اصبح الاسپيرين ، الفعّال ضد الحُمّى وهي : ارتفاع غير سوي في حرارة الجسم ، قد يكون عارضاً لعديد من الامراض ، إلاّ انها في العادة إِشارة لانهماك جسمك في محاربة الالتهابات (1) ، والالم ، والالتهابات وهي تقاوم الالتهاب مثل الاحمرار ، والحرارة ، والورم ، والالم ، وزيادة تدفق الدم في الجروح في العديد من الامراض المزمنة وغير المعدية كالروماتيزم ، والتهاب المفاصل والنقرس.
یعتبر الأسبرین بودرة بیضاء اللون لیس لها أی رائحة ممیزة ، ویسمى عادة (ASA) ویدخل الأسبرین فی ما یقارب 50 نوع من الأدویة ، ویستخدم عادة كمسكن للألم خاصة فی آلام المفاصل وآلام الجسم والصداع وخافض للحرارة خاصة تلك المصاحبة للالتهابات ، ویقلل الورم خاصة عند الإصابة بجروح مختلفة .
ویمنع تكرار الإصابة بالذبحة الصدریة والجلطة الدماغیة..والیوم نرى أن الأسبرین من أكثر الأدویة مبیعا حیث أن نسبة المبیعات له هی 37.6 % من مبیعات الأدویة وتصل نسبة استخدام الأسبرین لعلاج الصداع إلى 13.8% . وقرص الأسبرین المألوف یحتوی عادةً على 324 ملغم من حامض أستیل سالیسلیك وهو المادة الفعالة ، مخلوطة مع مادة رابطة هی عادةً النشا .
اما تأثيراتها الجانبية :
فهي الطفح الجلدي ، وتهيج المعدة ، وأحياناً النزف ، واضطرابات السمع ، وحصول صفير اثناء التنفس (2) .الدواء الاكثر انتشاراً في العالم اجمع ، على رغم ان العلماء مافتئوا غير متأكدين من كيفية عمله.
اوصى ابقراط « ابو الطب » (طبيب يوناني ، من وصاياه : ينبغي ان يكون المتعلم للطب محتملاً للشتيمة ، لأن قوماً من المبرسمين ( المصابون بالبرسام وهي علة يهذي فيها ) واصحاب الوسواس السوداوي يقابلونا بذلك ، وينبغي لنا ان نحتملهم عليه ، ونعلم انه ليس منهم ، وان السبب فيه المرض الخارج عن الطبيعة) ( 460 ـ 377 ق.م )(3) ، اوصی بخلاصة لحاء الصفصاف ( اللحاء : قشر ساق الشجرة ، اما الدكتور امين رويحة فقد قال في كتابه التداوي بالاعشاب : اللحاء : قشور اغصان الشجرة بعد السنة الرابعة من عمرها.)(4) حيثاستفاد من لحاء الصفصاف (5)لمداواة آلام الروماتيزم (6) ، والحُميّات ، وكان الهنود الحمر الاميركيون يستخدمون شاي لحاء الصفصاف لمداواة الاوجاع نفسها.
وفي سنة 1763 م ، قُدِّمت إلى الجمعية الملكية في لندن ورقة حول نجاح مداواة الملاريا ( الحمى الصفراء ) بلحاء الصفصاف ، وقد عُزل ، فيما بعد ، المقوِّم الفعّال ، الحامض الساليسيليك ، وفي الستينات من القرن التاسع عشر تم تطوير اساليب عملية لتحضير ساليسيلات مركّبة بكميات كبيرة.
غير أن الدواء لم يُستعمل استعمالاً عامّاً إلاّ بعد سنة 1893 م ، عندما إكتشف ( فيليكس هوفمان ) ، وهو كيميائي يعمل في شركة باير الالمانية ، طريقة سهلة لصنع مركّب الاسيتيل لحامض الساليسيليك ، وكان والده ( هوفمان ) مصاباً بالروماتيزم ، ويشكو من المستحضرات الموجودة في الساليسيلات ، فلقد كانت هذه المستحضرات غالباً ما تتسبب بتهيُّج حاد في القناة الهضمية ، وكانت ذات طعم كريه.
من خلال القرن التاسع عشر ، اذاع اطباء افراد نتائج رائعة تحققت بمختلف انواع هذا الدواء لمعالجة بعض الآلام من مثل النورالجيا ( الالم العصبي ) (7) ، والصداع ، وضد الحمى في سلسلة كبيرة من الامراض المعدية ، وضد الالتهاب بعض الحالات بما في ذلك النقرس أو داء المفاصل.
وقد بدا أن الاسبيرين ( والعلامة التجارية للاسپيرين ادخلتها شركة باير سنة 1899 م ) ، حتى بعض التأثير في منع تكوُّن حصى الكلى ، وقد جعلته فعّاليته مثل هذا المجال العريض من المعالجات الدواء العجيب في العصر ، ولم تتضاءل شهرته قط مذ ذاك.
وفي سنة 1964 م ، صنعت الولايات المتحدة الاميركية 27 مليون رطل انكليزي من الاسبيرين ، وهي كمية تكفي لملء اربعة قطارات حديدية يتألف الواحد منها من 100 حافلة ( الرطل الانكليزي أو الباوند ـ هو نحو 453 غراماً ).
إِن هناك بعض التأثيرات الجانبية ، مع ذلك ، مثلما هو الحال بالنسبة إلى سائر الادوية ، صحيح ان الاسبيرين ليس مما يُدمَن عليه ، ومن الصعب الانتحار بواسطته ، طالما ان القيء سيُستَحثّ قبل حدوث أي تأثير مميت ، غير أن حوالي مئة ولد يقضون كل سنة في الولايات المتحدة الاميركية من التسمم بالاسبيرين ، وكذلك تحدث ردود افعال عنيفة ، وحتى ردود افعال شديدة الحساسية مهلكة ، لدى البالغين تصادَف بين الفينة والفينة.
على نحو اعم ، قد يُحدث الاسبيرين نزفاً في المعدة والامعاء معاً ، وكثيرون من المرضى يفقدون ما مقداره ملعقة شاي واحدة من الدم في البراز ( الغائط ) عقب تناولهم الاسبيرين ، وقد دلت دراسة اُجريت سنة 1969 م على 125 مريضاً اُصيبوا بنزف حاد في المعدة والامعاء معاً ان 80 في المئة منهم قد تناولوا عشرة اقراص من الاسبيرين خلال الثماني والاربعين ساعة السابقة ، غير أن العلاقة لم تثبت ، على نحو حاسم ومقنع ، وقد اكتُشف ان الاسبيرين قادر على إحداث قصور في الصفائح التي تمثّل دوراً في عملية تخثُّر الدم.
إن العمل المضاد للتخثُّر ، مع ذلك ، قد يُثبت في النهاية انه ذو قيمة لا تقدَّر بثمن في منع الامراض القلبية والمتعلقة بالدورة الدموية ، ومعالجتها ، والباحثون الآن متقدمو ن جداً في استخدام الاسبيرين للحؤول دون حدوث السكتات والنوبات القلبية المُحْدثة بالتخثر ، بالطبع ، لا يتعيَّن على اي احد أن يتبع مثل هذا الاختبار من غير المراقبة والإِشراف الدقيقين من جانب الطبيب ، نظراً لسميَّة الدواء ، وضرورة اللجوء إلى انواع اُخرى من المعالجة في هذه الحالات.
لقد بيَّن فريقان من الباحثين البريطانيين ( حديثاً ) ان الفعالة المقاومة أو المانعة للحمى ، وتلك المقاومة أو المانعة للالتهاب التي يوفّرها الاسبيرين مردّها إلى العمل الذي يعوق الاحماض الدهنية التي تحدث في انسجة كثيرة ـ ومثلها مثل الهرمونات ـ يبدو أنها ذات تأثير قوي في مختلف العمليات الفسيولوجية ، وبعض هذه الاحماض الدهنية المحددة على ما يظهر ، تستحث الحمى ، وبإعاقة الاسبيرين تركيبها ، يُحدث تخفيضاً لحرارة الجسم ، وبالممائلة ، تُمنع احماض دهنية اُخرى تتسبَّب بالالتهاب في التكون بوساطة عمل الاسبيرين ، وبهذه الكيفية يمارس الاسبيرين عملاً مقاوماً ومانعاً للالتهاب ، ولم يُدرك على نحو تام بعد ، تأثير هذا الدواء المقاوم للالم. (8).
طریقة تحضیره ...
یتم تحضیر الأسبرین على عدة مراحل ....
فمن أول العقاقیر التی استخدمت لمقاومة الآلآم مشتقات حامض السالیسیلیك ..والمستخلص من لحاء بعض أشجار الصفصاف Willow یفید فی تخفیف الحمى ، ثم عزل من ذلك المستخلص حامض السالیسلیك لكن حامض السالیسلیك مُر الطعم ومهیج لغشاء الفم ..
ولذلك سعى الكیمیائیون لتعدیل البناء الجزیئی له بهدف إزالة التأثیرات غیر المرغوبة مع المحافظة على القدرة العلاجیة .. ومن ذلك مثلاً معالجته بقاعدة لیتكون سالیسلات الصودیوم الذی استخدم عام 1875 .
لكن تبین أنه یسبب تهیج المعدة ...
لذلك استخدمت سالیسلات فینیل ( سالول Salol ) عام 1886 م
وظهر أنها تمر بالمعدة دون تغییر حتى إذا بلغت الأمعاء انفصل حامض السالیسلیك بالتمیؤ ... لكن هذا یؤدی إلى انفصال الفینول أیضاً وهو مادة سامة .وأصبح منذ ذلك الوقت أوسع العقاقیر القرصیة انتشاراً ، فقد یصل ما یتناوله الفرد منه إلى مائة قرص سنویاً..
المصادر :
1- دليل الاسرة الصحي ج 3 ص 30
2- دليل الاسرة الصحي ج 3 ص 15
3- ابقراط. ( اذكياء الاطباء ص 181
4- الدكتور امين رويحة / كتاب التداوي بالاعشاب ص 201
5- الصفصاف : سوحر ، المواد الفعالة فيها : مركبات السالسلات ، مواد دابغة مسكنة للآلام ، معرّقة ، ومدرة للبول ، ومضادة للالتهاب والحمى ( التداوي بالاعشاب ص 201 ).
6- الروماتيزم : اسم يطلق على امراض متعددة تصيب الجهاز العضلي الصقلي ، وَصِفَته الالم والتيبس في المفاصل ( دليل البدائل الطبية ص 727 ).
7- آلام الاعصاب ( نويرالجي ) ( التداوي بالاعشاب ص 371 ).
8- موسوعة الغرائب والعجائب ج 1 ص 30 ـ 32
/ج