(1867 ـ 1935) جوزيف بيلسوديسكي Jozef Pilsudiski مارشال ورجل دولة بولوني، ينتمي إلى عائلة نبيلة بولونية لتوانية. وقد نشأ بيلسوديسكي في جو حافل بأحاديث استبداد الروس وبطشهم، في محاولتهم لإخماد شعور الاستقلال البولوني. وكانت والدته من الأمهات اللواتي يقرأن لأبنائهن أو يقصصن عليهم حكايات وأشعاراً تنطوي على عظمة بولونية وأمجادها. درس بيلسوديسكي الطب في كراكوف من عام 1885-1886. وحوكم في عام 1887 بتهمة اشتراكه في دسيسة على القيصر، فحكم عليه بالنفي إلى شرقي سيبيرية لمدة خمس سنوات. وفي سيبيرية طوّر بيلسوديسكي أفكاره ونظمها، وغدا اشتراكياً. وفي سنة 1892 عاد من المنفى، فأنشأ الحزب البولوني الاشتراكي عام 1893، وأسس جريدة «الروبوتنك»، ونتيجة لأعماله في الحزب والجريدة، سجن مرة ثانية من عام 1900 حتى 1901. وفي السجن تظاهر بيلسوديسكي بالجنون لكي ينتقل إلى مكان آخر يستطيع الفرار منه، وفعلاً نقل إلى المستشفى في بطرسبرغ، فهيأ له أحد الأطباء سبيل الفرار، وفر من بطرسبرغ إلى لندن، حيث قطن في الحي الذي يكثر فيه الثوار الروس والبولونيون. ولما نشبت الحرب الروسية اليابانية (1904-1905) سافر بيلسوديسكي إلى طوكيو، لكي يقنع اليابانيين بمنحه الاعتمادات اللازمة لإنشاء فرقة بولونية ليحارب في صفوفهم، ولكن اليابان رفضت، مما اضطره إلى أن يقوم، بدءاً من عام 1908، بتنظيم جماعات سرية في بولونية الواقعة تحت الاحتلال الروسي هدفها تحرير السجناء بالقوة، ومهاجمة الموظفين الروس، وسرقة البريد، وإنفاق الأموال المسروقة في سبيل القضية البولونية، وتحول إلى النمسة طالباً مساعدتها، فلبته في إنشاء فرقة بولونية. وعندما أُعلنت الحرب العالمية الأولى خاض بيلسوديسكي وفرقته غمارها إلى جانب ألمانية والنمسة. وبعد خروج روسية من ميدان الحرب سنة 1917، حارب بيلسوديسكي النمسة، فألقى الألمان القبض عليه، وسجنوه في مغديبورغ بألمانية من تموز 1917 حتى تشرين الثاني 1918. وعندما انهارت الامبراطورية الألمانية أطلق الثوار الألمان سراحه فعاد إلى بلاده في تشرين الثاني 1918. وعينه مجلس الوصاية رئيساً للدولة في 11/11/1918، كما عينه الجيش مارشال بولونية الأول. وفي عام 1919 قامت روسية بغزو بولونية، فقاومها البولونيون بقيادته، وأحرزوا عليها نصراً حاسماً مما أدى إلى جنوح روسية نحو السلم، وعقد الصلح في مدينة ريغا سنة 1921. بعد ذلك اعتزل بيلسوديسكي الحياة العامة مدة قصيرة من الزمن. وعندما قام البرلمان البولوني بإضاعة وقته في الأمور التافهة، وتأزمت لذلك الحالة السياسية بعد دخول عدد كبير من الأحزاب مجلس النواب البولوني وبات من المتعذر قيام أكثرية واضحة المعالم تسير النظام الموضوع عام 1921، وتفاقم الاضطراب المالي. وزاد الوضع صعوبة تدخل بعض العسكريين السياسيين ومناهضتهم أي تعاون بين الأحزاب أو بين المجلس والحكومة. وعندما أخذ الوهن يدب في جسم بولونية بين عامي 1921-1926 من جراء الأزمات الوزارية، خرج المارشال بيلسوديسكي من عزلته وتقدم باقتراحات لإصلاح الدولة، ولكنها رُفضت، مما أدى إلى قيام المظاهرات في الشوارع، انقلبت إلى ثورة أدّت إلى قلب النظام إثر تدخل الجيش والأوساط السياسية من أحزاب اليسار والوسط الاشتراكي، وبعض منظمات العمال والشباب والهيئات الثقافية في 12/5/1925، فتطورت هذه الحركة حركةً سياسيةً قوميةً أدت إلى طرد رئيس الجمهورية. وأُلفت الوزارة من جديد وتولى فيها المارشال وزارة الحربية. وعلى أثر تأليف الوزارة عهد إلى المجلس بانتخاب رئيس جديد للبلاد، فانتخب بيلسوديسكي رئيساً، ولكنه اعتذر، ومع ذلك كان له الدور الأكبر في تسيير دفة الأعمال في الدولة. وعلى الرغم من الانقلاب السياسي الذي جرى في سنة 1926، فقد بقيت المعارضة ضد الخطط التي يشرف عليها بيلسوديسكي، ورفض كثير من أحزاب اليسار العهد الجديد. وقامت أحزاب الوسط واليسار عام 1930 بالدعوة إلى مؤتمر عقدته في مدينة كراكوف، دعت فيه إلى قلب النظام ومقاطعته، فاضطرت الحكومة إلى حل المجلس وأمرت باعتقال بعض النواب السابقين وملاحقتهم قضائياً، فاضطر فريق منهم إلى مغادرة البلاد. وفي انتخابات كانون الأول 1930 حصلت الحكومة على أكثرية ساحقة، وأصبح بيلسوديسكي رئيساً للوزراء في السنة ذاتها، ونالت الحكومة معها فيما بعد الموافقة على الدستور المعلن 1935، وتأييد النظام في البلاد حتى نشوب الحرب العالمية الثانية في 15/5/1939. توفي بيلسوديسكي بالسرطان، ودفن في وارسو.
بيلسوديسكي
Friday, November 21, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور