نطرح في هذا المقال المختصر مما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) بعض الروايات التي تتضمن تفسيرا لبعض آي القرآن الكريم، و الغرض إيراد بعض الأمثلة التي تقودنا إلى التعرف على المنهج الرائع الذي يتبعه الأئمة المعصومون (عليهم السلام) في تفسير القرآن وتأمل آياته، وهم (عليهم السلام) مصداق قوله تعالى: *(ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) ، وهم (عليهم السلام) عدل القرآن بشهادة خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) حيث قال: تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي .
وقد عرفنا عن مناظرات الإمام (عليه السلام) ما يدل على إمكانيته العظيمة في دقة الاستدلال وأمانة النقل وحسن التدبر، سيما في الاستدلال على عصمة الأنبياء (عليهم السلام).
وفيما يلي بعض الآثار التفسيرية الواردة عنه (عليه السلام) مرتبة وفق ترتيب السور والآيات:
وفي قوله تعالى: *(سماعون للكذب أكالون للسحت)*(1) عن الحسن ابن علي الوشاء، عن الرضا (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: ثمن الكلب سحت، والسحت في النار (2).
وعن هشام المشرقي، عن أبي الحسن الخراساني (عليه السلام) (3)،
قال: إن الله تعالى كما وصف نفسه، أحد صمد نور. ثم قال: *(بل يداه مبسوطتان)*(4)، فقلت له: أفله يدان هكذا؟ وأشرت بيدي إلى يده (عليه السلام)، فقال (عليه السلام): لو كان هكذا، كان مخلوقا (5).
وفي قوله تعالى: *(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)*(6). قال (عليه السلام): إن الشطرنج والنرد وأربعة عشر (7)، وكل ما قومر عليه منها، فهو ميسر (8).
وعنه (عليه السلام) قال: الميسر هو القمار (9).
وعن أحمد بن محمد، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، وكتب في آخره: أو لم تنهوا عن كثرة المسائل؟ فأبيتم أن تنتهوا، إياكم وذاك، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، فقال الله تبارك وتعالى: *(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء)* إلى قوله: *(كافرين)*(10).
سورة الأنعام
وعن الأشعث بن حاتم، قال: قال ذو الرياستين: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): جعلت فداك، أخبرني عما اختلف فيه الناس من الرؤية، فقال بعضهم: لا يرى؟ فقال (عليه السلام): يا أبا العباس، من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه، فقد عظم الفرية على الله، قال الله: *(لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)*(11)، هذه الأبصار ليست هي الأعين، إنما هي الأبصار التي في القلب، لا يقع عليه الأوهام، ولا يدرك كيف هو (12).
وعن حمدان بن سليمان النيسابوري، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: *(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)*. قال (عليه السلام): من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الآخرة، يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعده من ثوابه، حتى يطمئن إليه *(ومن يرد أن يضله)* عن جنته، ودار كرامته في الآخرة، لكفره به وعصيانه له في الدنيا *(يجعل صدره ضيقا حرجا)* حتى يشك في كفره، ويضطرب من اعتقاده قلبه حتى يصير *(كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)*(13).
وفي قوله تعالى: *(وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا)*(14) عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، يقول: في الإسراف في الحصاد والجذاذ أن يتصدق الرجل بكفيه جميعا، وكان أبي (عليه السلام) إذا حضر شيئا من هذا، فرأى أحدا من غلمانه تصدق بكفيه صاح به: أعط بيد واحدة، القبضة بعد القبضة، والضغث (15) بعد الضغث من السنبل (16).
سورة الأعراف
وعن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، في قوله تعالى: *(خذوا زينتكم عند كل مسجد)*(17)، قال: هي الثياب (18).
وعن الوشاء، عن الرضا (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يلبس الجبة والمطرف من الخز، والقلنسوة، ويبيع المطرف ويتصدق بثمنه، ويقول: *(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)*(19).
وعن العباس بن هلال الشامي، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: قلت: جعلت فداك، ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويتخشع!
قال (عليه السلام): أما علمت أن يوسف بن يعقوب نبي ابن نبي، كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب، ويجلس في مجالس آل فرعون يحكم؟ فلم يحتج الناس إلى لباسه، وإنما احتاجوا إلى قسطه، وإنما يحتاج من الإمام أن إذا قال صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا حكم عدل، إن الله لم يحرم طعاما ولا شرابا من حلال، وإنما حرم الحرام قل أو كثر، وقد قال: *(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)*(20).
وعن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في قوله تعالى: *(فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين)*(21)، قال (عليه السلام): المؤذن أمير المؤمنين (عليه السلام) (22).
عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج! أما سمعت قول العبد الصالح، قال: *(فانتظروا إني معكم من المنتظرين)*(23).
وعن سليمان، عن الرضا (عليه السلام)، قوله تعالى: *(لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك)*(24)، قال (عليه السلام): الرجز: هو الثلج (25).
سورة الأنفال
وعن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله تعالى: *(واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى)*(26)، قال (عليه السلام): الخمس لله وللرسول، وهو لنا (27).
وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام)، قال: سئل عن قول الله عز وجل: *(واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى)*، فقيل له: فما كان لله، فلمن هو؟ فقال (عليه السلام): هو لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو للإمام. فقيل له: أرأيت إن كان صنف من الأصناف أكثر وصنف أقل، ما يصنع به؟ قال: ذاك إلى الإمام، أرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) كيف يصنع؟ أليس إنما كان يعطي على ما يرى؟ كذلك الإمام (28).
وعن علي بن أسباط، أنه سمع أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أتي النبي (صلى الله عليه وآله) بمال، فقال للعباس: ابسط رداءك، فخذ من هذا المال طرفا، قال: فبسط رداءه، فأخذ طرفا من ذلك المال، قال: ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا مما قال الله: *(يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم)*(29).
سورة التوبة
وعن عبد العزيز بن مسلم، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: *(نسوا الله فنسيهم)*(30). فقال (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو، وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث، ألا تسمعه عز وجل يقول: *(وما كان ربك نسيا)*(31)؟ وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم، كما قال عز وجل: *(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)*(32).
وقوله عز وجل: *(فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا)*(33) أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا (34).
وعن الحسن بن علي بن فضال، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قوله الله تعالى: *(سخر الله منهم)*(35)، وعن قوله: *(الله يستهزئ بهم)*(36)، وعن قوله: *(ومكروا ومكر الله)*(37)، وعن قوله: *(يخادعون الله وهو خادعهم)*(38). فقال (عليه السلام): إن الله تعالى لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع، ولكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية، وجزاء الاستهزاء، وجزاء المكر والخديعة، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا؟ (39)
وعن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: كتب إلي: إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف، وإذا أمنا أمن، قال الله تعالى: *(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)*(40)، *(فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة)*(41) الآية، فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا، ولم يفرض علينا الجواب (42).
سورة يونس
وعن معمر، قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): إن يونس لما أمره الله بما أمره، فأعلم قومه، فأظلهم العذاب، ففرقوا بينهم وبين أولادهم، وبين البهائم وأولادها. ثم عجوا إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم، فذهب يونس مغاضبا، فالتقمه الحوت، فطاف به سبعة أبحر. فقلت له: كم بقي في بطن الحوت؟ قال: ثلاثة أيام، ثم لفظه الحوت وقد ذهب جلده وشعره، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فأظلته، فلما قوي أخذت في اليبس، فقال: يا رب، شجرة أظلتني يبست! فأوحى الله إليه: يا يونس، تجزع لشجرة أظلتك، ولا تجزع لمائة ألف أو يزيدون من العذاب؟ (43)
وعن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): لأي علة أغرق الله عز وجل فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده؟ قال (عليه السلام): لأنه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى في السلف والخلف، قال الله تعالى: *(فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا)*(44). وقال عز وجل: *(يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)*(45)، وهكذا فرعون: *(حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)* فقيل له: *(الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية)*(46).
وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد، وقد لبسه على بدنه، فلما غرق ألقاه الله تعالى على نجوة (47) من الأرض ببدنه، ليكون لمن بعده علامة، فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الأرض، وسبيل الثقيل أن يرسب ولا يرتفع، فكان ذلك آية وعلامة. ولعلة أخرى أغرق الله عز وجل فرعون، وهي أنه استغاث بموسى (عليه السلام) لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله، فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، لم تغث فرعون لأنك لم تخلقه، ولو استغاث بي لأغثته (48).
سورة هود
وعن أبي الصلت الهروي، قال: سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: *(وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا)*(49).
فقال (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والأرض، وكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش وبالماء على الله عز وجل، ثم جعل عرشه على الماء، ليظهر بذلك قدرته للملائكة، فيعلموا أنه على كل شيء قدير، ثم رفع العرش بقدرته ونقله فجعله فوق السماوات السبع. وخلق السماوات والأرض في ستة أيام، وهو مستول على عرشه، وكان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين، ولكنه عز وجل خلقها في ستة أيام، ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شيء، فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى مرة بعد أخرى، ولم يخلق الله عز وجل العرش لحاجة به إليه، لأنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق، ولا يوصف بالكون على العرش، لأنه ليس بجسم، تعالى الله عن صفة خلقه علوا كبيرا. وأما قوله عز وجل: *(ليبلوكم أيكم أحسن عملا)* فإنه عز وجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته، لا على سبيل الامتحان والتجربة، لأنه لم يزل عليما بكل شيء. فقال المأمون: فرجت عني - يا أبا الحسن - فرج الله عنك (50).
وعن الحسن بن علي الوشاء، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله قال لنوح: *(إنه ليس من أهلك)*(51) لأنه كان مخالفا له، وجعل من اتبعه من أهله (52).
المصادر :
1- المائدة: 42.
2- تفسير العياشي 1: 321 / 111، البرهان 2: 305 / 3115.
3- يريد به الرضا (عليه السلام)، وقد ورد ذلك في غير موضع من تفسير العياشي.
4- المائدة: 64.
5- تفسير العياشي 1: 330 / 145، البرهان 2: 331 / 3201.
6- المائدة: 90.
7- في مجمع البحرين، مادة عشر 3: 406، الأربعة عشر: صفان من النقر، يوضع فيها شيء يلعب به، في كل صف سبع نقر محفورة.
8- تفسير العياشي 1: 339 / 182.
9- تفسير العياشي 1: 339 / 181.
10- تفسير العياشي 1: 346 / 212، البرهان 2: 371 / 3343، والآية من سورة المائدة: 101 - 102.
11- الأنعام: 103.
12- تفسير العياشي 1: 373 / 79، البرهان 2: 466 / 3612.
13- معاني الأخبار: 145 / 2، البرهان 2: 477 / 3655، والآية من سورة الأنعام: 125.
14- الأنعام: 141.
15- الضغث: ما يجمع ويقبض عليه بالكف.
16- تفسير العياشي 1: 379 / 106، البرهان 2: 486 / 3691.
17- الأعراف: 31.
18- تفسير العياشي 2: 12 / 21، البرهان 2: 531 / 3837.
19- تفسير العياشي 2: 14 / 31، البرهان 2: 538 / 3862، والآية من سورة الأعراف: 32.
20- تفسير العياشي 2: 15 / 33، البرهان 2: 538 / 3864، والآية من سورة الأعراف: 32.
21- الأعراف: 44.
22- تفسير العياشي 2: 17 / 41، البرهان 2: 546 / 3890.
23- تفسير العياشي 2: 20 / 52، البرهان 2: 561 / 3938، والآية من سورة الأعراف: 71.
24- الأعراف: 134. 20:
25- تفسير العياشي 2: 25 / 68، البرهان 2: 573 / 3966.
26- الأنفال: 41.
27- تفسير العياشي 2: 62 / 56، البرهان 2: 699 / 4321.
28- الكافي 1: 457 / 7، البرهان 2: 690 / 4277.
29- تفسير العياشي 2: 69 / 80، البرهان 2: 713 / 4373، والآية من سورة الأنفال: 70.
30- التوبة: 67. 21:
31- مريم: 64.
32- الأعراف: 51.
33- الحشر: 19.
34- التوحيد: 159 / 1، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 125 / 18.
35- التوبة: 79.
36- البقرة: 15.
37- آل عمران: 54.
38- النساء: 142.
39- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 25 / 19.
40- النحل: 43، الأنبياء: 7.
41- التوبة: 122.
42- تفسير العياشي 2: 117 / 160، البرهان 2: 870 / 4811.
43- تفسير العياشي 2: 137 / 47، البرهان 3: 64 / 4984.
44- غافر: 84 - 85.
45- الأنعام: 158.
46- يونس: 90 - 92.
47- النجوة: المكان المرتفع.
48- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 77 / 7، البرهان 3: 50 / 4962.
49- هود: 7.
50- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 134 / 33.
51- هود: 46.
52- تفسير العياشي 2: 151 / 41، البرهان 3: 113 / 5124.
/ج