الرموز في بحار الانوار

ليس من شك أن كتاب «بحارألأنوار» لشيخ الإسلام العلامة المجلسي(ت 1110 هـ) يعتبر من أهم الموسوعات ألحديثية التي جمعت التراث الروائي،فصانته بذلك من الضياع ، وحفظته من التلف، فكان أن اعتمد العلامة المجلسي- رضوان الله عليه - على
Wednesday, August 31, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الرموز في بحار الانوار
 الرموز في بحار الانوار

 





 

ليس من شك أن كتاب «بحارألأنوار» لشيخ الإسلام العلامة المجلسي(ت 1110 هـ) يعتبر من أهم الموسوعات ألحديثية التي جمعت التراث الروائي،فصانته بذلك من الضياع ، وحفظته من التلف، فكان أن اعتمد العلامة المجلسي- رضوان الله عليه - على مجموعة كبيرة من كتب الرواية والحديث ذكرها في مقدمةكتابه الكبير .
وقد استخدم طريقة الرموز في الاشارة للكتب التي نقل عنها، فرمزلكتاب الخصال بـ «ل» وللكافي بـ «كا» ولأمالي إلمفيد بـ «جا» وهكذا. . . ،ولم يذكر لطائفة صغيرهّ من الكتب رمزاً ما ، بل صرح بأسمائها حين نقل عنها.
ومن الكتب التي اعتمدها المجلسي ونقل عنها، كتاباً «كنز جامع الفوائد» و«تأويل الآيات الظاهرة»، ورمز لهما معا بـ «كنز» لكون أحدهمامأخوذاً عن الآخر (1) .
وكتاب «تأويل الآيات الظاهر في فضائل العترة الطاهرة» للسيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي الغروي تلميذ المحقق الكركي الذيَ توفي سنة940 هـ ، جمع فيه تأويل الآيات التي تتضمن مدح أهل البيت عليهم السلام ومدح أوليائهم وذم أعدائهم من طرقنا وطرق أهل السنة(2)
وينقل فيه عن عدة مصادر،منها مارواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي(3).
وكتاب «كنز جامع الفوائد ودافع المعاند»، هو للشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلّي ، انتخبه واختصر في سنة 937 هـ من كتاب «تأويل الايات ألظاهرة» الانف ألذكر.
ولذا فقد أشار العلآمة المجلسي لهما برمز «كنز»،باعتبار أن أحدهما منقول عن الآخر.
ولعل هناك من يتوهم أن رمز«كنز» هو لكتاب «كنز الفوائد»للكراجكي ، فينقل النصوص عن كتاب بحار الأنوار وينسبها لكتاب«كنزألفوائد» كما حصل لبعض علمائنا رضوان اللّه عليهم ،
فلعل ما ذكره صاحب الرياض من قوله : «نسب الكراجكي في كنز الفوائد وصاحب كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة كتاب التفسير إلى الحسن بن أبي الحسن الديلمي ويروي عنه بعض الأخبار في أواخر كتابه »(4)
هو من هذا القبيل ، أي أنه رأى مانقله العلآمة المجلسي عن هذين الكتابين برمز «كنز» فتبادر إلى ذهنه أن هذه النصوص منقولة عن كتاب «كنز الفوائد» للكراجكي .
ويدعم هذا الاحتمال ذكر صاحب الرياض لكتاب «تأويل الايات »بضميمة كتاب «كنزالفوائد»، ممَا يؤكد أنه - رضوان الله عليه - استند في كلامه هذا على ما راه في كتاب «بحارالأنوار». والله العالم .
وعلى هذا نكون قد دفعنا إشكال صاحب الرياض ، وأزلنا بذلك عقبةكأداء أمام تعيين طبقة المترجم له ، إذ لا ضيرأن يكون قد نقل عنه أمثال الشيخ شرف الدين النجفي ، وهو تلميذ المحقق الكركي المتوفى سنة 940 هـ .
3 ـ وأما تعقيبنا على كلام صاحب الرياض بأنه رأى «في كتب من تقدم على العلآمة بكثير روايته عن كتاب حسن بن أبي الحسن الديلمي ، ومنهم ابن شهرآشرب في المناقب ، وابن جني في البحث »
هو أننا لم نجد في كتاب«مناقب آل أبي طالب» لابن شهرآشوب المازندراني أي إشارة لكتاب الحسن بن أبي الحسن الديلمي هذا! هذا من جهة، ومن جهة اُخرى فمن البعيد أن ينقلابن جني - وهو العالم اللغوي النحوي - عن الحسن بن أبي الحسن الديلمي –على فرض كونه متقدماً عليه - وهو رجل الحكمة والموعظة والحديث (5) .
وبعد هذا العرض الموجز لأدلة القائلين بالرأي الاول والتعقيب عليها نتطرق الآن للرأي الثاني .
يرى القائلون به أنَ المترجم له كان معاصراً للعلآمة الحلي (726هـ)،
أو الشهيد الأول (786 هـ) أو متأخراً عنهما بقليل ،
وآنه معاصر لفخرالمحققين ابن العلاٌمة الحلي المتوفى سنة (771 هـ)
أي إنّه من أعلام المائة الثامنة،وهو ما ذهب اليه السيد الخوانساري (6)
والشيخ آقا بزرك الطهراني (7) ،
وحاجي خليفة(8).
المصادر :
1- بحارالأنوار 1 : 47 .
2- الذريعة 3 : 304/ 1130 .
3- تأويل الآيات : 92 ب ، 101 أ، 115 ب ، 118 ب .
4- رياض العلماء 1 : 339 .
5- ترجمة ابن جني وذكر تصانيفه في إنباه الرواة على أنباه النحاة 2 : 335- 340 .
6- روضات الجنات 291:2 .
7- الذريعة 16 : 56 | 256 .
8- هدية العارفين 5: 387، وهو الوحيد الذي صرح بأن الديلمي «كان حياً في حدود سنة 760 هـ »

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.