قبل أن ينتقل الرسول إلى جوار ربه قال لأصحابه (أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد العلم فليأت الباب) وقال لهم مرة (أنا دار الحكمة وعلي بابها) وقال لهم ثالثة (أنا مدينة الحكمة وعلي بابها) وقال لهم مرة رابعة (علي باب علمي، ومبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به، حبه إيمان وبغضه نفاق) وقال لعلي أمام أصحابه (أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي) وقال يوما لأصحابه (كفي وكف علي في العدل سواء) تلك حقائق لا يقوى مكابر على إنكارها، وقد وصلت إلينا بفضل الله بالرغم من أن مسبة الإمام علي كانت واجبا دينيا مفروضا على رعية الدولة الإسلامية، وقد وثقت هذه النصوص بعشرات المراجع، تجدها على الصفحة في کتاب نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام، وحرصنا كل الحرص على أن تكون مراجعنا من مؤلفات شيعة الدولة القائمة آنذاک أو أهل السنة.(1)
هذه النصوص تبين لنا أن الله ورسوله لم يتركا الأمر سدى، إنما حددا وبينا من هو المختص ببيان الأحكام من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متيقنا أنه ميت لا محالة، وعميد أهل البيت النبوة متيقن ومبلغ أنه المخول بالبيان من بعد النبي، ولو قصد العميد أن ينتفع شخصيا بعلمه لما كان هنالك حاجة لأن يكتب، لأن رسول الله قد دعا له بأن يحفظ ولا ينسى شيئا، لكن هم النبي وهم العميد هو استمرارية بيان الأحكام، وفي كل شئ، وحتى قيام الساعة، بحيث يترجم المبدأ القائل بأن (القرآن تبيان لكل شئ) لذلك شرع العميد بتوجيه خاص من رسول الله بكتابة كل ما تحتاجه الأمة على الإطلاق، بحيث لا تجد حادثة ولا تحدث حادثة، إلا ولها حكم شرعي مفصل تفصيلا ومبين بيانا لا يختلف فيه اثنان.
وهكذا تكون النقلة طبيعية بعد وفاة النبي، ويكون بين أيدي الناس منظومة حقوقية كاملة ومتكاملة: قرآن كريم، وبيان لهذا القرآن مسجل لا يحتمل التأويل، فتستقيم الأمور، ويصلح الراعي وتصلح الرعية ويعم العدل، وتهنأ البشرية في ظلال المنظومة الحقوقية الإلهية، فتنصب غاية الجميع على حسن التطبيق.
انعدام الحاجة إلى العمل بالرأي
طالما أن الحكم الشرعي لكل شئ على الإطلاق، مبين ومفصل ومحدد بالقرآن وبالبيان، فما الداعي لإهمال الحكم الشرعي واستبعاده، وما الداعي للعمل بالرأي وترك الحكم الشرعي؟ فالمبين هو نفسه الحاكم، والمطلوب العدل، والعدل لا يتحقق إلا بالحكم الإلهي القائم على الجزم واليقين، وهو بين أيدي الناس، فما هو الداعي لترك الجزم واليقين، واللهث وراء الرأي وأحكامه القائمة على الظن والتخمين؟لا حاجة عند عمادة أهل البيت للرأي أبدا، فقد جاء في الجزء الأول صفحة 85 من أصول الكافي لمحمد بن يعقوب الرازي المتوفى 328 ه (أن رجلا سأل الإمام جعفر الصادق عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟ فقال له الإمام جعفر: مه، ما أجبتك فيه من شئ فهو من رسول الله، لسنا من (أرأيت) في شئ!
إنه لا مجال إطلاقا للرأي عند بيان الحكم الشرعي، فالأئمة الكرام يعرفون الحكم الشرعي معرفة قائمة على الجزم واليقين، فما الداعي للخوض بالرأي القائم على الفرض والتخمين!
وجاء على الصفحة 201 من بصائر الدرجات تأليف محمد بن الحسن الصفار ت 290 ه قول الإمام (مهما أجبتك بشئ فهو من رسول الله، لسنا نقول برأينا في شئ).
وعلى الصفحة 299 مجلد 2 من بصائر الدرجات عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنة قال (لو أنا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا، ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينها لنا).
وفيه أيضا عن الإمام جعفر الصادق أنه قال (بينة من ربنا بينها لنبيه (صلى الله عليه وآله) فبينها نبيه لنا، فلولا ذلك كنا كهؤلاء الناس). (2).
وفي مجلد 9 صفحة 201 من البصائر عن سماعة عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قلت له كل شئ تقول به في كتاب الله وسنة نبيه أو تقولون فيه برأيكم؟ قال (بل كل شئ نقوله في كتاب الله وسنة نبيه).
وفي البصائر الدرجات صفحة 299 عن أبي داود بن يزيد عن الإمام الصادق قال:سمعته يقول (إنا لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنها آثار من رسول الله وأصل علم نتوارثها كابر عن كابر، نكتنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم).
وفيه عن جابر صفحة 299 مجلد 9 من البصائر وصفحة 300 مجلد 4 و 6 بثلاثة أسانيد قال أبو جعفر الإمام الباقر (يا جابر، والله لو كنا نحدث الناس أو حدثناهم برأينا لكنا من الهالكين، ولكننا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله نتوارثها كابر عن كابر، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم).
كيف انتقل علم النبوة إلى الأئمة
انتقل علم النبوة بواسطة علي (عليه السلام)، علي هو والد الأئمة، فذرية النبي من صلب علي لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (إن الله جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي). راجع مجلد 6 صفحة 152 الحديث 5210 من كنز العمال، وهذا معنى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (كل بني أنثى ينتمون إلى عصبتهم، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم، وأنا عصبتهم، وأنا أبوهم)! أخرجهالطبراني وهو الحديث 22 من الأحاديث التي أوردها ابن حجر في النص من صواعقه صفحة 112، وراجع مجلد 3 صفحة 164 من المستدرك، وقال إنه حديث صحيح.
فكان من الطبيعي جدا أن ينتقل علم الوالد لأولاده على الأقل، وأن يتوارث الأولاد علم أبيهم، خاصة وأن النبي وعليا وأولادهم كانوا يسكنون في بيت واحد طوال حياتهم المباركة، وأن الإمام علي مخول بأمر النبي أن يبين للناس ما اختلفوا فيه من بعد وفاة نبيهم، وأنه من النبي بمنزلة هارون من موسى.
تلك حقائق أشرنا إليها ووثقناها توثيقا كاملا في كتابنا نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام، ونتحدى أي مكابر أن ينقض توثيقنا.
طبيعة علم علي عليه السلام
عن سماعة بن مهران عن الإمام الصادق قال (إن الله علم رسوله الحلال والحرام والتأويل، وعلم رسول الله علمه كله عليا). راجع بصائر الدرجات صفحة 290 باب في أمير المؤمنين أن النبي علمه العلم، وراجع الوسائل مجلد 3 صفحة 391 ومستدرك الوسائل مجلد 3 صفحة 192 عن تفسير العياشي.وفي بصائر الدرجات صفحة 290 - 291 مجلد 3 و 9 عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله قال (إن الله تعالى علم رسوله القرآن، وعلمه شيئا سوى ذلك، فما علم الله رسوله فقد علم رسوله عليا).
وعن سليم بن قيس أن أمير المؤمنين عليا قال (كنت إذا سألت رسول الله أجابني، وإن فنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت عليه آية في ليل ولا نهار، ولا سماء ولا أرض، ولا دنيا ولا آخرة، ولا جنة ولا نار، ولا سهل ولا جبل، ولا ضياء ولا ظلمة، إلا أقرأنيها وأملاها علي وكتبتها بيدي، وعلمني تأويلها وتفسيرها، ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها، وكيف نزلت، وأين نزلت، وفيمن نزلت إلى يوم القيامة، ودعا الله أن يعطيني فهما وحفظا). (3)
الجامعة أعظم كتب البيان
يبدو واضحا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أملى على الإمام علي كثيرا من علم النبوة، وركز تركيزا خاصا على الأحكام الشرعية، أو بيان القرآن كما بينه رسول الله، لتكون هذه الأحكام بمثابة القانون النافذ مع القرآن الكريم، ويبدو أن هذه المجموعة هي بحق من كتب الأولين، وهي شاملة للبيان النبوي في مجال الأحكام، وقد عرفت هذه المجموعة باسم (الجامعة) وقد أملاها رسول الله وكتبها الإمام علي بخط يده، وتداولها الأئمة الكرام، كل إمام يسلمها لمن يأتي بعده.ويمكن الوقوف على حجم هذه المجموعة القانونية وعلى مضمونها، من الأحاديث المتواترة التي وردت عن أئمة أهل البيت الكرام، منها ما ورد في بصائر الدرجات صفحة 144 عن جابر بن يزيد قال: قال أبو جعفر الباقر (إن عندي لصحيفة فيها تسعة عشر صحيفة قد حباها رسول الله).
وجاء على الصفحة 147 من بصائر الدرجات عن الفضل بن يسار قال قال أبو جعفر (يا فضيل عندنا كتاب علي ماءة وتسعة وأربعون ذراعا، ما على الأرض شئ يحتاج إليه إلا وهو فيه حتى أرش الخدش، ثم خط بيده على إبهامه) ومقصوده من أرش الخدش دية الجراحات، وخط على إبهامه ليدل على أرش الخدش ولو كان صغيرا.
وعلى الصفحة 143 من البصائر عن حمران بن أعين عن أبي جعفر أشار إلى بيت كبير وقال (يا حمران إن في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا بخط علي وإملاء رسول الله، ولو ولينا الناس لحكمنا بما أنزل الله، لم نعد ما في هذه الصحيفة).
وعلى الصفحة 143 عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر (إن عندنا صحيفة من كتب علي طولها سبعون ذراعا، فنحن نتبع ما فيها لا نعدوها). وسألته عن ميراث العلم ما بلغ؟ أجوامع من العلم أم فيه تفسير كل شئ من هذه الأمور التي تتكلم فيها الناس مثل الكلالة والفرائض؟ فقال (إن عليا كتب العلم كله، القضاء والفرائض، فلو ظهر أمرنا لم يكن شئ إلا فيه، نمضيها).
وفي رواية أخرى (فلو ظهر أمرنا فلم يكن شئ إلا وفيه سنة نمضيها) البصائر 164
وعلى الصفحة 146 من البصائر عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر والإمام الصادق (إن عندنا لصحيفة من كتاب علي، أو مصحف علي، طولها سبعون ذراعا، فنحن نتبع ما فيها فلا نعدوها).
وعن عبد الله بن ميمون عن جعفر عن أبيه قال (في كتاب علي كل شئ يحتاج إليه، حتى الخدش والأرش والهرش) البصائر صفحة 164 و 148. والهرش بسكون الراء الاشتداد، وبكسرها سوء الخلق، راجع صفحة 308 مجلد 2 من معالم المدرستين.
وفي البصائر صفحة 147 عن مروان قال: سمعت أبا عبد الله يقول (عندنا كتاب علي سبعون ذراعا).
وفي رواية أخرى صفحة 148 قال (ما ترك علي شيئا إلا كتبه، حتى أرش الخدش).
وفي البصائر صفحة 145 عن أبي عبد الله قال (والله إن عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعا، فيها جميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش، أملاها رسول الله وكتبها علي بيده).
وفي البصائر صفحة 143 و 147 عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله قال سمعت يقول (إن عندنا جلدا سبعون ذراعا، أملاه رسول الله وخطه علي بيده، وإن فيها جميع ما يحتاج إليه حتى أرش الخدش).
وفي صفحة 148 و 159 من البصائر عن عثمان بن زياد قال دخلت على أبي عبد الله فقال لي: إجلس، فجلست، فضرب يده بإصبعه على ظهر كفي فمسحها عليه، ثم قال: عندنا أرش هذا فما دونه.
وفي صفحة 144 من البصائر عن منصور بن حازم وعبد الله بن أبي يعقوب قال أبو عبد الله (إن عندي صحيفة طولها سبعون ذراعا، فيها ما تحتاج إليه، حتى أن فيها أرش الخدش).
وفي صحيفة 145 من البصائر عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول (إن في البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا، ما خلق الله من حلال أو حرام إلا وهو فيها، حتى أرش الخدش).
وفي صفحة 144 عن محمد بن عبد الملك قال: كنا عند أبي عبد الله نحوا من ستين رجلا، قال فسمعته يقول (عندنا والله صحيفة طولها سبعون ذراعا، ما خلق الله من حلال أو حرام إلا وهو فيها، حتى أن فيها أرش الخدش).
عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله يقول (إن عندنا لصحيفة سبعين ذراعا، أملاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط علي بيده، ما من حلال ولا حرام إلا وهو فيها، حتى أرش الخدش).
من البصائر ومجلد 1 صفحة 59 من أصول الكافي وصفحة 61 منه عن حماد قال: سمعت أبا عبد الله يقول (ما خلق الله حلالا ولا حراما إلا وله حد كحد الدار، وإن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة، وإن عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا، وما خلق الله حلالا ولا حراما إلا فيها، فما كان من الطريق فمن الطريق، وما كان من الدور فمن الدور، حتى أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة).
وفي البصائر صفحة 166 عن عبد الله بن أيوب قال: سمعت أبا عبد الله يقول (ما ترك علي شيعته وهم يحتاجون إلى أحد في الحلال والحرام، حتى أنا وجدنا في كتابه أرش الخدش. قال ثم قال: أما إنك إن رأيت كتابه لعلمت أنه من كتب الأولين).
وعن محمد بن حكيم عن أبي الحسن قال (إنما هلك من كان قبلكم بالقياس، وإن الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيه حتى أكمل له جميع دينه في حلاله وحرامه، فجاءكم بما تحتاجون إليه في حياته، وتستغيثون به وبأهل بيته بعد موته، وإنها لصحيفة عند أهل بيته حتى أن فيها أرش الخدش، ثم قال: إن أبا حنيفة ممن يقول: قال علي وقلت أنا!
وفي البصائر صفحة 149 وصفحة 154 وفي الكافي مجلد 1 صفحة 241 والوافي مجلد 2 صفحة 135 عن بكر بن كرب الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله يقول (ما لهم ولكم، وما يريدون وما يعيبونكم، يقولون الرافضة! نعم والله رفضتم الكذب، واتبعتم الحق، أما والله إن عندنا ما لا نحتاج إلى أحد، والناس يحتاجون إلينا، إن عندنا الكتاب بإملاء رسول الله وخط علي بيده، صحيفة طولها سبعون ذراعا، فيها كل حلال وحرام).
وفي مجلد 1 صفحة 57 من أصول الكافي، وبصائر الدرجات صفحة 146 و 149، والوافي مجلد 1 صفحة 58.... قول الإمام أبي عبد الله (ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة، إملاء رسول الله وخط علي بيده، إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما، فيها علم الحلال والحرام، وإن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا إلا بعدا، إن دين الله لا يصاب بالقياس).
الجفر ومصحف فاطمة
يبدو من كثير الأحاديث أنه لدى الأئمة كتابان آخران عن أبيهم الإمام علي، أحدهما يسمى بمصحف فاطمة فيه أنباء عن الحوادث الكائنة، وكذلك الجفر، وفيه أيضا أنباء عن الحوادث الكائنة، راجع البصائر صفحة 160 و 156، ومعالم المدرستين مجلد 2 صفحة 300 أبسط واجبات النبيرسول الله متيقن أنه ميت لا محالة، وموقن من حاجة أمته إلى بيان قائم على الجزم واليقين لكافة أحكام الشريعة، وهو بيانه بالذات، ولأن عليا هو المخول بالبيان بعد وفاة الرسول، ولأنه منه بمنزلة هارون من موسى باعتراف معاوية نفسه، ولأن عليا هو ابن عمه ووالد سبطيه، ومقيم معه بنفس البيت الذي يقيم فيه، ولأن عليا عالم من أعظم علماء الأمة بإقرار كافة الخلفاء واعترافهم، وقارئ في أمة من الأميين كان يندر فيها القارئ، ولأنه باب مدينة العلم، وباب مدينة الحكمة...
لهذا قام النبي بإملاء الحكم الشرعي لكل شئ على علي، وطلب من علي أن يكتب كل ذلك في كتاب، ليكون مرجعا للأمة في بيان القرآن بعد وفاة النبي، وطلب من علي أن يحتفظ به، وأن يسلمه لأولاده الأئمة يتوارثونه، ويبينونه للأمة من بعد وفاة النبي.
وهذه أبسط واجبات النبي أن يوثق بيانه، فيترك القرآن مجموعا، ويترك بيانه لهذا القرآن مجموعا أيضا، فيكون القرآن والبيان هما القانون النافذ في مجتمع الأمة، ودولة الأمة.
فما هو وجه العجب في ذلك!؟ خاصة وأن الإمام عليا هو مولى كل مؤمن ومؤمنة، ومن ليس علي مولاه فهو ليس بمؤمن، كما هو وارد بالنص الشرعي، وكما وثقنا في كتابنا نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام - الباب الثالث، وفي كتابنا النظام السياسي في الإسلام.
الدنيا تقوم ولا تقعد
يجن جنون الحكام فيحتجون، وتحتج شيعتهم، ويقولون هذا غير صحيح، لماذا لم يكلف خليفة بهذا المشروع الفخم؟ لماذا كلف علي بالذات؟يا ويحكم! لماذا اختار الله محمدا، ولم يختر أبا سفيان للنبوة؟ أأنتم تقسمون رحمة الله؟!!
هذا البخاري جمع ما اعتقد أنها أحاديث لرسول الله وسمى مؤلفه باسمه (صحيح البخاري) ومثله فعل مسلم، وابن ماجة، والترمذي، والدارمي... إلخ. ومع هذا بقيت الدنيا على حالها، فلماذا تقيمون الدنيا ولا تقعدونها عندما سمعتم بكتاب الإمام علي؟!!!
أنتم تلاحقون أبا هريرة الذي لم تزد صحبته للنبي عن سنة وستة شهور، وتطلبون منه أن يتوضأ كما كان رسول الله يتوضأ، وأن يصلي كما كان رسول الله يصلي، وتتعامون عن أهل بيت النبوة الذين شاهدوا النبي كل يوم يتوضأ ويصلي، طوال سني البعثة ال 23 عاما!!!
أنتم تطلبون من معاوية أن يبين لكم القرآن الكريم، وطوال 21 عاما كان معاوية في حرب مع النبي! ومع هذا تترفعون عن سؤال أهل البيت الذين وقفوا معه 23 عاما، وعرفوا كل شئ عن شريعته!!!
أهذا هو المنطق في عرفنا؟ أهذا هو الحق الذي أمرنا باتباعه؟!
هل هذا هو جزاء إحسان بني هاشم يوم حوصروا ثلاث سنين في شعاب أبي طالب؟!!
هل هذا هو جزاؤهم يوم حموا النبي وحموا الإسلام قبل الهجرة؟!
هل هذه هي المودة في القربى؟!
أهكذا يعامل الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا؟!!!
أهكذا تفعلون بسفينة النجاة، ونجوم الهدى؟ بالنص.
والله لو كان الخلفاء أحياء يحكمونكم لما لامكم أحد!!
أما بعد موت الخلفاء، ودمار الأمة، فهنا موقع اللوم!!!
والله لا نقول إلا ما أمرنا الله أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
فتلك والله أعظم المصائب!
ضربة معلم
لو أجاز الخلفاء رسميا كتابة أحاديث رسول الله وتداولها لظهرت هذه الكتب الثلاثة، ولاستطاع الإمام أن يثبت أنها بإملاء رسول الله وخط علي، ولانتشرت هذه المجموعة الحقوقية انتشارا واسعا، وبما أنها بخط الإمام، وبما أنها ستكون جزءا من القوانين النافذة، ولا غنى عن الإمام عند تطبيقها، فهنا يتحجم الخليفة، ويبرز دور الإمام كعنصر من عناصر تطبيق الشريعة، وبهذه الحالة وضمنيا يثبت حقه برئاسة الأمة وولايتها، ويسحب بساط الشرعية من تحت أقدام الخلفاء، ويفقدهم هيبتهم أمام الرعية!ومن هنا جاءت محاصرة أحاديث الرسول، ومنع كتابتها وروايتها، والقول بأن القرآن وحده يكفي، ولا حاجة لأي شئ آخر!
كانت هذه المقولات والإجراءات ضربات معلم حقيقية، حيدت الإمام عليا، وحيدت علمه، وحيدت الشرعية علميا، وفتحت كل الأبواب أمام الرأي أو العمل بالرأي، أو ما سمي في ما بعد بالاجتهاد، وهكذا عطلوا دور أهل بيت النبوة في بيان الأحكام بيانا قائما على الجزم واليقين، واستبدلوا ذلك بالحكام وبآرائهم القائمة على الفرض والتخمين.
فالحكم الناتج عن الرأي أو الاجتهاد هو حكم ظني بأحسن صوره، فقد يصيب وقد يخطئ، بينما الحكم الإلهي الذي وثقه أهل البيت ودونوا بيانه، حكم قائم على الجزم واليقين. وشتان ما بين الفرض والتخمين، وما بين الجزم واليقين.
إنها سنة الشك التي غرسها الحكام بآل محمد، وألهموها لرعاياهم يوما بعد يوم، حتى أصبحت سنة يصعب مقاومتها، وعرفا ملزما يتناقلها الناس بالإرث والتقليد!!
أخبار عن الجفر والجامعة عند شيعة الدولة
أورد ابن الطقطقي - ت 709 - في كتابه الفخري في الآداب السلطانية مجلد 3 صفحة 123 - 124: أن المأمون اختبر أحوال البيتين العباسي والعلوي فلم ير فيهما أصلح، ولا أفضل، ولا أورع، ولا أدين، من الإمام علي بن موسى الرضا، فعهد إليه، وألزم الرضا بذلك، فامتنع الرضا ثم أجاب، ووضع خطه في ظاهر كتاب المأمون بما معناه:إني قد أجبت امتثالا للأمر، وإن كان الجفر والجامعة يدلان على غير ذلك.
قال المير سيد علي بن محمد بن علي الحنفي الاسترآبادي (ت 816) في شرح مواقف القاضي الإيجي (ت 756) عن الجفر والجامعة: هما كتابان للإمام علي (رضي الله عنه) قد ذكر فيهما - على طريقة علم الحروف - الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم، وكانت الأئمة من أولاده يعرفونها ويحكمون بها، وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه علي بن موسى الرضا (رضي الله عنه) إلى المأمون (إنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك، فقبلت منك عهدك، إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم...). راجع صفحة 276 من المقصد الثاني.
وذكر الجفر والجامعة
الشيخ كمال الدين أبو سالم ابن طلحة الشافعي (ت 652) قال في كتاب الجفر والجامعة والنور اللامع حسب نقل كشف الظنون: مجلد صغير أوله: الحمد لله الذي اطلع من اجتباه... إلخ. وذكر فيه أن الأئمة من أولاد جعفر يعرفون الجفر. راجع مجلد 2 صفحة 420 - 421 من مصباح السعادة، وكشف الظنون مجلد 3 صفحة 521.
وذكر الجامعة ابن خلدون
في مقدمته مجلد 1 صفحة 600 - 602 دار الكتاب اللبناني حيث قال: ووقع لجعفر وأمثاله من أهل البيت كثير من ذلك مستندهم فيه - والله أعلم - الكشف بما كانوا عليه من الولاية، وإذا كان مثله لا ينكر من غيرهم من الأولياء في ذويهم وأعقابهم، وقد قال (صلى الله عليه وسلم): إن فيكم محدثين، فهم أولى الناس بهذه الرتب الشريفة، والكرامات الموهوبة (المقدمة لابن خلدون مجلد 1 صفحة 565 - 566 الفصل الثالث في ابتداء الدول والأمم، وفي الكلام على الملاحم والكشف عن مسمى الجفر).وقال بعده ما ملخصه: إن هارون بن سعيد العجلي رأس الزيدية كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم، ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص، وقع ذلك لجعفر ولنظائره من رجالاتهم على طريق الكرامة، والكشف الذي يقع لمثلهم من الأولياء، وكان مكتوبا عند جعفر في جلد ثور صغير.... إلى قوله: وكان فيه تفسير القرآن وما في باطنه من غرائب المعاني مروية عن جعفر الصادق... إلى قوله: ولو صح السند إلى جعفر الصادق لكان فيه نعم المستند من نفسه، أو من رجال قومه، فهم أهل الكرامات، وقد صح عنه أنه كان يحذر بعض قرابته بوقائع تكون لهم. وقد حذر يحيى بن عمه زيد من مصرعه، وعصاه، فخرج وقتل بالجوزجانة، كما هو معروف. وإذا كانت الكرامة تقع لغيرهم فما ظنك بهم علما، ودينا، وآثارا من النبوة، وعناية من الله بالأصل الكريم، تشهد لفروعه الطيبة، وقد ينقل بين أهل البيت كثير من هذا الكلام غير منسوب لأحد.(4)
ابن خلدون يناقض نفسه
قال ابن خلدون في مقدمته في الفصل الذي عقده لعلم الفقه، بعد ذكر مذاهب أهل السنة، ما هذا نصه: وشذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها، وفقه تفردوا به، بنوه على مذهبهم في تناول بعض الصحابة بالقدح، وعلى قولهم بعصمة الأئمة ورفع الخلاف عن أقوالهم، وهي كلها أصول واهية...وكان أهل البيت أهل كرامات عنده كما أسلفنا، ثم تحولوا بقدرة قادر إلى مبتدعة وشذاذ، وأصحاب أصول واهية!! لست أدري هل نصدق قوله الأول في أهل البيت، أم نصدق قوله الثاني؟!!
وإذا صدقنا قوله الثاني فهل نسخت آية التطهير؟!!! وهل ألغي فرض مودتهم؟
وهل زال الواجب بولايتهم!!! وهل أوجد الله سفنا للنجاة بدلا منهم، ونجوما للهداية غيرهم، وأمانا للأمة سواهم؟!! ارجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام، فقد وثقنا ذلك وتحدينا كل مكابر.
ليكن... فالناس أحرار إما أن يصدقوا النصوص الشرعية القاطعة التي لا تقبل التأويل، وإما أن يصدقوا مقولة ابن خلدون الثانية بأن أهل البيت شذاذ ومبتدعة وأصولهم واهية. راجع النص والاجتهاد صفحة 541 وما فوقه لشرف الدين الموسوي.
أبو العلاء المعري وجفر الأئمة
يقول أبو العلاء:
لقد عجبوا لأهل البيت لما * أتاهم علمهم في مسك جفر
ومرآة المنجم وهي صغرى * أرته كل عامرة وقفر.
رواة عن الجامعة
جاء في كتاب الكافي ، وكتاب من لا يحضره الفقيه ، ومعاني الأخبار ، والتهذيب للشيخ الطوسي ، والوسائل: إن أول من روى عن كتاب الإمام علي مباشرة هو الإمام علي بن الحسين، وروى من بعده الإمام الباقر كما في الخصال ، وثواب الأعمال وعقاب الأعمال ، وكلاهما للشيخ الصدوق، والوسائل. راجع معالم المدرستين.(5)
أهل البيت عند رفع الحصار عن الحديث
بينا أن الحكام قد فرضوا الحصار على أحاديث رسول الله، ومنعوا كتابتها وتداولها، واستمر هذا الحصار 95 عاما ثم صدر قرار حكومي عن الخليفة عمر بن عبد العزيز برفع الحصار وكتابة وتداول أحاديث الرسول، فتقبل الناس القرار مكرهين، وبدأوا يستذكرون أحاديث رسول الله بعد مقاطعة دامت 95 عاما، وبعد 95 عاما من صدورها عن الرسول كان بإمكانهم أن يرجعوا لأهل البيت، وأن يتلقوا علما يقينيا منهم، ولكن لم يفعلوا، لأن سياسة الدولة تمنع ذلك، لأسباب أوردنا بعضها.انطلقت الدولة وأعطت إشارة البدء بتدوين أحاديث الرسول، وكتابتها، وروايتها بعد حصار دام 95 عاما، وانطلق علماء الدولة يروون أحاديث رسول الله عن كل عابر سبيل، وركزوا تركيزا خاصا على ما بقي من الصحابة الكرام، أي صحابي رأى الرسول، أو رآه الرسول، أو أي شخص مستور الحال على حد تعبيرهم، وقد أخذ العلماء من كل الناس باستثناء أئمة أهل البيت الكرام، لمجموعة من الأسباب، منها حذر الدولة منهم، ومنها سنة الشك التي أوجدها الحكام بهم.
وتمخضت تلك الإنطلاقة عن الصحاح الستة التي أوردنا ذكرها.
وبالرغم من الحصار المرير الذي فرضه الحكام على أهل البيت الكرام عامة، وعلى أئمة أهل البيت خاصة، فإن الأئمة الكرام لم يتوقفوا لحظة واحدة عن بيان سنة جدهم ونبيهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا تركوا وسيلة يتسرب منها البيان إلا وسلكوها، وعندما شرعت الدولة برفع الحصار عن كتابة أحاديث الرسول وروايتها اغتنم الأئمة الكرام هذه الفرصة، وشرعوا ببيان سنة جدهم لسببين:
الأول: تثقيف شيعة أهل البيت بأحكام دينهم (القرآن وبيان هذا القرآن المتمثل بقول الرسول وفعله وتقريره).
والسبب الثاني: لتكون انطلاقتهم العلمية نبعا يستقي منه من يشاء علماء الدولة، وعلى هذا الصعيد تخرج على يد الإمام جعفر الصادق أربعة آلاف فقيه ومحدث، وتتملذ على يديه مباشرة أو بالواسطة أئمة المذاهب الرسمية المعتمدة في الدولة الإسلامية!
وميزة علوم أئمة أهل البيت أنها قائمة على الجزم واليقين، إذ دونت هذه العلوم على عهد رسول الله، بخط علي وإملاء الرسول نفسه، وتناقلها الأئمة كابرا عن كابر، بعيدة عن التحريف، والزيادة والنقص، بسبب وثاقة التدوين.
ثمرة انطلاقة الأئمة الكرام عليهم السلام
لم تصل إلينا ثمرات انطلاقة الأئمة الكرام من أهل البيت كلها، فقد استفادوا وحثوا تلاميذهم على الاستفادة من قرار الدولة برفع الحصار عن تدوين الحديث، ودون أصحاب الأئمة كتبهم التي كانت تسمى (الأصول) وقد بلغت المآت، ولم يصل إلينا من أصول القرن الأول والثاني إلا القليل. وأهم موسوعات الحديث عن أهل البيت الكرام هي:1 - الكافي، للشيخ الكليني (ت 329 ه) أول من ألف من شيعة الأئمة موسوعة حديث عامة، جمع فيها أكثر من 16 ألف حديث.
2 - مدينة العلم، للشيخ الصدوق (ت 381) ويقال إنه أضعاف كتاب الكافي، ونسخته مفقودة على أثر حرق كتب أتباع الأئمة الكرام ومكتباتهم، ومطاردتهم وتشريدهم.
3 - بحار الأنوار، للمجلسي (ت 1111 ه)، والعوالم للبحراني من تلامذة المجلسي، وهما من الموسوعات الكبيرة المتأخرة كل منهما نحو ماءة مجلد.
كما اهتم أتباع الأئمة بأحاديث الأحكام، وكان الشيخ الصدوق (ت 381) أول من ألف موسوعة فقهية من الحديث سماها (من لا يحضره الفقيه) وتلاه الشيخ الطوسي (ت 460 ه) وألف الإستبصار والتهذيب. ثم مجموعة وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة للشيخ الحر العاملي (ت 1104 ه) ثم جامع أحاديث الشيعة للسيد حسين البروجردي (ت 1380 ه).
وقد نقلنا هذه الخلاصة عن معالم المدرستين مجلد 2 صفحة 278 للعلامة السيد مرتضى العسكري.
قل هل أنبؤكم بخير من ذلكم؟
الأمة الإسلامية شخص اعتباري مريض حقيقة، والمريض بفطرته يبحث عن ما يشفيه من مرضه، وقد تداوت الأمة بالدكتاتورية، وبالشيوعية، وبالديمقراطية، ولكنها بقيت على حالها تعاني من أوجاعها، فما الذي يمنع أهل السنة من أن يسألوا عن علم أهل بيت محمد؟ وعن جامعة علي!! وعن أقوال أئمة أهل البيت؟ فما يدريهم لعل العلاج موجود عند أهل بيت النبوة!!إنكم لم تشعروا بأي حرج، ولا أبديتم أية تحفظات عندما تداويتم بالشيوعية والديمقراطية وهي بضاعة أجنبية، فلماذا تشعرون بالحرج، وتبدون التحفظات عندما نفتح أمامكم صيدلية أهل بيت محمد؟
هل الشيوعية والديمقراطية أقرب إليكم من علم أهل البيت؟!!!
لو كان معاوية حيا لما لامكم أحد، لكن معاوية ميت ولا علاقة له الآن بأرزاقكم واعتباركم!!!
ثم ما هي العداوة بيننا وبين أهل البيت الكرام؟ ما الذي فعله الهاشميون بهذه الأمة حتى تنفر منهم هذا النفور العجيب؟!!!
إننا نقبل بكليتنا على كتب ابن تيمية وعلى مذهبه، وعلى مذهب محمد بن عبد الوهاب، ولا نجد حرجا في ذلك، لماذا نتحرج عندما يطرح أمامنا قول من أقوال أئمة أهل البيت الكرام؟
هل ابن تيمية، وابن عبد الوهاب أرفع منزلة في قلوبكم من أئمة أهل البيت؟!!!
إننا نقول بصوت واحد نحن لا نكره الأئمة الكرام ولكننا نكره الشيعة، ليس فضلا لكم أن لا تكرهوا الأئمة، فنحن لا نكره حتى الحيوانات، أما كرهنا لشيعة أهل البيت ففيه العجب، لماذا نكرههم؟ لماذا لا نسمع وجهة نظرهم؟
نحن من الحضارة بحيث نسمع وجهة الإنكليز والأمريكان وحتى اليهود، فهل هؤلاء كلهم أحب إليكم من الشيعة؟ ولكم ولهم كتاب واحد، ونبي واحد، وتتوجهون لكعبة واحدة، هل هذه أخوة الإسلام؟!! هل هذا هو عصر الانفتاح؟!!
إسمع وجهة نظري بتجرد، ولأسمع وجهة نظرك بصبر وتجرد، ثم نتحاكم إلى الإسلام، فهو دين الله، وهو الحكم، ولتكن غايتنا هي الوقوف على الحقائق الشرعية المجردة.
المصادر:
1- أبو نعيم في حلية الأولياء ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 ص 251/رواه أحمد في مسنده ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 3 ص 253/ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 464 ح 984 - 997 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 43 والاستيعاب بهامش الإصابة ج 3 ص 38 والميزان للذهبي ج 1 ص 415 والفتح الكبير للنبهاني ج 1 ص 176 والجامع الصغير للسيوطي ج 1 ص 93 ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 30 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 7 ص 219 تحقيق أبي الفضل.. الخ. / صحيح الترمذي ج 1 ص 301 ح 3807 وحلية الأولياء ج 1 ص 63 ومناقب علي لابن المغازلي ص 87 ح 129 وإسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 140 وذخائر العقبى للطبري ص 77 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 120 وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 459 وفضائل الخمسة ج 2 ص 248 ومصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 275 والجامع الصغير للسيوطي ج 1 ص 93 ومنتخب الكنز ج 5 ص 30..الخ. مناقب علي لابن المغازلي ص 86 وفتح الملك لعلي ص 26.
2- مجلد 4 صفحة 201 من بصائر الدرجات.
3- بصائر الدرجات صفحة 292 مجلد 12.
4- المقدمة مجلد 1 صفحة 600 - 601 دار الكتاب اللبناني.
5- الكافي مجلد 7 صفحة 40، و من لا يحضره الفقيه مجلد 4 صفحة 151، ومعاني الأخبار صفحة 217، والتهذيب للشيخ الطوسي مجلد 9 صفحة 211، والوسائل مجلد 12 صفحة 450 /الخصال صفحة 124، وثواب الأعمال وعقاب الأعمال صفحة 261، وكلاهما للشيخ الصدوق، والوسائل مجلد 16 صفحة 119.... إلخ. راجع معالم المدرستين مجلد 2 صفحة 335