومعارضيه والمحسنين إليه خلال كونه محامياً ونائباً عاماً، وفي الوقت ذاته كانت مؤلفاته نتاج روح حرة وفكر وقَّاد. وكان الفصل بين المعرفة والإيمان الديني، ومن ثمَّ بين الكنيسة والدولة، منهجه، مما يوحي إلى بعض التناقض الكامن في نفسه.
لم يكن بيكون أبرز سياسيي عصره فحسب بل كان أيضاً أبرز مفكريه وكتَّابه، إذ كتب في الفلسفة والأدب والعلوم. وكانت في ذهنه أفكار تهدف إلى إصلاح المعرفة الإنسانية وتطويرها تطويراً جذريّاً، وعنوان أحد مؤلفاته «التجديد العظيم» (1623) Instauration Magna ، الذي كان ترجمةً لاتينية عن الإنكليزية لعمله الكبير «تقدم المعرفة» (1605) Advancement of Learning ، يشي بهذا المخطط الكبير الذي كان يساوره ويتعرض فيه إلى دور الميتافيزيقا (علم ما وراء الطبيعة) في منهجية البحث العلمي. وقد طور هذه الأفكار في كتابه «الأداة الجديدة» (1620) Novum Organum الذي أظهر فيه تمرداً على الفكر والفلسفة الأرسطوطالية وطريقة الاستقراء في البحث العلمي، مما سيظهر أثره لاحقاً لدى المفكرين الإنكليز وخاصة جون ستوارت مِل[ر] John Stuart Mill. وبسبب انغماسه في الحياة السياسية وحياة البلاط ودسائسها ظلَّ بيكون بعيداً عن التطور العلمي المعاصر، رافضاً المنظور الكوبرنيكي للكون. وحدد في كتاب «أطلانتس الجديدة» The New Atlantis، الذي نشر بعد وفاته عام1625، معالم المدينة الفاضلة، وروح التنوير الفكري الإنساني التي يجب أن تسودها، مما مهد لقيام الجمعية الملكية The Royal Society في لندن.
كتب بيكون أيضاً في التاريخ الإنكليزي «تاريخ هنري السابع» (1622) History of Henry the Seventh و«مقالات أو مشورات مدنية وأخلاقية» (1597-1625) Essays or Counsels, Civil and Moral، وكتب كذلك قصصاً طريفة بعنوان «أمثال حديثة وقديمة»(1624–1625) Apophthegms New and Old.
يتميز أسلوب بيكون بقصر العبارة وكثافة الفكرة وجزالة اللفظ، مما يجعل كتابته مفعمة بالحكمة والتبصُّر. وكان يستخدم صوراً شعرية ليس للزينة فقط بل لتعزيز فكرة يطرحها أو لإضفاء حيوية على اللهجة الخطابية، حتى إنَّ العديد من عباراته غدت حكماً وأقوالاً مأثورة. كان رائد الفلسفة والأدب والمنهج العلمي في إنكلترة ومن أعلام النثر الإنكليزي، وفي الوقت ذاته لم يتخل عن اللاتينية التي كان يعدها الوعاء الحافظ لكل ذي قيمة.
فرانسيس بيكون
Friday, November 21, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور