عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن الهادي (عليه السلام)، قال: سألته عن أدنى المعرفة، فقال (عليه السلام): الإقرار بأنه لا إله غيره، ولا شبه له ولا نظير، وأنه قديم مثبت موجود غير فقيد، وأنه ليس كمثله شيء(1).
وعن أبي منصور الطبرسي، قال: سئل أبو الحسن الهادي (عليه السلام) عن التوحيد، فقيل له: لم يزل الله وحده لا شيء معه، ثم خلق الأشياء بديعا، واختار لنفسه الأسماء، ولم تزل الأسماء والحروف له معه قديمة؟ فكتب (عليه السلام): لم يزل الله موجودا، ثم كون ما أراد، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، تاهت أوهام المتوهمين، وقصر طرف الطارفين، وتلاشت أوصاف الواصفين، واضمحلت أقاويل المبطلين عن الدرك لعجيب شأنه، أو الوقوع بالبلوغ على علو مكانه، فهو بالموضع الذي لا يتناهى، وبالمكان الذي لم يقع عليه عيون بإشارة ولا عبارة، هيهات هيهات! (2)
استحالة الوصف:
1 - عن الفتح بن يزيد الجرجاني، قال: ضمني وأبا الحسن [الهادي]الطريق حين منصرفي من مكة إلى خراسان، وهو صائر إلى العراق، فسمعته وهو يقول: من اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع. قال: فتلطفت في الوصول إليه، فسلمت عليه، فرد علي السلام، وأمرني بالجلوس، وأول ما ابتدأني به أن قال: يا فتح، من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق، فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق، وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والأبصار عن الإحاطة به، جل عما يصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه، وقرب في نأيه، فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعيد، كيف الكيف فلا يقال كيف، وأين الأين فلا يقال أين، إذ هو منقطع الكيفية والأينية، هو الواحد الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فجل جلاله. أم كيف يوصف بكنهه محمد (صلى الله عليه وآله) وقد قرنه الجليل باسمه وشركه في عطائه، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته، إذ يقول: *(وما نقموا إلا أن *(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)*(3)، وقال: *(ولو ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم)*(4)، وقال: *(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)*(5)، وقال: *(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)*(6)؟ يا فتح، كما لا يوصف الجليل جل جلاله والرسول والخليل وولد البتول، فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا، فنبينا (صلى الله عليه وآله) أفضل الأنبياء، وخليلنا أفضل الأخلاء، ووصيه أكرم الأوصياء، اسمهما أفضل الأسماء، وكنيتهما أفضل الكنى وأجلاها، لو لم يجالسنا إلا كفؤ لم يجالسنا أحد، ولو لم يزوجنا إلا كفؤ لم يزوجنا أحد، أشد الناس تواضعا أعظمهم حلما، وأنداهم كفا، وأمنعهم كنفا، ورث عنهما أوصياؤهما علمهما، فاردد إليهم الأمر وسلم إليهم، أماتك الله مماتهم، وأحياك حياتهم، إذا شئت رحمك الله (7).
2 - وعن سهل بن زياد، عن أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) أنه قال: إلهي تاهت أوهام المتوهمين، وقصر طرف الطارفين، وتلاشت أوصاف الواصفين، واضمحلت أقاويل المبطلين عن الدرك لعجيب شأنك، أو الوقوع بالبلوغ إلى علوك، فأنت في المكان الذي لا يتناهى، ولم تقع عليك عيون بإشارة ولا عبارة،هيهات ثم هيهات، يا أولي، يا وحداني، يا فرداني، شمخت في العلو بعز الكبر، وارتفعت من وراء كل غورة ونهاية بجبروت الفخر.
3 - وعن ابن شعبة بإسناده قال: قال أبو الحسن الثالث (عليه السلام): إن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه؟ والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والأبصار عن الإحاطة به، نأى في قربه، وقرب في نأيه، كيف الكيف بغير أن يقال: كيف، وأين الأين بلا أن يقال: أين، هو منقطع الكيفية والأينية، الواحد، الأحد، جل جلاله وتقدست أسماؤه.
استحالة الرؤية:
روى الشيخ الصدوق والكليني بالإسناد عن أحمد بن إسحاق، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله عن الرؤية وما اختلف فيه الناس؟ فكتب: لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئي هواء ينفذه البصر، فإذا انقطع الهواء عن الرائي والمرئي لم تصح الرؤية، وكان في ذلك الاشتباه، لأن الرائي متى ساوى المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه، وكان في ذلك التشبيه، لأن الأسباب لا بد من اتصالها بالمسببات (8).إبطال التجسيم والتشبيه:
1- عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى الرجل (عليه السلام): أن من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد، فمنهم من يقول جسم، ومنهم من يقول صورة، فكتب (عليه السلام) بخطه: سبحان من لا يحد ولا يوصف، ليس كمثله شيء وهو السميع العليم، أو قال: البصير.2- وعن حمزة بن محمد، قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عن الجسم والصورة، فكتب: سبحان من ليس كمثله شيء، لا جسم ولا صورة.
3- وعن محمد بن الفرج الرخجي، قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم، وهشام بن سالم في الصورة، فكتب: دع عنك حيرة الحيران، واستعذ بالله من الشيطان، ليس القول ما قال الهشامان (9).
4- وعن الصقر بن دلف، قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا (عليهم السلام) عن التوحيد، وقلت له: إني أقول بقول هشام بن الحكم، فغضب ثم قال: ما لكم ولقول هشام، إنه ليس منا من زعم أن الله جسم، نحن منه براء في الدنيا والآخرة. يا بن دلف، إن الجسم محدث، والله محدثه ومجسمه (10).
5- وعن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: وهو اللطيف الخبير، السميع البصير، الواحد الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق، ولا المنشئ من المنشأ، لكنه المنشئ، فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه، إذ كان لا يشبهه شيء، ولا يشبه هو شيئا. قلت: أجل جعلني الله فداك، لكنك قلت: الأحد الصمد، وقلت: لا يشبهه شيء، والله واحد، والإنسان واحد، أليس قد تشابهت الوحدانية؟ قال: يا فتح، أحلت ثبتك الله، إنما التشبيه في المعاني، فأما في الأسماء فهي واحدة، وهي دالة على المسمى، وذلك أن الإنسان وإن قيل واحد فإنه يخبر أنه جثة واحدة، وليس باثنين، والإنسان نفسه ليس بواحد، لأن أعضاءه مختلفة، وألوانه مختلفة غير واحدة، وهو أجزاء مجزأة ليست بسواء، دمه غير لحمه، ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه، وشعره غير بشره، وسواده غير بياضه، وكذلك سائر جميع الخلق، فالإنسان واحد في الاسم، لا واحد في المعنى، والله جل جلاله هو واحد في المعنى، لا واحد غيره، لا اختلاف فيه ولا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان، فأما الإنسان المخلوق المصنوع المؤلف من أجزاء مختلفة وجواهر شتى [ففيه اختلاف وتفاوت وزيادة ونقصان] غير أنه بالاجتماع شيء واحد. قلت: جعلت فداك، فرجت عني، فرج الله عنك، فقولك اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد، فإني أعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه المفصل، غير أني أحب أن تشرح ذلك لي. فقال: يا فتح، إنما قلنا اللطيف للخلق اللطيف، ولعلمه بالشئ اللطيف، أو لا ترى وفقك الله وثبتك إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف؟ ومن الخلق اللطيف، ومن الحيوان الصغار، ومن البعوض، والجرجس، وما هو أصغر منها، ما لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره، الذكر من الأنثى، والحدث المولود من القديم. فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد، والهرب من الموت، والجمع لما يصلحه، وما في لجج البحار، وما في لحاء الأشجار، والمفاوز، والقفار، وإفهام بعضها عن بعض منطقها، وما تفهم به أولادها عنها، ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة، وبياض مع حمرة، وإنه ما لا تكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها، لا تراه عيوننا، ولا تلمسه أيدينا، علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف، لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة، وأن كل صانع شيء فمن شيء صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شيء (11).
6- وعن محمد بن عيسى، قال: كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد (عليهما السلام)، جعلني الله فداك يا سيدي، قد روي لنا أن الله في موضع دون موضع على العرش استوى، وأنه ينزل كل ليلة في النصف الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، وروي أنه ينزل عشية عرفة ثم يرجع إلى موضعه.
فقال بعض مواليك في ذلك: إذا كان في موضع دون موضع، فقد يلاقيه الهواء، ويتكنف عليه، والهواء جسم رقيق يتكنف على كل شيء بقدره، فكيف يتكنف عليه جل ثناؤه على هذا المثال؟ فوقع (عليه السلام): علم ذلك عنده، وهو المقدر له، بما هو أحسن تقديرا، واعلم أنه إذا كان في السماء الدنيا فهو كما هو على العرش، والأشياء كلها له سواء علما وقدرة وملكا وإحاطة (12).
7- وعن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: دخلت على سيدي علي ابن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عليهم السلام)، فلما بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم، أنت ولينا حقا. قال: فقلت له: يا بن رسول الله، إني أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيا أثبت عليه حتى ألقى الله عز وجل. فقال: هات يا أبا القاسم. فقلت: إني أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد، ليس كمثله شيء، خارج عن الحدين، حد الإبطال، وحد التشبيه، وإنه ليس بجسم ولا صورة، ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الأجسام، ومصور الصور، وخالق الأعراض والجواهر، رب كل شيء، ومالكه وجاعله ومحدثه... إلى أن قال: فقال علي بن محمد (عليه السلام): يا أبا القاسم، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وقد ذكرنا الحديث مفصلا في نصوصه (عليه السلام) على ولده أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) من بعده.
8- وروى الشيخ الصدوق بالإسناد عن الإمامين علي بن محمد ومحمد بن علي العسكريين (عليهما السلام)، أنهما قالا: من قال بالجسم فلا تعطوه شيئا من الزكاة، ولا تصلوا خلفه.
الإرادة والمشيئة:
1 - عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: إن لله إرادتين ومشيئتين، إرادة حتم، وإرادة عزم، ينهى وهو يشاء، ويأمر وهو لا يشاء. أما رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة، وشاء ذلك، ولو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت مشيئتهما مشيئة الله تعالى، وأمر إبراهيم أن يذبح إسحاق، ولم يشأ أن يذبحه، ولو شاء لما غلبت مشيئة إبراهيم مشيئة الله تعالى (13).2 - وعن أيوب بن نوح، قال: قال لي أبو الحسن العسكري (عليه السلام) وأنا واقف بين يديه بالمدينة ابتداء من غير مسألة: يا أيوب، إنه ما نبأ الله من نبي إلا بعد أن يأخذ عليه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله، وخلع الأنداد من دون الله، وأن لله المشيئة، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، أما إنه إذا جرى الاختلاف بينهم لم يزل الاختلاف بينهم إلى أن يقوم صاحب هذا الأمر.
في علمه تعالى:
1 - عن أيوب بن نوح، أنه كتب إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الله عز وجل، أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء وكونها، أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عندما خلق، وما كون عندما كون؟ فوقع (عليه السلام) بخطه: لم يزل الله عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء، كعلمه بالأشياء بعدما خلق الأشياء (14).2 - وعن معلى بن محمد، قال: سئل (عليه السلام) كيف علم الله تعالى؟ قال (عليه السلام): علم وشاء وأراد وقدر وقضى، وأبدى فأمضى ما قضى، وقضى ما قدر، وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية، وبمشيته كانت الإرادة، وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الإمضاء. فالعلم متقدم المشية، والمشية ثانية، والإرادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالإمضاء، فلله تبارك وتعالى البداء في ما علم متى شاء، وفي ما أراد لتقدير الأشياء، فإذا وقع القضاء بالإمضاء فلا بداء.
فالعلم بالمعلوم قبل كونه، والمشية في المنشأ قبل عينه، والإرادة في المراد قبل قيامه، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا وقياما، والقضاء بالإمضاء هو المبرم من المفعولات ذوات الأجسام المدركات بالحواس من ذي لون وريح ووزن وكيل، وما دب ودرج من إنس وجن وطير وسباع، وغير ذلك مما يدرك بالحواس، فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء. والله يفعل ما يشاء، وبالعلم علم الأشياء قبل كونها، وبالمشية عرف صفاتها وحدودها وأنشأها قبل إظهارها، وبالإرادة ميز أنفسها في ألوانها وصفاتها وحدودها، وبالتقدير قدر أوقاتها وعرف أولها وآخرها، وبالقضاء أبان للناس أماكنها، ودلهم عليها، وبالإمضاء شرح عللها، وأبان أمرها، وذلك تقدير العزيز العليم (15).
خلق القرآن من المسائل الرهيبة التي ابتلي بها المسلمون في حياتهم الدينية، وامتحنوا كأشد ما يكون الامتحان، هي مسألة خلق القرآن، فقد ابتدعها الحكم العباسي، وأثاروها للقضاء على خصومهم، وقد قتل خلق كثيرون من جرائها، وانتشرت الأحقاد والأضغان بين المسلمين. وقد روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني،
قال: كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إلى بعض شيعته ببغداد: بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة، فإن يفعل فأعظم بها نعمة، وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل والمجيب، فيتعاطى السائل ما ليس له، ويتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله عز وجل، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
وروي هذا الحديث في الدر النظيم عنه (عليه السلام) مع أدنى تغيير (16). وبهذا وضع (عليه السلام) النقاط على الحروف في هذه المسألة الحساسة، فالخوض في هذه المسألة بدعة وضلال، والسائل والمجيب يشتركان معا في الإثم، وعلينا أن نقتصر في القول على أن القرآن كلام الله تعالى.
حقيقة الإيمان
روى المسعودي بالإسناد عن أبي دعامة، قال: أتيت علي بن محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) عائدا في علته التي كانت وفاته منها في هذه السنة، فلما هممت بالانصراف قال لي: يا أبا دعامة، قد وجب حقك، أفلا أحدثك بحديث تسر به؟قال: فقلت له: ما أحوجني إلى ذلك يا بن رسول الله! قال (عليه السلام): حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني محمد بن علي، قال: حدثني علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اكتب، قال: قلت: وما أكتب؟ قال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، الإيمان ما وقرته القلوب، وصدقته الأعمال، والإسلام ما جرى به اللسان، وحلت به المناكحة. قال أبو دعامة: فقلت: يا بن رسول الله، ما أدري والله أيهما أحسن، الحديث أم الإسناد؟ فقال (عليه السلام): إنها لصحيفة بخط علي بن أبي طالب (عليه السلام) بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) نتوارثها صاغرا عن كابر (17).
الجهل بحقيقة الموت
1 - روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن الإمام أبي الحسن الهادي (عليه السلام)، قال: قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات الله عليه: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟ فقال (عليه السلام): لأنهم جهلوه فكرهوه، ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عز وجل لأحبوه، ولعلموا أن الآخرة خير من الدنيا.ثم قال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ، ما بال الصبي والمجنون يمتنعان عن الدواء المنقي لبدنهما، والنافي للألم عنهما؟ قال: لجهلهما بنفع الدواء. فقال (عليه السلام): والذي بعث محمدا بالحق نبيا، إن من استعد للموت حق الاستعداد، فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج، أما إنهم لو عرفوا ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات وجلب السلامة (18).
2 - وأعرب الإمام (عليه السلام) في حديث آخر عن واقع الموت وحقيقته، وأنه ينبغي للمؤمن إذا نزل بساحته أن لا يحزن ولا يجزع، فقد روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) بالإسناد عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)، قال: دخل علي بن محمد (عليه السلام) على مريض من أصحابه، وهو يبكي ويجزع من الموت، فقال (عليه السلام) له: يا عبد الله، تخاف من الموت لأنك لا تعرفه، أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك، وأصابك قروح وجرب، وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله، أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك، أو تكره أن تدخله فيبقى ذلك عليك؟ فقال: بلى يا بن رسول الله. قال الإمام (عليه السلام): فذلك الموت هو ذلك الحمام، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك وتنقيتك من سيئاتك، فإذا أنت وردت عليه وحاورته، فقد نجوت من كل هم وغم وأذى، ووصلت إلى كل سرور وفرح. فسكن الرجل ونشط واستسلم، وغمض عين نفسه، ومضى لسبيله.
الولاية
في الإمامة والولاية حب أهل البيت وولايتهم (عليهم السلام):1 - روى الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السلام) بسنده عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي.
2 - وروى الإمام الهادي (عليه السلام) بسنده عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المحب لأهل بيتي، والموالي لهم، والمعادي فيهم، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهما في ما ينوبهم من أمورهم (19).
3 - وروى الإمام الهادي (عليه السلام) بسنده عن آبائه عن جده الإمام الباقر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله)، أنا من جانب، وعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) من جانب، إذ أقبل عمر بن الخطاب ومعه رجل قد تلبب به، فقال (صلى الله عليه وآله): ما باله؟ قال: حكى عنك يا رسول الله أنك قلت: من قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله دخل الجنة، وهذا إذا سمعه الناس فرطوا في الأعمال، أفأنت قلت ذلك؟ قال (صلى الله عليه وآله): نعم، إذا تمسك بمحبة هذا وولايته ، يعني الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).
4 - وروى الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السلام) بسنده عن آبائه (عليهم السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): يا علي، محبك محبي، ومبغضك مبغضي.
5 - وروى الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السلام) بسنده عن آبائه (عليهم السلام)، عن جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من سره أن يلقى الله عز وجل آمنا، مطهرا، لا يحزنه الفزع الأكبر، فليتولك يا علي، وليتول ابنيك الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي، ثم المهدي وهو خاتمهم، وليكونن في آخر الزمان قوم يتولونك يا علي، يشنأهم الناس، ولو أحبوهم كان خيرا لهم لو كانوا يعلمون، يؤثرونك وولدك على الآباء والأمهات والإخوة والأخوات، وعلى عشائرهم والقرابات، صلوات الله عليهم أفضل الصلوات، أولئك يحشرون تحت لواء الحمد، يتجاوز عن سيئاتهم، ويرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون (1).
الوصية:
روى الإمام الهادي (عليه السلام) بسنده عن آبائه، عن جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: يا علي، خلقني الله وأنت من نوره حين خلق آدم، فأفرغ ذلك النور في صلبه، فأفضى به إلى عبد المطلب، ثم افترق من عبد المطلب، فصرت أنا في عبد الله، وأنت في أبي طالب، لا تصلح النبوة إلا لي، ولا تصلح الوصية إلا لك، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي، ومن جحد نبوتي أكبه الله على منخريه في النار (20).ما روي عنه (عليه السلام) في أم القائم (عليه السلام):روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) بإسناده عن أبي الحسين محمد بن بحر الشيباني، عن بشر بن سليمان النخاس من ولد أبي أيوب الأنصاري، أحد موالي أبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام) - في حديث طويل - قال: كان مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري (عليه السلام) فقهني في أمر الرقيق، فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلا بإذنه، فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتي فيه، فأحسنت الفرق فيما بين الحلال والحرام. فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسر من رأى، وقد مضى هوي من الليل، إذ قرع الباب قارع فعدوت مسرعا، فإذا أنا بكافور الخادم رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) يدعوني إليه، فلبست ثيابي، ودخلت عليه، فرأيته يحدث ابنه أبا محمد وأخته حكيمة من وراء الستر، فلما جلست قال: يا بشر، إنك من ولد الأنصار، وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها شأوالشيعة في الموالاة بها، بسر أطلعك عليه، وأنفذك في ابتياع أمة، فكتب كتابا ملصقا بخط رومي ولغة رومية، وطبع عليه بخاتمه، وأخرج شستقة (3) صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا، فقال: خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة كذا.
فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا، وبرزن الجواري منها، فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك، إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرتين صفيقتين، تمتنع من السفور، ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها ويشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق، فيضربها النخاس، فتصرخ صرخة رومية، فاعلم أنها تقول: واهتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين: علي بثلاثمائة دينار، فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول بالعربية: لو برزت في زي سليمان، وعلى مثل سرير ملكه، ما بدت لي فيك رغبة، فأشفق على مالك. فيقول: فما الحيلة ولا بد من بيعك، فتقول الجارية: وما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إلى أمانته وديانته؟ فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس وقل له: إن معي كتابا ملصقا لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي، ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك.
قال بشر بن سليمان النخاس: فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن (عليه السلام) في أمر الجارية، فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا، وقالت لعمر بن يزيد النخاس: بعني من صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرجة المغلظة إنه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها، فما زلت اشاحه في ثمنها حتى استقر الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي (عليه السلام) من الدنانير في الشستقة الصفراء.
فاستوفاه مني وتسلمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها إلى حجرتي التي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها (عليه السلام) من جيبها، وهي تلثمه وتضعه على خدها، وتطبقه على جفنها، وتمسحه على بدنها، فقلت تعجبا منها: أتلثمين كتابا، ولا تعرفين صاحبه؟! قالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء، أعرني سمعك، وفرغ لي قلبك، أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون، أنبئك العجب العجيب أن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع في قصره من نسل الحواريين ومن القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل ومن ذوي الأخطار سبعمائة رجل.
وجمع من أمراء الأجناد وقواد العساكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهو ملكه عرشا مسوغا من أصناف الجواهر إلى صحن القصر، فرفعه فوق أربعين مرقاة، فلما صعد ابن أخيه، وأحدقت به الصلبان، وقامت الأساقفة عكفا، ونشرت أسفار الإنجيل، تسافلت الصلبان من الأعالي فلصقت بالأرض، وتقوضت الأعمدة فانهارت إلى القرار، وخر الصاعد من العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الأساقفة، وارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدي: أيها الملك، أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني، فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا،
وقال للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة، وارفعوا الصلبان، وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جده ، لأزوج منه هذه الصبية، فيدفع نحوسه عنكم بسعوده. فلما فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الأول، وتفرق الناس، وقام جدي قيصر مغتما، ودخل قصره، وأرخيت الستور، فأريت في تلك الليلة كأن المسيح وشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي، ونصبوا فيه منبرا يباري السماء علوا وارتفاعا في الموضع الذي كان جدي نصب فيه عرشه، فدخل عليهم محمدا (صلى الله عليه وآله) مع فتية وعدة من بنيه، فيقوم المسيح فيعتنقه، فيقول: يا روح الله، إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمد صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون، فقال له: قد أتاك الشرف، فصل رحمك برحم رسول الله (صلى الله عليه وآله). قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر، وخطب محمد (صلى الله عليه وآله) وزوجني وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد بنو محمد (صلى الله عليه وآله) والحواريون، فلما استيقظت من نومي أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل. فكنت أسرها في نفسي ولا أبديها لهم، وضرب صدري بمحبة أبي محمد حتى امتنعت من الطعام والشراب، وضعفت نفسي، ودق شخصي، ومرضت مرضا شديدا، فما بقي من مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن دوائي. فلما برح به اليأس قال: يا قرة عيني، فهل تخطر ببالك شهوة فأزودكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدي، أرى أبواب الفرج علي مغلقة، فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال، وتصدقت عليهم ومننتهم بالخلاص، لرجوت أن يهب المسيح وأمه لي عافية وشفاء، فلما فعل ذلك جدي تجلدت في إظهار الصحة في بدني، وتناولت يسيرا من الطعام، فسر بذلك جدي، وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم. إلى أن قال: فقالت: فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وما شاهدت، وما شعر أحد بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته، وقلت: نرجس، فقال: اسم الجواري. فقلت: العجب أنك رومية ولسانك عربي؟ قالت: بلغ من ولوع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمان له في الاختلاف إلي، فكانت تقصدني صباحا ومساء، وتفيدني العربية حتى استمر عليها لساني واستقام. قال بشر: فلما انكفأت بها إلى سر من رأى، دخلت على مولانا أبي الحسن العسكري (عليه السلام)
فقال لها: كيف أراك الله عز الإسلام وذل النصرانية، وشرف أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله)؟ قالت: كيف أصف لك يا بن رسول الله ما أنت أعلم به مني؟ قال: فإني أريد أن أكرمك، فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم، أم بشرى لك فيها شرف الأبد؟ قالت: بل البشرى. قال (عليه السلام): فأبشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا، ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. إلى أن قال: فقال أبو الحسن (عليه السلام): يا كافور، ادع لي أختي حكيمة، فلما دخلت عليه قال (عليه السلام) لها: ها هي، فاعتنقتها طويلا وسرت بها كثيرا، فقال لها مولانا: يا بنت رسول الله، أخرجيها إلى منزلك، وعلميها الفرائض والسنن، فإنها زوجة أبي محمد، وأم القائم (عليه السلام) (21).
ما روي عنه (عليه السلام) في الغيبة:1 - روى الشيخ الكليني (رحمه الله) بالإسناد عن أيوب بن نوح، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: إذا رفع علمكم من بين أظهركم، فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم.
وروى الشيخ الصدوق بالإسناد عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) أسأله عن الفرج، فكتب إلي: إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين، فتوقعوا الفرج.
وعن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) يقول: الخلف من بعدي ابني الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: ولم جعلني الله فداك؟ فقال: لأنكم لا ترون شخصه، ولا يحل لكم ذكر اسمه. قلت: فكيف نذكره؟ قال: قولوا: الحجة من آل محمد (صلى الله عليه وآله) (22).
وعن علي بن عبد الغفار، قال: لما مات أبو جعفر الثاني (عليه السلام) كتبت الشيعة إلى أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) يسألونه عن الأمر، فكتب (عليه السلام):
الأمر لي ما دمت حيا، فإذا نزلت بي مقادير الله عز وجل، آتاكم الله الخلف مني، وأنى لكم بالخلف بعد الخلف. 5 - وعن الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت علي بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام) يقول: إن الإمام بعدي الحسن ابني، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. فضل العلماء أشاد الإمام الهادي (عليه السلام) بفضل العلماء في زمان الغيبة، فقد روي عنه (عليه السلام) أنه قال: لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم (عليه السلام) من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل (23).
المصادر :
1- التوحيد: 283 / 1 - الباب 4.
2- الإحتجاج: 449.
3- النساء: 59.
4- النساء: 83.
5- النساء: 58.
6- الأنبياء: 7.
7- كشف الغمة 3: 176، الكافي 1: 137، إثبات الوصية: 227.
8- التوحيد: 66 / 19، الباب 2. بحار الأنوار 4: 303 / 30. التوحيد: 109، 7 - الباب 8، الكافي 1: 97 / 4.
9- التوحيد: 100 / 9، الكافي 1: 102 / 5. التوحيد: 102 / 16، الكافي 1: 104 / 2. أمالي الصدوق: 166، المجلس 47، الكافي 1: 105 / 5.
10- أمالي الصدوق: 167.
11- التوحيد: 185 / 1، باب 29، الكافي 1: 118 / 1.
12- الكافي 1: 126 / 4.
13- أمالي الصدوق: 204 / المجلس 54، التوحيد: 81 / 37، الباب 2، كمال الدين: 379. الفقيه 1: 379. الكافي 1: 151 / 4.
14- تفسير العياشي 2: 215. التوحيد: 145 / 13، الباب 11.
15- مسند الإمام الهادي (عليه السلام): 90 / 16، التوحيد: 334 / 9، الباب 54.
16- التوحيد: 224 / 4، الباب 30. (2) الإمام الهادي (عليه السلام) من المهد إلى اللحد: 156.
17- مروج الذهب 4: 85.
18- بحار الأنوار 6: 156 / 12.
19- بحار الأنوار 6: 156 / 13. أمالي الطوسي: 278 / 531 - تحقيق مؤسسة البعثة. بحار الأنوار 27: 85 / 28.
20- بحار الأنوار 36: 258 / 27. بحار الأنوار 15: 12 / 15. بحار الأنوار 39: 298 / 103. بحار الأنوار 39: 272 / 47.
21- كمال الدين: 417 / 1 - الباب 41.
22- الكافي 1: 341 / 24. كمال الدين: 380 / 2 - الباب 37. كمال الدين: 381 / 5 - الباب 37.
23- كمال الدين: 382 / 8 - الباب 37. كمال الدين: 383، الخصال: 394. الإحتجاج: 455.