![الايثار الايثار](https://rasekhoon.net/_files/thumb_images700/article_ar/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D8%B1.jpg)
قال أميرالمؤمنين عليه السلام : «فرض الله الاثرة، فقال : ألا تستأثر على أخيك بما هوأحوج إليه منك ».
وهذا الحديث من كتاب المجالس للبرقي .
وروى أبوجعفر الكليني - في كتاب الزكاة - عن المفضل بن عمر قال :كنت عند الصادق عليه السلام ، وقد سأله رجل فقال له: كم تجب الزكاة عن المال؟ فقال : «الزكاة الظاهرة أم الباطنة تريد؟ » فقال : اُريدهما جميعاً ، فقال :«أما الظاهرة ففي كل ألف درهم خمسة وعشرون درهماً، وأما الباطنة فلا تستأثرعلى أخيك بما هو احوج إليه منك »(1).
وعن الباقرعليه السلام قال : «ان لله جنة لايسكنها إلا ثلاثة: أحدهم رجل آثرأخاه المؤمن في الله على نفسه »(2).
وعن أبان بن تغلب قال : قلت للصادق عليه السلام : ما حق المؤمن على أخيه؟ فقال : لا ترده ، فقلت : بلى ، فقال : «أن تقاسمه مالك شطرين » .
قال : فعظم ذلك عليَّ ، فلما رأى عليه السلام شدته عليَّ قال : «أما علمت أن الله تعالى ذكر المؤثرين على أنفسهم ومدحهم في قوله تعالى : (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)(3) ؟ فقلت : بلى فقال : «فإذا قاسمته وواسيته وأعطيته النصف من مالك لم تؤثره ، إنما تؤثره إذا أعطيته أكثرمما تأخذه »(4).
عن محمد بن سنان قال : كنت عند الصادق عليه السلام - ومبشر (5)عنده - فقال : «يا مبشر، قال : لبيك ، فقال له : قد حضر أجلك غير مرة ومرتين ، كلذلك يؤخر لصلتك المؤمن »(6).
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال : «صلة الرحم تزيد في العمر ، وصلة المؤمن صلة الله تعالى ، فمن قطع أخاه المؤمن صلته ، قطع الله الحبل الذي بينهما ، وسلبه معرفته ، وتركه في طغيانه يعمه» .
وقال عليه السلام : «يأتي على الناس زمان ، من سكت فيه مات ، ومن تكلم فيه عاش . فقال إسحاق بن عمار : ما أصنع إن أدركت ذلك الزمان ؟ فقال : تعينهم بما عندك ، فإن لم تجد فبجاهك» (7) .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «من كمال المرء المؤمن تركه مالا يجمل به ،ومن حيائه أن لايلقى أحداً بما يكره ، ومن عقله حسن رفقه ، ومن أدبه علمه بمالابدّ له منه ، ومن ورعه غض بصره وعفة بطنه ، ومن حسن خلقه كفه أذاه ، سخائه بره بمن يجب حقه ، ومن دينه إيثاره على نفسه ، ومن صبره قلة شكواه ، ومن عقله إنصافه من نفسه وتركه الغضب عند مخالفته ، وقبوله الحق إذا بان له ، ومن نصيحته نهيه أخاه عن معصيته ، ومن حفظه جواره ستره لعيوب جيرانه ، وتركه توبيخهم عند إساءتهم إليه ، ومن رفقه تركه المواقفة على الذنب بين يدي من يلوم المذنب على ذنبه ، ومن حسن صحبته إسقاطه عن صاحبه مؤونة أذاه ، ومن صداقته كثرة موافقته ، ومن صلاحه شدة حزنه ، ومن شكره معرفة إحسان من أحسن اليه ،ومن تواضعه معرفته بقدره ،ومن حكمته معرفته بذاته ، ومن مخافته ذكره الآخرة بقلبه ولسانه ،ومن سلامته قلة تحفظه لعيوب غيره واعتنائه في صلاح عيوب نفسه ».
وقال الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام ، لبعض شيعته : «إنا لا نغني عنكم شيئاً إلاّ بالورع ، وإن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد، ولا تدرك إلاّبالعمل ، وإن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من وصف عدلاً وأتى جوراً».
**وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «إن من أحب عباد الله إليه ، عبداً أعانه الله على نفسه ، فاستشعر الحزن ، وتجلبب الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه ، وأعدَّ القِرى ليومه النازل به ، فقرب على نفسه البعيد، وهون الشديد.
نظر فأبصر، وذكر فأكثر، فارتوى من عذب فرات ، سهلت له موارده فشرب نهلاً، وسلك سبيلاً جدداً، قد خلع سرابيل الشهوات ، وتخلى من الهموم إلا هماً واحداً انفرد به ، فخرج من صفة العمى ، ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى، قد أبصر طريقه ، وسلك سبيله ، وعرف مناره ،وقطع غماره ، واستمسك من العرى بأوثّقها، ومن الحبال بأمتنها، فهومن اليقين على مثل ضوء الشمس .
قد نصب نفسه - لله سبحانه - في أرفع الاُمور، من إصدار كل وارد عليه ،وتصيير كل فرع إلى أصله ، مصباح ظلمات ، كشاف غشوات ، مفتاح مهمات ، دفاع معضلات ، دليل فلوات ، يقول فيفهم ، ويسكت فيسلم .
قد أخلص لله سبحانه فاستخلصه ، فهو من معادن دينه ، وأوتاد أرضه ، قد ألزم نفسه العدل ، فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه ، يصف الحق ويعمل به ، لا يدع للخير غاية إلا أمها، ولا مظنة إلاّ قصدها، قد أمكن الكتاب من زمامه ، فهو قائدهوإمامه ، يحل حيث كان محله ، وينزل حيث كان منزله.
واخر قد تسمى عالماً وليس به ، فاقتبس جهائل من جهال ، وأضاليل من ضُلاّل ، ونصب للناس أشراكاً من حبائل غرور وقول زور، قد حمل الكتاب على ارائه ، وعطف الحق على أهوائه ، يؤمن من العظائم ، ويهون كبير الجرائم ، يقول :أقف عند الشبهات ، وفيها وقع ، ويقول : أعتزل البدع ، وبينها اضطجع ، فالصورةصورة إنسان ، والقلب قلب حيوان ، لا يعرف باب الهدى فيتبعه ، ولا باب العمى فيصدعنه ، فذلك ميت الأحياء.
فأين تذهبون! وأنى تؤفكون! والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنارمنصوبة، فأين يتاه بكم! بل كيف تعمهون! ووبينكم عترة نبيكم، وهم أزمّة الحق ،وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل ، وردوهم ورود الهيم العطاش .
أيها الناس ، خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم : انه يموت من يموت منّا وليس بميت ، ويبلى من بلي وليس ببال ، فلا تقولوا مالا تعرفون، فإن أكثر الحق فيما تنكرون ، واعذروا من لاحجة لكم عليه وأنا هو، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر!وأترك فيكم الثقل الأصغر! وركزت فيكم راية الإيمان! ووقفتكم على الحلال والحرام!وألبستكم العافية من عدلي! وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي! وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي! فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر، ولا يتغلغل إليه الفكر، حتى يظن الظان أن الدنيا معقولة على بني اُمية، تمنحهم درها، وتورده مصفوها، ولا يرفع عن الاُمة سيفها ولا سوطها، وكذب الظان لذلك ، بل هي مجة من لذيذ العيش ، يتطعمونها برهة ثم يلفظونها جملة»(8).
**ومن كتاب الخصال : عن محمد بن علي الباقر قال : «سئل رسول الله صلى الله عليه وآله ، عن خيار العباد، قال : الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤا استغفروا،و اذا أُعطوا شكروا، واذا ابتُلُوا صبروا، واذا غضبوا غفروا»(9) .
وروى الحارث بن المغيرة النضري ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال :«ستة لا تكون في المؤمن : العسر، والنكد، واللجاجة، والكذب ، والحسد[والبغي] » (10) .
ومن الكتاب المذكور: عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : «قال عيسى بنمريم عليه السلام : طوبى لمن كان صمته فكراً ،ونظره عبراَ، ووسعه بيته ، وبكى على خطيئته ، وسلم الناس من يده ولسانه »(11).
ومن الكتاب المذكور : عن جعفر بن محمد عليه السلام ، قال : «إنما شيعة جعفر،من عف بطنه وفرجه ، واشتد جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه ، فإذا رأيت اولئك ، فأولئك شيعة جعفر» .
يقول عليه السلام ذاك للمفضل بن عمر رحمه الله تعالى(12).
ومن الكتاب المذكور: عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «إن الله عز وجل أعفا شيعتنا من ست خصال : من الجنون ، والبرص ، والجذام ، والابنة، وأن يولد لهم من زنا، وأن يسأل الناس بكفه »(13) .
وقال عليه السلام : «ألا إن شيعتنا قد أعاذهم الله عز وجل عن ست : عن ان يطمعوا طمع الغراب ، أويهرّوا هرير الكلاب ، أو ينكحوا في أدبارهم ، أو يولدوا من الزنا ،أويلدوا من الزنا، أويتصدّقوا على الأبواب» (14) .
قال أمير المؤمنين عليه السلام : «المؤمن بشره في وجهه ، وحزنه في قلبه ، أوسع شِيء صدراً، وأذل شيء نفساً، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل غمه ، بعيد همه ،كثير صمته ، مشغول وقته ، شكور صبور، مغمور بفكرته ، ضنين بخلته ، سهل الخليقة،لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد»(15).
وقال عليه السلام : «المؤمن ينظر إلى الدنيا بعين الإعتبار، ويقتات منها ببطن الاضطرار، ويسمع فيها باُذن المقت والإبغاض ، إن قيل : أثرى قيل : أَكدى، وإن فُرحله بالبقاء، حُزن له بالفناء، هذا ولم يأتهم يوم فيه يبلسون (16).
إن الله تعالى وضع الثواب على طاعته ، والعقاب على معصيته ، ذيادة لعباده مننقمته ، وحياشة لهم إلى جنته »(17).
من كتاب الخصال لابن بابويه : عن معاوية بن وهب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : «الشيعة [ثلاث] محب وادّ ، فهو منا . [و] متزين بنا، ونحن زين لمنتزين بنا. ومستأكل بنا الناس ، ومن استأكل بنا افتقر» (18).
وقال عليه السلام : «امتحنوا شيعتنا عند ثلاث : عند مواقيت الصلاة، كيف محافظتهم عليها؟ وعند أسرارهم ، كيف حفظهم لها من عدونا؟ وعند أموالهم ، كيف مواساتهم لإخوانهم فيها؟»(19).
وقال عليه السلام : «المؤمن إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل ، واذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له »(20).
وقال عليه السلام : «ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان : من صبر على الظلم،وكظم غيظه ، وعفا واحتسب وغفر، كان ممن يدخله الله الجنة بغير حساب ، ويشفعه فيمثل ربيعة ومضر»(21).
**وقال، عليه السلام : «إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولاباطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق ، وإذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي وإلى ما ليس له بحق»(22).
وقال عليه السلام : «شرف المؤمن صلاته بالليل ، وعزه كف الأذى عن الناس» (23) .
ومن كتاب الخصال أيضاً: عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال :«خصلتان لاتجتمعان في مؤمن : البخل ، وسوء الخلق »(24) .
وقال عليه السلام : «لا يجتمع الشحّ والإيمان في قلب عبد أبداَ»(25).
وقال عليه السلام : «إن صلاح أول هذه الامة بالزهد واليقين ، وهلاك اخرها بالشحّ والأمل »(26).
ومن كتاب الخصال : عن أبي مالك قال : قلت لعلي (المراد: علي بن الحسين عليه السلام.)عليه السلام : أخبرني
بجميع شرائع الدين . فقال : «قول الحق ، والحكم بالعدل ، والوفاء بالعهد، فهذه جميع شرائع الدين » (27) .
**ومن الكتاب : عن أبي عبدالله قال : «الرجال ثلاثة: رجل بماله ، ورجل بجاهه ، ورجل بلسانه ، وهو أفضل الثلاثة» (28) .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «الرجال ثلاثة: عاقل وأحمق جاهل وفاجر، فالعاقل الدين شريعته ، والحلم طبيعته ، والرأي سجيته ، ان سئل أجاب ، وإنتكلم أصاب ، وإن سمع وعى، وإن حدّث صدق ، وإن اطمأن إليه أحد وفى،(والجاهل الحمق) إن استقبلته بجميل غفل ، وإن استنزل عن حسن نزل ، وإنحمل على جهل جهل ، وإن حدّث كذب ، لا يفقه وإن فقه لم يتفقه ، والفاجر إن ائتمنته خانك ، وإن صحبته شانك ، وإن وثقت به لم ينصحك »(29).
وقال أبو عبد الله عليه السلام : «الناس يغدون[على ثلاثة] : عالم ومتعلم وغثاء، فنحن العلماء، وشيعتنا المتعلمون ، وسائر الناس غثاء»(30).
وقال لقمان لابنه : يا بني ، للإيمان ثلاث علامات : العلم والإيمان والعمل ،وللعالم ثلاث علامات : الصلاة والصيام والزكاة (31).
وقال الكاظم عليه السلام : «الناس ثلاثة : عربي ومولى وعِلج ، فأمّا العربفن حن ، وأمّا المولى فمن والانا، وأمّا العِلج فمن تبرأ منا وناصبنا»(32)
وقال أمير المؤمنين عليه السلام للحارث الأعور: «ثلاث بهن يكمل المسلم :التفقه في ألدين ، والتقدير في المعيشة، والصبر على النوائب»(33) .
المصادر :
1- الكافي 3 : 500 / 13 .
2- الكافي 2، 142 / 11 ، باختلاف يسير.
3- الحشر 59: 9 .
4- الكافي 2 : 137 / 8 باختلاف في ألفاظه .
5- اُنظر«رجال الكشي 2: 513 / 448، معجم رجال الحديث 19 : 106».
6- رواه الحسين بن سعيد في الزهد: 41 / 11، باختلاف يسير.
7- الكافي 4 : 46 / 1 .
8- نهج البلاغة 1 : 149 / 83 .
9- الخصال : 317 / 99 .
10- الخصال : 325 / 15 .
11- الخصال : 295 / 62 .
12- الخصال : 295 / 63 .
13- الخصال : 336 / 37 .
14- الخصال : 336 / 38 .
15- نهج البلاغة 3 : 232 / 333 .
16- نهج البلاغة 3 : 240 / 367.
17- نهج البلاغة 3 : 241 / 368.
18- الخصال : 103 / 61.
19- الخصال : 103 / 62.
20- الخصال : 105 / 64.
21- الخصال : 104 / 63 .
22- الخصال : 105 / 65، .
23- الخصال : 6 /18 .
24- الخصال :75 / 117 .
25- الخصال : 75 / 118 .
26- الخصال : 79 / 128 .
27- الخصال : 113 / 90 .
28- الخصال : 116 / 95 .
29- الخصال : 116 / 96 .
30- الخصال :123 / 115 .
31- الخصال : 121 / 113.
32- الخصال : 123 / 116 .
33- الخصال : 124 / 120 .