من خلال الأحاديث الواردة في تأريخ الأئمة (عليهم السلام) وأقوال المؤرخين، نلاحظ أن أسباب إشخاص الإمام (عليه السلام) إلى عاصمة بني العباس تتلخص بالنقاط التالية:
1 - إن المتوكل كان يبغض عليا (عليه السلام) وذريته، فبلغه مقام الإمام الهادي (عليه السلام) بالمدينة وميل الناس إليه، فخاف منه، واستقدمه من الحجاز، لئلا تنصرف وجوه الناس إليه، فيخرج هذا الأمر عن بني العباس. ففي حديث يزداد النصراني تلميذ بختيشوع، قال: بلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه، لئلا تنصرف إليه وجوه الناس، فيخرج هذا الأمر عنهم، يعني بني العباس (1).
2 - الخوف من أبي الحسن (عليه السلام) أن يأمر أحدا من أهل بيته أن يخرج عليه، ففي حديث المخالي المشهور: روي أن المتوكل أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى أن يملأ كل واحد منهم مخلاة فرسه من الطين الأحمر، ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك، ففعلوا. فلما صار مثل جبل عظيم (2)، صعد فوقه، واستدعى أبا الحسن (عليه السلام)
واستصعده وقال: أستحضرك للنظارة، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الأسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة، وأتم عدة، وأعظم هيبة، وكان غرضه أن يكسر كل من يخرج عليه، وكان خوفه من أبي الحسن (عليه السلام) أن يأمر أحدا من أهل بيته أن يخرج على الخليفة. إلى أن قال: قال له أبو الحسن (عليه السلام): نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الآخرة، ولا عليك مما تظن (3).
قال الشاعر:
لست أنسى غداة أخرجه الطاغي * مع الناس ذلة وصغارا
وغدا يعرض الجيوش عليه * عل يرتاع خيفة وانذعارا
فأراه من الملائك جيشا * ملأ الأفق والفضا جرارا (4)
3 - وشاية والي المدينة عبد الله بن محمد بن داود (بريحة) بالإمام (عليه السلام) عند المتوكل، فقد كتب بريحة إلى المتوكل: إن كان لك في الحرمين حاجة فأخرج علي بن محمد منها، فإنه قد دعا الناس إلى نفسه، واتبعه خلق كثير. وتابع كتبه إلى المتوكل بهذا المعنى (5).
وقال اليعقوبي: وكتب المتوكل إلى الإمام علي الهادي (عليه السلام) في الشخوص من المدينة، وكان عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي قد كتب يذكر أن قوما يقولون: إنه الإمام (6).
ولما بلغ أبا الحسن (عليه السلام) أن بريحة يراسل المتوكل ويصور له خطره عليه، كتب إلى المتوكل يذكر له تحامله عليه وكذبه فيما كتب به وإيذاءه له، فأجابه المتوكل بكتاب كله كذب ودجل وتضليل، لا ينطلي على مثل الإمام (عليه السلام). وأول بوادر السوء في نفس المتوكل هو وصيته إلى قائده يحيى بن هرثمة ومن كان معه بتفتيش دار الإمام تفتيشا دقيقا، وذلك لأن أجهزة الحكم في المدينة أخبروه كذبا بأن دار الإمام مقرا للسلاح والرجال والمعارضين للسلطة العباسية، وأنه ينوي الإطاحة بهذه السلطة، فلما دخل يحيى بن هرثمة المدينة وأبان عن نواياه أحس الناس بالشر، وخافوا على أبي الحسن (عليه السلام) من شره، لأنهم يعرفون ما يضمره المتوكل من الحقد والسوء لأهل البيت (عليهم السلام)، لذلك ضجوا ضجيجا عظيما وأصابهم الخوف والقلق حتى هدأهم قائد المتوكل ابن هرثمة.
رواية الشيخ المفيد: قال الشيخ المفيد (رحمه الله): وكان سبب إشخاص أبي الحسن (عليه السلام) إلى سر من رأى، أن عبد الله بن محمد، كان يتولى الحرب والصلاة في مدينة الرسول (عليه السلام)، فسعى بأبي الحسن (عليه السلام) إلى المتوكل، وكان يقصده بالأذى، وبلغ أبا الحسن سعايته به، فكتب إلى المتوكل يذكر تحامل عبد الله بن محمد ويكذبه في ما سعى به، فتقدم المتوكل بإجابته عن كتابه، ودعائه فيه إلى حضور العسكر على جميل من الفعل والقول، فخرجت نسخة الكتاب، وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فإن أمير المؤمنين عارف بقدرك، راع لقرابتك، موجب لحقك، مؤثر من الأمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم، ويثبت به عزك وعزهم، ويدخل الأمن عليك وعليهم، يبتغي بذلك رضا ربه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم. وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب والصلاة بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك، وعندما قرفك به ونسبك إليه من الأمر الذي علم أمير المؤمنين براءتك منه، وصدق نيتك في برك وقولك، وأنك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه، وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل، وأمره بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك، والتقرب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك. وأمير المؤمنين مشتاق إليك، يحب إحداث العهد بك والنظر إليك، فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك، على مهلة وطمأنينة، ترحل إذا شئت، وتنزل إذا شئت، وتسير كيف شئت. وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند (7)
يرتحلون برحيلك ويسيرون بسيرك، فالأمر في ذلك إليك، وقد تقدمنا إليه بطاعتك. فاستخر الله حتى توافي أمير المؤمنين، فما أحد من إخوته وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة، ولا أحمد له إثرة، ولا هو لهم أنظر، وعليهم أشفق، وبهم أبر، وإليهم أسكن منه إليك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكتب إبراهيم بن العباس في شهر كذا من سنة 243 (8).
فالملاحظ أن المتوكل قد كتب إلى الإمام (عليه السلام) بأسلوب هادئ لين وكأنه يتعاهده بالعطف والكرامة، في الوقت الذي كان يضمر العداوة لآل البيت (عليهم السلام)، ولكل من يتصل بهم بسبب أو نسب، والإمام (عليه السلام) يعلم منه ذلك، كما أنه يعلم أنه لا يتركه في المدينة، فاستجاب لطلبه مرغما، ولقد صرح (عليه السلام) يوما لأبي موسى من أصحابه، حيث قال (عليه السلام): أخرجت إلى سر من رأى كرها، ولو أخرجت عنها أخرجت كرها... الحديث، وقد تقدم آنفا. ولو كان المتوكل صادقا في ما كتبه في نسخة كتابه إلى الإمام (عليه السلام) لالتزم بالشروط التي تعهد بها في كتابه، ولو أراد إكرام الإمام (عليه السلام) لما جعله في خان الصعاليك، ولما حجب عنه شيعته وأصحابه، ولما فرض عليه الإقامة الجبرية في عاصمة العسكر سامراء.
في رواية الشيخ المفيد (رحمه الله) أن المتوكل لم يأذن للإمام بالدخول إليه في يومه الأول الذي وصل به إلى سامراء، بل أنزله في خان الصعاليك فأقام فيه يومه، وفي اليوم الثاني أذن له بالدخول عليه، ثم أفرد له دارا ليسكن فيها، وليس ذلك ببعيد لأنه إنما أرسل إليه لكي يحتجزه ويفرض عليه الإقامة، ليراقب جميع تحركاته وتصرفاته، رغم تظاهره بتعظيمه وإكرامه في كتابه إليه. قال الشيخ المفيد وغيره: فلما وصل الكتاب إلى أبي الحسن (عليه السلام) تجهز للرحيل، وخرج معه يحيى بن هرثمة حتى وصل إلى سر من رأى، فلما وصل إليها تقدم المتوكل بأن يحجب عنه في يومه، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك وأقام فيه يومه، ثم تقدم المتوكل بإفراد دار له، فانتقل إليها.
وروي بالإسناد عن صالح بن سعيد، قال: دخلت على أبي الحسن الهادي (عليه السلام) يوم وروده، فقلت له: جعلت فداك، في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك، فقال:
ها هنا أنت يا بن سعيد! ثم أومأ بيده، فإذا بروضات انفات ، وأنهار جاريات، وجنان فيها خيرات عطرات، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون، فحار بصري وكثر تعجبي، فقال لي: حيث كنا فهذا لنا يا ابن سعيد، لسنا في خان الصعاليك. وأقام أبو الحسن (عليه السلام) مدة مقامه بسر من رأى مكرما معظما مبجلا في ظاهر الحال والمتوكل يبتغي له الغوائل في باطن الأمر، فلم يقدره الله تعالى عليه (9).
قال الشاعر:
أنزلوه خان الصعاليك عمدا * قد أرادوا ذلا به واحتقارا
ما دروا أنه بدار عليها الله * أرخى دون العيون ستارا (10)
رواية سبط ابن الجوزي:
1 - نقل ابن الجوزي عن علماء السير، قال: وإنما أشخصه المتوكل إلى بغداد، لأن المتوكل كان يبغض عليا وذريته، فبلغه مقام علي (عليه السلام) بالمدينة وميل الناس إليه فخاف منه، فدعا يحيى بن هرثمة وقال: اذهب إلى المدينة، وانظر في حاله وأشخصه إلينا. قال يحيى: فذهبت إلى المدينة، فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما، ما سمع الناس بمثله خوفا على علي، وقامت الدنيا على ساق، لأنه كان محسنا إليهم ملازما للمسجد، لم يكن عنده ميل إلى الدنيا. قال يحيى: فجعلت أسكنهم، وأحلف لهم أني لم أؤمر فيه بمكروه، وأنه لا بأس عليه، ثم فتشت منزله، فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم،فعظم في عيني، وتوليت خدمته بنفسي، وأحسنت عشرته.
فلما قدمت به بغداد، بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري، وكان واليا على بغداد،
فقال لي: يا يحيى، إن هذا الرجل قد ولده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمتوكل من تعلم، فإن حرضته عليه قتله، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خصمك يوم القيامة. فقلت له: والله ما وقعت منه إلا على كل أمر جميل. ثم صرت به إلى سر من رأى، فبدأت بوصيف التركي، فأخبرته بوصوله، فقال: والله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك.
قال: فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق، فلما دخلت على المتوكل سألني عنه، فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقه وورعه وزهادته، وأني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب العلم، وأن أهل المدينة خافوا عليه، فأكرمه المتوكل وأحسن جائزته، وأجزل بره، وأنزله معه سر من رأى. رواية اليعقوبي: قال اليعقوبي: لما كان بموضع يقال له الياسرية نزل هناك، وركب إسحاق ابن إبراهيم لتلقيه، فرأى تشوق الناس إليه، واجتماعهم لرؤيته، فأقام إلى الليل، ودخل به في الليل، فأقام ببغداد بعض تلك الليلة، ثم نفذ إلى سر من رأى (11).
وهو يدل على أنهم كانوا يخافون الإمام (عليه السلام) حتى أثناء المسير من أن يلتقي به الناس، لعظم محبته في قلوبهم وهيبته في نفوسهم، لهذا ساروا به في الليل تحت جنح الظلام لتفادي اجتماع الناس به (عليه السلام).
مسير الإمام (عليه السلام)
يس لدينا ما يساعد على تتبع حركة الإمام (عليه السلام) من المدينة إلى بغداد ومن ثم إلى سامراء، وكل ما يستفاد من الروايات أن الإمام (عليه السلام) قد قطع هذا الطريق في تموز وفي أشد ما يكون عليه الحر ، وقد رافقه في هذا الطريق كثير من القادة والجند الذين لا يعرفون مقامه الإلهي السامي، حيث كان منهم الخارجي والحشوي وغيرهما. روى الشيخ القطب الراوندي وغيره بالإسناد عن يحيى بن هرثمة، قال: دعاني المتوكل وقال: اختر ثلاثمائة ممن تريد واخرجوا إلى الكوفة، وخلفوا أثقالكم فيها، واخرجوا على طريق البادية إلى المدينة، وأحضروا علي بن محمد النقي إلى عندي مكرما معظما مبجلا. قال: ففعلت وخرجنا، وكان في أصحابي قائد من الشراة ، وكان لي كاتب متشيع، وأنا على مذهب الحشوية، وكان ذلك الشاري يناظر الكاتب، وكنت أسمع إلى مناظرتهما لقطع الطريق.المروي في البحار عن الخرائج والجرائح بالإسناد عن أبي محمد البصري، عن أبي العباس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمد، قال: كنت في الوفد الذي أوفد المتوكل إلى المدينة في إحضار أبي الحسن (عليه السلام)، وطوينا المنزل وكان منزلا صائفا شديد الحر... فخرجنا ولم نطعم ولم نشرب واشتد بنا الحر والجوع والعطش... ونحن إذ ذلك في أرض ملساء لا نرى شيئا ولا ظل ولا ماء نستريح، فجعلنا نشخص بأبصارنا... إلى آخر الخبر، وهو يدل على مدى الصعوبات والجهد الذي نال من الإمام في هذا الطريق مع شدة الحر وعدم ملائمته للسير.
فلما صرنا وسط الطريق قال الشاري للكاتب: أليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب ليس في الأرض بقعة إلا وهي قبر، أو سيكون قبرا ؟ فانظر إلى هذه البرية، أين من يموت فيها حتى يملأها الله قبورا كما تزعمون؟ قال: فقلت للكاتب: أهذا من قولكم؟ قال: نعم. قلت: صدق، أين من يموت في هذه البرية العظيمة حتى تمتلئ قبورا؟ وتضاحكنا ساعة إذ انخذل الكاتب في أيدينا. قال: وسرنا حتى دخلنا المدينة، فقصدت بيت أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) فدخلت عليه، فقرأ كتاب المتوكل فقال: انزلوا، وليس من جهتي خلاف .
قال: فلما حضرت إليه من الغد، وكنا في تموز أشد ما يكون من الحر، فإذا بين يديه خياط، وهو يقطع من ثياب غلاظ - خفاتين - له ولغلمانه، ثم قال للخياط: اجمع عليها جماعة من الخياطين، واعمد على الفراغ منها يومك هذا، وبكر بها إلي في هذا الوقت . ثم نظر إلي وقال: يا يحيى، اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم، واعمل على الرحيل غدا في هذا الوقت .
قال: فخرجنا من عنده وأنا أتعجب من الخفاتين، وأقول في نفسي: نحن في تموز، وحر الحجاز، وإنما بيننا وبين العراق مسيرة عشرة أيام، فما يصنع بهذه الثياب؟! ثم قلت في نفسي: هذا رجل لم يسافر، وهو يقدر أن كل سفر يحتاج فيه إلى هذه الثياب، والعجب من الرافضة حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه هذا، فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت، فإذا الثياب قد أحضرت، فقال لغلمانه: ادخلوا، وخذوا لنا معكم لبابيد وبرانس ، ثم قال: ارحل يا يحيى فقلت في نفسي: هذا أعجب من الأول، أيخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق حتى يأخذ معه اللبابيد والبرانس! فخرجت وأنا أستصغر فهمه حتى إذا وصلنا إلى مواضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة،
واسودت وأرعدت وأبرقت حتى إذا صارت على رؤوسنا أرسلت بردا من الصخور، وقد شد على نفسه وغلمانه الخفاتين، ولبسوا اللبابيد والبرانس وقال لغلمانه: ارفعوا إلى يحيى لبادة، وإلى الكاتب برنسا ، وتجمعنا والبرد يأخذنا حتى قتل من أصحابي ثمانين رجلا، وزالت، ورجع الحر كما كان. فقال لي: يا يحيى، أنزل من بقي من أصحابك ليدفن من مات، فهكذا يملأ الله هذه البرية قبورا . قال: فرميت نفسي عن الدابة واعتذرت إليه، وقبلت ركابه ورجله، وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنكم خلفاء الله في أرضه، وقد كنت كافرا، وإني الآن أسلمت على يديك يا مولاي. قال: فتشيعت، ولزمت خدمته إلى أن مضى.
قال الشاعر:
ما رعت للنبي فيه بنو العم * ذماما ولم يحوطوا ذمارا
أشخصوه مع البريد لسامرا * فلم يلق في سواها قرارا
صدقت قوله الشراة وكانوا * جحدوا قول جده إنكارا
يوم أردتهم العواصف حتى * ملأ الله في القبور قفارا (12)
إيذاء الإمام (عليه السلام)
لقد كان المتوكل والمحيطون به من أركان السلطة العباسية يعمدون بين الحين والآخر إلى إيذاء الإمام (عليه السلام) بشتى الأساليب، كاستدعائه بين الحين والآخر بقصد الإساءة إليه وكبس داره ومراقبته، والعمل على الوضع من قدره في عيون الناس، ولكن الله سبحانه كان يصرفهم عنه (عليه السلام) فلا يتمكنون من ذلك، وفي ما يلي بعض تصرفات المتوكل والمحيطين به مع الإمام:1 - عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي، قال: سمعت من سعيد الصغير الحاجب قال: دخلت على سعيد بن صالح الحاجب فقلت: يا أبا عثمان، قد صرت من أصحابك، وكان سعيد يتشيع. فقال: هيهات، قلت: بلى والله. فقال: وكيف ذلك؟ قلت: بعثني المتوكل وأمرني أن أكبس على علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) فأنظر ما فعل، ففعلت ذلك، فوجدته يصلي، فبقيت قائما حتى فرغ، فلما انفتل من صلاته أقبل علي وقال: يا سعيد لا يكف عني جعفر - أي المتوكل الملعون - حتى يقطع إربا إربا! اذهب واعزب وأشار بيده الشريفة، فخرجت مرعوبا، ودخلني من هيبته ما لا أحسن أن أصفه، فلما رجعت إلى المتوكل سمعت الصيحة والواعية، فسألت عنه فقيل: قتل المتوكل، فرجعنا وقلت به صاحب موسى بن محمد ابن الرضا، عن موسى، قال: قال لأخيه الهادي (عليه السلام): إن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل، منها أنه قال: أخبرني عن قول الله: *(ورفع أبويه على العرش، وأنا أتوكل على الله وأحمده كثيرا.لده عبيد الله لا نشرك به شيئا، إن أطعناه رحمنا، وإن عصيناه عذبنا، ما لنا على الله من حجة، بل الحجة لله علينا وعلى جميع خلقه، أبرأ إلى الله ممن يقول ذلك، وأنتفي إلى الله من هذا القول، فاهجروهم لعنهم الله، والجؤوهم إلى ضيق الطريق، فإن وجدت أحدا منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخر ابن بابا القمي والفهري:أغناهم الله ورسوله من فضله)*. وقال: يحكي قول من ترك طاعته وهو يعذبه بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانها: *(يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا)*.
أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال:
بحسبه، فأخبر الصادق (عليه السلام) بأصل ما يجب على الناس من طلب معرفته، ونطق الكتاب بتصديقه، فشهد بذلك محكمات آيات
2 - عن زرافة حاجب المتوكل، قال: وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكل يلعب لعب الحقة ولم ير مثله، وكان المتوكل لعابا، فأراد أن يخجل علي بن محمد بن الرضا (عليه السلام) فقال لذلك الرجل: إن أخجلته أعطيتك ألف دينار. قال: تقدم بأن يخبز رقاق خفاف، واجعلها على المائدة، وأقعدني إلى جنبه، فقعدوا وأحضر علي بن محمد (عليهما السلام) للطعام، وجعل له مسورة عن يساره، وكان عليها صورة أسد، وجلس اللاعب إلى جنب المسورة، فمد علي بن محمد (عليه السلام) يده إلى رقاقة فطيرها ذلك الرجل في الهواء، ومد يده إلى أخرى، فطيرها ذلك الرجل، ومد يده إلى أخرى فطيرها، فتضاحك الجميع. فضرب علي بن محمد (عليهما السلام) يده المباركة الشريفة على تلك الصورة التي في المسورة وقال: خذيه . فابتلعت الرجل، وعادت كما كانت إلى المسورة، فتحير الجميع، ونهض أبو الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) فقال له المتوكل: سألتك إلا جلست ورددته. فقال: والله لا تراه بعدها، تسلط أعداء الله على أولياء الله؟! . وخرج من عنده، فلم ير الرجل بعد ذلك (13).
3 - وفي إثبات الوصية: روي أنه (عليه السلام) دخل دار المتوكل، فقام يصلي، فأتاه بعض المخالفين فوقف حياله، فقال له: إلى كم هذا الرياء؟! فأسرع الصلاة وسلم، ثم التفت إليه وقال: إن كنت كاذبا مسخك الله، فوقع الرجل ميتا فصار حديثا في الدار.
4 - عن أبي يعقوب، قال: ألح عليه - أي على الإمام الهادي (عليه السلام) - أحمد بن الخصيب في الدار التي كان قد نزلها، وطالبه بالانتقال منها وتسليمها إليه، فبعث إليه أبو الحسن (عليه السلام): لأقعدن لك من الله مقعدا لا يبقى لك معه باقية. فأخذه الله في تلك الأيام.
5 - عن أبي الطيب يعقوب بن ياسر، قال: كان المتوكل يقول: ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا ، وجهدت أن يشرب معي وأن ينادمني فامتنع، وجهدت أن أجد فرصة في هذا المعنى فلم أجدها (14)، الحديث.
6 - وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن مسلمة الكاتب، قال: كان المتوكل يركب إلى الجامع ومعه عدد ممن يصلح للخطابة، وكان فيهم رجل من ولد العباس ابن محمد يلقب بهريسة، وكان المتوكل يحقره، فتقدم إليه أن يخطب يوما، فخطب فأحسن، فتقدم المتوكل يصلي، فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر، فجاء فجذب منطقته من ورائه وقال: يا أمير المؤمنين، من خطب يصلي، فقال المتوكل: أردنا أن نخجله فأخجلنا.
قال: وكان أحد الأشرار، فقال يوما للمتوكل: ما يعمل أحد بك أكثر مما تعمله بنفسك في علي بن محمد، فلا يبقى في الدار إلا من يخدمه، ولا يتبعونه بشيل ستر، ولا فتح باب، ولا شيء، وهذا إذا علمه الناس قالوا: لو لم يعلم استحقاقه للأمر ما فعل به هذا، دعه إذا دخل يشيل لنفسه ويمشي كما يمشي غيره، فتمسه بعض الجفوة، فتقدم أن لا يخدم، ولا يشال بين يديه ستر، وكان المتوكل ما رئي أحد ممن يهتم بالخبر مثله. قال: فكتب صاحب الخبر إليه: إن علي بن محمد دخل الدار، فلم يخدم، ولم يشل أحد بين يديه سترا، فهب هواء رفع الستر له، فدخل. فقال: اعرفوا خبر خروجه. فذكر صاحب الخبر هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتى خرج، فقال: ليس نريد هواء يشيل الستر، شيلوا الستر بين يديه (15).
7 - وكان المتوكل يشهر بالإمام ويشدد في مراقبته، فقد روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن المنصوري، عن عم أبيه أبي موسى، قال: دخلت يوما على المتوكل وهو يشرب، فدعاني إلى الشرب، فقلت: يا سيدي، ما شربته قط، قال:
أنت تشرب مع علي بن محمد. قال: فقلت له: ليس تعرف من في يدك، إنما يضرك ولا يضره، قال: فلما كان يوما من الأيام قال لي الفتح بن خاقان: قد ذكر الرجل - يعني المتوكل - خبر مال يجئ من قم، وقد أمرني أرصده لأخبره له... الحديث (16).
8 - ومن محاولات المتوكل لإهانة الإمام (عليه السلام) لإشباع روح الحقد والحسد والأنانية التي ملأت نفسه، هو أنه أمر بأن يترجل الإمام (عليه السلام) ويمشي بين يديه يوم الفطر من السنة التي قتل فيها 247 ه، ومشى الإمام (عليه السلام) مع بني عمه حتى تفصد وجهه عرقا وكان الجو صيفا، والإمام (عليه السلام) لا يستطيع السير إلا متكأ لمرض ألم به، فما كان من الإمام (عليه السلام) إلا أن يرمي المتوكل بسهام السحر، أعني الدعاء، وهو الدعاء المشهور بالدعاء على الظالم - وسيأتي بيانه - فكان قتل المتوكل بعد ثلاثة أيام. روى المسعودي في إثبات الوصية: إنه لما كان في يوم الفطر في السنة التي قتل فيها المتوكل، أمر بني هاشم بالترجل والمشي بين يديه، وإنما أراد بذلك أن يترجل له أبو الحسن (عليه السلام)، فترجل بنو هاشم، وترجل (عليه السلام)، فاتكأ على رجل من مواليه، فأقبل عليه الهاشميون فقالوا له: يا سيدنا، ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه فيكفينا الله! فقال لهم أبو الحسن (عليه السلام): ما في هذا العالم من قلامة ظفر أكرم على الله من ناقة ثمود، لما عقرت ضج الفصيل إلى الله، فقال الله: *(تمتعوا في داركم ثلاثة أيام
ذلك وعد غير مكذوب)* ، فقتل المتوكل في اليوم الثالث (17).
9 - وروى القطب الراوندي بالإسناد عن أبي القاسم البغدادي، عن زرافة، قال: أراد المتوكل أن يمشي علي بن محمد بن الرضا (عليه السلام) يوم السلام، فقال له وزيره: إن في هذا شناعة عليك وسوء مقالة فلا تفعل. قال: لا بد من هذا. قال: فإن لم يكن بد من هذا فتقدم بأن يمشي القواد والأشراف كلهم، حتى لا يظن الناس أنك قصدته بهذا دون غيره. ففعل ومشى (عليه السلام) وكان الصيف، فوافى الدهليز وقد عرق. قال: فلقيته فأجلسته في الدهليز، ومسحت وجهه بمنديل، وقلت: إن ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك، فلا تجد عليه في قلبك. فقال: إيها عنك *(تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب)*. قال زرافة: وكان عندي معلم يتشيع، وكنت كثيرا أمازحه بالرافضي، فانصرفت إلى منزلي وقت العشاء، وقلت: تعال يا رافضي حتى أحدثك بشيء سمعته اليوم من إمامكم. قال: وما سمعت؟ فأخبرته بما قال. فقال: يا حاجب، أنت سمعت هذا من علي بن محمد (عليه السلام)؟ قلت: نعم. قال: فحقك علي واجب بحق خدمتي لك، فاقبل نصيحتي. قلت: هاتها. قال: إن كان علي بن محمد قد قال ما قلت فاحترز، واخزن كل ما تملكه، فإن المتوكل يموت أو يقتل بعد ثلاثة أيام. فغضبت عليه وشتمته وطردته من بين يدي، فخرج. فلما خلوت بنفسي تفكرت وقلت: ما يضرني أن آخذ بالحزم، فإن كان من هذا شيء كنت قد أخذت بالحزم، وإن لم يكن لم يضرني ذلك. قال: فركبت إلى دار المتوكل، فأخرجت كل ما كان لي فيها، وفرقت كل ما كان في داري إلى عند أقوام أثق بهم، ولم أترك في داري إلا حصيرا أقعد عليه. فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل، وسلمت أنا ومالي، فتشيعت عند ذلك وصرت إليه، ولزمت خدمته، وسألته أن يدعو لي وتوليته حق الولاية (18).
تفتيش دار الإمام (عليه السلام)
لقد كانت العصابة المحيطة بالمتوكل تدين بالنصب لأهل البيت (عليهم السلام) أمثال علي بن الجهم ومحمد بن داود الهاشمي وأبي السمط والبطحاني وغيرهم ممن نذروا أنفسهم لخدمة أغراض السلطان وباعوا أنفسهم للشيطان، هؤلاء كانوا يحاولون بين الحين والآخر أن يوغروا صدر المتوكل الملئ بالحقد على الإمام (عليه السلام) مصورين له خطره على عرشه، وفي كل مرة يأمر المتوكل بمهاجمة دار الإمام (عليه السلام)، فيواجههم الفشل الذريع، لأنهم يجدونه (عليه السلام) تاليا للقرآن أو مقيما للصلاة.1 - عن إبراهيم بن محمد الطاهري، قال: مرض المتوكل من خراج (19) خرج به، فأشرف منه على الموت، فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة، فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد مالا جليلا من مالها. وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل - يعني أبا الحسن (عليه السلام) -فسألته، فإنه ربما كان عنده صفة شيء يفرج الله به عنك؟ فقال: ابعثوا إليه. فمضى الرسول ورجع فقال: خذوا كسب الغنم، فديفوه بماء الورد، وضعوه على الخراج، فإنه نافع بإذن الله.
فجعل من بحضرة المتوكل يهزأ من قوله، فقال لهم الفتح: وما يضر من تجربة ما قال؟ فوالله إني لأرجو الصلاح به، فاحضر الكسب، وديف بماء الورد، ووضع على الخراج، فانفتح وخرج ما كان فيه. فبشرت أم المتوكل بعافيته، فحملت إلى أبي الحسن (عليه السلام) عشرة آلاف دينار تحت ختمها، واستقل المتوكل من علته. فلما كان بعد أيام سعى البطحاني بأبي الحسن (عليه السلام) إلى المتوكل، وقال: عنده سلاح وأموال، فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب أن يهجم ليلا عليه، ويأخذ ما يجده عنده من الأموال والسلاح ويحمله إليه. قال إبراهيم بن محمد: فقال لي سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبي الحسن (عليه السلام) بالليل، ومعي سلم، فصعدت منه إلى السطح، ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة، فلم أدر كيف أصل إلى الدار، فناداني أبو الحسن (عليه السلام) من الدار: يا سعيد، مكانك حتى يأتوك بشمعة.
فلم ألبث أن أتوني بشمعة، فنزلت فوجدت عليه جبة صوف وقلنسوة منها وسجادته على حصير بين يديه وهو مقبل على القبلة. فقال لي: دونك البيوت، فدخلتها وفتشتها فلم أجد فيها شيئا، ووجدت البدرة مختومة بخاتم أم المتوكل وكيسا مختوما معها، فقال لي أبو الحسن (عليه السلام): دونك المصلى، فرفعته، فوجدت سيفا في جفن ملبوس. فأخذت ذلك وصرت إليه، فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه، فسألها عن البدرة، فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت: كنت نذرت في علتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار، فحملتها إليه، وهذا خاتمي على الكيس ما حركه، وفتح الكيس الآخر، فإذا فيه أربعمائة دينار، فأمر أن يضم إلى البدرة بدرة أخرى، وقال لي: احمل ذلك إلى أبي الحسن، واردد عليه السيف والكيس بما فيه. فحملت ذلك إليه واستحييت منه، فقلت له: يا سيدي، عز علي بدخول دارك بغير إذنك ولكني مأمور، فقال لي: *(سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)*( 20).
فعلى الرغم من أن الإمام يصف الدواء للمتوكل، لكن الطاغية أبت نفسه المريضة إلا أن تقابل الإحسان بالإساءة، فأخذ بوشاية البطحاني وفتش دار الإمام (عليه السلام) وهو يعلم علم اليقين بخلو بيته (عليه السلام) من أي أموال أو سلاح، بل من كل متاع الدنيا وزخرفها، لكنه الحقد والبغض والعداء السافر لأهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي اشتمل على كيانه وأحاط بجوانبه.
2 - نقل سبط ابن الجوزي عن المسعودي في كتاب (مروج الذهب) قال: نمي إلى المتوكل بعلي بن محمد (عليه السلام) أن في منزله كتبا وسلاحا من شيعته من أهل قم، وأنه عازم على الوثوب بالدولة، فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهاجموا داره ليلا،فلم يجدوا فيها شيئا، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصى، وهو متوجه إلى الله تعالى يتلو آيا من القرآن. وعلى هذه الحال حمل إلى المتوكل العباسي، وادخل عليه، وكان المتوكل في مجلس شراب، وبيده كأس الخمر، فناول الإمام الهادي (عليه السلام)، فرد الإمام (عليه السلام): والله ما خامر لحمي ولا دمي قط فاعفني، فأعفاه.
فقال له: أنشدني شعرا، فقال الإمام (عليه السلام): أنا قليل الرواية للشعر.
فقال: لا بد. فأنشده:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عز من معاقلهم * واسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهم * أين الأساور والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما أكلوا دهرا وقد شربوا * فأصبحوا اليوم بعد الأكل قد أكلوا
وطالما عمروا دورا لتسكنهم * ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا
وطالما كنزوا الأموال وادخروا * ففرقوها على الأعداء وارتحلوا
أضحت منازلهم قفرا معطلة * وساكنوها إلى الإجداث قد نزلوا
فبكى المتوكل حتى بلت لحيته دموعه، وبكى الحاضرون (21).
5 - وعن أحمد بن محمد بن عبد الله بن مروان الأنباري، قال: كنت حاضرا قد أعدها لنفسه، وهو يعلم أن الإمام (عليه السلام) يرى أن شارب الخمر كعابد وثن، وبعد أن يئس منه حاول ثانية أن يهينه بطريقة أخرى، فطلب منه شعرا في وصف الخمر والجواري ليتلذذ بسماعه، ولم يكن يتوقع أن الإمام (عليه السلام) يجرؤ على أن يصفعه بتلك العظات الخالدة، والتي تصور ما سيكون من أمره وأمر غيره من الجبابرة والطغاة عبيد الأهواء والشهوات، فكانت أشد من الصاعقة على المتوكل.
المصادر :
1- دلائل الإمامة: 419. نوادر المعجزات: 188 / 7.
2- قال في مراصد الاطلاع (1: 272): المخالي أو تل المخالي: تل عند سر من رأى.
3- الثاقب في المناقب: 557، الخرائج والجرائح 1: 414 / 19، كشف الغمة 3: 185، بحار الأنوار 50: 155 / 44.
4- الذخائر: 63.
5- إثبات الوصية: 197.
6- تأريخ اليعقوبي 3: 217.
7- المناقب 4: 413، بحار الأنوار 50: 159 / 45، و173 / 53.
8- الإرشاد 2: 309، الكافي 1: 419 / 7، الفصول المهمة: 275 - 276.
9- الإرشاد 2: 311، الفصول المهمة: 276 - 277. الإرشاد 2: 311، الكافي 1: 417 / 2، بحار الأنوار 50: 202، بصائر الدرجات: 426، المناقب 4: 411، إعلام الورى: 365، عيون المعجزات: 137، الثاقب في المناقب: 542، البحار 50: 131. الفصول المهمة: 277.
10- الذخائر - ديوان شعر اليعقوبي: 63. (2) الأنوار القدسية: 101.
11- تذكرة الخواص: 359. (2) تأريخ اليعقوبي 3: 217.
12- الثاقب في المناقب: 551، الخرائج والجرائح 1: 393 / 2، كشف الغمة 3: 180، بحار الأنوار 50: 142 / 27. الذخائر: 62.
13- الثاقب في المناقب: 555، كشف الغمة 3: 183، بحار الأنوار 50: 146 / 30.
14- إثبات الوصية: 230، الأنوار البهية: 240. الكافي 1: 419، الإرشاد 2: 306، إعلام الورى: 359، الخرائج والجرائح 2: 681 / 11، بحار الأنوار 50: 139 / 23. الإرشاد 2: 307، إعلام الورى: 362
15- بحار الأنوار 50: 128 / 6، ورواه في المناقب 4: 406 ملخصا.
16- المناقب 4: 413 و417، بحار الأنوار 50: 124 / 2.
17- إثبات الوصية: 203.
18- الخرائج والجرائح 1: 402 / 8، بحار الأنوار 50: 147 / 32.
19- الخراج: ما يخرج في البدن من القروح.
20- الإرشاد 2: 302، الكافي 1: 417 / 4، إعلام الورى: 361، دعوات الراوندي: 202 / 555، الخرائج والجرائح 1: 676 / 8، بحار الأنوار 50: 198 / 10، الفصول المهمة: 277، مناقب ابن شهرآشوب 4: 415، الدعوات: 204 / 555، والآية من سورة الشعراء: 227.
21- تذكرة الخواص: 361، الأئمة الاثنا عشر لابن طولون: 107، في رحاب أئمة أهل البيت (عليهم السلام) 4: 179 عن تأريخ المسعودي، البداية والنهاية 11: 15، وفيات الأعيان 3: 272. 21- تذكرة الخواص: 361، الأئمة الاثنا عشر لابن طولون: 107، في رحاب أئمة أهل البيت (عليهم السلام) 4: 179 عن تأريخ المسعودي، البداية والنهاية 11: 15، وفيات الأعيان 3: 272.