لمّا تمادى معاوية في سياسته الملتوية المناهضة لمصالح المسلمين والمعادية لأهدافهم ، قام أبو الأحرار الإمام الحسين عليه السلام بالإنكار على معاوية ، وأخذ يعمل بشكل مكثف إلى فضح معاوية ، ويدعو المسلمين إلى الانتفاضة والثورة على حكومته .
ونقلت اجهزة الأمن والمباحث في يثرب إلى معاوية هذه النشاطات السياسية المناهضة لحكومته ففزع من ذلك أشدّ الفزع ، ورفع إليه مذكّرة شديدة اللهجة يطلب فيها الكفّ عن معارضته ، وهدّده باتخاذ الاجراءات القاسية ضدّه ان لم يستجب له ، فأجابه أبو الأحرار بجواب شديد اللهجة وضعه فيه على طاولة التشريح ، ونعى عليه سياسته الظالمة التي تفجّرت بكل ما خالف كتاب الله وسنّة نبيّه ، وندّد بما اقترفه من ظلم تجاه الأحرار والمصلحين أمثال حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي ، ورشيد الهجري ، وغيرهم من أعلام الفكر في الوطن الإسلامي.
انّ جواب الإمام أبي الشهداء من ألمع الوثائق السياسية ، فقد وضع الإمام فيها النقاط على الحروف ، وعرض بصورة مفصّلة الأحداث الرهيبة التي جرت أيام حكومة معاوية ، كما حدّد فيها موقفه المتّسم بالثورة على حكومة معاوية (١).
مؤتمر الامام الحسين في مكّة :
وعقد الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام مؤتمراً سياسياً في مكّة المكرّمة حضره جمهور غفير من المهاجرين والأنصار والتابعين ممن شهدوا موسم الحج ، فقام فيهم خطيباً ، وتحدّث ببليغ بيانه عمّا ألمّ بهم وبشيعتهم من ضروب المحن والبلاء في عهد الطاغية معاوية ، وقد روى سليم بن قيس قطعة من خطابه جاء فيه بعد حمد الله والثناء عليه :« أمّا بعد ! فان هذا الطاغية ـ يعني معاوية ـ قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتهم ، وشهدتم ، وانّي أريد أن أسألكم عن شيء ، فان صدقت فصدقوني وان كذبت فكذّبوني ، اسمعوا مقالتي ، واكتبوا قولي ، ثم ارجعوا إلى أمصاركم ، وقبائلكم ، فمن أمنتم من الناس ، ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا ، فانّي أتخوّف أن يدرس هذا الأمر ، ويغلب ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ».
ويقول سُليم بن قيس : وما ترك الحسين شيئاً مما أنزله الله فيهم من القرآن إلاّ تلاه وفسّره ، ولا شيئاً مما قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في أبيه وأخيه ، وفي نفسه وأهل بتيه إلاّ رواه ، وفي كل ذلك يقول أصحابه : اللهم نعم قد سمعنا وشهدنا ، ويقول التابعي : اللهمّ قد حدّثني به من أصدقه ، وأئتمنه من الصحابة ، فقال عليه السلام : أنشدكم الله إلاّ حدّثتم به من تثقون به وبدينه .. » (2).
وكان هذا أوّل مؤتمر سياسي عرفه المسلمون في ذلك الوقت ، فقد شجب فيه الامام سياسة معاوية الهادفة إلى حجب المسلمين عن أهل البيت عليهمالسلام وستر فضائلهم ، وقد دعا الإمام حضّار ذلك المؤتمر إلى إشاعة مآثرهم ، وإذاعة مناقبهم ، وما ورد في حقّهم من النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ليعرف المسلمون النوايا الشريرة التي يبّيتها معاوية ضدّ أهل البيت الذين هم العصب في جسم الأمة الإسلامية.
جواسيس الاُمويِّين على الإمام الحسين (عليه السّلام)
الإمام الحسين (عليه السّلام) له شخصية جذّابة ، ومقام شامخ في وجدان الأمّة الإسلاميّة ؛ ولهذا كانت الشخصيات والوفود في العالم الإسلامي تفد عليه ، وتنهل من فيض علمه ; لأنّه سبط الرسول وريحانته ، ووريث علمه ، ممّا أوجب حقد السلطة الاُمويّة عليه ، والخوف منه ومن نشاطه ؛ ولهذا رُفعت التقارير السرية من قبل عيون وجواسيس معاوية في المدينة المنوّرة حول الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى معاوية في الشام .تقرير مروان بن الحكم إلى معاوية
ومن جملة العيون والجواسيس التي عيّنها معاوية لمراقبة الإمام الحسين (عليه السّلام) هو مروان بن الحكم ، وكان عامل معاوية على المدينة فكتب إليه هذا التقرير : أمّا بعد ، فإنّ عمرو بن عثمان ذكر أنّ رجالاً من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي ، وذكر أنّه لا يأمن وثوبه ، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنّه لا يريد الخلافةيومه هذا ، ولست آمن أن يكون هذا أيضاً لمَنْ بعده ، فاكتب إليّ برأيك في هذا والسلام(3) .
جواب معاوية لمروان
فلمّا وصل هذا التقرير لمعاوية كتب إليه ما يلي : أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك ، وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين ، فإياك أن تتعرّض للحسين في شيء ، واترك حسيناً ما تركك ، فإنّا لا نريد أن نتعرّض له في شيء ما وفى ببيعتنا ، ولم ينازعنا سلطاننا ، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته ، والسّلام(4) .رسالة معاوية إلى الإمام الحسين (عليه السلام)
ثمّ إنّ معاوية كتب رسالة إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) يحذره فيها من الخروج عن طاعته ، وهذه نصها : أمّا بعد ، فقد انتهت إليّ أمور عنك ، إن كانت حقّاً فقد أظنّك تركتها رغبة فدعها ، ولعمر الله إنّ مَنْ أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء ، وإن كان الذي بلغني عنّك باطلاً ، فإنّك أعزلالناس لذلك وعظ نفسك ، فاذكر وبعهد الله أوف ، فإنّك متى ما تنكرني أنكرك ، ومتى ما تكدني أكدك ، فاتق شقّ عصا هذه الأمّة ، وأن يوردهم الله على يديك في فتنة ، فقد عرفت الناس وبلوتهم ، فانظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمّد ، ولا يستخفنّك السفهاء الذين لا يعلمون(5) . *جواب الإمام الحسين (ع) لمعاوية
ولمّا وصل كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) ، أجابه الإمام بجواب لاذع ، يكشف فيه أعمال معاوية المنافية للإسلام وتعاليمه ، وإليك نصّه : (( أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر أنّه قد بلغك عنّي اُمور أنت لي عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ، فإنّ الحسنات لا يهدي لها ، ولا يسدّد إليها إلاّ الله .
وأمّا ما ذكرت أنّه انتهى إليك عنّي , فإنّه إنّما رقاه إليك الملاّقون المشّاؤون بالنميم ، وما أريد لك حرباً ، ولا عليك خلافاً ، وأيم الله إنّي لخائف لله في ترك ذلك ، وما أظنّ الله راضياً بترك ذلك ، ولا عاذراً بدون الإعذار فيه إليك ، وفي اُولئك
القاسطين الملحدين حزب الظلمة ، وأولياء الشياطين .
ألستَ القاتل حجراً أخا كندة ، والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ، وَلا يَخافُونَ في الله لَوْمَةَ لائِم ، ثمّ قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلّظة ، والمواثيق المؤكّدة ، ولا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ، ولا بإحنة تجدها في نفسك ؟
أولستَ قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه ، واصفرّ لونه ، بعدما أمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل ، ثمّ قتلته جرأةً على ربّك ، واستخفافاً بذلك العهد ؟
أولستَ المدّعي زياد بن سميّة المولود على فراش عبيد ثقيف ، فزعمت أنّه ابن أبيك ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « الولد للفراش وللعاهر الحجر » , فتركت سنّة رسول الله تعمّداً ، وتبعت هواك بغير هدى من الله ، ثمّ سلّطته على العراقين يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم ، ويسمل أعينهم ، ويصلبهم على جذوع النخل ، كأنّك لست من هذه الاُأمّة ، وليسوا منك ؟
أولستَ صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سميّة
أنّهم كانوا على دين علي صلوات الله عليه ، فكتبت إليه أن اقتل كلّ مَنْ كان على دين علي ، فقتلهم ومثّل بهم بأمرك ، ودين علي (عليه السّلام) واللهِ الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك ، وبه جلستَ مجلسك الذي جلستَ ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين ؟
وقلت فيما قلت : « انظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمّد ، واتّقِ شقّ عصا هذه الأمّة ، وأن تردهم إلى فتنة » ، وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمّة من ولايتك عليها ، ولا أعلم نظراً لنفسي ولديني ولأمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) علينا أفضل من أن أجاهدك ، فإن فعلتُ فإنّه قربة إلى الله ، وإن تركتُه فإنّي استغفر الله لذنبي ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري .
وقلت فيما قلت : « إنّي إن أنكرتك تنكرني ، وإن أكدك تكدني » ، فكدني ما بدا لك ؛ فإنّي أرجو أن لا يضرّني كيدك فيّ ، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك ؛ لأنّك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك . ولعمري ما وفيتَ بشرط ، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان , والعهود والمواثيق ، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقُتلوا ، ولم تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا ،
وتعظيمهم حقّنا ، فقتلتهم مخافة أمر لعلّك لو لم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا ، أو ماتوا قبل أن يدركوا .
فابشر يا معاوية بالقصاص ، واستيقن بالحساب ، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً ( لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصاها )(6) ، وليس الله بناس لأخذك بالظنّة ، وقتلك أولياءه على التهمة ، ونفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك الناس ببيعة ابنك غلام حَدَث ، يشرب الخمر ، ويلعب بالكلاب ، لا أعلمك إلاّ وقد خسرت نفسك ، وبترت دينك ، وغششت رعيتك ، وأخزيت أمانتك ، وسمعت مقالة السفيه الجاهل ، وأخفت الورع التقي لأجلهم ، والسلام ))(7) .
رسالة معاوية الثانية للإمام الحسين (عليه السّلام)
جواسيس معاوية وعيونه يرفعون التقارير إلى معاوية حول الإمام الحسين (عليه السّلام) , واتصالات الناس به واجتماعه معهم ، ممّا يزيد في غيظ معاوية وحقده على الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فبعث للإمام بهذه الرسالة : إنّ مَنْ أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقداُنبئت أنّ قوماً من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق مَن قد جربت ؛ قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتق الله واذكر الميثاق ؛ فإنّك متى تكدني أكدك ، وإنّي لأظنّ أنّ في رأسك فروة ، فوددت أنّي أدركتها فافغرها لك .
الإمام الحسين (عليه السلام) يردّ على معاوية
فلمّا وصل كتاب معاوية الثاني إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) فتأثّر منه ، وكتب إليه رادّاً عليه بقوله : (( أتاني كتابك ، وأنا بغير الذي بلغك عنّي جدير ، والحسنات لا يهدي لها إلاّ الله ، وما أردت لك محاربة ولا عليك خلافاً ، وما أظنّ أنّ لي عند الله عذراً في ترك جهادك ، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمّة.ثمّ إنّك ولّيت عليهم ابنك وهو غلام يشرب الشراب ، ويلهو بالكلاب ، فخنت أمانتك ، وأخربت رعيتك ، ولم تؤدّ نصيحة ربّك ، فكيف تولّي على أمّة محمّد مَن يشرب المسكر وشارب المسكر من الفاسقين ، وشارب المسكر من الأشرار ؟ وليس شارب المسكر بأمين على درهم فكيف على الأمّة ؟ فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الاستغفار ))(8) .
الاجتماع الأوّل بين معاوية والحسين (عليه السّلام) وعبد الله بن عباس في المدينة
المدينة المنوّرة تشهد اجتماعاً بين معاوية ، والإمام الحسين (عليه السّلام) وعبد الله بن عباس ، حينما جاء معاوية إلى المدينة ; لأخذ البيعة لولده يزيد ، واجتمع مع الإمام الحسين وابن عباس ، وذكر فضائل ولده ، وطلب منهما البيعة له ، فأراد ابن عباس ردّه ، فأشار الإمام الحسين (عليه السّلام) إليه قائلاً : (( على رسلك فأنا المراد ، ونصيبي في التهمة أوفر )) .فأمسك ابن عباس ، فقام الإمام الحسين رادّاً عليه ، وبعد أن حمد الله وصلّى على رسوله قال : (( أمّا بعد يا معاوية ، فلن يؤدّي القائل وإن أطنب في صفة الرسول (صلّى الله عليه وآله) من جميع جزءاً ، وقد فهمتُ ما لبستَ به الخلف بعد رسول الله من إيجاز الصفة ، والتنكّب عن استبلاغ البيعة ، وهيهات هيهات يا معاوية ! فضح الصبحُ فحمةَ الدُجى ، وبهرت الشمس أنوار السُّرج ، ولقد فضلتَ حتّى أفرطتَ ، واستأثرتَ حتّى أجحفت ، ومنعتَ حتّى بخلتَ ، وجِرتَ حتّى جاوزتَ ، ما بذلت لذي حقّ من أتمّ حقّه بنصيب حتّى أخذ الشيطان حظّه الأوفر ، ونصيبه الأكمل .
وفهمتُ ما ذكرته عن يزيد من اكتماله ، وسياسته لأمّة محمّد ، تريد أن توهم الناس في يزيد كأنّك تصف محجوباً ، أو تنعت غائباً ، أو تُخبر عمّا كان ممّا احتويته بعلم خاصّ ، وقد دلّ يزيد من نفسه على مواقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش ، والحمام السبق لأترابهنّ ، والقينات ذوات المعازف ، وضروب الملاهي تجده ناصراً ، ودع عنك ما تحاول ، فما أغناك أن تلقى الله بوزر هذا الخلق ، بأكثر ممّا أنت لاقيه .
فوالله ما برحت تقدر باطلاً في جور ، وحنقاً في ظلم حتّى ملأتَ الأسقية ، وما بينك وبين الموت إلاّ غمضة ، فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود ، ولات حين مناص !
ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر ، ومنعتنا عن آبائنا ، ولقد لعمر الله أورثنا الرسول (صلّى الله عليه وآله) ولادةً ، وجئت لنا بها ما حججتم به القائم عند موت الرسول ، فأذعن للحجّة بذلك ، وردّه الإيمان إلى النصف ، فركبتم الأعاليل ، وفعلتم الأفاعيل ، وقلتم كان ويكون ، حتّى أتاك الأمر يا معاوية من طريق كان قصدها لغيرك ، فهناك فاعتبروا يا اُولي الأبصار .
وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وتأميره
له ، وقد كان ذلك ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له ، وما صار لعمرو يومئذ حتّى أنف القوم إمرته ، وكرهوا تقديمه ، وعدّوا عليه أفعاله ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : لا جرم معشر المهاجرين ، لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري .
فكيف يُحتج بالمنسوخ من فعل الرسول في أوكد الأحوال وأولاها بالمجتمع عليه من الصواب ؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابع وحولك مَنْ لا يؤمن في صحبته ولا يعتمد في دينه وقرابته ؟ وتتخطّاهم إلى مسرف مفتون تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي في دنياه ، وتشقى بها في آخرتك ، إنّ هذا لهو الخسران المبين ، واستغفر الله لي ولكم ))(9) .
الاجتماع الثاني بين معاوية والإمام الحسين (عليه السّلام) في مكة المكرّمة
أخذ معاوية يمهّد الجو لخلافة ولده يزيد ، وأخذ البيعة له عن طريق الإغراء والإكراه ، وجاء إلى مكّة المكرّمة لهذا الغرض ، واجتمع اجتماعاً خاصّاً مع الإمام الحسين (عليه السّلام) ، قائلاً له :يا أبا عبد الله ، اعلم أنّي ما تركت بلداً إلاّ وقد بعثت إلى أهله فأخذت عليهم البيعة ليزيد ، وإنّما أخّرت المدينة ; لأنّي قلت هم أصله وقومه وعشيرته ، ومَنْ لا أخافهم عليه ، ثمّ إنّي بعثت إلى المدينة بعد ذلك فأبى بيعته مَنْ لا أعلم أحداً هو أشدّ بها منهم ، ولو علمت أنّ لأمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) خير من ولدي يزيد لما بعثت له .
فقال له الحسين (عليه السّلام) : (( مهلا يا معاوية ! لا تقل هكذا , أنا والله أحقّ بها منه ؛ فإنّ أبي خيرٌ من أبيه ، وجدّي خير من جدّه ، واُمّي خير من اُمّه ، وأنا خير منه )) .
فقال معاوية : أمّا ما ذكرت أنّ جدّك خير من جدّه فصدقت , رسول الله (صلّى الله عليه وآله) خير من أبي سفيان ؛ وأمّا ما ذكرت أنّ أمّك خير من اُمّه فصدقت ، فاطمة بنت رسول الله خير من بنت بحدل ؛ وأمّا ما ذكرت أنّ أباك خير من أبيه ، فله سابقة وفضل وقرابة من الرسول ليست لغيره من الناس , ولكن قارع أبوك أباه فقضى الله لأبيه على أبيك ؛ وأمّا ما ذكرت أنّك خير منه ، فهو والله خير لأمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) منك .
فقال الحسين (عليه السّلام) : (( مَن خير لاُمّة محمّد ؟ يزيد الخمور والفجور ؟! )) .
فقال معاوية : مهلاً أبا عبد الله ! فإنّك لو ذُكرتَ عنده لما ذَكر منك إلاّ حسناً .
فقال الحسين (عليه السّلام) : (( إنْ علم منّي ما أعلمه منه أنا فليقل فيّ ما أقول فيه )) .
فقال له معاوية مهدّداً : أبا عبد الله ، انصرف إلى أهلك راشداً ، واتق الله في نفسك ، واحذر أهل الشام أن يسمعوا منك ما قد سمعتُه ؛ فإنّهم أعداؤك وأعداء أبيك .
فانصرف الحسين (عليه السّلام) إلى منزله(10) .
بين معاوية وواليه على المدينة سعيد بن العاص
عزل معاوية مروان بن الحكم من ولايته على المدينة المنوّرة واستبدل به سعيد بن العاص ; لكي يحكم البيعة لولده يزيد ، وإجبار شخصيات أهل المدينة على ذلك .وبعد أن استلم الولاية على المدينة ، كتب إلى معاوية هذه الرسالة : أمّا بعد ، فإنّك أمرتني أن أدعو الناس لبيعة يزيد ابن أمير المؤمنين ، وأن أكتب إليك بمَنْ سارع ممّن أبطأ ، وإنّي
أخبرك أن الناس عن ذلك بطاء ، لاسيما أهل البيت من بني هاشم ؛ فإنّه لم يجبني منهم أحد ، وبلغني عنهم ما أكره ، وأمّا الذي جاهر بعداوته وإبائه لهذا الأمر فعبد الله بن الزبير ، ولست أقوى عليهم إلاّ بالخيل والرجال ، أو تقدم بنفسك فترى رأيك في ذلك ، والسّلام(11) *معاوية يخدع ويمكر
اجتمع معاوية في مكة المكرّمة مع المعارضين لبيعة ولده يزيد ، وهم : الإمام الحسين (عليه السّلام) ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الرحمان ابن أبي بكر ، فهدّدهم وأنذرهم بالقتل ، وجعل على رأس كلّ واحد منهم رجلين من حرّاسه يحملان السيف ، قائلاً : إن تكلّموا هؤلاء بكلمة أو تعقيباً على كلامه ، فاضربوا أعناقهم جميعاً ، ثمّ قال معاوية للحسين والنفر المعارض معه : فإنّي قد أحببت أن أتقدّم إليكم ؛ إنّه قد أعذر مَنْ أنذر ، إنّي كنت أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذّبني على رؤوس الناس فأحتمل ذلك وأصفح ، وإنّي قائم بمقالة ، فأقسم
بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتّى يسبقها السيف إلى رأسه ، فلا يبقينّ رجل إلاّ على نفسه .
حرّاس معاوية يمتثلون أوامره
ثمّ تكلّم حرّاس معاوية بعد أن وضعوا أيديهم على سيوفهم ، قائلين له : يا أمير المؤمنين ، ما هذا الذي تعظّمه من أمر هؤلاء الأربعة ؟ ائذن لنا أن نضرب أعناقهم ؛ فإنّا لا نرضى أن يبايعوا سرّاً ، ولكن يبايعوا جهراً حتّى يسمع الناس أجمعون .فأجابهم معاوية قائلاً : سبحان الله ! ما أسرع الناس بالشرّ ، وما أحلى بقاءهم عندهم ! اتقوا الله يا أهل الشام ولا تسرعوا إلى الفتنة ؛ فإنّ القتل له مطالبة وقصاص .
معاوية يخطب أمام الناس مخادعاً
ثمّ إنّ معاوية قام ورقى المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يبتزّ أمر دونهم ، ولا يُقضى إلاّ عن مشورتهم ، وإنّهم قد رضوا وبايعواليزيد ، فبايعوا على اسم الله . فبايع الناس ، وكانوا يتربّصون بيعة هؤلاء النفر ، ثمّ ركب رواحله وانصرف إلى الشام .
وجاء أهل مكة إلى هؤلاء الأربعة وقالوا لهم : لماذا رضيتم وبايعتم ؟ فأجابهم الإمام الحسين (عليه السّلام) بقوله : (( لا والله ما بايعنا , ولكنّ معاوية خدعنا وكادنا ببعض ما كادكم به )) . ثمّ صعد المنبر وتكلّم بكلام : (( وخشينا إن رددنا مقالته عليه أن تعود الفتنة جذعاً ، ولا ندري إلى ما يؤول أمرنا ، فهذه قصّتنا معه ))(12) .
الإمام الحسين (عليه السّلام) يمهّد لثورته في أيام معاوية
في سنة 57 هجرية أعلن معاوية ولاية العهد لولده ، وأخذ البيعة له ، وأراد بهذا الإعلان أن يمهّد لإمبراطورية اُمويّة لأسرته وعشيرته ، ممّا حدى بالمؤمنين الملتزمين بخطّ الشريعة الإسلاميّة أن يعلنوا معارضتهم لهذا التعيين والتنصيب .وفي طليعتهم الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فأخذ يمهّد
الجو للمعارضة بمختلف الطرق السلمية وغيرها ، فجاء إلى مكة ; لأداء فريضة العمرة والحجّ ، وعقد مؤتمراً عاماً في منى ، وحضره ما يُقارب ألف نفر ، وكان هذا الجمع يمثّل كافة الطبقات من صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، والتابعين ، ومن بني هاشم ، وشيعته ، ومواليه .
فقام (عليه السّلام) خطيباً فيهم ، معلناً جرائم الحكم الاُموي المغاير للكتاب والسنّة ، وفي نفس الوقت مبيناً فضائله وفضائل أهل البيت (عليهم السلام) ، وأحقيتهم بالحكم والخلافة ، وإليك نصّه : (( أمّا بعد ، فإنّ هذا الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ، ورأيتم وشهدتم وبلغكم ، وإنّي أريد أن أسألكم عن أشياء ، فإن صدقت فصدّقوني ، وإن كذبت فكذّبوني ، اسمعوا مقالتي ، واكتموا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم مَنْ آمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون ؛ فإنّي أخاف أن يندرس هذا الحقّ ويذهب ، والله متم نوره ولو كره الكافرون )) .
قال سُليم : فكان فيما ناشدهم الحسين (عليه السّلام) وذكّرهم أنّ قال : (( اُنشدكم الله أتعلمون أنّ علي بن أبي طالب كان أخا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين آخى بين أصحابه ، فآخى بينه وبين نفسه وقال : أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ؟
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( اُنشدكم الله هل تعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ، ثمّ ابتنى فيه عشرة منازل تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لأبي ، ثمّ سدّ كلّ باب شارع إلى المسجد غير بابه ، فتكلّم في ذلك مَنْ تكلّم فقال (صلّى الله عليه وآله) : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ، ولكنّ الله أمرني بسدّ أبوابكم وفتح بابه . ثمّ نهى الناس أن يناموا في المسجد غيره ، ومنزله في منزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فولد لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) وله فيه أولاد ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( أفتعلمون أنّ عمر بن الخطّاب حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله إلى المسجد فأبى عليه ، ثمّ خطب (صلّى الله عليه وآله) فقال : إنّ الله أمرني أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه غيري وغير أخي وابنيه ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( اُنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نصّبه يوم غدير خم ، فنادى له بالولاية وقال : ليبلّغ الشاهد الغائب ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( اُنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال له في غزوة تبوك : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، وأنت ولي كلّ
مؤمن بعدي ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( اُنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين دعا النصارى من أهل نجران إلى المباهلة ، لم يأت إلاّ به وبصاحبته وابنيه ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( اُنشدكم الله أتعلمون أنّه دفع إليه اللواء يوم خيبر ، ثمّ قال : لأدفعه إلى رجل يحبّه الله ورسوله ، ويحبّ الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، يفتحها الله على يديه ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعثه ببراءة ، وقال : لا يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لم تنزل به شدّة قط إلاّ قدّمه لها ؛ ثقة به ، وأنّه لم يدعه باسمه قطّ إلاّ أن يقول : يا أخي ، وادعو لي أخي ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قضى بينه وبين جعفر وزيد ، فقال له : يا علي أنت منّي وأنا منك ، وأنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( أتعلمون أنّه كانت له من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كلّ يوم خلوة ، وكلّ ليلة دخلة ، إذا سأله أعطاه ، وإذا سكت أبداه ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فضّله على جعفر وحمزة ، حين قال لفاطمة (عليها السلام) : زوجتك خير أهل بيتي ، أقدمهم سلماً ، وأعظمهم حلماً ، وأكثرهم علما ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : أنا سيد ولد آدم ، وأخي علي سيد العرب ، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنّة ، وابناي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أمره بغسله ، وأخبره أن جبرئيل يعينه عليه ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : (( أتعلمون أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال في آخر خطبة خطبها : إنّي تركت فيكم الثقلين ؛ كتاب الله وأهل بيتي ، فتمسكوا بهما لن تضلوا ؟ )) .
قالوا : اللّهمّ نعم .
فلم يدع شيئاً أنزله الله في علي بن أبي طالب (عليه السّلام) خاصّة ، وفي أهل بيته من القرآن وعلى لسان نبيه (صلّى الله عليه وآله) إلاّ ناشدهم فيه ، فيقول الصحابة : اللّهمّ نعم ، قد سمعنا . ويقول التابعي : اللّهم قد حدّثنيه مَن أثق به فلان وفلان . ثمّ ناشدهم أنّهم قد سمعوه (صلّى الله عليه وآله) يقول : (( مَنْ زعم أنّه يحبّني ويبغض علياً فقد كذب ، ليس يحبّني وهو يبغض
علياً )) . فقال له قائل : يا رسول الله , وكيف ذلك ؟ قال : (( لأنّه منّي وأنا منه ، مَنْ أحبّه فقد أحبني ، ومَن أحبّني فقد أحب الله ، ومَنْ أبغضه فقد أبغضني ، ومَنْ أبغضني فقد أبغض الله )) . فقالوا : اللّهمّ نعم ، قد سمعنا . وتفرقوا على ذلك(13) .
بين يزيد بن معاوية وواليه على المدينة
فلمّا امتنع الحسين (عليه السّلام) عن مبايعة يزيد بن معاوية ، كتب واليه على المدينة الوليد بن عتبة كتاباً جاء فيه : بسم الله الرحمن الرحيم . إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين ، من الوليد بن عتبة بن أبي سفيان . أما بعد ، فإنّ الحسين بن علي ليس يرى لك خلافةً ولا بيعة فما رأيك في أمره ، والسلام .
فلمّا وصل الكتاب إلى يزيد بن معاوية ، أرسل إليه جوابه : أمّا بعد ، فإذا أتاك كتابي هذا ، فعجّل عليّ بجوابه ، وبيّن لي في كتابك كلّ مَنْ في طاعتي ، أو خرج عنها ، ولكن مع الجواب رأس الحسين بن علي ، والسلام(14) .
هلاك معاوية :
واستقبل معاوية الموت ، ونفسه قلقة ومضطربة مما اقترفه من الأحداث الجسام التي باعدت بينه وبين الله ، فكان يقول متبرّماً : ويلي من ابن الأدبر ـ يعني حجر بن عدي ـ ان يومي منه لطويل ، نعم ان يومه لطويل وان حسابه لعسير أمام الله لا في حجر فقط ، وانّما لدماء المسلمين التي سفكها بغير حقّ ، فقد قتل عشرات الآلاف من المسلمين .
وأشاع في بيوتهم الثّكل والحزن والحداد
وهو الذي حارب دولة الإسلام ، وأقام الدولة الأموية التي اتخذت مال الله دولاً ، وعباد الله خولاً
وهو الذي سلّط على المسلمين عصابة من أشرار خلق الله أمثال زياد بن أبيه الذي أمعن في إذلال المسلمين ، وظلمهم بغير حقّ
وهو الذي استخلف من بعده ولده يزيد صاحب الأحداث والموبقات في الإسلام ، وشبيه جدّه أبي سفيان في اتجاهاته وميوله المعادية لله ولرسوله
وهو الذي دسّ السمّ إلى ريحانة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وسبطه الإمام الزكي أبي محمد عليه السلام
وهو الذي أعلن سبّ أهل البيت : على المنابر ، وجعل ذلك جزءاً من حياة المسلمين العقائدية إلى غير ذلك من الموبقات التي اقترفها والتي تجعل حسابه شاقاً وعسيراً أمام الله.
وعلى أيّ حال فقد هلك معاوية فأهون به هالكاً ومفقوداً فقد انكسر باب الجور ، وتضعضعت أركان الظلم ، كما أبّنه بذلك الزعيم العراقي الكبير يزيد بن مسعود النهشلي
أما خليفته وولي عهده يزيد فلم يكن حاضراً عند وفاته ، وإنما كان مشغولاً برحلات الصيد وعربدات السكر ونغمة العيدان.
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حكومة معاوية التي هي أثقل كابوس مرّ على العالم الإسلامي في ذلك العصر ، وقد شاهد سيّدنا أبو الفضل العباس عليه السلام المآسي الرهيبة التي دهمت المسلمين في ظلال هذا الحكم.
المصادر :
1- نصّ الرسالة ذكرها ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ / ١٨٩ والكشي في رجاله.
2- حياة الإمام الحسين ٢ : ٢٢٨ ـ ٢٢٩.
3- انظر ناسخ التواريخ م6 ج1 / 254 .
4- المصدر نفسه .
5- المصدر نفسه / 255 .
6- سورة الكهف / 49 .
7- انظر ناسخ التواريخ م ج1 / 257 ـ 258 .
8- تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) / 197 ، دعائم الإسلام 2 / 132 , 468 ، موسوعة كلمات الحسين (عليه السّلام) / 258 ، تحقيق منظمة الإعلام الإسلامي .
9- الإمامة والسياسة 1 / 186 ، أعيان الشيعة 1 / 583 ، الغدير 10 / 248 ، تأريخ اليعقوبي 2 / 228 .
10- انظر مجمل ذلك في كتاب الإمامة والسياسة 1 / 189 ، والغدير 10 / 250 ، ومجمع الزوائد 5 / 198 .
11- الغدير 10 / 239 ، موسوعة كلمات الإمام الحسين / 252 .
12- الفتوح ـ ابن أعثم 4 / 348 ، موسوعة كلمات الإمام الحسين / 269 .
13- انظر ناسخ التواريخ م6 ج1 / 11 ـ 12 ، الغدير 1 / 198 ، وكتاب سليم بن قيس / 6 .
14- ناسخ التواريخ م6 ج1 / 391 .