مشاعر الحيوان

إن القرآن الكريم قد أكد على قضية ومشاعر الحيوان وأحاسيسه , قال تعالى في سورة النمل :
Sunday, March 1, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
مشاعر الحيوان
 مشاعر الحيوان

 






 

إن القرآن الكريم قد أكد على قضية ومشاعر الحيوان وأحاسيسه , قال تعالى في سورة النمل :
( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ )(1)
قال القرطبي : {ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} فجاء على خطاب الآدميين لأن النمل هاهنا أجري مجرى الآدميين حين نطق كما ينطق الآدميون. (2)
فالنملة هنا ذرت لفظة ( يشعرون ) وكأنها تدرك تماما معنى الأحاسيس والمشاعر وإلا لم تستخدم في قاموسها ما لا تدرك معناه .
بل وأكد أيضا على قضية التوحيد والإيمان الفطري عند الحيوان , فقال سبحانه في قصة الهدهد مع نبي الله سليمان عليه السلام :
( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )(3) .
وحكى لنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض قصص الحيوان التي تدل على أن الحيوان يحس ويشعر ويتألم كالبشر تماما , ومن ذلك, ما روى عَنْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً لَهُ قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ إني لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا وَلَكِنِّى إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللهِ . تَعَجُّبًا وَفَزَعًا . أَبَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإني أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَا رَاعٍ في غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الراعي حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ لَهُ مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غيري . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإني أُومِنُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر. (4)
عَنْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً لَهُ قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ إني لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا وَلَكِنِّى إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللهِ . تَعَجُّبًا وَفَزَعًا . أَبَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإني أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَا رَاعٍ في غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الراعي حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ لَهُ مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غيري . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإني أُومِنُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر.(5)
ومن هنا جاء اهتمام الإسلام بقضية مهمة وخطيرة جدا قد سبق بها العالم وهي قضية ( الرفق بالحيوان ) وقبل أن تسن القوانين وتنشأ الجمعيات لذلك .
ويكفي في ذلك أن الإسلام قد جعل الرفق بالحيوان سببا للمغفرة ودخول الجنة , كما جعل تعذيبه والقسوة عليه سببا لاستحقاق العذاب ودخول النار .
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا ، فَغُفِرَ لَهَا.
- وفي رواية : بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ.(6)
- وأخرجه البخاري عَنِ الْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:غُفِرَ لاِمْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ ، قَالَ : كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا ، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا ، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ ، فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ.(7)
- وفي رواية ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ ، إِذِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ وَخَرَجَ ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ مِنِّي ، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ ، فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لأَجْرًا ؟ فَقَالَ : فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ.
- وفي رواية : أَنَّ رَجُلاً رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَأَخذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ الْمَاءَ حَتَّى أَرْوَاهُ ، فَشَكَرَ اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لَهُ ، فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ. (8)
عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِى هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ، لاَ هِىَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا ، وَلاَ هِىَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ. (9)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ تأَنَّ رَسُولَ الله ص قَالَ :«نَزَلَ نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا ، ثُمَّ أَمَرَ بِبَيْتِهَا فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً ».(رواه البخاري)
ولقد طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عمليا , فعن عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ عَبْداللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ:كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ ، فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا ، فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَت تَفْرُشُ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا.(10)
وعن أبي كَبْشَةَ السَّلُولِىُّ , أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ الأَنْصَارِي , صَاحِبَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؛أَنَّ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعَ سَأَلاَ رَسُولَ الله , صلى الله عليه وسلم , شَيْئًا فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكْتُبَ بِهِ لَهُمَا فَفَعَلَ , وَخَتَمَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم , وَأَمَرَ بِدَفْعِهِ إِلَيْهِمَا , فَأَمَّا عُيَيْنَةُ فَقَالَ : مَا فِيهِ ؟ قَالَ : فِيهِ الَّذِى أُمِرْتُ بِهِ , فَقَبَّلَهُ وَعَقَدَهُ فِى عِمَامَتِهِ , وَكَانَ أَحْلَمَ الرِّجْلَيْنِ , وَأَمَّا الأَقْرَعُ فَقَالَ : أَحْمِلُ صَحِيفَةً لاَ أَدْرِى مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ , فَأَخْبَرَ مُعَاوِيَةُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِمَا , وَخَرَجَ رَسُولُ الله , صلى الله عليه وسلم , فِى حَاجَةٍ , فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ , ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ فَقَالَ : أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ ؟ فَابْتُغِيَ , فَلَمْ يُوجَدْ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : اتَّقُوا الله فِى هَذِه الْبَهَائِمِ , ارْكَبُوهَا صِحَاحًا , وَارْكَبُوهَا سِمَانًا » كَالْمُتَسَخِّطِ آنِفًا , إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ. قَالُوا : يَا رَسُولَ الله وَمَا يُغْنِيهِ ؟ قَالَ : مَا يُغَدِّيهِ , أَوْ يُعَشِّيهِ. (11)
بل أمرنا صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الحيوان حتى في ذبحه فقال صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإن قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح " (12) . وقال أيضا " من رحِم- ولو ذبيحة عصفورٍ - رحِمه الله يوم القيامة " .
ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم " رجلاً واضعٌ رِجلهُ على صفحة شاةٍ وهو يحِدُ شفرته وهي تلحظُ إليه ببصرِها فقال صلى الله عليه وسلم " أفلا قبل هذا أتريدُ أن تُميتها موتات " (13)
وقد صحّ عن الخليفة عمر بن عبد العزيز أن غلاماً عمِل على بغلٍ له ، ويأتيه بدرهمٍ كل يوم، فجاء يوماً بدرهمٍ ونصف، فقال( عمر بن عبدالعزيز): ما بدا لك؟[أي:من أين هذه الزيادة] قال: نفِقتُ السوق [أي:درت السوق كله] قال (عمر) :لا، لكنك أتعبت البغل ، إجِمّه ثلاثة أيام أجِمه :أرِحهُ ,أترُكهُ ولا تركبهُ , وهذا محرم بدليل " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمارٌ قد وُسِم في وجهه فقال " لعن الله الذي وسمه " (14)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اركبوا هذه الدواب سالمة ،ولا تتخذوها كراسي" (15)
بل أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم كانت لهم قصصا عجيبة مع بعض الحيوانات , من ذلك ما روى عن أسامة بن زيد ، عن محمد بن المنكدر ، عن سفينة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ركبت البحر في سفينة ، فانكسرت فركبت لوحا منها ، فطرحتني في لجة فيها الأسد ، فقلت : يا أبا الحارث ، أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فطأطأ رأسه ، وجعل يدفعني بجنبه أو بكتفه حتى وضعني على الطريق ، فلما وضعني على الطريق همهم ، فظننت أنه يودعني »(16)
وفي الحلية لأبي نعيم، في ترجمة ثور بن يزيد، قال: بلغني أن الأسد لا يأكل إلا من أتى محرماً. (17)
قال الدميري عن الأسد " ولذلك يضرب به المثل في القوة والنجدة والبسالة وشدة الإقدام والجراءة والصولة. ومنه قيل لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه: أسد الله ويقال: من نبل الأسد أنه اشتق لحمزة بن عبد المطلب من اسمه، وكذلك لأبي قتادة، فارس النبي صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح مسلم، في باب إعطاء القاتل سلب المقتول. فقال أبو بكر رضي الله عنه: " كلا والله لا يعطيه أضيبعا من قريش، ويدع أسداً من أسد الله تعالى يقاتل عن الله ورسوله .(18)
وراوية الإسلام أبو هريرة رضي الله عنه قد أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللقب لرحمته ورعايته بهذا المخلوق الضعيف , حيث كان يراه يحمل قطة صغيرة في كُمه فأطلق عليه هذا اللقب وغلب لقبه على اسمه , فقد لا يعرف كثير من الناس أن اسمه الحقيقي : عبد الرحمن بن صخر الدوسي .
بل وذكر الجاحظ أن الله تعالى وهب الحيوان أشياء ربما حرم منها بعض الناس , قال : " ما أودَع صدور صنوفِ سائر الحيوان، مِنْ ضُرُوبِ المعارف، وفَطَرها عليه من غريب الهداياتِ، وسخَّر حناجِرَها لَهُ من ضروبِ النَّغَم الموزونة، والأَصواتِ الملحنة، والمخارِجِ الشجِيَّة، والأغاني المطربة؛ فقد يقال إنَّ جميعَ أصواتها معدَّلة، وموزونة موقَّعة، ثمَّ الذي سهَّل لها من الرفق العجيبِ في الصنعة، مما ذلَّله اللّه تعالى لمناقيرها وأكُفِّها، وكيف فَتَحَ لها من باب المعرفةِ على قدر ما هَيَّأَ لها من الآلة، وكيفَ أَعطَى كثيراً مِنها مِنَ الحسِّ اللطيفِ، والصنْعةِ البديعة، من غير تأديبٍ وتثقيف، ومن غير تقويمٍ وتلقين، ومن غير تدريج وتمرين، فبَلَغَتْ بِعَفوها وبمقدار قوى فِطرتها، من البَديهةِ والارتجال، ومن الابتداءِ والاقتضاب، ما لا يَقْدرُ عليه حُذّاقُ رجالِ الرأي، وفلاسفةُ علماءِ البشر، بِيَدٍ ولا آلة، بل لا يبلغ ذلك من الناسِ أكملُهُمْ خصالا وأَتمُّهُمْ خلالاً، لا مِنْ جهة الاقتضاب والارتجال ولا من جِهة التعسُّف والاقتدار، ولا من جهة التقدُّم فيه، والتأنِّي فيه، والتأتِّي له، والترتيبِ لمقدِّماته، وتمكين الأسباب المُعِينةِ عليه.(19)
المصادر :
1- سورة النمل : 15-19
2- تفسير القرطبي 13/171
3- سورة النمل : 20-26
4- أخرجه البخاري 5/15(3690) و"مسلم" 7/110 و111 و"النَّسائي" في "الكبرى" 8060
5- أخرجه البخاري 5/15(3690) و"مسلم" 7/110 و111 و"النَّسائي" في "الكبرى" 8060
6- أخرجه أحمد 2/507(10591) و"مسلم" 5922 و"ابن حِبَّان" 386
7- أخرجه البخاري (3321) عَنِ الْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ
8- أخرجه مالك في "الموطأ"2688 و"أحمد" 2/375(8861) و"البُخاري" 173 و"مسلم" 5921 و"أبو داود" 2550
9- أَخْرَجَهُ الدارِمِي" 2814 و"البُخَارِي" 3/147(2365) ، وفي (الأدب المفرد) 379 و"مسلم" 7/43(5913).
10- أخرجه أحمد 1/396(3763) و(البخاري) الأدب المفرد382 و"النَّسائي" في "الكبرى"8560
11- أخرجه أبو داود (2548) , وابن خزيمة (2545)
12- مسلم 5028
13- البيهقي 19141والصحيحة24
14- وراه أحمد في الزهد. والصحيحه تحت حديث30
15- صحيح سنن أبي داود 1681
16- أبو نعيم : معرفة الصحابة 10/23
17- أبو نعيم : الحلية 6/95
18- حياة الحيوان الكبرى للدميري ص 1
19- الحيوان , للجاحظ ص 16

 



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.