واقع الحال ينقض عدالة كل الصحابة

العدالة امر مهم في کل الامور والتصرفات وفي کل الاديان السماوية منها والوضعية ویطالب بها المستضعفون و يتبجح بها المستکبرون ... اما العدالة في ما يتعلق بالصحابة الکرام يمکن ان نسلط الضوء علی بعض الامور في قال بعض الامثلة
Tuesday, June 7, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
واقع الحال ينقض عدالة كل الصحابة
 واقع الحال ينقض عدالة كل الصحابة

 






 

العدالة امر مهم في کل الامور والتصرفات وفي کل الاديان السماوية منها والوضعية ویطالب بها المستضعفون و يتبجح بها المستکبرون ... اما العدالة في ما يتعلق بالصحابة الکرام يمکن ان نسلط الضوء علی بعض الامور في قال بعض الامثلة الواضحة البينة في الامور التي يقبلها الذين يتبعون الصحابة دون نقاش ولا اعتراض ...
المثال الأول
حصل معاوية على البيعة بالتقتيل والتدمير والتحريق وشتمه أنصار رسول الله، واستغل أموال المسلمين التي جمعها خلال عشرين عاما بولايته على الشام لتوطيد سلطانه بعد أن أخرج أموال المسلمين عن مصارفها الشرعية. ورتب معاوية عطاء اسمه: رزق البيعة يعطى للجند عند تعيين خليفة جديد (1).
وتأكد أن المطلب الحقيقي لمعاوية هو الملك عندما كتب وصيته من بعده ليزيد ابنه وأخذ له البيعة بالقوة (2)، وأمره على صحابة رسول الله بالرغم من مجونه وقلة دينه وسوء خلقه.
المثال الثاني
أوصى معاوية بن أبي سفيان ابنه يزيد: " إذا ثار أهل المدينة فأرسل إليهم مسلمة بن عقبة "، وكان مع مسلمة قائمة بأسماء الطاهرين من الصحابة ليقتلهم واحدا واحدا واحدا. ويدخل عقبة عاصمة النبي ويفعل الأفاعيل التي تضج منها السماء، مروان دليل الجيش يؤشر وعقبة وجيشه المظفر ينفذ ويعدم بغير رحمة، وتم تنفيذ أبشع مجزرة وكان من نتيجة هذه الوصية أن:
1 - أبيد من حضر من البدريين بالكامل.
2 - أبيد من قريش ومن الأنصار سبعمائة رجل.
3 - أبيد من الموالي والعرب عشرة آلاف.
كان ذلك سنة 63 ه‍ في وقعة الحرة. هنالك قال عبد الله بن عمر: " نحن مع من غلب " وتحول قوله إلى قاعدة دستورية وكان معتزلا عندما اشتد الصراع بين علي ومعاوية (3).
المثال الثالث
أرسل معاوية بسر بن أرطأة في ثلاثة آلاف سنة 40 ه‍ وقدم المدينة فصعد المنبر وتهدد أهل المدينة بالقتل فأجابوه إلى بيعة معاوية، ومضى بسر إلى مكة ثم سار إلى اليمن ولم يجد واليها عبيد الله بن العباس ووجد طفليه الصغيرين عبد الرحمن وقلم فقتلهما بسر وقتل معهما خالا لهما من ثقيف، وقتل بالمدينة وبين المسجدين خلقا كثيرا، وكذلك بالجوف قتل بها خلقا كثيرا من رجال همدان وقتل بصنعاء خلقا كثيرا من الأبناء. ولم يبلغه عن أحد أنه يمالئ عليا أو يهواه إلا قتله (4).
وكانت جويرية أم ابني عبيد الله بن العباس اللذين قتلهما بسر تدور حول البيت ناشرة شعرها وترثيهما بعاطفة تذيب الصلخد الصلد (5).
المثال الرابع
ذكر أن امرأة الحسن بن علي عليه السلام جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سقته السم، وكان معاوية دس إليها: إنك إن احتلت في قتل الحسن وجهت إليك بمائة ألف درهم وزوجتك من يزيد، فكان ذلك الذي بعثها على سمه. فلما مات الحسن وفى لها معاوية بالمال وأرسل إليها: " إنا نحب حياة يزيد ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه ". وذكر أن الحسن قد قال عند موته: " لقد حاقت شربته وبلغ أمنيته والله لا وفى لها بما وعد، ولا صدق فيما قال ". عن العباس بن عبد المطلب قال:
كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل علي بن أبي طالب، فلما رآه أسفر عن وجهه فقلت يا رسول الله إنك لتسفر في وجه هذا الغلام فقال: " يا عم رسول الله والله لله أشد حبا له مني، إنه لم يكن نبي إلا وذريته الباقية بعده من صلبه، وإن ذريتي بعدي من صلب هذا... " (6). وممن سمهم معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وذلك عند ما شاور أهل الشام فيمن يعقد له من بعده فقالوا: رضينا بعبد الرحمن، فشق ذلك على معاوية فسمه (7). وهذا ما فعله مع عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
المثال الخامس: الفرحة الكبرى
حدث محمد بن جرير الطبري عن محمد بن حميد الرازي عن علي بن مجاهد عن محمد بن إسحاق عن الفضل بن عباس بن ربيعة قال: وفد عبد الله بن العباس على معاوية قال: فوالله إني لفي المسجد إذ كبر معاوية في الخضراء، فكبر أهل الخضراء ثم كبر أهل المسجد بتكبير أهل الخضراء، فخرجت فاختة بنت قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف من خوخة لها فقالت: سرك الله يا أمير المؤمنين ما هذا الذي بلغك فسررت به ؟ فقال معاوية: موت الحسن بن علي، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم بكت وقالت: مات سيد المسلمين وابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال معاوية: نعما والله ما فعلت، إنه كان كذلك أهلا أن تبكي عليه. ثم بلغ الخبر ابن عباس فراح فدخل على معاوية، قال: علمت يا ابن عباس أن الحسن توفي ؟ قال: ألذلك كبرت ؟ قال: نعم (8).
المثال السادس
تقدم الجيش بقيادة الصحابي عمرو بن سعد بن أبي وقاص... ولما تكاثرت العساكر على الحسين عليه السلام أيقن أنه لا محيص له، فلم يزل يقاتل حتى قتل.
وكان الذي تولى قتله رجل من مذحج وأخذ رأس الحسين وانطلق به إلى ابن زياد وهو يقول:
أوقر ركابي فضة وذهبا * أنا قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا * وخيرهم إذ ينسبون نسبا
فسلبوه جبته وحذاءه كما يروي البلاذري في أنساب الأشراف، ولم يكتفوا بذلك إنما أمر الصحابي عمرو بن سعد بن أبي وقاص أن يوطئوا خيلهم جثة الحسين فانتدب لذلك إسحاق بن هبيرة الحضرمي في نفر منه فوطئوه بخيلهم . وعاد عمرو بن سعد بن أبي وقاص مظفرا بعد أن أباد ذرية محمد وماتوا وهم عطشى وبجانبهم الفرات حلال حتى للكلاب وحرام على ذرية محمد.
المثال السابع والأخير
قال الحسن عليه السلام أثناء اجتماعه بمعاوية: "... يا أهل الكوفة لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم أبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني، وإني قد بايعت معاوية...) وكان عليه السلام بعد تولي الخلافة قد خرج في جيش قوامه اثني عشر ألفا وعسكر في المدائن فقام بعض من معه بمباغتته وسلبوه رحله، وتفرقوا عنه وخذلوه، بل أن بعضهم أراد أن يوثقه ويسلمه لمعاوية موثقا، وبعضهم أراد قتله.

تحليل هذه الأمثلة

التقتيل والتدمير والتحريق وإبادة البدريين وقتل أحد عشر ألف مسلم بيوم واحد من أهل المدينة المنورة بلا ضرورة أمر يناقض العدالة.
وقتل الأطفال وقتل كل من يظن أنه يهوى ولي الله علي أمر لا يتفق ودعوى العدالة. وسم الحسن، وقتل الحسين، والدوس على جثته الطاهرة بسنابك الخيل وإبادة آل محمد ومنعهم من أن يشربوا من ماء الفرات أمر يناقض الزعم بالعدالة.
هذه الأمور وأمثالها مما لا يحصى تنقض بوقوعها مزاعم كل الذين يقولون إن الصحابة كلهم عدول وإنهم كلهم من أهل الجنة ولا يدخل أحد منهم النار، لأننا لو قلنا بذلك لكان فيه مكافأة للذين انتهكوا محارم الله. إن سم الحسن وقتل الحسين وإبادة أهل البيت، وإبادة أفاضل الصحابة لا يمكن أن يكون اجتهادا إنما هو عدوان. ومن يفعل ذلك لا يمكن أن يكون من العدول بكل المعايير العقلية والدينية ووفق كل الشرائع الوضعية التي عرفها البشر، يترفع أي قائد أمريكي أو فرنسي أو روسي أو وثني من أن يقوم بقتل طفلين صغيرين في غياب أبيهما كما فعل ابن أرطأة، فقتل الطفلين لا يقدم ولا يؤخر في ملك معاوية أو ملك ابنه. وهذا العمل بكل المقاييس عمل وحشي لا يمكن تبريره، فهل يعقل أن من يقوم بهذا العمل أو يأمر به من الصحابة العدول ؟ وهل يعقل أن يدخله الله الجنة ؟ نعم بالتقليد يقبل كل غريب ولكن وفق قواعد الشرع الحنيف فإنه غير مقبول. ومن هنا فإن واقع الحال وما جرى بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) ينقض نقضا كاملا نظرية كل الصحابة عدول لأن ما جرى يناقضها. وما وجدت هذه النظرية أصلا إلا لغايات سياسية، كما سنثبت ذلك ولتغطية الخروج على الشرعية ولتبرير توسيد الأمر لغير أهله والله غالب على أمره ثم تناقل الناس هذه النظرية تقليدا كتناقل الأزياء.

نظرية عدالة الصحابة تتعارض مع روح الإسلام العامة

ومع حسن الخاتمة ومع الغاية من الحياة نفسها فالله سبحانه وتعالى ما خلق الموت والحياة، وما خلق الأرض وما عليها إلا ليمتحن خلقه أيهم أحسن عملا، بدليل قوله تعالى:* (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا) * (سورة الكهف) * (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * (سورة الملك).
فالحياة وجدت لتكون ميدان اختبار للمكلفين، وكل ما في الحياة عنصر من عناصر عملية الاختبار، وتبدأ عملية الاختبار بالتكليف المرتبط بالعقل والتمييز وتنتهي بالموت. فإذا كان كل الصحابة عدول لا يجوز عليهم كلهم الكذب ومحكوم بنزاهتهم، وأنهم جميعا من أهل الجنة وأنه لا يدخل أحد منهم النار، فهم خارجون تماما عن عملية الابتلاء ولا داعي لامتحانهم، وهذا يناقض الغاية من حياتهم إذ في ذلك إيقاف لعملية الابتلاء الإلهية.
ثم إنها تناقض روح الإسلام العامة لأن الإنسان في خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، فقدر المسلم أن يكون ملتزما بأوامر الله حتى يتوفاه الله، وأي خلل بهذا الالتزام يخرجه من دائرة الإسلام ويجر عليه غضب الله بحجم هذا الخلل، والعبرة دائما بحسن الخاتمة. فلو أن مسلما التزم بأوامر الله طوال حياته وقبل أن يموت بيوم واحد كفر بالله، لما أغنى عنه التزامه السابق شيئا.
والرسول بفضل الله عليه على علم بما سيحدث بعده، لذلك خاطب جميع المؤمنين في حجة الوداع قائلا: " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم أعناق بعض ". والخطاب موجه للصحابة بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي.
وروى البخاري عن ابن عباس عن النبي قال: " إنكم تحشرون حفاة عراة، وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال فأقول: أصحابي أصحابي فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ".
وروى مسلم هذا الحديث بلفظ " ليردن علي ناس من أصحابي حتى إذا عرفتهم اختلجوا من دوني فأقول أصحابي فيقول لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ؟ ".
وروى البخاري عن النبي قال: " بينما أنا قائم، فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال: هلم، قلت: أين ؟ قال: إلى النار والله، قلت:
وما شأنهم ؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم - أي القليل ".
وفي رواية أخرى أن النبي قال: " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيملأون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري ".
وأخرج عن سهل بن سعد قال: قال النبي: " ليوردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم ". قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها: " فأقول إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي ".
وأخرج من حديث ابن عباس جاء فيه: " وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي أصحابي فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ".
وأخرج أبو يعقوب في مسند عمر مثل ذلك.
وأخرج البخاري في باب غزوة الحديبية عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال:
" لقيت البراء بن عازب فقلت له: طوبى لك صحبت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثناه بعده).
وأخرج عن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا فرطكم على الحوض وليرفض رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يا رب أصحابي فيقال:
إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ".
قال البخاري تابعه عاصم عن أبي وائل وقال حصين عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأخرج عن أسماء بنت أبي بكر: " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ ناس دوني فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم ".
قال البخاري فكان ابن مليكة يقول: " اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا ونفتن عن ديننا ".
هذا بعض ما نقلناه من البخاري ومسلم وفي غيرهما كثير أعرضنا عنه خشية التطويل (9).

تحليل هذه النماذج من النصوص

ثبت من أحاديث رسول الله التي سقناها قبل قليل أن قسما من الصحابة سيبدلون من بعده وسيرتدون على أعقابهم وسيؤمر بهم إلى النار. ومن أخرج هذه الأحاديث البخاري ومسلم، وهما في نظر المقلدين يأتيان بعد القرآن في الصحة والاعتبار، فكيف نوحد بين قولهم بأن الصحابة كلهم عدول وكلهم في الجنة ولا يدخل أحد منهم النار وبين هذه النصوص النبوية القاطعة والمتواترة والتي يؤيدها واقع الحال ؟
وطالما أنه لا يمكن التوحيد بين المزاعم والنصوص، فإن نظرية عدالة كل الصحابة منقوضة من أساسها، لأنها تتعارض مع الغاية من الحياة وهي الابتلاء، وتتعارض مع روح الإسلام التي تربط الحياة القويمة بالعمل الصالح واستمرار التواصي بالحق والصبر عليه وتتوج كل ذلك بحسن الخاتمة.
تهافت نظرية عدالة كل الصحابة
روى ابن عرفة المعروف بنفطويه، وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم كما جاء في شرح النهج للمعتزلي: " إن أكثر الأحاديث في فضائل الصحابة قد افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون أنوف بني هاشم. وقد صيغت بأسلوب يجعل من كل صحابي قدوة صالحة لأهل الأرض وتصب على كل من سب أحدا منهم أو اتهمه بسوء كما جاء فيما رووه عن أنس بن مالك: (من سب أحدا من أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن عابهم أو انتقصهم فلا تواكلوه ولا تشاربوه ولا تصلوا عليه). وقد جاءت بهذا الأسلوب ولم تفرق بين صحابي وصحابي ".
ولي الله بالنص، وأخو رسول الله بالنص، وعميد آل البيت بالنص، وباب مدينة العلم اللدني بالنص هو على الأقل صحابي يحمل هذا اللقب كما يحمله غيره، فما حكم من يسبه ويفرض سب علي والانتقاص منه في جميع المقاطعات التي كانت تخضع لحكم معاوية ؟ وما حكم الذين أطاعوا معاوية بسبه ؟ هل يشملهم هذا الحديث الآنف ؟ وعند ما نصحه بعض خلصائه للتوقف عن سب علي وشيعته قال:
والله لا أدع سبه وشتمه حتى يهرم عليه الكبير ويشب عليه الصغير. وقد بذل للصحابي أبي سمرة بن جندب خمسمائة ألف درهم ليروي له عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن الآية * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) * نزلت في علي بن أبي طالب. وأن الآية * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) * نزلت في عبد الرحمن بن ملجم لأنه قتل عليا عليه السلام. فما لهذه النظرية تفرق بين صحابي وصحابي وتطبق على أناس ولا تطبق على الآخرين ؟ ولا عاقل في الدنيا ينفي أن شتم علي وآله قد فرضته الدولة على كل رعاياها وأنهم قد شاركوا الدولة هذا الإثم رهبة أو رغبة.

دور الصحابة في التسنن والتشريع

في عهد الصحابة والطبقة الأولى من التابعين كان دور الصحابة منحصرا على نقل أقوال الرسول وأفعاله، وكانوا يلاحقون الرواة للتأكد من صدقهم وبعضهم يستحلفه وأكثرهم يتجنب مرويات البعض لأن البعض كانوا يكذبون على رسول الله ودرة عمر بن الخطاب كانت لهم بالمرصاد.
فبعد أن كانت السنة لا تتعدى أقوال الرسول وأفعاله عند متقدمي الصحابة أصبحت في العصور التي تعددت فيها المذاهب، وتوزعت في العواصم وبقية الأقطار أصبحت هذه السنة تتسع لرأي الصحابي وفتواه، فإذا لم يجدوا نصا على حكم الواقعة في كتاب الله وسنة الرسول أصبحت آراء الصحابة في أحكام الحوادث التي كانت تعرض عليهم المصدر الثالث من مصادر التشريع بعد كتاب الله وسنة رسوله.
ولعل أئمة المذاهب الثلاثة وعلماءهم: الأحناف والمالكية والحنابلة أكثر تعصبا من الشوافع كما يبدو ذلك من تصريحاتهم ومجاميعهم الفقهية. ومع أن أبا حنيفة كان متحمسا للقياس ويراه من أفضل المصادر بعد كتاب الله فقد كان يقدم رأي الصحابي إذا تعارض في مورد من الموارد. وجاء عنه أنه كان يقول: إذا لم أجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله أخذت بقول أصحابه، فإذا اختلفت آراؤهم في حكم الواقعة آخذ بقول من شئت وأدع من شئت، ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم من التابعين.
وجاء في أعلام الموقعين لابن القيم، أن أصول الأحكام عند الإمام أحمد خمسة: 1 - النص. 2 - فتوى الصحابة. وأن الأحناف والحنابلة قد ذهبوا إلى تخصيص الكتاب بعمل الصحابي لأن الصحابي العالم لا يترك العمل بعموم الكتاب إلا لدليل فيكون عمله على خلاف عموم الكتاب دليلا على التخصيص وقوله بمنزلة عمله (10). وما أبعد ما بين هؤلاء أهل السنة وبين أهل الشيعة القائلين بعدم جواز الاعتماد على السنة في مقام التشريع إلا إذا تأيدت بآية من القرآن لأن فيه تبيان لكل شئ، وقد نزل بلغة العرب، وبأسلوب يفهمه كل عربي، وذلك لأن السنة رواها عن الرسول جماعة يجوز عليهم الخطأ والكذب، وكانوا لا يقبلون مرويات بعضهم أحيانا ويعمل كل منهم بما يوحيه إليه اجتهاده، وقد تراشقوا بأسوء التهم واستحل بعضهم دم بعض (11).
ومهما كان الحال فأقوال الصحابة وآراؤهم واجتهاداتهم من أبرز أصول التشريع عند الجمهور بعد كتاب الله، وفي الوقت ذاته يخصصون بها عمومياته ويقيدون بها مطلقاته وكأنها وحي من السماء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن المعلوم أن هذا الغلو في تقديس الصحابة الذي لا يختلف عن العصمة في شئ ويتسع للمنافقين وللمشركين الذين أرغموا على التظاهر بالإسلام.
وهذا الغلو في تقديس الصحابة قد تحول في الفترة التي ظهرت فيها المذاهب الفقهية لمحاربة التشيع لأئمة أهل البيت في فقههم وأصولهم وجميع تعاليمهم التي تجسد الإسلام في جميع مراحله وفصوله كما ورثوه عن جدهم عليه السلام (علي) وهو مدينة العلم.
وكان الأئمة عليهم السلام يقولون: " إذا حدثنا لا نحدث إلا بما يوافق كتاب الله وكل حديث ينسب إلينا لا يوافق كتاب الله فاطرحوه "، كما كان الإمام الصادق يقول: " حديثي حديث أبي. وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث رسول الله، وحديث رسول الله قول الله ".

نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة

1 - موالاة الشيعة للصحابة
يقول السيد مرتضى الرضوي: الشيعة يوالون أصحاب محمد (عليه وآله الصلاة والسلام) الذين أبلوا البلاء الحسن في نصرة الدين وجاهدوا بأنفسهم وأموالهم.
واتهام الشيعة بسب الصحابة وتكفيرهم أجمع هو اتهام بالباطل، ورجم بالغيب وخضوع للعصبية، وتسليم للنزعة الطائفية، وجري وراء الأوهام والأباطيل.
2 - من هم الصحابة عند الشيعة
الصحبة تشمل كل من صحب النبي (صلى الله عليه وآله) أو رآه أو سمع منه، فهي تشمل المؤمن والمنافق والعادل والفاسق والبر والفاجر... فالصحبة ليست بمجردها عاصمة تلبس صاحبها إيراد العدالة، وإنما تختلف منازلهم وتتفاوت درجاتهم بالأعمال. ولنا في كتاب الله وأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كفاية عن التحمل في الاستدلال على ما نقول، والآثار شاهدة على ما نذهب إليه من شمول الصحبة وأن فيهم العدول من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ورسخت أقدامهم في العقيدة، وجرى الإيمان في عروقهم، وأخلصوا لله فكانوا بأعلى درجة من الكمال. وقد وصفهم الله عز وجل بقوله تعالى: * (أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) *.
وهم المؤمنون * (الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) * - (سورة الحجرات). وقد أمر الله باتباعهم والاقتداء بهم بقوله: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * (سورة التوبة).

هؤلاء هم أصحاب محمد العدول عند الشيعة.

الشيعة تناقش أعمال ذوي الشذوذ من الصحابة بحرية فكر وتزن كل واحد منهم بميزان عمله فلا يوادون من حاد الله ورسوله ويتبرأون ممن اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله. وهم بهذا الأسلوب لا يخالفون كتاب الله وسنة رسوله وعمل السلف الصالح في تمييز الصحابة.
3 - نقطة الخلاف الجوهرية
أهل السنة يقولون بعدالة كل الصحابة بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي. وأهل الشيعة يقولون بعدالة المتصف بالعدالة من الصحابة فقط.
4 - دعاء الشيعة لأصحاب محمد
إن الدعاء الذي تردده الشيعة لأصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) لدليل قاطع على حسن ولاء الشيعة للصحابة وإخلاص المودة لهم. فهم يدعون الله لأتباع الرسل عامة ولأصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) خاصة بما ورثوه من أئمتهم الطاهرين.
5 - أشهر أدعية الشيعة
ومن أشهر أدعية الشيعة للصحابة دعاء زين العابدين عليه السلام في صحيفته المعروفة بالسجادية.
6 - النص الحرفي للدعاء الذي تدعو به الشيعة للصحابة
" اللهم وأتباع الرسل ومصدقوهم من أهل الأرض بالغيب عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب، والاستباق إلى المرسلين بحقائق الإيمان، في كل دهر وزمان أرسلت فيه رسولا، وأقمت لأهله دليلا من لدن آدم إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من أئمة الهدى وقادة أهل التقى على جميعهم السلام، فاذكرهم منك بمغفرة ورضوان. اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأرواح والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، ومن كانوا منظومين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وارضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم. اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين * (يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) * خير جزائك الذين قصدهم سمتهم وتحروا وجهتهم ومضوا على شاكلتهم لم يثنهم ريب في نصرتهم ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم والائتمام بهداية منارهم، مكاتفين ومؤازرين لهم يدينون بدينهم ويهتدون بهديهم ينفقون عليهم ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم، اللهم صل على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين وعلى أزواجهم وعلى ذرياتهم وعلى من أطاعك منهم صلاة تعصمهم بها من معصيتك وتفسح لهم في رياض جنتك، وتمنعهم بها من كيد الشيطان، وتعينهم بها على ما استعانوك عليه من بر وتقيهم طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير، وتبعثهم بها على اعتقاد حسن الرجاء بك، والطمع في ما عندك وترك التهمة في ما تحويه أيدي العباد لتردهم إلى الرغبة إليك والرهبة منك وتزهدهم في سعة العاجل وتحبب إليهم العمل الآجل والاستعداد لما بعد الموت وتهون عليهم كل كرب يحل بهم يوم خروج الأنفس من أبدانها، وتعافيهم مما تقع به الفتنة من محذوراتها وكبة النار وطول الخلود فيها وتصير لهم إلى أمن من مقيل المتقين " (12).

بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة

ابن عباس يصف الصحابة لمعاوية:
سأل معاوية ابن عباس عن عدة أمور، ثم سأله عن الصحابة فقال ابن عباس:
يا معاوية إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه خص نبيه محمدا بصحابة آثروه على الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم الله في كتابه فقال:
* (رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) *
قاموا بمعالم الدين وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقويت أسبابه، وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا معالمه، وصارت كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزكية، والأرواح الطاهرة العالية فقد كانوا في الحياة أولياء وكانوا بعد الموت أحياء، وكانوا لعباد الله نصحاء رحلوا إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها.
فقطع عليه معاوية الكلام وقال: يا ابن عباس حدثنا في غير هذا.
شهادة ووصية الصحابي حذيفة بن اليمان
كان حذيفة عليلا بالكوفة سنة 36 ه‍، فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعلي فقال: أخرجوني وادعوا الصلاة جامعة. فوضع على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال: " أيها الناس إن الناس قد بايعوا عليا، فعليكم بتقوى الله وانصروا عليا وآزروه، فوالله إنه لعلى الحق آخرا وأولا، وإنه لخير من مضى بعد نبيكم ومن بقي إلى يوم القيامة. ثم أطبق بيمينه على يساره ثم قال: اللهم اشهد أني قد بايعت عليا ".
قال لابنيه صفوان وسعد: احملاني وكونا معه فستكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلق من الناس فاجتهدا أن تستشهدا معه فإنه والله على الحق ومن خالفه على الباطل، ومات حذيفة رضي الله عنه بعد هذا اليوم بسبعة أيام وقيل بأربعين يوما، ونفذ الولدان الباران وصية أبيهما واستشهدا يوم صفين وهما يقاتلان إلى جانب علي (عليه السلام) (13).

الزبير وحسن الخاتمة

خرج علي بنفسه حاسرا على بغلة رسول الله لا سلاح معه، فنادى: يا زبير أخرج علي، فخرج إليه الزبير شاكا في سلاحه، فقيل ذلك لعائشة فقالت: واثكلك يا أسماء، فقيل لها: إن عليا حاسر فاطمأنت واعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال علي: ويحك يا زبير ما الذي أخرجك، قال: دم عثمان، قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان، أتذكر يوم لقيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بني بياضة وهو راكب حماره فضحك إلي رسول الله وضحكت إليه وأنت معه، فقلت أنت: يا رسول الله ما يدع علي زهوه، فقال لك: ليس به زهو أتحبه يا زبير ؟ فقلت: إني والله لاحبه فقال لك: إنك والله ستقاتله وأنت ظالم له، فقال الزبير: أستغفر الله، والله لو ذكرتها ما خرجت، فقال له: يا زبير ارجع، فقال الزبير: كيف أرجع الآن وقد التقت حلقتا البطان ؟ هذا والله العار الذي لا يقبل. فقال علي: يا زبير ارجع بالعار قبل أن تجمع العار والنار، فرجع الزبير وهو يقول:
أخذت عارا على نار مؤججة * ما إن يقوم لها خلق من الطين
نادى علي بأمر لست أجهله * عار لعمرك في الدنيا وفي الدين (14)
والخلاصة أنه انسحب من التجمع الآثم ولقيه عمرو بن جرموز فقتله.

طلحة وحسن الخاتمة

نادى علي طلحة حين رجع الزبير، وقال له: يا أبا محمد، ما الذي أخرجك ؟ فقال: الطلب بدم عثمان، قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان، يا طلحة أما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "، وأنت أول من بايعني ثم نكثت وقد قال الله عز وجل:* (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) * فقال طلحة: (أستغفر الله ثم رجع).

الحليف يقتل حليفه

قال مروان بن الحكم بن العاص: رجع الزبير ويرجع طلحة، ما أبالي رميت ههنا أم ههنا، فرماه في أكحله فقتله. وهو يجود بنفسه قال طلحة:
ندمت ما ندمت وضل حلمي * ولهفي ثم لهف أبي وأمي
ندمت ندامة الكسعي لما * طلبت رضى بني جرم بزعمي
جرحه عبد الملك في جبهته ورماه مروان بن الحكم في أكحله.

نهاية الصحابي عمار بن ياسر

قال عمار بن ياسر: إني لأرى وجوه قوم لا يزالون يقاتلون حتى يرتاب المبطلون والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لكنا على الحق وكانوا على الباطل. وتقدم عمار فقاتل ثم رجع إلى موضع فاستسقى، فأتته امرأة من نساء بني شيبان من مصافهم بعسل فيه لبن فدفعه إليه فقال: الله أكبر الله أكبر اليوم ألقى الأحبة تحت الأسنة، صدق الصادق وبذلك أخبرني الناطق وهو اليوم الذي وعدنا فيه - وكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخبره بأن الفئة الباغية ستقتله وسيكون آخر طعامه... - وقال عمار: أيها الناس هل من رائح إلى الجنة تحت العوالي، والذي نفسي بيده لنقاتلنهم على تأويله كما قاتلناهم على تنزيله، وتقدم وهو يقول:
نحن ضربناكم على تنزيله * فاليوم نضربكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله * ويذهل الخليل عن خليله
أو يرجع الحق إلى سبيله
فقتله أبو العادية وابن جون السكسكي واختلفوا في سلبه فاحتكما إلى الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص.

حجة معاوية

لقد تمرد معاوية على الإمام الشرعي طالبا من الإمام معاقبة قتلة عثمان، قال له الإمام: إدخل في الطاعة وحاكم القوم إلي أحكم بالعدل. ولكن معاوية أبى أن يدخل في الطاعة واتخذ من قتل عثمان جسرا يعبر منه إلى الملك. ونجح معاوية وتوج ملكا على المسلمين ودانت له الرقاب رغبة ورهبة.

معاوية يعاقب قتلة عثمان

قدم معاوية إلى المدينة فدخل دار عثمان. فقالت عائشة ابنة عثمان: أبتاه وبكت، فقال معاوية: يا ابنة أخي إن الناس أعطونا طاعة وأعطيناهم أمانا، وأظهرنا لهم حلما تحته غضب، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد، ومع كل إنسان سيفه، وهو يرى مكان أنصاره، وإن نكثنا بهم نكثوا بنا، ولا تدري أعلينا تكون أم لنا، ولئن تكوني بنت عم أمير المؤمنين خير من أن تكوني من عرض المسلمين (15).

رأي الحسن البصري في معاوية

روى الطبري أن الحسن كان يقول: أربع خصال كن في معاوية ولو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه ابنه بعده سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب الطنابير، وادعاؤه زيادا، وقد قال رسول الله: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتله حجرا وأصحابه ويل له من حجر وأصحابه، ويل له من حجر وأصحابه (16).

تتويج مفاخر معاوية

لم يكتف هذا الصحابي (العادل) بما فعل، إنما لعن الإمام علي وهو ولي الله لتقتدي به الأمة وتلعن الإمام كما لعنه (17).
وأصدر أوامره لرعيته بأن يسبوا عليا بن أبي طالب عليه السلام (18).
المصادر :
1- نظام الحكم للقاسمي ص 283.
2- النظام السياسي في الإسلام ص 182.
3- نتائج معركة الحرة في كل كتب التاريخ وتأكد من صحة هذه النتائج وراجع على سبيل المثال الإمامة والسياسة لابن قتيبة.
4- الإمامة والسياسة وراجع مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 26.
5- مروج الذهب ص 27.
6- مروج الذهب للمسعودي ص 477 ج 2.
7- ترجمته في الاستيعاب وراجع ص 175 من كتاب شيخ المضيرة.
8- مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 478 - 479.
9- القرآن الكريم للسيد مرتضى الرضوي ص 100 وما فوق. / مسند الإمام أحمد ج 5 ص 50 و ج 1 ص 235.
10- أبا حنيفة لأبي زهرة ص 304 / صيانة القرآن الكريم ص 87 .
11- المدخل إلى علم أصول الفقه لمعروف الدواليبي ص 217 .
12- الصحيفة السجادية الإمام علي بن الحسين عليه السلام ص 43 - 45.
13- مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 65 - 66 و ص 425 - 426.
14- مروج الذهب ج 2 ص 400 - 402.
15- البيان والتبيين للجاحظ ج 3 ص 300 وراجع شيخ المضيرة للشيخ محمود أبو رية ص 182.
16- كتاب الطبري من حوادث سنة 51 وابن الأثير ص 202 - 209 وابن عساكر ج 2 ص 379 والشيخ محمود أبو رية ص 184 - 185.
17- العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 366 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 356 و ج 3 ص 258 و ج 4 ص 56.
18- صحيح مسلم ج 2 ص 360 وصحيح الترمذي ج 5 ص 301 - 380 / المستدرك للحاكم ج 3 ص 109/ ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 ص 206 - 271 و 272 / خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي ص 48 /نعم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 107 / المناقب للخوارزمي الحنفي ص 59 وراجع أسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 134 و ج 4 ص 25 - 26 .

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.