تنافس الاتئلافات في العراق ومصير رئاسة الوزراء
الساحة السياسية العراقية تشهد هذه الايام جهودا حثيثة من قبل مك كورك ممثلا عن اميركا لاعادة الامور الى سابق عهدها، فهل ستحقق هذه المحاولات نتائجها؟
Sunday, August 19, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
في حين يعكف الساسة العراقيون في الظروف الجديدة التي تسود البلاد على تقييم الاوضاع بهدف تشكيل ائتلاف موسع، يقوم مساعد وزير الخارجية الاميركية بمشاورات مكثفة مع بعض الشخصيات السياسية العراقية، الامر الذي يشير الى ان اميركا لازالت تعقد الامل على بلورة ائتلاف واسع يخضع لاملاءاتها رغم ان نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة لم تكن وفق اهوائها. اميركا التي اصطدمت كرارا ومرارا برفض العراقيين لتواجدها على اراضيهم، تتصور ان بامكانها من خلال استغلال الظروف الراهنة وبناء على العقيدة الاستعمارية الجديدة وبدون استخدام اي سلاح او معدات، تعزيز تواجدها في هذا البلد. لذلك نرى انها وضعت في سلم اولوياتها مسألة الائتلافات والتدخل في اختيار رئيس الوزراء.
ماهية الجماعات المتنافسة في مسألة الانتخابات العراقية تشير الى انه ورغم التقاربات والافتراقات المكررة خلال الاشهر الاخيرة بين الاحزاب في العراق على الصعيد السياسي، الا ان حظوظ تيارين هما اكبر من التيارات الاخرى لتشكيل ائتلاف موسع في البرلمان، والطريف ان كلا من التيارين يدعي بانه الاقرب الى تشكيل الائتلاف الاكبر لتأليف الحكومة.
المؤشرات تشير الى ان منافسة حامية وصعبة ستكون بانتظار التيار الاول الذي يتكون من تحالف "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر و"الحكمة" بزعامة عمار الحكيم و"النصر" بزعامة العبادي و"الوطنية" بزعامة علاوي، والتيار الثاني الذي يتكون من تحالف "الفتح" بزعامة العامري و"دولة القانون" بزعامة المالكي و"الفضيلة"، وكما يقال جزء من تحالف "النصر" المنفصل عن العبادي.
وفي هذا البين فان الانظار تتجه نحو الاحزاب الكردية والسنية لان كل تيار ينجح في كسب ود هذه الاحزاب سيكون النصر حليفه والعكس صحيح، لذلك فان غالبية الجهود تركز حاليا بهذا الاتجاه. وهذا هو سر تركيز مساعد وزير الخارجة الاميركي على هذا الموضوع، فهو يريد ضمان مصالح بلاده عبر تقريب وجهات النظر بين هذه التيارات والتصيد في الماء العكر. والى جانب هذه التحركات تجري حاليا محاولات للتقريب بين الصدر والمالكي، وفي حال نجاحها فانها ستشكل نجاحا باهرا للائتلاف الشيعي الموسع.
من النقاط المهمة وكذلك المؤثرة بشكل كبير على نتائج الائتلافات الراهنة، احتمالية خروج فالح الفياض من تحالف "النصر" بزعامة العبادي. انفصال هذا القيادي الحشدي عن حيدر العبادي سيؤدي من جهة الى فقدان تحالف النصر لبعض مقاعده وبالتبع تقليل حظوظ ائتلاف سائرون وحلفائه للفوز في المنافسة مع التيار الثاني، ومن جهة اخرى كما يقال سيجعله من المرشحين البارزين لتصدي منصب رئاسة الوزراء، الامر الذي لا يستسيغه الاميركان كثيرا في الوقت الراهن. وعلى هذا الاساس فان الاهتمام بالتقارير التي تشير في طياتها الى ان رؤية المرجعية فيما يخص منصب رئيس الوزراء لا تنحصر في العبادي ستلعب دورا كبيرا في تبديد الضبابية التي تسود الاجواء الراهنة في العراق.
التقارير آنفة الذكر تشير الى ان المرجعية تتطلع الى تولي شخصية مستقلة وغير سياسية منصب رئاسة الوزراء وان تركز هذه الشخصية على مكافحة الفساد والاهتمام بمستقبل العراق بعيدا عن الانتماءات السياسية الشائعة في هذا البلد.
ختاما ينبغي القول انه وفي ضوء الظروف الراهنة في العراق ومنها الاحتجاجات على اداء الحكومة فيما يخص الاوضاع المعيشية رغم انخفاض حدتها، ونظرا الى ان مسألة التشكيك في نتائج الانتخابات واعادة فرز الاصوات يدويا ادت الى التاخير في مسالة تشكيل الحكومة وبالتبع لها تشكيل البرلمان واختيار رئيس للجمهورية، وفي الحقيقة اهدرت اربعة اشهر ثمينة، فان على الاحزاب الفائزة في الانتخابات ان تعرف جيدا بان المنتفع الاول والاخير من مسالة التاخير في تشكيل الحكومة هي الجهات التي تم طردها من العراق كرارا ولكنها عادت الى هذا البلد بذرائع جديدة. فهل المحاولات التي يقوم بها مساعد وزير الخارجية الاميركي في العراق والمشاورات التي يجريها مع التيارات السياسية يمكن ان تكون معيارا لتقييم مصداقية ووطنية واسنتقلالية الاحزاب العراقية التي تسعى الى تشكيل الحكومة المقبلة؟
ابو رضا صالح
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر الاخبار
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
الأكثر زيارة في الأسبوع
20 إشارة على أنه سيتمُّ طردك من العمل
وصفة سهلة للتخلص من قشرة الشعر نهائيا وبدون تكلفة
فوائد مدهشة ستجعلك تعشق البامية من الآن!
الجیش السوری ینفّذ عمیلات فی عدد کبیر من المواقع
العثور على ذیل دیناصور بطول 5 أمتار فی حالة جیدة یعود لـ 72 ملیون عام
سویسرا تهدر فوزا عزیزا على ایسلندا
رئیس البرلمان الترکی یزور طهران الیوم
عرض قدرات المراکز القرآنیة الإیرانیة علی هامش مسابقة الأوقاف الدولیة للقرآن
شيخ في هيئة علماء السعودية: سبي النساء "حلال"!!
سرقة إحدى روائع بيكاسو من قاعة المعرض
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور