
«مر أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه بمجلس من مجالس قريش ، فإذا هو بقوم بيض ثيابهم ، صافية ألوانهم، كثير ضحكهم ، يشيرون إلى من مربهم بأصابعهم . ثم مرّبمسجد الأوس والخزرج ، فإذا أقوام قد بليت منهم الأبدان ، ورقّت منهم الرقاب ،واصفرّت منهم الألوان ، وقد تواضعوا بالكلام .
فتعجب أمير المؤمنين عليه السلام منهم ، ثم دخل على رسول اللهّ صلى الله عليه واله فقال : بأبي أنت واُمي ، اني مررت بمجلس لآل فلان ، ثم وصفهم ، ومررت بمجلس للأوس والخزرج ، فوصفهم ، ثم قال : وجميع مؤمنون !فأخبرني - يا رسول الله - بصفة المؤمن ؟
فنكس رسول الله صلى الله عليه آله رأسه ، ثم رفعه فقال : عشرون خصلة في المؤمن ، فإن لم يكن فيه لم يكمل إيمانه ، إن من اخلاق المؤمنين - يا علي – الحاضرون الصلاة، والمسارعون إلى الزكاة، [والحاجون لبيت الله الحرام ، والصائمون في شهررمضان] والمطعمون المسكين ، والماسحون رأس اليتيم ، المطهرون أظفارهم ،المتّزرون على أوساطهم ، الذين إن حدّثوا لم يكذبوا، وإن وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإن تكلموا صدقوا، رهبان الليل ، واُسود النهار، وصائمون النهار، وقائمون الليل ، لايؤذون جاراً، ولا يتأذّى بهم جار، الذين مشيهم على الأرض هوناً ، وخطاهم إلى بيوت الأرامل ، وعلى أثر الجنائز، جعلنا الله وإياكم من المتقين »(1)
ومن كتاب الفرائد والعوائد: عن أبي جعفرعليه السلام قال : «من اداب المؤمن حفظ الأمانة ، والمناصحة ، والتفكر، والتقية ، والبر، وحسن الخلق ، وحسن الظن، والصبر، والحجاء، والسخاء، والعفة، والرحمة، والمغفرة، والرضا ، وصلة الرحم ،والصمت ، والستر، والعفة ، والرحمة ، والمغفرة ، والمواسا ة ، والتكريم ، والتسليم ، وطلب العلم ، والقناعة ، والصدق ، والوفاء ، وترك الاعتلام ، وترك الاحتشمام ، والرحم ،والنصفة ، والتواضع ، والمشاورة ، والاستقالة، والشكر، والحياء ، والوقار» .
ثم ذكرعليه السلام الخصال التي يجب على المؤمن تجنّبها، فقال : «البغي ،والبخل ، والدناءة ، والخيانة ، والغش ، والحقد ، والظلم ، والشره ، والخرق ، والعجب ،والكبر، والحسد ، والغدر الفاشي، والكذب، والغيبة ، والنميمة، والمكايدة، وسوء الظن ،ويمين البوار، والنفاق ، والمنّه ، وجحود الإحسان ، والعجز، والحرص ، واللعب ، والإصرار،والقطيعه ، والمزاح ، والسفه ، والفحش ، والغفلة عن الواجب ، وإذاعة السر» .
وعن ابن مسكان ، عن الصادق عليه السلام قال : «إن الله خص رسله بمكارم الأخلاق ، وطبعهم عليها ، فامتحنوا أنفسكم ، فإن كانت فيكم ، فاحمدوا الله عز وجل ،واعلموا أن ذلك من خير، وإن لم تكن فيكم ، فاسألوا الله تعالى التوفيق لها، واجتهدوا» .
**وقال عليه السلام : «مكارم الأخلاق عشرة: اليقين ، والقناعة، والصبر،والشكر، والحلم ، وحسن الخلق ، والسخاء والمروءة، والغيرة ، والشجاعة» (2) .
ثم قال عليه السلام : «هذه العشرة خصال من صفات المؤمنين ، فمن كان تفيه، فليعلم ذلك من خير أراده الله تعالى به ».
وزاد عليها فقال : «والبر، والصدق ، واداء الأمانة، والحياء» .
وروى ابن بكير(3)عنه عليه السلام أنه قال : «انا لنحب من كان عاقلاً،فهماً، فقيهاً، عليماً، مدارياً، صبوراً، صدوقاً، وفياً، إن الله تعالى خص الأنبياء عليهم السلام بمكارم الأخلاق ، فمن كان فيه شيء من مكارم الأخلاق فليحمد الله تعالى،ومن لم يكن فيه فليتضرع الى الله عز وجل وليسأله إياها».
قال : وذكر هذه الخصال وزادها . وصدق الحديث (4).
وعن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الباقر عليه السلام قال : «قال رسول الله صلى الله عليه واله : ألا اخبركم بأشبهكم بي خلقاً؟ فقيل : بلى، يا رسول الله ، فقال :أعظمكم حلماً، وأكثركم علماً، وأبركم بقرابته ، وأشدكم حباً لاخوانه في دينه ،وأصبركم على الرضا والغضب ».
وروي عنه عليه السلام أنه قال : «إن الله تعالى ارتضى لكم الإسلام ،فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق » (5).
وعن المفضل بن عمر، عن الكاظم عليه السلام قال : «لم ينزل من السماء أعزولا أقل من ثلاثة أشياء: التسليم ، والبر، واليقين »(6).
وروي عنه عليه السلام ، أنه قال : «ألا اُخبركم بمكارم الأخلاق ؟ قالوا : بلى،يابن رسول الله ، فقال : الصفح عن الناس ، ومواساة الأخ المؤمن في الله تعالى، من المال- قل أو كثر- وذكر الله تعالى كثيراً» .
وقيل له عليه السلام : من أكرم الخلق على الله تعالى؟ فقال : «من إذا اُعطي شكر، واذا ابتلي صبر، وإذا اُسيء إليه غفر ».
وعن يحيى بن اُم الطويل ، عن علي بن الحسين عليه السلام قال : «طوبى لمن طاب خلقه ، وطهرت سجيته ، وحسنت علانيته ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ، وأنصف الناس من نفسه ».
وروي عنه عليه السلام أنه قال : «لاتعب أخاك المؤمن بعيب هو فيك حتى تصلحه من نفسك ، فإذا أصلحته بدا لك عيب غيره ، وكفا بالمرء شغلاً بنفسه ».
وقال عليه السلام : «أنفق ولا تخف فقراً، وأنصف الناس » .
وعن محمد بن أبي زينب ، عن الصادق عليه السلام قال : «الدعاء عند الكرب ، والاستغفار عندالذنب ، والشكرعند النعمة، من أخلاق المؤمنين » .
وقال عليه السلام : «البر وحسن الخلق ، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار.وصنائع المعروف وحسن البشر، يكسبان المحبة، ويدخلان الجنة . والبخل وعبوس الوجه ، يبعدان من الله تعالى ذكره ، ويدخلان النار».
وعنه عليه السلام قال : «وجدت في ذؤابة ذي الفقار صحيفة، فيها : صل منقطعك ، واعط من حرمك ، وقل الحق ولوعلى نفسك ».
وعن الكاظم عليه السلام ، أنه قال :«لاعزإلاّ لمن تذلل لله ، ولا رفعة إلاّ لمن تواضع لله ، ولا أمن إلاّ لمن خاف الله ، ولا ربح إلاّ لمن باع اللهّ نفسه ».
وعن الصادق عليه السلام قال : «ثلاثة لايطيقهن الناس : الصفح عن الناس ، ومواساة الرجل أخاه المؤمن ، وذكر الله تعالى كثيراً»(7).
وقال عليه السلام : «ما ابتلي الناس بشيء أشد من إخراج الدرهم ، لا الصلاة ولا الصيام ولا الحج ، فإن الله تعالى يقول : (ولايسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا)(8) ثم قال : (ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء)(9) » .
وقال عليه السلام: «إن أحب الخلائق إلى الله تعالى شاب حدث السن ،في صورة حسنة، جعل شبابه وجماله في طاعة اللهّ تعالى، ذاك الذي يباهي اللهّ تعالى به ملائكته فيقول : هذا عبدي حقاً».
وعنه عليه السلام ، أنه قال : «شرف المؤمن صلاته بالليل ، وعزه كفه عنأعراض الناس ، واستغناؤه عما في أيديهم » .
وعنه عليه السلام قال : «من أخرجه الله تعالى من ذل المعصية إلى عز الطاعة،أغناه الله بلا مال ، وأعزه بلاعشيرة، وآنسه بلا أنيس . ومن خاف الله تعالى، أخاف الله منه كل شيء ، ومن لم يخف اللهّ، خَوَّفه الله من كل شيء . ومن رضي من الله تعالى باليسير من المعاش ، رضي الله منه باليسيرمن العمل ، ومن لم يستحي من طلب الحلال وقنع به ، خفّت مؤنته ، ونعم أهله . ومن زهد في الدنيا، أثبت الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ، وبصره عيوب الدنيا ـ دائها ودوائها ـ وأخرجه من الدنيا سالماً إلى دارالسلام »(10).
وقال عليه السلام : «من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله ، وأقوى الناس فليتوكل على اللهّ، وأغناهم فليكن بما في يد لله أوثق منه بما في يديه ».
وعنه عليه السلام قال: «ثلاث منجيات : خوف الله في السروالعلانية كأنك تراه ، وإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والعدل في الرضا والغضب ، والقصد في الغنى والفقر.
وثلاث مهلكات : هوى متبع ، وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه ».
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال : «أقرب الناس من الله - يوم القيامة -من طال جوعه وعطشه وحزنه في الدنيا، وهم الأتقياء الأخفياء الذين إن شهدوا لميعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، تعرفهم بقاع الأرض، لم وتحف بهم ملائكة السماء، نَعمَ الناس بالدنيا، ونعموا بطاعة الله ، افترش الناس الفرش ، وافترشوا الجباه والركب ،ضيع الناس أوقاتهم في لهو الدنيا، وحفظوها هم في الجد والاجتهاد، تبكي الأرض لفقدهم ، ويسخط الله على كل بلدة ليس فيها منهم أحد، لم يتكلبوا على الدنيا تكلب الكلاب على الجيف ، يراهم الناس يظنون أن بهم داء، وما بهم من داء إلاّ الخوف من الله ، ويقال : قد خولطوا وذهبت عقولهم ، وما ذهبت ، ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمر أذهب عنهم الدنيا، فهم عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول ، وهم الذين عقلوا، وذهبت عقول من خالفهم »(11).
وروي أن في التوراة مكتوباً: إن الله تعالى يبغض الحبر السمين ، لأن السمن يدل على الغفلة وكثرة الاكل ، وذلك قبيح وخصوصاً بالحبر.
ومثله قال ابن مسعود: ان الله يبغض [ القارىء] السمين.
وفي خبر مرسل : «إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ، فضيقوا مجاريهبالجوع والعطش »(12).
وقال النبي صلى الله عليه واله : «إن للمؤمن أربع علامات : وجهاً منبسطاً،ولساناً لطيفاً، وقلباً رحيماَ، ويداً معطية».
وقال عليه السلام : «إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث ،وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وقلة الفخروالبخل ، وصلة الأرحام ، ورحمة الضعفاء،وقلة المواتاة للنساء، وبذل المعروف ، وحسن الخلق ، وسعة الحلم ، واتّباع العلم فيمايقرّب إلى الله عزوجل ، فطوبى لهم وحسن مآب . وطوبى شجرة في الجنة، أصلها في دار رسول الله ليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها، لاينوي في قلبه شيئاً إلا أتاه الله بهمن [ذلك ] الغصن ، ولوأن راكباً مجدّاً سار في ظلها مائة عام لم يخرج منها، ولوأن غراباً طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتى يبيضّ هرماً، ألا ففي هذا فارغبوا، ان المؤمنمن نفسه في شغل ، والناس منه في راحة، إذا جنّ عليه الليل فرش وجهه على الأرض ،وسجد لله تعالى بمكارم بدنه ، يناجي ربه الذي خلقه في فكاك رقبته من النار، ألافهكذا كونوا»(13).
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام ، أنه قال : «لايقبل الله من الأعمال إلاّ ما صفاوصلب ورق ، فأما صفاءها فلله وأما صلابتها فللدين ، وأما رقتها فللا خوان ».
وروي أن سلمان دخل على أمير المؤمنين - وبيده رقعة - فقال : «هي من الرقاع التي علقت على آذان أصحاب الكهف » وإذا فيها ثلا ثة أسطر: أولها : قضي القضاء، وتمّ القدر، وماجرى به القدر فهو كائن .
والثاني : الرزق مقسوم ، والحريص محروم ، والبخيل مذموم .
والثالث أعن زمانك ، واخف مكانك ، واحفظ لسانك ،واقبل على، شأنك .
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه التقى بقوم فقال : «من أنتم ؟» .
فقالوا: مؤمنون ، يا رسول الله .
فقال صلى الله عليه واله : «ما حقيقة إيمانكم ؟».
فقالوا: الرضا بقضاء الله ، والصبرعلى بلاء الله ، والتسليم لأمرالله .
فقال : «علماء حكماء، كادوا يكونوا أنبياء من الحكمة، فإن كنتم صادقين فلاتبنوا مالا تسكنون ، ولاتجمعوا مالا تأكلون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون ».
**وروي أن قوماً استقبلوا أميرألمؤمنين عليه السلام - بباب الفيل، في مسجدالكوفة- فسلموا عليه وقالوا: نحن شيعتك ، يا أميرالمؤمنين ، فقال : «كذبتم ، شيعتي عمش العيون من البكاء، ذبل الشفاه من الذكر والدعاء، خمص البطون من الطوى،صفرالوجوه من السهر، حدب الظهور من القيام ».
وعن نوف البكالي قال : رأيت أميرالمؤمنين عليه السلام في ساعة من الليل ، فقال : «يا نوف ، إن الله تعالى أوحى إلى المسيح عليه السلام : أن قل لبني إسرائيل : لايدخلوا بيتاً من بيوتي ، إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأكف نقية،وأعلمهم أني لا اُجيب لأحد منهم دعوة، ولأحد من خلقي عنده مظلمة.
يا نوف ، إن داود النبي عليه السلام خرج في هذه الساعة من الليل وقال :إن هذه ساعة لايدعو فيها داع بخير إلا استجاب الله تعالى [له] ، إلاّ أن يكون شاعراً، أو عاشراً ، أو شرطياً ، أو عريفاً ،أو بريداً ، أو صاحب كوبة ، أو عرطبهّ ».
وروي عن الصادق عليه السلام قال : «المؤمن أعز من الكبريت الأحمر» .
وعن الباقرعليه السلام قال : «الناس كلهم بهائم - قالها ثلاثاً - الا قليلاً من المؤمنين ، والمؤمن غريب - قالها ثلاثاً-».
وعن سدير الصيرفي قال : دخلت على الصادق عليه السلام ، وقلت له : واللهم ايسعك القعود .
قال : «ولم يا سدير؟» قلت : لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك ، والله لو كان لأمير المؤمنين عليه السلام مثل مالك من الأنصار والموالي والشيعة، ما طمع فيه تيم ولا عدي .
فقال : «وكم عسى أن يكونوا؟»
قالت : مائة ألف.
فقال : «مائة ألف !»
فقلت : مائتا الف .
فقال: «مائتا الف !»
فقلت : نعم ونصف الدنيا. فسكت عنّي ثم قال : «يجب عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع ».
قلت : نعم . فأمر بجمل وبغل أن يسرجا، فبادرت إلى الجمل فركبته .فقال :«يا سدير ترى أن تؤثرني بالجمل».
فقلت له : البغل أرفق .
فقال : «الجمل أرفق لي » فنزل وركب عليه السلام الجمل وركبت البغل فمضينا، فجاءت الصلاة، فقال : «يا سدير، انزل بنا نصلي ، ولكن هذه أرض السبخة، لايجوز الصلاة فيها» فسرنا حتى صرنا في أرض حمراء، ونظرإلى غلام يرعى جدياً فقال: «يا سدير، والله لوكان لي (سبعة عشر) بعدد هذه الجديان ، ماوسعني القعود» ونزلنا فصلينا، فلما فرغنا من الصلاة عددت الجديان فإذا هي سبعةعشر جدياً.
**وقال الصادق عليه السلام : «إن المؤمن لقليل ، وان أهل الضلالة لكثير» .
وقال الكاظم عليه السلام : «ليس كل من قال بولايتنا مؤمناً، ولكن جعلوااُنساً للمؤمن ».
**وفي الإنجيل : الاشجاركثيرة، وطيّبها قليل .
وعن المفضل بن عمر، قال جعفر بن محمد: «يا مفضل ، إياك والسفلة،وإنما شيعة علي من عفت بطنه وفرجه ، واشتد جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ،وخاف عقابه ، فإذا رأيتهم بهذه الصفة فاولئك شيعة علي »(14).
وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن المؤمن فقال : « الصفوة من الناس ، وإن أشد الناس بلاءاً الصفوة من الناس ، ثم الأمثل فالأمثل ، ويبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحسن عمله ، كلما اشتد عمله اشتد بلاؤه ، وكلما سخف إيمانه قلّبلاؤه ».
وقال عليه السلام : «إنما المؤمن بمنزلة كفتي الميزان ، كلما زيد في إيمانهزيد في بلائه ، ولا يمضي على المؤمن أربعون يوماً إلا ويعرض له أمر يحزنهليذكّره »(15).
وعن المفضل بن عمر، عن الصادق عليه ألسلام ، قال : «لايكون المؤمنمؤمناَ حتى يهجر فينا القريب والبعيد، والأهل والولد» .
وعن أبي إسماعيل قال : قلت للصادق عليه السلام : إن الشيعة عندنا كثير،فقال : «هل يعطف الغني على الفقير؟ ويتجاوز المحسن عن المسيء ؟ ويتواسون ؟»قلت : لا، قال : «ليس هؤلاء شيعة، إنما الشيعة من يفعل هذا»(16).
وعن عبد المؤمن الانصاري قال : دخلت على الكاظم عليه السلام ، وعنده محمد بن عبدالله الجعفي ، فتبسمت في وجهه ، فقال :«أتحبه ؟» فقلت : نعم ، وماأحببته إلا فيكم ، فقال : «هو أخوك ، المؤمن أخو المؤمن لأبيه ولاُمه ، ملعون من اتهمأخاه ، ملعون من غش أخاه ، ملعون ملعون من لم ينصح أخاه ، ملعون ملعون من استأثرعلى أخيه ، ملعون ملعون من احتجب عن أخيه ، ملعون ملعون من اغتاب أخاه »(17).
وقال علي بن الحسين عليهما السلام : «إن الله تعالى لم يفترض فريضة أشدمن بر الإخوان ، وما عذب الله أحداً أشد ممن ينظرإلى اخيه بعين غير وادّة، فطوبى لمن وفقه اللهّ تعالى لأداء حق المؤمن ».
المصادر :
1- رواه الكليني في الكافي 2: 182 / 5، .
2- الكافي 2 : 46 / 2 ، والخصال : 431 / 12 ، ومشكاة الأنوار: 238، باختلاف يسير.
3- «رجال الشيخ 229 / 58 وفهرسته : 106 / 452 ،وتنقيح المقال 3 : 42 فصل الكنى».
4- الكافي 2 : 46 / 3، ومشكاة الأنوار: 238 .
5- الكافي 2 : 46 / 4،روضة الواعظين : 384، مشكاة الأنوار: 221.
6- مشكا ة الانوار: 27، .
7- الزهد : 17 / 38، مشكاة الأنوار: 57 .
8- محمد 47 : 36 ، 37 .
9- محمد 47 : 38 .
10- أمالي الطوسي 2 : 232 .
11- تنبيه الخواطر 1: 100 باختلاف يسير.
12- تنبيه الخواطر 1: 101.
13- الخصال : 483 / 56، ومشكاة الأنوار: 86، .
14- الكافي 2: 183 / 9، وفيه : فاولئك شيعة جعفر.
15- الكافي 2 : 197 / 10، 11 باختلاف يسير.
16- الكافي 2 : 139 / 11، .
17- قضاء حقوق المؤمنين : ح 44، عدة الداعي : 174، باختلاف يسير.