
وكثفت بيجو ستروين ورينو جهودهما في إيران منذ اتفاقها الذي وقعته مع قوى عالمية في 2015 لرفع الحظر الدولي عن طهران . ووقعت بيجو ستروين اتفاقات إنتاج بقيمة 700 مليون يورو (768 مليون دولار) بينما أعلنت رينو عن استثمار في مصنع جديد لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى 350 ألف سيارة سنويا.
وبخلاف شركات صناعة السيارات الألمانية والأمريكية واليابانية، لا توجد لشركات صناعة السيارات الفرنسية عمليات تصنيع أو أنشطة مبيعات في الولايات المتحدة. وهذا ما يجعلها أقل عرضة لغرامات ناجمة عن أي انتهاك للحظر الأمريكي التي لا تزال سارية وتحظر المعاملات المالية مع إيران.
ودفعت التوقعات بموقف أمريكي أكثر تشددا تجاه إيران تحت قيادة ترامب، الذي ينتقد باستمرار الاتفاق النووي، شركات صناعة السيارات إلى توخي المزيد من الحذر حتى لا تتعرض لعقوبات أمريكية.
وقالت مصادر بصناعة السيارات لرويترز إن فولكسفاجن وبي.إم.دبليو الألمانيتين من بين تلك الشركات التي جمدت خططا طموحة للاستفادة من السوق الإيرانية.
وقال مصدر قريب من فولكسفاجن "ندرك جيدا إمكانات السوق الإيرانية لكننا لا نستطيع تحمل أي مخاطر". وامتنعت الشركة عن التعقيب على مناقشات محددة للاستثمار.
وامتنعت بيجو ستروين ورينو عن الإدلاء بتفاصيل عن عملياتهما في إيران. وفي وقت سابق من العام، أقر جان كريستوف كيمار رئيس عمليات بيجو ستروين في منطقة الشرق الأوسط بأن تجدد الضغوط الأمريكية في ظل إدارة ترامب يساعد شركته في التفوق على منافسيها الأجانب الذين يحجمون عن التقدم.
وقال كيمار "هذه فرصتنا لتسريع العمل... حققنا تقدما ونسعى للتمسك به"وقد يحقق من يتحرك أولا لممارسة أنشطة في إيران مكاسب كبيرة في سوق محروم منذ سنوات من السيارات المزودة بأحدث التكنولوجيا التي يمكن تحمل تكلفتها وحيث تعطي رسوم مرتفعة على الواردات ميزة كبيرة للسيارات المنتجة محليا.
وقفزت مبيعات السيارات الإيرانية 50 بالمئة في الربع الأول من 2017 بحسب تقديرات آي.إتش.إس أوتوموتيف لخدمة البيانات حيث حققت طرز من بيجو ورينو وسايبا الإيرانية مكاسب قوية.
وقال مهدي مونفرد، الذي يعمل في مبيعات السيارات وبصفة خاصة سيارات خودرو المنتجة محليا، إنه شهد "انفجارا" في الطلب في الأشهر القليلة الماضية.
وأبلغ رويترز بالهاتف "أصبح الناس أقل حرصا في إنفاق أموالهم وهم ينفقون مدخراتهم على السيارات. والبنوك تقدم قروضا".
وتحركت بيجو ستروين ورينو بسرعة لتوقيع اتفاقات إنتاج جديدة تحديث شراكتهما التي ترجع إلى ما قبل الحظر مع إيران خودرو وسايبا. وتخطط بيجو لإضافة طرز جديدة من سيارات بيجو وستروين في الأشهر القادمة بينما أدخلت رينو سيارتها سانديرو إلى جانب السيارة توندار.
وعلى النقيض فإن فولكسفاجن، التي كانت تدرس إنتاجا مشتركا مع ماموت خودرو الإيرانية، أوقفت محادثاتها بسبب حالة عدم اليقين حسبما قال مصدر مقرب من المجموعة الألمانية.
وأضاف المصدر قائلا "تحتاج أي شركة تعمل في إيران أو تخطط لدخول السوق لأن تسأل نفسها ما الذي يمكن أن يحدث إذا حدث تغير رئيسي في المسار بفعل الولايات المتحدة".
وقال مصدر آخر مطلع إن بي.إم.دبليو درست أيضا فرصا للإنتاج والاستيراد والتوزيع في إيران لكنها خلصت إلى أن الوقت ليس ملائما.
وتابع قائلا "بمجرد أن نرى جنرال موتورز وفورد تمارسان نشاطا، فإن خططنا قد يجري إحياؤها، لكن ليس قبل أن يحدث ذلك".
وقال متحدث باسم بي.إم.دبليو إن دخول الشركة إلى إيران في المستقبل "سيعتمد على التطورات السياسية والاقتصادية" مضيفا أنه "لا توجد الآن خطط قوية".
وأعلنت دايملر عن تحديث خطط لإنتاج شاحنة ثقيلة إيرانية قبل فوز ترامب في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني لكنها تقلل الآن من احتمالات حدوث ذلك. وقالت الشركة "النمو الاقتصادي ضعيف للغاية في إيران ولذا فإن الطلب على المركبات التجارية منخفض بشكل عام".
ولم تلمح شركات صناعة السيارات اليابانية مثل تويوتا إلى أي خطط للاستثمار في إيران منذ توقيع الاتفاق النووي.