(1781 ـ 1865) أندرِِس بيو Andrés Bello شاعر وكاتب ومفكر وسياسي تشيلي. ولد في مدينة كاراكاس في فنزويلة، وتوفي في سانتياغو دي تشيلي. درس الفلسفة والتشريع والطب والفنون، وأرسل في عام 1810 إلى بريطانية في مهمة دبلوماسية بصفة سكرتير، واتصل هناك بأهم رجال الفكر والأدب الذين أثروا في فكره. نشر مجلتين لم تدوما طويلاً هما المكتبة الأمريكية Biblioteca Americana عام 1923 والمجموعة الأمريكية El Repertorio Americano عام 1926- 1927 حاول فيهما تقديم برنامج ثقافي خاص بلغات أمريكة وآدابها. وعاد إلى تشيلي ليشغل مناصب سياسية مهمة في الحكومة، وأسس صحيفة إيل آراوكانو (1930-1953) El Araucano، وكان مؤسساً ورئيساً لجامعة تشيلي.
كان بيو معجباً بالشعر الكلاسيكي، وظهر ذلك واضحاً في أشعاره، ومع عدم كونه رومانسياً فقد أعجب بفكتور هوغو وترجم له. ظهر حماسه لأمريكة وآدابها في أهم أشعاره التي كتبها أيام شبابه، حيث مال في أشعاره للتشجيع على حب الطبيعة الأمريكية. ومن أبرز أعماله في هذا المجال «ساماس» (1810) Samas و«باكونا» (1804) Vacuna و«زراعة المنطقة الحرة»Agricultura de la Zona Tórrida و«خطاب إلى الشعر» (1823) Alocucián a la Poesía.
عمل في الترجمة وأعد دراسات لغوية وأدبية نقدية وله فيها دراسة حول القصيدة الإسبانية الشهيرة «سيدي» Mio Cid ذات الصلة بأصول الملحمة الإبداعية. وأثر تأثيراً مهماً في المحافظة على وحدة اللغة القشتالية، كتب قواعدها تحت عنوان «قواعد اللغة القشتالية» (1847) Gramática de la lengua castillana. وفي مجال الفكر الحقوقي تولى بيو عملاً مهماً في بلده حين صاغ عام 1852 القانون المدني التشيلي استناداً إلى القانون الروماني والقانون النابوليوني حيث جاء متوافقاً مع الحاجات القانونية للأمم الأمريكية اللاتينية الناشئة. ويعد بيو رجلاً متعدد النشاطات إذ وجه حياته وفكره نحو اتجاهات مختلفة، لكنه لم يبق في إطار النظرية فقط بل اشترك بفعالية في الحياة السياسية والثقافية لأمريكة الجنوبية.
